الخميس، 6 مارس 2014

ضد أعراف تتلكأ إلى سيدتي المرأة في عيدها الأممي/ ذ. محمد رحو

ضد أعراف تتلكأ
إلى سيدتي المرأة في عيدها الأممي


 
محمد رحو
عيونك منذورة للصفاء
وقلبي مثقل بالغيوم
هل تعلمين
لست من زمرة الذين
ما أن يستحضر خيالهم السقيم
تاء التأنيث
أو نون النسوة
حتى ينتعض حرفهم الجنسي
ليهتاج ذئبهم الكامن
لافتراس الجسد المزهر
ملء حقول النور!
أنا صبك المنسي
منذ سديم العصور
لكم خضتُ يم المعاناة
حتى رأيتٌ قعر آلامك
لأنحت جماليات العصيان
على جدارية الإذعان
لكل ما صاغه رفاقي الذكور
من مكر وغدر و مجون!!
أنا الذي رأيتهم يتعجرفون
منذ نضبت روح الميزان
ضد مؤشرات انعتاقك
من أقصى الأصقاع تدفقوا
مبجلين(ضريح) البهتان
مناهضين صوت أعماقك!
***
سيدتي الصابرة المعطاء
لكم كابدتُ وكابدتُ
منذ اخترتُ خندقك المقاوم
مقالب عشاقك الكذبة
عشاقك المولعون بالكذب
عشاقك الأولع بالكذب
من شيخهم الماجن المكبوت!
لآتيك في الهزيع الأخير
من ليل الطريق للنهار
عاريا و داميا
كما رمتني أمي البسيطة
فوق تضاريس الخريطة
ضد أعراف تتلكأ
في نفي الميز بعيدا
عن أمنا/البسيطة!
-------------------------------
 خص الأستاذ محمد رحو "مدونة سيدي سليمان" بهذه القصيدة

السبت، 1 مارس 2014

بؤس المسرح بالمغرب/ ذ. العباس جدة

بؤس المسرح بالمغرب
       إن الفراغ المهول والبؤس الفني والضحالة الفكرية وعدم القدرة على الإبداع وخلق أشكال فنية جديدة ومتطورة، كل هذه العيوب لا تتحملها الدولة لوحدها، وإنما الفنان المسرحي هو المسؤول  الأول على محنته ورداءة إنتاجه وفقره الفني والفكري

العباس جدة(*)
هل يجوز الحديث عن مسرح مغربي متميز؟ والى أي حد يمكن الحديث عن حركة مسرحية نشيطة، متجددة وواعدة؟ 
الأكيد هو أن المسرح ببلادنا يعيش أزمة ويعاني من بؤس شديد على مستوى الإنتاج والكم وبؤس على مستوى الكيف والإبداع. فلماذا لم يستطع المسرح فرض حضوره على المتلقي وفي الساحة الفنية والثقافية وأن يستقطب عددا لا بأس به من المهتمين والمعجبين؟
يردد المهتمون بالمسرح والممارسون أن السبب الرئيسي في تردي النشاط المسرحي، هو إهمال الدولة لهذا القطاع وعدم تشجيع وزارة الثقافة للمسرحيين بخلق فرص للعمل وتشييد مسارح صالحة للعرض ودعم الفرق العاملة بمنح مالية كافية وإنشاء معاهد للتكوين إلى غير ذلك. 
لكن إلى أي حد يصدق هذا القول؟ وهل يمكن الجزم بأن الدولة هي المسؤولة الوحيدة على اندحار الفعل المسرحي ورداءة الكثير من الإنتاجات المسرحية بما في ذلك الأعمال المدعمة من طرف وزارة الثقافة؟
        صحيح أن الدولة بجميع قطاعاتها معنية بالفعل المسرحي ومن المؤكد أن المسرح لا يمكن أن يشهد انطلاقته الحقيقية إلا إذا اعتنت به كل الوزارات القريبة أو المسؤولة المباشرة على الفعل الفني والثقافي كوزارة التربية الوطنية ووزارة الشباب والاتصال والثقافة... كل هذا صحيح غير أننا نغالي، نحن المسرحيون في توجيه اللوم للآخر، إذا لم نتحل  بالشجاعة لممارسة نقد ذاتي من حين لآخر، وذلك من أجل  تقييم قدراتنا ومؤهلاتنا الفنية ومراجعة أدواتنا وتصوراتنا. غير أننا نصر على تجاهل أهمية الأمر، وكل واحد منا يتوهم نفسه المسرحي أو الكاتب أو المخرج أو الممثل الأول والوحيد في هذه البلاد.
       إن الفراغ المهول والبؤس الفني والضحالة الفكرية وعدم القدرة على الإبداع وخلق أشكال فنية جديدة ومتطورة، كل هذه العيوب لا تتحملها الدولة لوحدها، وإنما الفنان المسرحي هو المسؤول  الأول على محنته ورداءة إنتاجه وفقره الفني والفكري.
      كيف تتجلى إذن هذه العوامل الذاتية التي تعوق سيرورة وتطور المسرح؟
        إن الممثلين يشتغلون  والمخرجون يشتغلون في غياب المؤلف وفي غياب النص المسرحي الحقيقي. والواقع أننا لا نتوفر على مؤلفين مسرحيين. لا وجود لكتاب مسرحيين ببلادنا. ومهما جادل الممثل أو المخرج أو الناقد في مدى أهمية النص المكتوب أو عدم أهميته في بناء العرض المسرحي، فإن المسرح  لا يكون بدون نص  أدبي مكتوب. وحتى النصوص المعتمدة في العروض، هي كل شئ إلا المسرحية، لأنها بعيدة عن الصياغة الفنية وعن الكتابة المسرحية الدرامية بما تستوجبه من حوارات ذكية وحبكة فنية متينة وشخصيات مرسومة بدقة وعمق إنساني وصراع درامي مشوق، إلى غير ذلك من العناصر والمقومات التي تضمن المتعة الفنية والفرجة النصية أولا، قبل الفرجة الركحية.
        علاوة على غياب النص المسرحي، يمكن التأكيد أيضا على غياب مخرجين حقيقيين يملكون مشروعا فنيا ويؤمنون برؤية فنية جديدة وأصيلة للإنتاج المسرحي والفعل الدرامي، ولهم القدرة والكفاءة على تجسيد هذه الرؤية وإبرازها بأبسط الوسائل وبأقل الإمكانيات واعتمادا فقط على حضور الممثل وحسن إدارته. فالمخرج المبدع ليس هو الذي يشترط وسائل وتقنيات معقدة من إضاءة وملابس وديكور وموسيقى، وإنما هو الذي يجيد إدارة الممثلين، وقبل ذلك  اختيار النص المسرحي الجيد والعمل على ترجمة دلالاته وإبراز معانيه بلغة فنية جميلة تقوم على الإيحاء والرمز والتلميح وليس على الإبهار والخطاب المباشر.
        الحديث عن المخرج يستدرجنا بالضرورة إلى القول عن الممثل بوصفه الدعامة الأولى والأخيرة لكل عرض مسرحي ناجح. إن الممثل هو خالق الفرجة ومبدع العرض بامتياز. إلا أن التشخيص هو فن ومهنة ويتعين على كل ممثل موهوب، أن يكون مدركا لضوابطه ومتمرسا على تقنياته. التشخيص موهبة أولا وتقنية ثانيا، أو مهنة يمتلكها الممثل بالمراس العنيد على خشبة المسرح وأمام الجمهور. وليس كل من وقف على الركح وتلفظ بعبارة أو عبارتين يعتبر ممثلا. ويمكنني أن أجزم بأن أغلب ممثلينا لا يجيدون فن الإلقاء ولا يحسنون نطق الكلمات ولا يسعفهم جسدهم على الحركة  ولا يتمرنون بما فيه الكفاية على أدوارهم، بل إن الغالبية منهم لا تدرك معنى لفظ "تشخيص"، فيعتقدون بأن الإكثار من الصراخ والحركة والإيماءات والتركيز على بعض العبارات الساقطة والمبتذلة هي التي ستكسبهم ود الجمهور ورضاه.
       أخيرا، إن الممارسة المسرحية تفترض أدبيات وأخلاقيات، يتعين على كل فنان حقيقي  أن يتحلى بها والحرص على العمل بها ، وعلى رأس هذه المسلكيات الفنية  الإحساس بالمسؤولية والجدية في العمل والحس الجماعي  والالتزام بالفعل المسرحي الذي هو بالأساس عمل جماعي. والواقع أن غياب هذه الأدبيات هو بالذات ما ينخر الذات المسرحة ببلادنا. فلا مسرح بدون أخلاق وبدون الخضوع لعمل الجماعة وبدون احترام الآخر. فما يطبع العلاقة بين المسرحيين المغاربة هو التجاهل والنفي والإقصاء وبالتالي تتضخم أناة الفنان فيسقط في العجرفة،  وتكبله خيوط الغرور القاتل ويمسي ضحية النرجيسة الضيقة.
----------------------
(*) كاتب ومخرج مسرحي أستاذ الفلسفة، وقد خص "مدونة سيدي سليمان" بهذه المساهمة القيمة.


بسبب تردي الوضع الأمني بسيدي سليمان الحزب الاشتراكي الموحد يصدر بيانا ويراسل المسؤولين.

بسبب تردي الوضع الأمني بسيدي سليمان الحزب الاشتراكي الموحد يصدر بيانا ويراسل المسؤولين.

مصطفى لمودن
أصدر الحزب الاشتراكي الموحد بسيدي سليمان بيانا عنونه ب" إقليم سيدي سليمان يئن تحت وطأة الجريمة"، وقد "تدارس التدهور الخطير الذي يعرفه الوضع الأمني بالإقليم الذي كان مسرحا لما يناهز 10 جرائم قتل في ظرف أيام قليلة، بالإضافة إلى عدة حالات اغتصاب واعتداءات متكررة بالأسلحة البيضاء على المواطنات والمواطنين وانتشار العصابات وتفشي مختلف أنواع الإجرام وتنامي الاتجار في المواد المخدرة بمختلف أنواعها، الشيء الذي ترتبت عنه حالة عامة من الاستياء والذعر لدى السكان الذين أصبحوا غير مطمئنين على أرواحهم وممتلكاتهم." حسب نفس البيان، ويضيف رفاق نبيلة منيب بأن الحزب "يعي أن الأسباب العميقة لتنامي الإجرام في الإقليم تكمن في تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لسكانه، وخاصة منهم الشباب، ليحمل المسؤولية كذلك في هذا التسيب للأجهزة الأمنية والإدارية المقصرة في القيام بواجبها في حماية المواطنين وممتلكاتهم، هذه الأجهزة التي لا تشتكي لا من نقص الموارد البشرية ولا الوقت ولا الوسائل اللوجستيكية عندما يتعلق الأمر بتتبع خطوات المناضلين، وإهدار الطاقات في رصد تفاصيل أنشطة الإطارات المناضلة."، ليعتبر الحزب أن الأمر اتخذ منحا مقلقا، وليطالب "الأجهزة الأمنية (أن)تطلع بمسؤولياتها كاملة في القيام بأدوارها الطبيعية بالسهر على ضمان أمن المواطنات والمواطنين وحمايتهم في أبدانهم وممتلكاتهم وإرساء مبدأ تساوي الجميع أمام القانون بما ينسجم مع المبادئ الكونية لحقوق الإنسان .كما أشار البيان إلى ضرورة " وضع برنامج اقتصادي واجتماعي تنموي حقيقي ومتكامل كفيل بضمان العيش الكريم وتوفير التعليم، والصحة، والسكن، والبنيات الثقافية والرياضية والفنية للشباب كي يفرغ طاقته فيما هو مفيد."، وقد راسل الحزب في نفس الموضوع كلا من وزير العدل ووزير الداخلية والمدير العام للأمن الوطني ووالي جهة الغرب الشراردة بني أحسن وعامل إقليم سيدي سليمان، " ليحملهم المسؤولية فيما قد يترتب عن تفاقم هذه الأوضاع من عواقب، الجميع في غنى عنها، في حالة عدم تدخلهم الفعلي والعاجل لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة." وفق البيان نفسه..





الأحد، 16 فبراير 2014

سيدي سليمان تستفيق "بين المابين" لتعانق في واحة احتفالية "صحراء جانوس" محمد صولة/ ذ. توفيق بوشاري

سيدي سليمان تستفيق "بين المابين" لتعانق في واحة احتفالية  "صحراء جانوس" محمد صولة
 Affichage de DSCN4070.JPG en cours...
توفيق بوشري
أقصى ما يمكن أن تطمح إليه في سيدي سليمان.. تفاصيل بسيطة لتتنفس هواء منعشا.. قبل أن تصدمك بموتها المأجور.. ولكنها أحيانا تتمرد.. لتميط اللثام عن مكنوناتها.. فتفتضحها للراغبين في الفضول الممتع.. هذا ما نجحت فيه "جمعية أفق للثقافة والإبداع" الوليدة بشراكة و"جمعية النبراس للتنمية والنهوض بالتمدرس".. عندما نظمتا يوم الجمعة 7 فبراير 2014 قراءات في رواية الكاتب الدكتور محمد صولة الجديدة: "صحراء جانوس.. بين المابين.." احتضنها فضاء دار الشباب بسيدي سليمان.. جهة الغرب الشراردة بني احسن..
بدأت الاحتفالية حوالي الساعة السادسة مساء.. بمشاركة كل من الأساتذة: عبد الهادي الزوهري، عماد أحيطور، عبد الحق الشنوفي، عبد السلام لعبيسي، مصطفى لمودن، خالد زروال.. نشطها ورأسها الأستاذ عبد الاله الأنصاري..
في كلمة التقديم تناول عبد الاله الأنصاري الفعل الثقافي عامة ليصل إليه خاصة في مدينة سيدي سليمان في شخص ابنها البار محمد صولة من خلال عمله الروائي الثاني.. معرجا على مساره الأدبي ومنجزاته الابداعية وكذا التعريف به، هو من مواليد 1960، حصل على إجازة في الأدب العربي بفاس 1986، ثم شهادة استكمال الدروس العليا المعمقة بفاس 1993، نال بعدها دكتوراه في الأدب العربي الحديث بفاس 2003.. عضو اتحاد كتاب المغرب، له العديد من الأعمال، منها:
في المسرح: أورفيوس في مماليك الظلام ـ حكاية صاحب الرأس المقطوع...
في الشعر: اشتعال الدم.
في الدراسات المسرحية: تمجيد المسرح.. دراسة تحليلية...
في الرواية: لهاث الذاكرة ـ تضاريس الهواء المر أول التيه...
في القصة: اللعب مع العمق، قصص قصيرة جدا...
بعد التقديم، أعطى المنشط الكلمة لكل من الجمعيتين المنظمتين للتظاهرة، فكانت فرصة ل"جمعية أفق للثقافة والإبداع" للتذكير بأهداف مثل هذه النشاطات والذي يتمثل في تنمية الفكر والثقافة والانتصار للإبداع سواء محليا، جهويا أو وطنيا وخلق التواصل الضروري مع القارئ والناقد لدعم هذا الهدف النبيل، وفي نفس المنحى كانت كلمة جمعية النبراس للتنمية والنهوض بالتمدرس، التي أثنت على المبادرة ونوهت بمحمد صولة كعلم من أعلام المدينة وتحدثت عن اختياره لعالم الكتابة ليخلد ويخلد أثره وكلمته مصداقا لقولة بلانشي: "اكتب لكي لا تموت..".
تفاعل الحاضرون بحماس واهتمام.. كما لو كانوا يتأهبون ويستعدون للقراءات النقدية والانطباعية الجمالية.. إنها لحظات متوقفة من زمن ضائع.. استغلها الأستاذ عبد الاله ليعطي الضوء الملون بالسحر للقراءات:
فكانت القراءة الأولى بقلم الأستاذ عبد الهادي الزوهري:
تناول فيها الأبعاد الدلالية في ثيمتي الغربة والمنفى والعودة إلى الوطن في صحراء جانوس.. ومن خلال تحليله لمقاطع من الرواية أكد هيمنة الثيمتين في الرواية وحضورهما بقوة في فضاءاتها.. وفي حيوات شخوصها..
أما القراءة الثانية والتي أنجزها الأستاذ عماد أحيطور، فقد جاءت جمالية بامتياز باعترافه، إنها قراءة عاشقة كمشروع للرؤية السردية المميزة في الرواية والمختلفة عن السرد التقليدي العادي..
القراءة الثالثة خصصها الأستاذ عبد الحق الشنوفي لعتبات النص الروائي.. بحيث تناول عنوان الرواية بالتحليل، فبين أنه جاء جملة اسمية: "صحراء جانوس.." مركب من أصل وفرع ويحيل على تفاعل حكيم ومتبصر، صحراء أتت نكرة دلالة على التعميم واللاتحديد لفضاء طبيعي ممتد وشاسع ورمز للقحط والجفاف ما يجعله مكانا مخيفا.. ثم "جانوس": وهو لفظ غريب مسمى لشخصية أسطورية خارقة عبارة عن إله مكلف بحراسة أبواب السماء.. وبالتالي فإن التوليف يحول الصحراء إلى مفهوم مجازي.. بمعنى صحراء ثقافية معرفية تعبيرا عن القيم والأبعاد المجتمعية..
فيم عادت القراءة الرابعة للأستاذ عبد السلام لعبيسي.. لمناولة أبعاد الاغتراب في "صحراء جانوس.."، فتحدث عن تجليات ومرجعيات الكتابة والاغتراب وهيمنتها كثيمة أساس في الرواية، وركز في طرحه على كون هذه الثيمة مستفزة للقراءات وتفتح أفق المتلقي على البحث عن الأجوبة والتفاعل والتجربة..
القراءة الخامسة كانت بقلم الأستاذ مصطفى لمودن، عنونها بـ: "الرواية المشكلنة"، ورصد من خلالها تنوعات الأنا وتشكلاتها وتعددها داخل النص، وأبرز في متن النص بعض مظاهر تداخلات السارد بين الأنا والذات والآخر.. وسماها باللعبة الفكرية السردية التي تحدث لدى القارئ زوبعات وجودية وتفكيرية إيجابية.. وتتشعب هذه اللعبة بحضور لافت لشخصيات حقيقية من كتاب وشعراء وشخصيات سياسية وعناوين كتب ومسرحيات وفيلم سينمائي... تتمازج وتبادل الأدوار بين الشخصيات وذواتها والآخر... لتحقق متعة عقلية إلى المتعة السردية.. كما أشار إلى أن هذا الحضور المتنوع يبين أن الرواية غنية وتمتح من جميع أشكال الفن واللغة والأدب وغيرها..
أما القراءة الأخيرة فرصدت موضوعة مهمة تمثلت في المثقف في الرواية وشخصيته، إذ بين الأستاذ خالد زروال أن النص الروائي ركز على الشخصيتين المحوريتين في النص كمثقفين أحدهما يساري مغربي والآخر مثقف عراقي.. ورصد الصور التي تتجلي من خلالهما شخصية المثقف والمثقف العربي وكيف يفعل ويتحرك من أجل المواجهة عامة ومواجهة الأنظمة خاصة.. وخلص إلى أن مثقف الرواية إيجابي معارض ويرنو إلى الانعتاق وتحقيق الحرية والسعادة والحلم..
بعد القراءات الشيقة التي فتحت شهية الحضور لتصفح الرواية والاستمتاع بها.. أعطى المنشط الكلمة للروائي محمد صولة ليتفاعل ويعبر عن موقفه مما سبق وإبداء رؤيته الخاصة.. فتحدث عن منظوره للكتابة الروائية بصفة عامة والتي تندرج ضمنها "صحراء جانوس" فوصفها بالمختبر الكيميائي المفعم بالأشياء التي نجربها لننتج النص وهذا التجريب الدائم يعتمد على السؤال بعيدا عن جاهزية الجواب، تماما كالدخول إلى المطبخ، الذي لا نفعل فيه أكثر من ترتيب المواد واستعمال أدوات معينة لإنتاج شيء جميل مفتوح ولا يدعي أنه يتضمن أجوبة بل يعبر عن اللامتوقع، اللامحتمل والمتخيل.. ثم تحدث عن تجربته في الكتابة والتي بدأت منذ السبعينات، وتكللت خلال الثمانينات بكتابة أول نص يمثل سيرواية أو سيرة ذاتية تمثلت في: "لهاث الذاكرة".. تلاه نص: "تضاريس الهواء المر".. ثم النص المحتفى به: "صحراء جانوس.." مرورا بكتاباته المنوعة بين الشعر والقصة والنقد والمسرح...
بعد ذلك جاءت التدخلات والشهادات في حق الكاتب والرواية من أصدقاء وزملاء وتلاميذ محمد صولة، فتدخل كل من الأستاذ مصطفى كليتي، القاص والكاتب رئيس فرع اتحاد كتاب المغرب بالقنيطرة، معبرا عن الصداقة العميقة التي جمعته به وعرفته بكتاباته وأعماله كما إنسانيته ومبادئه. فيما وصف الأستاذ القاص محمد الشايب الروائي بسندباد الإبداع، من خلال أنه انخرط في أعمال متنوعة الجنس من مسرح وشعر ورواية ودراسات نقدية وعن جدارة ومهارة.. وما الرواية إلا شاهد ناطق عن الأمر.. أما الأستاذ حسن حلي فصرح أن علاقته بالكاتب بينت له أمرا هاما يتمثل في تمازج محمد صولة الانسان والكاتب مما يجعله متوازنا صادقا.. وفي نفس النهج جاءت شهادة زميله الأستاذ مصطفى بورشاشن.. وتلت شهادته شهادة بعض تلاميذ الروائي الذين عبروا عن سرورهم بأستاذهم وامتنانهم لما قدمه لهم طيلة أيام الدرس..
وعلى إيقاع همس توقيع الرواية من طرف الكاتب محمد صولة والتقاط صور والقراء والحاضرين.. اختتمت الاحتفالية على أمل ألا تغفو سيدي سليمان من جديد طويلا.. حتى لا تفترق الصحراء وجانوس.. الواحة اللائحة حلما في الأفق البعيد المشتهى..


الأربعاء، 12 فبراير 2014

نحو أدبيات مسرحية (توجيهات وضوابط من أجل المسرح)/ ذ.العباس جدة

نحو أدبيات مسرحية 
العباس جدة(*)

لما كانت الممارسة المسرحية بالمغرب غير سليمة وغير طبيعية، لا تخضع لضوابط وتغلب عليها الفوضى والمزاجية ويغيب عنها الالتزام والجدية، أقترح على الممثلين وخاصة الجدد منهم، هذه التوجيهات والضوابط الأخلاقية التي يراد لها، أن تنظم الممارسة المسرحية وتجعل منها مثمرة وفعالة. والتوجيهات هي للمخرج والممثل المسرحي الروسي الكبير ستانيسلافسكي (1863-1938):
1-  يجب أن يحكم النظام والانضباط عمل الممثل وتطلعاته الفنية.
2-  ينبغي أن تحبوا الفن فيكم وليس أن تحبوا أنفسكم في الفن.
3-  إن مهنة الممثل رائعة بالنسبة لأولئك الذين يفهمونها ويدركون حقيقتها ويكرسون حياتهم لها.
4-  إذا كان المسرح لا يسمو بمشاعركم ولا يهذب سلوككم، فاجتنبوه وابتعدوا عنه. لماذا؟ لأن الكثير من الجراثيم توجد في المسرح. البعض منها نافع وخير والبعض الآخر ضار وخطير: فالنافع والحسن منها، هو الذي يعمق شغفكم بما هو نبيل وجميل من الأفكار والصور والمشاعر السامية؛ ويساعدكم على التواصل مع العبقريات المسرحية كشكسبير وغوغول وبوشكين. إن تعاملكم مع هؤلاء المؤلفين الكبار، هو الذي يقربكم من جوهر الفن ويجعلكم تدركون طبيعة الفعل الفني، من حيث هو جهد وعمل متواصل، يتمثل أساسا في دراسة وتأمل فنكم والكشف عن وظائفه ومعانيه وأساليبه؛ وكذا في الوعي بما يرافق الإبداع الفني من قلق ومتاعب ومن أفراح ونشوة التألق والنجاح والتي تجدد الفكر وتجنح بالروح. وحتى حالات الخيبات والفشل والإحباط، يجب أن نجد فيها  محفزا، يحثنا على مواصلة عملنا والبحث عن أساليب أخرى وخوض معارك فنية جديدة. والنجاح؟ ماذا عن  النجاح والتألق؟؟
5-  النجاح عابر، متبخر وزائل، أما الشغف الحقيقي فيكمن في التوتر والقلق سعيا وراء المعرفة  وفي الإرادة في بلورة نشاطنا الفني. وهذا لا ينبغي أن ينسينا في الجراثيم المسرحية الخبيثة وهي: الإدعاء والغرور والإغراء والتفاهة، كأن نلهث وراء تصفيقات الجمهور، وأن لا نقرأ سوى المقالات  الإيجابية، وأن ننشغل كثيرا بالنجاح والشهرة... كل هذه الأشياء تشكل غوايات وإغراءات مغالية وقاتلة.
6-  لهذا علينا في ميداننا المسرحي أن نحيا وفق نظام صارم وأن نتعلم كيف نراقب أنفسنا وضبطها باستمرار.
7-  لا تلجوا المسرح أبدا بأتربتكم ووحلكم في أرجلكم. أتركوا أوساخكم خارج المسرح، مشاكلكم الصغيرة ومتاعبكم السخيفة. إن كل هذا يمنعكم من الانتباه والتركيز على فنكم: " إن القس الحقيقي هو الذي يكون على وعي تام بقداسه وبجميع الخدمات الكنيسية التي يقوم بها. وكمثل القس، على الفنان أن يحترم بل يقدس المكان الذي يتواجد فيه، الذي هو المسرح."
8-  يتعين على الممثل أن يجسد كل ما هو جميل ونبيل ليس في المسرح فحسب، وإنما في الحياة اليومية أيضا.
9-  في سبيل خلق أجواء مناسبة وسليمة في المسرح، يجب على الممثل أن يساعد على دعم وتقوية سلطة المخرج المكلف بتسيير وتنظيم العمل المسرحي: " هنالك، تقريبا في جميع مسارح العالم، غيرة وحسد وبغض متبادل بين الممثلين والمخرجين وخلافات وتوترات بسبب التألق ونتيجة عدم المساواة في الأجر وفي الوظائف؛ كل هذا يأخذ حيزا كبيرا في مهنتنا ويشكل جرحها الأكبر."
10- الممثل الحقيقي هو الذي يعمل ويجتهد ويكد بكيفية منتظمة ومستمرة، وأدنى إهمال أو تراخ يؤدي إلى إقبار مجهوده وإخماد شعلة الموهبة فيه. فقد كان الكتاب أمثال تولستوى وتشيكوف وغيرهما يعتبرون أنه من الضروري، ممارسة فعل الكتابة يوميا وفي وقت محدد. والهدف هو بلورة  أساليبنا التعبيرية، كل يوم، وتطوير قدراتنا الفنية في ترجمة كل تعقيدات المشاعر والأفكار الإنسانية.
11- والممثل هو بدوره يجب أن يشتغل يوميا وأن يعمل على تطوير تقنيته. فهو المسؤول على يديه، رجليه، عينيه، صوته وكل جسده، على حركاته، تنفسه، إيقاعه. فالتمارين اليومية لا ينبغي أن تتوقف  بالحصول على الشهادة من معهد التكوين الدرامي.
---------------
(*) كاتب ومخرج مسرحي أستاذ الفلسفة.. وقد خص مشكورا "مدونة سيدي سليمان" بهذه المساهمة القيمة..


تقديم قراءات في رواية "صحراء جانوس بين المابين" وتوقيعها من قبل كاتبها ذ. محمد صولة

تقديم قراءات في رواية "صحراء جانوس بين المابين" وتوقيعها من قبل كاتبها ذ. محمد صولة


توقيع محمد صولة لنسخة من الرواية وبجانبه نظيرة رفيق الدين..
منذ مدة لم يلتئم عدد من المتهمين بالثقافة في دار الشباب كما حصل مساء الجمعة 7 فبراير 2014، وكانت المناسبة تقديم قراءات في آخر رواية أصدرها الأستاذ محمد صولة، وهي "صحراء جانوس بين المابين" التي خرجت للنور أواخر سنة 2013، ساهم في القراءات الأساتذة محمد الزوهري، عبد الحق الشنوفي، عماد أحيطور، عبد السلام لعبيسي، خالد زروال، مصطفى لمودن، واعتذر بنعزوز بودقة لطارئ عائلي قاهر. وألقى شهادة في حق الكاتب عدة متدخلين منهم الأستاذ الشاعر محمد ناصر العلْوي الذي فضل إلقاء قصيدة شعر في حق المحتفى به، ثم المصطفى كليتي الكاتب القصصي ورئيس فرع اتحاد كتاب المغرب بالقنيطرة، ومحمد الشايب القصاص ورئيس "جمعية النجم الأحمر" ببلقصيري.. كما ألقى ذ. محمد صولة كلمة بين فيها وجهة نظره في الكتابة وتحدث عن رؤيته في الكتابة الروائية عموما.. كان هذا النشاط من تنظيم "جمعية أفق للثقافة والإبداع" بالاشتراك مع "جمعية النبراس للتنمية والنهوض بالتمدرس"، وقد قدمت في البداية ذة. نظيرة رفيق الدين كلمة باسم الجمعية الأولى، وذ. العربي الجاحلي كلمة باسم الجمعية الثانية، أدار الندوة ذ. عبد الإله الأنصاري .. وفي الختام وقع الكاتب مجموعة نسخ من روايته..

الخميس، 6 فبراير 2014

ضمير الوديع!.. كتابة ذ.حميد هيمة

ضمير الوديع!
    حميد هيمة

"
هو" ذلك العريس الذي تمرد عن الشعر ليعانق منصة الخطابة مرافعا عن جلاده! في الماضي عانق الصدر العاري رغم الجراح، لكنه، اليوم، لم يعد في قلبه شيء يستحق الانتباه!
وفي لحظات الانكسار، التي أعقبت انهيار الجدار، سارع للركوب في كل الشاحنات ليضمن وصوله إلى أعتاب محطته المنشودة. ركب طريق اليسار، لكنه لم يستحمل عناد الرفاق، كما أنه فقد طاقة حساب التناقضات في ميزان بيض النمل، كما ردد، غير ما مرة، على لسان لينين.

تسلل هاربا من زمن الرفاق.. ذلك الزمن المنتمي إلى هامش الذاكرة والماضي، وانزلق، بكل اندفاع، كـ"براح" يُبشّر عامة الناس بالزمن الجديد... زمن خدمة "العدو الطبقي" الذي اختطف من العريس، في زمن مضى، ليلة فرحته!

عاتبه الرفاق.. ولاحقته الذاكرة.. فالتف إليهم، من نافذة الشعر، قائلا: إلهي أشكوهم إليك...!

عندما يتأهب لتغيير مكانه في الشاحنة، كما في الحالات السابقة، يشعر بالقلق.. ويستعيد ضميره الغائب لإعادة ضبط تموقعه في الشاحنة المتجهة إلى أعتاب المحطة.

في موضوع الأمل وفقدانه لم يتوان في إعلان "لا":
"
لا بد من مكاشفة وطنية وشاملة
لابد من مصالحة وطنية....
لابد من قرارات سياسية كبرى
لا بد من تعاقد دستوري جديد
لا بد من اعترف بالسيادة الشعبية
لا بد من فصل حقيقي للسلط...(صلاح الوديع، قلق الانتقالات، ص. 51)

قبل أن يستعيد وعيه وضميره، لحظة صدمة 20 فبراير 2011 التي أفزعت ركاب شاحنته، كفر العريس بالمكاشفة الوطنية، وانزلق للتبراح في السوق بمشروع ممزق.. مجرور إلى الأصالة ومتطلع إلى المعاصرة!

بئس العريس!

الثلاثاء، 4 فبراير 2014

جرحى ومعتقلين في صفوف التلاميذ بسيدي سليمان

جرحى ومعتقلين في صفوف التلاميذ بسيدي سليمان

 أصيب عدد من التلاميذ بجروح جراء تبادلهم الرشق بالحجارة فيما بينهم، حدث ذلك صبيحة الثلاثاء 4 فبراير 2014 أمام الشارع والساحة المقابلين لمدخل الملعب البلدي، وقال شهود عاينوا الحادث، إن "صراعا" نشب بين تلاميذ إحدى الإعداديتين بالمدينة، لما تقابلا في نفس المكان، كل فريق قادم من جهة.. حضرت إلى المكان قوى الأمن التي تفاجأت بتهاطل الحجارة من كل صوب كما ذكر الشهود، ولوحظ إلقاء القبض على بعض التلاميذ وحملهم على متن سيارات الأمن، وأوردت أخبار أخرى أنه وقع هجوم على إعدادية عمر بن الخطاب  من قبل بعض المحتجين ووقع تخريب في ممتلكاتها. 
 وانطلق تبادل الرشق بالحجارة لما قاد تلاميذ إحدى الثانويات "حملة" لإخراج باقي التلاميذ من الثانويات التأهيلية والإعدادية من الأقسام للمشاركة في الاحتجاجات التي يقولون إنها ضد تطبيق "مسار"، وهو طريقة آلية لجمع نقط التلاميذ، قالت الوزارة إن هذه الطريقة لا تغير شيء من الأسلوب الجاري به العمل فيما يخص تنقيط التلاميذ.. ورغم ذلك، انتشرت احتجاجات عارمة في عدم مناطق من المغرب من طرف التلاميذ..
 ويرى بعض الأساتذة أن الوزراة أنزلت هذه الطريقة في منتصف السنة الدراسية، وهناك مشاكل تشوبها، من قبيل عدم تتبع مسار النقط والتنقيط والجمع، وهناك من يفضل أن تتم العملية داخل المؤسسة قبل وضعها على الانترنيت رهن أولياء أمور التلاميذ..
 ومازال هناك تفاعل حول "مسار" بين معترض ومدافع عنه..