الأربعاء، 11 يونيو 2014

حوار حول المسرح/ عباس جدة: الممارسة المسرحية عندنا كانت ولا زالت هاوية

حوار حول المسرحعباس جدة: الممارسة المسرحية عندنا كانت ولا زالت هاوية



كما وعدت قراءها الكرام، جريدة "الخط الأحمر" تقدم الحوار المسرحي الذي أجرته مع الكاتب والفنان العباس جدة، الذي يضع يده على واقع الممارسة المسرحية بالمغرب والعالم العربي، الآفاق والمعيقات.
 - أصدرت مؤخرا كتابا بعنوان "في ظلمة الليل" حدثنا عنه.
 --- يتألف هذا الكتاب من خمس نصوص مسرحية وهي: درس في التاريخ، في ظلمة الليل، القرية الموحشة، روح في مهب الريح والرحلة." درس في التاريخ" نص مسرحي يعود إلى سنة1984، وهو أول محاولة لي في مجال الكتابة المسرحية. وقد استلهمت هذا النص من تجربتي المهنية كمدرس لمادة الفلسفة، محاولا التأمل والتفكير في واقع رجل التعليم بصفة عامة. هذا الواقع الذي يشهد مفارقة غريبة بين ما هو كائن وبين ما ينبغي أن يكون، والتي تنعكس على سلوك المدرس ومشاعره ونظرته للواقع التعليمي والتربوي. وأعود مرة أخرى إلى مشكلة التعليم ببلادنا في مسرحية "في ظلمة الليل" حيث يعيش المدرس ازدواجية أو بالأحرى تمزقا عنيفا بين ما يسعى إليه من قيم تربوية وإنسانية نبيلة وبين عبثية واقعه التعليمي وترديه. أما "روح في مهب الريح" فتحاول مقاربة هموم الفنان المسرحي والصعوبات المفتعلة التي تعترضه، في ظل مجتمع لا يعترف بالفن  ويستخف بالممثل والثقافة والفنون، وبالتالي ذاك التذمر والإحساس بالإحباط الدفين اللذان يلازمان الفنان المغربي ويقتلان فيه القدرة على التعبير والإبداع. وتطرح "القرية الموحشة" إشكالية الحداثة وما تتضمنه من مفارقات وصراع بين ما هو قديم ومتحجر وبين ما هو حداثي ومتجدد. وأخيرا هنا ك مسرحية الرحلة التي يمكن إدراجها ضمن ما يعرف بمسرح " العبث"، وهي تحكي علاقة رجل أعمى برجل مقعد، يرحلان من مكان لآخر، دون أن يتمكنا من معرفة المكان الذي انطلقا منه ولا المكان الذي يقصدانه ولا الزمن الذي استغرقته الرحلة، فلا منطقا ولا هدفا ولا مكانا ولا زمانا.
      -لماذا الكتابة؟ وخاصة الكتابة المسرحية؟
--- الحاجة إلى  التعبير ضرورة حيوية في الإنسان. فقد يتم التعبير باللون أو بالصورة أو بالحركة أو بالنحت على الخشب أو الصخرة، إلى غير ذلك من أشكال التعبير التي ابتدعها الإنسان للإفصاح عن مشاعره وللتواصل مع الغير. وقد اخترت الكتابة المسرحية أو المسرح لأني عشقت هذا الفن وفتنت به منذ أن كنت تلميذا بالإعدادي. فكنت أقبل على مشاهدة العروض المسرحية، حيث كان المسرح  يشهد حركية في بداية السبعينات وكنت أحلم حينئذ بأن أصبح كاتبا مسرحيا كأحمد الطيب لعلج ومخرجا كالطيب الصديقي وممثلا كمحـمد سعيد عفيفي. فالمسرح يسكنني منذ أن بدأت رحلة الوعي بالذات إلى اليوم، ولا أعرف شيئا يمكن أن يهزني ويسترعي انتباهي ويستحوذ على انشغالاتي غير شغفي بهذا الفن.
-لماذا التركيز على النص المسرحي في حين أن هناك اتجاهات في المسرح ترى بأن المخرج هو سيد العرض في المسرح المعاصر؟
 --- يلعب النص المسرحي المكتوب- في تقديري- دورا مركزيا في العرض. وأنا لا أوافق الرأي الذي يذهب إلى القول بإمكانية الاستغناء على النص، على الأقل في المسرح العربي والمغربي على حد سواء. لماذا؟ لأن تهميش النص يستلزم مخرجا مبدعا وممثلين متمرسين وأكفاء، ومسرحيونا لا يتقنون فن المسرح ولا يمتلكون أدواته وعاجزون على خلق الفرجة المسرحية والفنية المنشودة. والحال يتعين علينا الإستيناد إلى النص المسرحي والإنطلاق منه، غير أن مأساة المسرح عندنا هي أننا لا نتوفر على كتاب مسرحيين حقيقيين. ففي الغالب ما نشاهد نصوصا مسرحية ضعيفة  يغلب عليها الخطاب المباشر والتقريرية. فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن نوازي أو حتى أن نتجرأ على أن نقارن أو نقارب مثلا بين كاتب مسرحي عربي بأي كاتب غربي أو أمريكي أو ياباني أو روسي، كيونسكو الفرنسي أو هارولد بينتر الأنجليزي أو تينسي ويليامس الأمريكي... إن الكتابة المسرحية ببلادنا تخلو من الإبداع وينقصها الخيال الخلاق ولا ترقى إلى مستوى الخطاب الفني الجميل. فهي كتابات لا زال يغلب عليها البعد الخطابي والإيديولوجي وتطغى عليها المباشرة والسطحية والفولكلورية والواقعية الفجة.

-ما هو واقع المسرح بالمغرب؟
--- المسرح ببلادنا، عروضا وممارسة وتنظيرا ونقدا، يعيش أزمة ويعاني من بؤس شديد. أركز هنا على الإنتاج والإبداع ، على الكم والكيف. فرغم الدعم المادي والمهرجانات ومعهد للتكوين، فإن سوق الفرجة المسرحية كاسد ويفتقر للحركية والتجديد والإمتاع الفني والروحي ويكاد يخلو من تجارب مسرحية أصيلة أو على الأقل من عروض مسرحية مقنعة.
 -لماذا الواقع المسرحي مظلم إلى هذه الدرجة ؟ والى من تحملون المسؤولية ؟
 --- من المؤكد أن الدولة تتحمل مسؤولية انحصار الفن والثقافة وبؤسهما في بلادنا؛ ولا نختلف أيضا في إهمال وزارة الثقافة للمسرحيين وعدم الاضطلاع بمهمتها في النهوض بقطاع الثقافة باكتشاف الكفاءات ودعمها وتشجيع المثقفين. لكن لكي لا نوجه اللوم للآخر فقط ، بهدف تبرير عجزنا وعيوبنا، أكون ملزما بالإقرار إلى أن العاملين في هذا القطاع أو ما يعرف بالمسرحيين، يعملون بفوضوية وارتجالية. فلا أحد من هؤلاء يشتغل على مشروع مسرحي محدد أو ينطلق من رؤية فنية واضحة. إن الممارسة المسرحية عندنا كانت ولا زالت هاوية، ولم يسبق لها أن ارتقت إلى مستوى العمل الاحترافي والمهنية، بما تفترضه المهنية من كفاءة وعمل منظم وتكوين فني وعمق فكري ومسؤولية والتزام. وعلى العكس من ذلك، فان الارتجال والمزاجية والعفوية الساذجة  ونقص في التكوين الفني والثقافي، هذا فضلا عن الزبونية والولاءات وادعاء المعرفة والعجرفة والغرور... هو الذي يسود ويحكم الممارسة المسرحية والعلاقات بين المسرحيين المغاربة.
-باسم قراء "الخط الأحمر" نشكرك على صراحتك ونتمنى لك دوام الصحة الفنية.
حاوره عبد النبي أوخطو.
----------------------
 أمد مدونة سيدي سليمان الكاتب المسرحي الأستاذ عباس جدة..


كالينابيع ينبجسون/ ذ.مـحمد رحو

كالينابيع ينبجسون
       
مـحمد رحو 
لرعايا الغياهب
أن تنام ملء جفونها
وليس لديه من بديل
سوى أن يصف العقارب
بغرائزها الحاقدة
ضد معزوفة عصفور جميل
يحلو له التحليق
بفضاء طليق!
وليس له من بديل
سوى أن يصحو ملء كوابيسه
ليبقر منها الأحشاء!
هي عادته الملازمة
حد أن صارت
خطوته الصغيرة حالمة
بزنبقة يسربلها النقاء!
وهو كما قد يخونكم الحدس
لسوى بؤرة ما فتئت
تزف الريح للشرارة
لا ينسج بيرق الإنتماء!
فلماذا يندهشون
إن طفا زبد الأدعياء
فوق صدر الصفاء
منذ البدء يتوهمون
أنهم الأقوياء القادرون
على ترويض أطفال الحلم الرائع
هل تراهم يدركون
أن أطفال الحلم الرائع
من بين أصابع صخر الواقع
كالينابيع ينبجسون!
-----------------

الشاعر الأستاذ مـحمد رحو مقيم في الدار البيضاء وكعادته خص "مدونة سيدي سليمان" بهذه القصيدة.

الأربعاء، 14 مايو 2014

المجموعة القصصية " شاي وشجون" إصدار ثان لمصطفى لمودن

المجموعة القصصية " شاي وشجون" إصدار ثان لمصطفى لمودن 
 
بعد المجموعة القصصية "نزيل في التراب"، يصدر مصطفى لمودن مجموعته القصصية الثانية، وقد اختار لها كعنوان "شاي وشجون".. من القطع المتوسط، تقع فيما يقارب المائة صفحة.. 

الأربعاء، 30 أبريل 2014

لا مسرح بدون مسرحيين/ ذ.عباس جدة

لا مسرح بدون مسرحيين
ذ.عباس جدة

يصرح "بيتربروك" المسرحي الانجليزي في كتابه (أربعون سنة من المسرح) : "يكفي أن تكون هناك خشبة وجمهور وأن يمر ممثل من يمين إلى يسار الخشبة، حتى يكون هناك حدث مسرحي." وقد شاهدت عرض "هامليت" لبيتر بروك بوسائل وإمكانيات جد بسيطة - وهي المسرحية الطويلة والمعقدة لشكسبير والتي تفترض إمكانيات مادية وبشرية هائلة- ومع ذلك كان العرض مؤثرا وجذابا، كل ذلك بفضل حنكة ومهارة  وكفاءة بروك التي لا تناقش. كما كان المخرج الفرنسي المميز " جون فيلار" يرفع شعار: الاقتصاد، والابتعاد عن الزخرفة. فكان في عروضه المسرحية، يستغني عن الديكور ولا يبالي بالمؤثرات الصوتية والبصرية الهائلة والمدهشة، ويركز فقط على الملابس وعلى قوة تشخيص الممثل ومهاراته، وبطبيعة الحال الإستيناد إلى نصوص مسرحية جيدة، في أفق خدمتها وتبليغها بفنية وبحس جمالي بليغ، للمتلقي.
...أما مسرحيونا فلازالوا يشترطون إمكانيات مادية ومنحا مالية ضخمة لإنتاج عروضهم، ولازالوا يطالبون السلطات المحلية والمجالس المنتخبة ووزارة الثقافة، ببناء مسارح كبيرة أو على الأقل صالحة للعرض بكل المقاييس... وكأن الإقلاع الفني والثقافي رهين بدولة الحق والقانون وبالديموقراطية والإمكانيات المادية والمعنوية. لكن ما الفائدة من توفر قاعات للعرض ومن أموال وإمكانيات في غياب رجال مسرح حقيقيين؟ وماذا يمكن أن نقول بشأن بلدان تحكمها أنظمة ديكتاتورية وشمولية قاهرة ومع ذلك تشق مختلف الألوان التعبيرية طريقها للناس، بفضل شعراء ومسرحيين وسينمائيين وروائيين؟ وكيف نفسر تألق الأدب والفن في أمريكا اللاتينية في الستينات والسبعينات؟ وفي الصين حاليا رغم الاستبداد؟ وازدهار السينما في إيران رغم  حكم الملالي اللاهوتي؟
    إن رجال المسرح لا يكفون عن التأسف والتباكي على أطلال مسرح مغربي، في الستينات والسبعينات. فهل كان المسرح بالفعل متطورا، قويا وفاعلا؟ لا أظن ذلك، فالمسرح في بلادنا ، كان ولا زال ضعيفا ومهمشا والإنتاجات المسرحية لم ترق بعد إلى المستوى الفني المطلوب. كنا ولا زلنا بصدد نشاط مسرحي هزيل ومحاولات فنية فردية خجولة ومتواضعة. والواقع لا يمكن الحديث عن حركة مسرحية نشيطة وعن إبداع فني مسرحي بالمعنى الدقيق للكلمة.
ما السبيل إذن للنهوض بالمسرح؟
إن جوهر المشكل لا يكمن في الإمكانيات ولا يرجع بشكل حاسم إلى العوامل الخارجية، وإنما هو مشكل ذاتي، يرتبط بالمسرحيين أنفسهم . فالمسرح في بلادنا بحاجة ملحة، آنية لمسرحيين حقيقيين. من هو المسرحي الحقيقيي؟
أولا: هو الذي يمتلك موهبة فنية وحسا فنيا عميقا واستعدادا طبيعيا وفطريا للتعبير والتواصل بشكل تلقائي. فيشعر بالحاجة الملحة والفورية إلى التعبير عن مشاعره وانطباعاته، دون قيد أو شرط، منذ الطفولة أو على الأقل ابتداء من سن المراهقة. وإذا كان الممثل أو المخرج أو المؤلف المسرحي لا يأنس في نفسه هذه الملكة وهذه الرغبة الملحة في التشخيص أو الكتابة المسرحية أو الإخراج، فيستحسن له أن يبتعد عن التمثيل والمسرح. والمؤسف عندنا هو أن عددا منهم يفرضون أنفسهم على هذا الميدان وهو بريء منهم تماما.
ثانيا: أن يخضع المسرحي لتكوين فني، علمي ومسرحي حقيقي. فالموهبة كما نعلم، غير كافية لإنجاب مسرحيين يتقنون مهنتهم. هذا فضلا عن الرصيد الثقافي والفكري الذي يتعين على كل فنان أن يتوافر لديه لكي يتسنى له الإستيناد إلى خلفيات فلسفية وعمق فكري وأن يتبنى مشروعا فنيا ومسرحيا على المدى الطويل، أخص بالذكر هنا المخرج والكاتب المسرحيين. غير أن ما نلاحظه في الساحة المسرحية الوطنية، نقص في التكوين الفني والتقني المحض وفقر مهول على مستوى الفكر والثقافة. إن غالبية المسرحيين لا يقرؤون. فإذا أخذنا على سبيل المثال المخرجين، نجدهم لا يدركون تاريخ المسرح جيدا وغير ملمين بالكتاب المسرحيين العالميين ويجهلون التيارات الفنية والمسرحية الأساسية، أما الممثلين فان الكثير منهم لا يقرأ النصوص المسرحية ولا يولي أهمية لتكوينه الفني والفكري.
ثالثا : أن يراكم الفنان تجارب مسرحية وأن يحرص على الانخراط في ممارسة مسرحية منتظمة، شاقة وطويلة، كي يتسنى له بلورة قدراته الفنية وتطوير تجربته وخبراته الإبداعية. لقد كان المخرج والممثل الفرنسي الشهير "لويس جوفي" ينبه الممثل بأنه لا يمكن أن يقر لنفسه بأنه أصبح ممثلا فعلا ، إلا بعد أن يختبر خشبة المسرح وأن يلعب أدوارا ويتقمص شخصيات مسرحية لمدة عشرين سنة ونيف. فالممارسة المسرحية المنتظمة والطويلة هي التي تخلق المسرحي الحقيقي.

رابعا: المسرحي المبدع هو الذي يتحلى بأخلاقيات المهنة ويتشبع بأدبيات الفنان وعلى رأسها الجرأة والشجاعة في طرح القضايا الكبرى للإنسان والمجتمع وشجاعة التجريب، تجريب أساليب فنية جديدة وغير مألوفة؛ الإحساس بالمسؤولية والالتزام بالعمل الجماعي واحترام الزملاء  والجدية والقابلية للتطور والتواضع الفني والمراجعة الذاتية المتواصلة وتفادي الإدعاء والغرور والعجرفة والغطرسة والنرجيسية المفرطة، إلى غير ذلك من المسلكيات المذمومة التي تنخر الجسم المسرحي ببلادنا. وفي كلمة لا مسرح بدون مسرحيين.

الأحد، 27 أبريل 2014

فاطمة الزهراء حماس الفائزة بمسابقة القصة المنظمة على مستوى إقليم سيدي سليمان. جمعية "أفق للثقافة والإبداع" تربح رهان الانطلاق.

فاطمة الزهراء حماس الفائزة بمسابقة القصة المنظمة على مستوى إقليم سيدي سليمان.
جمعية "أفق للثقافة والإبداع" تربح رهان الانطلاق.

الفائزة بالجائزة الأولى فاطمة الزهراء حماس رفقة القاصة لطيفة لبصير والروائي والقاص إدريس الصغير.


 مصطفى لمودن
  شهدت رحاب دار الشباب 11 يناير  فعاليات "الملتقى الجهوي للقصة القصيرة" يومي السبت والأحد 26/27 أبريل 2014، وقد يبدو من الصدف الغريبة أن تفوز ثلاث تلميذات في مسابقة القصة القصيرة التي دعت إليها الجمعية مختلف تلاميذ ثانويات الإقليم في هذه الدورة التي تحمل اسم سيدة، إنها القاصة لطيفة لبصير..
  أعلن القاص توفيق بوشاري من أعلى المنصة وهو يتلو تقرير لجنة التحكيم عن أسماء الفائزات،  فجاءت الأولى فاطمة الزهراء حماس وقد شاركت بقصة تحت عنوان " بلاد كحد السيف"، والفائزة الثانية هي خولة العلْوي بنصها المعنون ب "صباح مختلف"، ونالت الرتبة الثالثة كوثر مفهوم عن نص قصصي عنوانه "مسيرة نضال".. وقد تلقين كل الترحيب بعد قراءة نصوصهن أما الجميع، حيت بينن عن كعب عال في الكتابة، وينتظرهن مشوار طويل لتأكيد الذات.. وقد تسلت كل واحدة شهادة تقديرية وبضعة كتب من يد الكاتب إدريس الصغير الذي تحمل الجائزة اسمه والقاصة لطيفة لبصير التي تحمل الدورة الأولى اسمها، وقدما معا في نفس اللحظة شهادة التقدير ورزمة كتب من يدي الكاتب والكاتب معا، رمزا للتشجيع والاعتراف..
الفائزة بالجائزة الثانية خولة العلْوي
 وتجدر الإشارة أن "الملتقى الجهوي للقصة القصيرة" انطلق مساء السبت بقراءات نقدية في الكتابات القصصية للطيفة لبصير من طرف كل من الناقد خالد زروال الذي تقدم برؤية حول "الكتابة النسائية"عموما وكتابات لطيفة لبصير، بينما ساهم مـحمد صولة بقراءة تمحورت حول الأبعاد الدلالة والتعبيرية الكامنة في نصوص لطيفة لبصير القصصية، وركز عبد الحق الشنوفي قراءته على نص خاص للكاتب، مبرزا منه ملامح الكتابة لدى لطيفة لبصير. لتبرز بعد ذلك الكاتبة المحتى بها وجهة نظرها فيما سمعته، ورؤيتها في الكتابة، حيث لا توافق على التمييز بين الكتابة حسب جنس كاتبها، بينما ترى أن للنساء تجارب وظروف خاصة بهن، يمكن أن يكون لها صدى في كتاباتهن..
الفائزة بالجائزة الثالثة كوثر مفهوم
 واختمت الأمسية الأولى بقراءات قصصية، كما تلا قصاصون آخرون نماذج من إبداعاتهم في اليوم الموالي، وكان من ضمن المشاركين بالقراءات إدريس الصغير، لطيفة لبصير، محمـد صولة، المصطفى كليتي، محـمد الشايب، مريم تيجي، حسن برما، توفيق بوشري، محـمد لغويبي، عبد الكريم السفياني، عبد الحق الشنوفي، عماد أحيطور، مصطفى لمودن..
  كما كرم الملتقى كلا من لطيفة لبصير وإدريس الصغير، وتابع مختلف الفقرات جمهور مهتم بالأدب والقصة خاصة، ولوحظ حضور بارز للتلاميذ..
 وذكرت نظيرة رفيق الدين عند الانطلاقة في كلمة لها باسم الجمعية المنظمة بأن الملتقى اعتمد على إمكانيات ذاتية وبعض مساهمات الغيورين على الثقافة، ولم تتوصل بأي دعم من أي جهة مسؤولة، وقد ذكرت كمثل على ذلك عمالة إقليم سيدي سليمان وبلدية المدينة رغم توصل الجميع بطلبات المساندة. ورغم ذلك أكدت الجمعية على لسان أعضاء مكتبها المسير حرصهم على تنظيم الملتقى الثاني في السنة المقبلة.

الجمعة، 18 أبريل 2014

الملتقى الجهوي للقصة القصيرة بسيدي سليمان / القراءة دعامة للثقافة والإبداع

الملتقى الجهوي للقصة القصيرة بسيدي سليمان
 القراءة دعامة للثقافة والإبداع
 مصطفى لمودن

  تنظم "جمعية أفق للثقافة والإبداع" الملتقى الجهوي للقصة القصيرة بسيدي سليمان يومي السبت والأحد 26/27 أبريل الحالي، ابتداء من الخامسة مساء بدار الشباب 11 يناير.. الملتقى الأدبي هذا تحت شعار " القراءة كدعامة للثقافة والإبداع"، وتحمل هذه الدورة اسم القاصة لطيفة لبصير، بينما جائزة الناشئة الخاصة بتلاميذ الثانوي التأهيلي أخذت اسم القاص والروائي إدريس الصغير.. ووفق الوثائق التي أعدتها الجمعية، تكون الانطلاقة مساء السبت بقراءة في المحكي القصصي للطيفة البصير من طرف النقاد محمد صولة، عبد الحق الشنوفي، خالد زروال عزيز بنار.. يلي ذلك قراءات قصصية من طرف مجموعة من الكتاب والكاتبات من قبيل العربي بنجلون، مريم تيجي، محمـد لغويبي، المصطفى كليتي، إدريس خالي،  إدريس بنيحيى، كريم السفياني، توفيق بوشري.. أما صبيحة اليوم الموالي الأحد، فتخصص للقاء مفتوح مع الكاتبة المحتفى بها، ثم تُـتلى على الحضور قراءات قصصية ثانية من طرف قائمة أخرى من الكتاب كإدريس الصغير، محمـد حاضي، محمـد الشايب، الطاهر جلوفات، عبد الحق الشنوفي، حسن بيرما، لطيفة لبصير، عماد حيطور، محمـد صولة، مصطفى لمودن.. وينتهي الملتقى القصصي بالإعلان عن القصاصين التلاميذ الفائزين بالمسابقة الإقليمية التي كانت أعلنت عنها الجمعية المنظمة في وقت سابق.. ومن المنتظر أن يتلو الفائزون قصصهم أمام الجميع احتفاء بهم وتشجيعا لهم على الكتابة..

الأحد، 30 مارس 2014

الانتخابات عندنا وعندهم على ضوء الانتخابات المحلية في فرنسا وتركيا

صورة: ‏الانتخابات عندنا وعندهم على ضوء الانتخابات المحلية في فرنسا وتركيا
مصطفى لمودن                
 اليوم الأحد 30 مارس عرفت دولتان حدثين متميزين، فرنسا جرت فيها انتخابات الدور الثاني للجماعات المحلية، وتركيا بدورها عرفت نفس الانتخابات، لا تهمنا النتائج، بقدر ما نتطلع للدروس، حيث تتصارع التوجهات داخل الوطن وبين أفراد الشعب بشكل ديمقراطي ويكون الشعب هو الحكم وفق اختيار كل فرد من الشعب على حدة ممن يحق لهم الانتخاب، بعدما يقدم المتنافسون أطروحاتهم ويبسطون حلولهم التي يقترحونها لتسيير المدن والقرى.. وإن كان لا بد من الحديث عن النتائج الانتخابية في فرنسا، فالملاحظ أن الحزب الاشتراكي الفرنسي يعرف تراجعا ملحوظا، قد يكون السبب في ذلك عدم قدرة الرئيس فرنسوا هولاند الوفاء بوعوده الانتخابية، وصعود اليمين المتشدد متمثلا في الجبهة الشعبية التي لها مما تضعه من خطط إعادة النظر في انضمام فرنسا إلى الاتحاد الأوربي والتعامل مع الخارج عموما بما في ذلك التشدد في استقبال المهاجرين أو حتى منعهم من التصويت..  هذا إذا طبقت برنامجها فعلا.. صعد كذلك اليمين التقليدي في فرنسا كالاتحاد من أجل الجمهورية.. أما في تركيا، فالانتخابات الجماعية هناك تعتبر بمثابة "استفتاء" على سياسة حزب "العدالة والتنتمية" التركي وزعيمه رجب الطيب أردوغان.. فخصومه يحاصرونه من كل جانب، وقد انظم إليهم حليفه السابق فتح الله كولن زعيم جماعة دينية قوية في تركيا.. كما يعاني أردوغان من سلسلة فضائح مالية وقع فيها مقربون منه أو أعضاء في حزبه، ومنهم من عرض على القضاء، مما جعل رئيس وزراء تركيا يحذف التوتير واليوتوب من قائمة المواقع الاجتماعية المتاحة في تركيا، لكن، المنجزات الاقتصادية التي تحققت في تركيا ستكون عاملا مساعدا كي يحقق الحزب الحاكم مكاسب انتخابية، لكنها لن تصل إلى مستوى المرحلة السابقة.. 
  نلاحظ، كيف تصرف الأحزاب خلافاتها عبر انتخابات لا أحد يشكك في مصداقيتها، أو يقول إنها "مزورة" أو "مخدومة" كما يقع عندنا في المغرب وفي الكثير من دول الجنوب. 
كما يعرف الجميع الصلاحيات المخولة للمنتخبين على مستوى تدبير دوائرهم الانتخابية في كل المجلات، سواء في التنمية والتعليم والسكن والصحة والأمن..  
 هناك، ينتخب المواطنون مباشرة رؤساء البلديات، ويعرفون من البداية من سيسر جماعته ليحاسبوه فيما بعد.  وليس الرهان على المبهم والافتراضي كما يقع عندنا في المغرب، حيث تتشكل أغلبيات هجنية هنا وهناك.. 
  وكيف يتقبل المنهزمون النتائج وينسحبون في هدوء ليستجمعوا أنفاسهم لنزال مقبل، وكيف يقدمون الحساب للمواطنين ولمناضليهم أعضاء أحزابهم.. 
 وكيف تتعامل أجهزة الدولة بحياد مع جميع المنتخبين، دون ان تمد طرفا بالدعم السري أو العلني، وبدون وضع خريطة انتخابية مسبقة.. 
 وكيف تكون  الانتخابات عملية "مقدسة" لها ما قبلها وما بعدها... والجميع يستخلص النتائج، فالرئيس الفرنسي من المنتظر ان يعدل حكومته تماشيا مع الزلزال الذي وقع في فرنسا.. في تركيا كل عيون العالم تنتظر النتائج النهائية، والمؤكد أنه سيكون لها ما بعدها
فرق كبير بين ديمقراطيات ناضلت شعوبها من أجل ذلك، وبين شكل "ديمقراطي" بئيس، وضع للتستر على الاستبداد وإشراك بعض النخب في جني المنافع..‏


مصطفى لمودن 
اليوم الأحد 30 مارس عرفت دولتان حدثين متميزين، فرنسا جرت فيها انتخابات الدور الثاني للجماعات المحلية، وتركيا بدورها عرفت نفس الانتخابات، لا تهمنا النتائج، بقدر ما نتطلع للدروس، حيث تتصارع التوجهات داخل الوطن وبين أفراد الشعب بشكل ديمقراطي ويكون الشعب هو الحكم وفق اختيار كل فرد من الشعب على حدة ممن يحق لهم الانتخاب، بعدما يقدم المتنافسون أطروحاتهم ويبسطون حلولهم التي يقترحونها لتسيير المدن والقرى.. وإن كان لا بد من الحديث عن النتائج الانتخابية في فرنسا، فالملاحظ أن الحزب الاشتراكي الفرنسي يعرف تراجعا ملحوظا، قد يكون السبب في ذلك عدم قدرة الرئيس فرنسوا هولاند الوفاء بوعوده الانتخابية، وصعود اليمين المتشدد متمثلا في الجبهة الشعبية التي لها مما تضعه من خطط إعادة النظر في انضمام فرنسا إلى الاتحاد الأوربي والتعامل مع الخارج عموما بما في ذلك التشدد في استقبال المهاجرين أو حتى منعهم من التصويت.. هذا إذا طبقت برنامجها فعلا.. صعد كذلك اليمين التقليدي في فرنسا كالاتحاد من أجل الجمهورية.. أما في تركيا، فالانتخابات الجماعية هناك تعتبر بمثابة "استفتاء" على سياسة حزب "العدالة والتنتمية" التركي وزعيمه رجب الطيب أردوغان.. فخصومه يحاصرونه من كل جانب، وقد انظم إليهم حليفه السابق فتح الله كولن زعيم جماعة دينية قوية في تركيا.. كما يعاني أردوغان من سلسلة فضائح مالية وقع فيها مقربون منه أو أعضاء في حزبه، ومنهم من عرض على القضاء، مما جعل رئيس وزراء تركيا يحذف التوتير واليوتوب من قائمة المواقع الاجتماعية المتاحة في تركيا، لكن، المنجزات الاقتصادية التي تحققت في تركيا ستكون عاملا مساعدا كي يحقق الحزب الحاكم مكاسب انتخابية، لكنها لن تصل إلى مستوى المرحلة السابقة..
نلاحظ، كيف تصرف الأحزاب خلافاتها عبر انتخابات لا أحد يشكك في مصداقيتها، أو يقول إنها "مزورة" أو "مخدومة" كما يقع عندنا في المغرب وفي الكثير من دول الجنوب.
كما يعرف الجميع الصلاحيات المخولة للمنتخبين على مستوى تدبير دوائرهم الانتخابية في كل المجلات، سواء في التنمية والتعليم والسكن والصحة والأمن..
هناك، ينتخب المواطنون مباشرة رؤساء البلديات، ويعرفون من البداية من سيسر جماعته ليحاسبوه فيما بعد. وليس الرهان على المبهم والافتراضي كما يقع عندنا في المغرب، حيث تتشكل أغلبيات هجنية هنا وهناك..
وكيف يتقبل المنهزمون النتائج وينسحبون في هدوء ليستجمعوا أنفاسهم لنزال مقبل، وكيف يقدمون الحساب للمواطنين ولمناضليهم أعضاء أحزابهم..
وكيف تتعامل أجهزة الدولة بحياد مع جميع المنتخبين، دون ان تمد طرفا بالدعم السري أو العلني، وبدون وضع خريطة انتخابية مسبقة..
وكيف تكون الانتخابات عملية "مقدسة" لها ما قبلها وما بعدها... والجميع يستخلص النتائج، فالرئيس الفرنسي من المنتظر ان يعدل حكومته تماشيا مع الزلزال الذي وقع في فرنسا.. في تركيا كل عيون العالم تنتظر النتائج النهائية، والمؤكد أنه سيكون لها ما بعدها
فرق كبير بين ديمقراطيات ناضلت شعوبها من أجل ذلك، وبين شكل "ديمقراطي" بئيس، وضع للتستر على الاستبداد وإشراك بعض النخب في جني المنافع..

الأربعاء، 26 مارس 2014

" صرخة الأغوار " قراءة في المجموعة القصصية " تضاريس التيه"* للكاتبة المغربية :" مريم التيجي بقلم : جمال الدين

 
صرخة الأغوار
قراءة في المجموعة القصصية " تضاريس التيه"  للكاتبة ـ مريم التيجي ـ
غلاف المجموعة القصصية
مريم التيجي


" صرخة الأغوار "

قراءة في  المجموعة القصصية " تضاريس التيه"*


للكاتبة المغربية :" مريم التيجي"*   
                        
بقلم: جمال الدين حريفي
      
           
                                                                        أ)  تضاريس التيه وغواية العنوان
قليلة هي الكتابات التي تجعلك تكتشف بأن لكل واقع صورة موازية أو خفية ، أو ظل كثيف يحجبه عن عيون الفضوليين، وأن ما نراه مجرد قناع لوجهه الحقيقي، أي البشع ..فللواقع فعلا أوجه شتى وأقنعة وظلال و ظاهر وباطن ، لأنه واقع منافق ومخاتل بامتياز . وهذه الكتابات رغم قلتها تجعلنا شكورين لأصحابها،  وسعداء بالإنصات لأصوات تقول الحقيقة وتمزق  الغشاء السميك الذي يخفي الوجه المخزي و المخجل لبعض "أوضاعنا الاجتماعية" .
وقليلة هي أيضا عناوين الكتب التي تغريك بتوقع الأفضل ..وحين تقرأالكتاب
تجده يرضي انتظارك،  ولا يخيب ظنك فيما توقعت ، لقد تمتعتَ واستفدتَ وتألمتَ وانشرحتَ ، وتأثرتَ بما قرأت كما ينبغي أن يكون التأثر والتفاعل بين القارئ والكتاب .
لقد ترك الكتاب بصمته واضحة وعميقة على صفحة العقل وفي القلب.
أحسستَ بآلام الناس وعشتَ بعض أحلامهم ، عشت تجاربهم المرة وخيباتهم ، وتمزق لحمك بالمشارط والإبر والسكاكين، مثلما تمزقت جلودهم وكرامتهم وحناجرهم بالصراخ غير المجدي  في وجه هذا الصمت البهيم الذي لا تشقه أصوات إدانة أو رفض .
واحد من هذه الكتب التي قدر لها أن تترك مثل هذا الأثر في نفسي ، هو المجموعة القصصية الصادرة أخيرا للكاتبة المغربية  المتميزة " مريم التيجي "
وواحد من هذه العناوين الموحية والتي لم تخيب ظني ، هو " تضاريس التيه ".
تضاريس التيه هو العنوان الذي اختارته الكاتبة لمجموعتها القصصية.
وليس ذلك فقط لأنه عنوان واحدة من قصص المجموعة ، بل لأنه ـ كما أقترح في هذه القراءة ــ هو روح المجموعة والدليل إلى عوالمها المتنوعة ،المرعبة والمشوقة في الآن نفسه .
إنه عنوان دال على الواقع المخاتل ..عنوان يُصَرِّحُ بالحقيقة الجارحة من خلال المفارقة الصارخة بين التيه والتضاريس ، وكذلك من خلال  المفارقات الدالة  بين أقنعة الواقع الزاهية  وحقائقه المخجلة. عنوان  يكشف المفارقات التي تعمل قصص المجموعة على فضحها .
فالتضاريس تعني الشكل الذي يتخذه سطح الأرض .
التضاريس معالم ، أشكال ، ارتفاع وانخفاض .
أما التيه ، فضياع وضرب في غير ما اتجاه .
كيف يصير التيه أرضا /واقعا له معالم وأشكال .؟
بل و كيف لا يصبح كذلك، إذا كان التيه هو واقع ما يعيشه المستضعفون والعاجزون والقاصرون والمسنون والمغتربون والمرضى .....والحوامل والأرامل واليتامى .وكانت تضاريسه هي الفقر والجوع والعوز والحاجة والأمية ، ثم كانت أيضا هي المستشفى والمدرسة والإدارة والبيت والشارع والعمل والعدالة..؟.
هذه بعض تضاريس التيه الذي تقودنا فيه الكاتبة وهي لا تحمل غير مصباح الكتابة ولا تهتدي بغير بوصلة القلب.
ومن تكن الكتابة مصباحه والقلب بوصلته يفلح دائما في إيصال رسالته لمن له عين تقرأ وقلب يعي .
تجوب الكاتبة جغرافيا الجسد المغربي العليل ، تمشي حافية كنساء مجموعتها فوق نتوءات شرطٍ إنساني لا يرحم الضعفاء ، حتى يصير دم الأمهات وعرقهن وذلهن في أقبية الولادة وبين مكاتب الإدارات ، حبرا يطرز الألم المغربي على الورق مثلما تطرز الممرضة/الخياطة جراح الأمهات بعد الوضع .
تجوب الكاتبة تضاريس الواقع المغربي بشجاعة كاتبة رائدة ،  وصبر أم متعاطفة مع  الأمهات ، تقتحم الغرفَ المظلمة وتفتح نوافذ الأقبية . فمرة تجهر بالحرف وسط الصخب الهادر للمستشفيات العمومية ، ومرة تهمس به تحت زخات المطر وهي تئن كأم تئن وكزوجة تئن ، ممزقة بين واجبات البيت والأولاد والمدرسة والزوج المتطلب والمطبخ والعمل ،  حتى لا يبقى للكتابة حظ من الوقت ، ولو اقتصر على مجرد نفض الغبار عن كتب تشتهي الجلوس إليها بعض الوقت .
فكل امرأة ليست ككل النساء.
وكل كتابة ليست ككل الكتابات .
كتابة المبدعة " مريم التيجي " تكشف وتُعري وتَفضح وتُصَرِّحُ وتصرخ بالحقيقة التي تعاني منها المرأة /الطفل/المسن /المغترب/الوطن.
حقيقة الواقع المنافق.
حين تُسمى  مراكز التعذيب مستشفيات .
ومصاصو الدماء مدراء.
ويُسمى الابتزاز عدالة.
وأقبية الإهانة إدارة.
وحين يحمل الجلاد اسم الزوج .
والجحيم اسم  بيت الطاعة.
والغرباء أسماء الأقارب .
والكوابيس أسماء الأحلام.
كل الأماكن معلومة وموشومة في الذهن ، كل الأماكن مرسومة بإتقان ، ولها أبواب وحيطان ولافتات تضاء بالنيون والألوان،  تحمل أسماءها ووظائفها وأدوارها على جبينها ولا يندى لها جبين إذا كان ما تقوم به في الواقع يتعارض مع هذه الأسماء والوظائف والأدوار .
البنايات والبِنْيات والعلاقات والمؤسسات تضاريس فعلية لهذا الواقع الموصوف بعناية في المجموعة القصصية ، والتائه الوحيد فيها ..هو الإنسان " اللي ما فحالوش " ، ولتيهِهِ نُجود يقطعها  عطشان  بلا أمل في غيمة ، مشدودا إلى سماء لا تمطر،  بحبال السراب .معلقا كالمنتحر بين السماء والأرض .، ولتيهه جبال صعودها يقطع الأنفاس ، لتيهه أغوار وحافات وفجاج وأرصفة .
تلك هي تضاريس التيه .
جنة صارت جحيما لما غادرتها الملائكة واستوطنتها الأبالسة .
جنة صارت جحيما لما غادرها الإنسان .
جنة صارت جحيما لما صار الإنسان وغدا ووحشا يفترس الإنسان .
جنة البيت ، وجنة العدالة ، وجنة الصحة وجنة الإدارة وجنة القرابة وجنة المودة وجنة الرحمة وجنة القرابة .......جنات بلا إنسان .
في هذا التيه الوجودي العظيم والمرعب والمؤلم لمن يعبر تضاريسه أعزل بلا سلاح وسط الضواري والكواسروالحيتان .في هذا التيه الوجودي الكبير تتقاطع مصائر البسطاء وخطاهم تحت دائرة الضوء الذي تسلطه الكاتبة على واقعهم ومعاناتهم .تلتقي المرأة والرجل / النصاب والبريئة / الجميلة والوحش .تلتقي كل الفئات العمرية / الأطفال والفتيان والمسنون.يلتقي المستضعفون والمسحوقون / العامل واللاجئ والزوجة و الموظفة .تلتقي الفئات المهضومة الحقوق ، تلتقي الفئات المهمشة وجها لوجه بمن صنعوا آلامها وعذاباتها ، لكنه لقاء داخل متاهات وأنفاق  بلا  أبواب .
في هذا التيه العظيم يلتقي الموت بالحياة ..وتصر الحياة على أن تحيا وتبقى ...حتى وإن كان البقاء أحيانا معلقا بمجرد حلم ...حلم أن تحمل الأم مولودها بين يديها فتنسى عذابها ، وتفلت المتقاضية بجلدها من فخ النصاب، وتبقى للمواطنة بعض مبادئ لا تتحلل في كأس قهوة أو كأس رشوة .
قصص المجموعة إذن  وكما أرادت لها الكاتبة ذلك حين عنونتها بتضاريس التيه ، تضاريس تيه فعلي .......تضاريس التيه فعلا .
                       ب)    تضاريس التيه و صرخة الأغوار*

1) " تضاريس التيه " هو المستشفى ، وصرخة الأغوار هي تلك التي تصعد من أحشاء المرأة التي جاءت لتلد فصار عليها أن تصعد (السرير ) الجلجلة بلا صليب ، وتعبر الصراط (الكرسي) إلى غرفة الولادة على حد الشفرة .
ستمشي المرأة فوق الدماء  والقيء والأوجاع والإهانات والأنين والصراخ والكلام تحت الحزام ـ الكلام تحت الحزام أقسى على قلب المستضعفين من الضرب تحت الحزام ــ وحدهن المسحوقات يشعرن  بالضربات حين يسمعن هذا الكلام . وفي فضاءات أخرى على الأرض نفسها  وتحت سقف السماء نفسها من الوطن نفسه ، تُستقبل نساء أخريات  عند بوابة العيادة وتنحني "كم وزرة بيضاء" لتساعد السيدات على صعود الكرسي ،  أو سرير الفحص، أو انتعال الحذاء .
نساء ونساء .
 أما هنا فتؤمر المرأة برفع" قاعها" وكتم أنينها لأن "القيعان" ليست سواء ..القيعان طبقية بامتياز ، هنا بنات القاع الاجتماعي ، وهناك بنات القاع والباع ، قيعان المترفات لا تتساوى في ميزان الطب ومصطلح التمريض مع قيعان المسحوقات .
هنا ، في المستشفيات العمومية تصبح مجرد التفاتة صغيرة وعابرة كرما ليس مثله كرم ، وتصبح محاولة التقاط السروال الذي أزيل عند الفحص مهمة أشبه بالمستحيل  ،خاصة وقد انغرست الأصابع المتفحصة في الأحشاء . فهنا "تفحص النساء كما تقلب الأحجار وكأنهن لسن كائنات بشرية" ، نساء عاريات من ملابسهن ومن جلدهن ولحمهن ودمائهن ، نساء مجردات من عزة النفس ومن الكرامة . نساء عاريات إلا من بقية أمل راودهن يوما أن يلدن لتكتمل أنوثتهن ...نساء يحملن في أحشائهن أملا .............." ولد ميتا " .
هي تضاريس التيه فعلا :
2) تضاريس التيه وصرخة الأغوارتلك  التي تصعد  من أحشاء الموظفة الرهيفة الإحساس ، الرقيقة المشاعر، وهي ترى الوجوه الأنيقة الحليقة تتحلق حول مائدة اجتماع المجلس الإداري لتحصي المداخيل وتنوه بالسعاة والعاملين وجباة المحاصيل ، ولا هم لأحد إلا  ملء  الصندوق .
ملء  الصندوق .
الصندوق امتلأ فعلا،  ولكن بدماء الشاب الذي وقف في الطابور يضغط على الجرح الغائر في الخد .
وامتلأ بالأنين والأوجاع والآلام .
امتلأ بعرق المتسولة ، وامتلأ بآخر رمق من حياة عجوز لفظ آخر أنفاسه بينما رفيقة  محنته  تنتقل بين المكاتب لتسديد فواتير الفحص .
وجوه أنيقة حليقة تتكلم كل اللغات إلا لغة  المرضى ، وتهنئ نفسها على ارتفاع المداخيل ...ولو كانت رأت وجهها في المرآة ...لكانت رأت الأنياب التي نبتت لها لطول ما غرست أسنانها في لحم الفقراء .
لكانت رأت في المرآة ...وجوه مصاصي الدماء.
3) صرخة الأغوار أيضا هي ، بالنسبة للعجوز الذي خاب ظنه وأمله في الكشف عن حالته ، وصار يعرف بأن النوبة القاتلة لن تمهله حتى يصل دوره بعد ستة أشهر في قسم المستعجلات .
مستعجلات تأمر المريض المسن والواهن العظم والقلب أن يعود بعد ستة أشهر لأن حالته مستعجلة .....هي فعلا مستعجلات جدا .
4) وصرخة الأغوارهي ،  بالنسبة للزوجة التي تجر أطفالها وتقصد بيت أبيها بشعرها المبلل بقذارة الزوج ، فقد أفرد الوحش رجليه وتبول على رأسها ، فقط ، فقط لأنها كانت نائمة، ولم تلب له حاجته كالعادة قبل أن ينطق بها .
أطفال جياع وزوجة تائهة ، بين أم تحثها على ترك الأطفال للوحش، وأب يأمرها بالرحيل العاجل لأن بقاءها ببيته ليس في مصلحتها ، وزوج جبار متغطرس ينتظر عودتها للبيت لكي يعلمها أحدث فروض الطاعة .
امرأة تائهة تجر أولادها وراءها وتقصد محطة القطار ..تنظر بين الفينة والأخرى خلفها إلى الأبناء ، وتتابع السير ، دون أن تعرف أو يعرف القارئ إن كانت ستنتحر أم ستنتصر على كبريائها وتعود صاغرة لبيت الطاعة .
وما الفرق بين أن يمزق القطار جسدها أو يُحَوِّل الزوج البوَّال أيامها إلى أشلاء؟.
5) وهي صرخة الأغوار حين يُرغم اليتيم تحت ضغط اللهو السخيف للأم والخالات على التبرؤ من حبه لأبيه ....فيُحبه في السر  طوعا ويطيعهم في العلن مكرها .
6)  ويطمع اللاجئ في العودة إلى بلاده ورؤية سمائها بعينين مفتحتين  ، خاصة وقد أصبح مواطنا صالحا يشرب الخمر ويتعاطى الحشيش ، ولم يعد ينقصه غير الجواز . لكنه سيعود في صندوق ، سيعود ميتا بعينين مفتحتين على سماء فارغة.
لم ينفعه أنه صار مواطنا صالحا يشرب الخمر ويتعاطى الحشيش .
7)ويستغل الوغد النصاب تواطؤ قاضية ليستدرج المرأة الشريفة إلى سرير شهوته البهيمية .سيدة لا ذنب لها إلا أنها لا تعرف أسرار البيع والشراء وبعض أسرار القضاء.
8) و تمتلئ يوميات الأم باللهاث خلف الوقت والأولاد لتحميهم من زخات المطر عند باب المدرسة ، أو لتتركهم فريسة للحمى وتذهب لتجلس في مكتب بارد على جمرات الخوف والقلق .، أو تكتفي بنفض الغبار عن المقام الزكي للولي الطاهر ، والإصغاء إلى ألمها الخاص وشغب الأولاد ،، أو تدور مع دوامة الحياة والمواصلات لتكتشف  بأن الزمان قد تغير وبأن القيم قد ضاعت وبأن الأيام قد ازدادت سوءا .وبأنها هي ..ربما ...مجرد ورقة سقطت سهوا من دفتر مذكراتها القديم ، ومن حساب  الأحلام الوردية للشباب.
9)هي صرخة الأغوار الباردة ، صرخة العجوز الذي ينتظر أبناءه كل صباح  عند بوابة المستشفى ولا يأتي أحد ليأخذه ..فلم يعد أحد يرغب به . لكنه ..لكنه يصر على الانتظار ، فيجمع كل صباح ملابسه  وغطاءه في كيس بلاستيكي ويعود لينشرها في المساء ، حين ينتهي موعد آخر زيارة ولا يأتي أحد ليأخذه .
دائما ودائما ،هي  تضاريس التيه ، ولكنها غير ذلك أيضا .هي أيضا رصيف للوفاء والصفاء والحنين  .
                   ج) تضاريس التيه و رصيف الوفاء*

1)  التضاريس أيضا رصيفُ  وفاء للملح والطعام ولزهرة الأيام التي ابيضت في الأيادي  ، وللتجاعيد التي حفرتها السنون على الجبين وعلى أطراف الشفاه وجفون العيون ، هي رصيف الوفاء للمرأة المسنة والرجل العجوز حين يجلسان جنبا إلى جنب في حديقة عمومية ، هو يحكي وهي تنصت أو يتبادلان الأدوار ثم تمسد يده وتمسح طرف عينه وجوانب فمه ....وينصرفان .
2) وهي رصيف وفاء المرأة لنفسها ولذكرياتها الشعبية اللطيفة حين تحتفي المرأة بالعيد الأممي للنساء ، والذي جعلت منه عيدا خاصا بها ، عيدا لها وحدها ..بعيدا عن الورود و  ضجيج الخطب..بعيدا عن الصخب ، تحتفل المرأة بنفسها ...عند النبع الحقيقي للحب ، حفلا يكفي فيه بعض البصل والسمك لتغمرها السعادة ..ولتعرف  بأنها ....قد احتفلت فعلا بالنساء ، ولكنها احتفلت بلا كذب .
3) هي ..هي  رصيف الأرواح التي تنتظر أخذ العزاء في موتها ، رصيف الأطياف التي تسكن كل ركن من البيت والذاكرة ، رصيف اللقاء بالأموات الذين يقاسموننا الكلام والأيام،   رصيف أول لفاطيمة ورصيف  ثان للكاتبة التي ظلت وفية لقصتها ،فاطيمة التي لا تزال تجوب أروقة المستشفى وخيط دم رفيع كالنزيف يزفها لموتها .
4) رصيف لاختبار قوة الإيحاء  في علاج أعطابنا ، حيث تكفي كلمات للملمة الشتات : " أنا لاباس ..أنا لا باس ..جرحي برا .  أنا لاباس، جرحي برا، قلبي لا باس ،جرحي برا ." تكفي كلمات لتخف حدة الألم وتلتئم الجراح، أو على الأقل تتوقف عن النزيف  .
5) رصيف لكنس غرفة القلب ، رصيف لغسل الذاكرة ، رصيف للعلاج بالكتابة رصيف من......... تضاريس التيه.
هي كل ذلك وهي غير ذلك أيضا  .
هي في الأخير تضاريس للمفارقات القصيرة جدا .
                      د)  تضاريس التيه والوقوف على حافة المفارقة *

حافة المفارقات في  مجموعة " تضاريس التيه " حادة  تشرف على الأغوار العميقة ، حادة ومضيئة تشرق بالمعنى كشمس من تحت الماء.ليست الشمس في الأعلى  فقط ، فكثيرا ما تكون صفحة الماء سماء إن جربنا الغوص إلى الأعماق.
التضاريس أيضا تضاريس للمفارقات :
1) الماكرة :
حين يسأل الطالب الجامعي عن فتوى تبيح للجائع السرقة .....لأنه يريد أن يسرق تفاحة تشبع..... جوعه الجنسي .
2) المذهلة :
حين توحي صورةُ رافعة البناء للزوج بحبل يتدلى منه رجل منتحر ، وتوحي للزوجة بوردة تدور في الهواء ، أو براقصة بالي تدور برشاقة على رجل واحدة
3) الذكية :
يوم تلتقي المرأة وجها لوجه بعدوها السابق في الجامعة على مائدة للحوار والعمل فيقول مستغربا :" اليمين واليسار، ماذا جمعهما معا؟ " فترد عن صواب : " لقد كنا مجتمعين معا منذ البداية ..فقط كنا صغارا ولم ننتبه لذلك "
4) الساخرة :
إذ تطلب الحبيبة من محبها المتنور جدا زهورا برية من ضفاف الأمازون كهدية رمزية على قدر الحداثة التي يدعو إليها بدل مهر من ذهب ومال ..فحتى هي لا تهتم بكلام الناس ، ولكنها تحسن رفع قيمتها في عينيه هو الذي قال بأنها أغلى من المال والذهب .
5) المضحكة /المبكية :
إذ تشكو الزوجة لصديقتها باكية ما تعانيه مع الزوج البخيل والبغيض ، والذي جعل من البيت غارا أسود  مظلما مات فيه الحب ومات فيه الفرح .فتذكرها الأخيرة ضاحكة،بأن أغلى ما كانت تتمناه في الصغر هو أن يطير بها فارس الأحلام إلى مغارة في  أعلى الجبل ......وقد فعل .
6)المربكة :
حين تشعرك شارة الانتساب إلى المهنة بالخجل بدل أن تعزز لديك روح الانتماء
7)غير المتوقعة :
إذ يدخل  الإبن ووالداه  إلى بهو المحكمة لإجراء معاملات الطلاق.....طلاق الرجل المسن من المرأة العجوز .ياللمفارقة .
8)الحالمة :
بزمان آخر تحت شمس أخرى  يصيرفيه الابن مهندسا أو رئيس عمال ، يجلس في المكتب المريح ويركب السيارة المكيفة ... هكذا يحلم الأب  بمستقبل لابنه  بينما يحمل الطوب والحجر على كتفيه تحت أشعة الشمس الحارقة ..
9)البليغة :
لرجل وامرأة لم يلتقيا أبدا ولم يفترقا ، ماتت قبله بيوم فدفنوه في اليوم الموالي.
10) الوقحة :

حين يصبح " ادهين السير " أفضل طريقة للسير السريع ولا يهم أن لا يشد السير الحذاء ، إنما المهم أن ندوس بالحذاء على المبادئ والقيم ونحث السير لقضاء المصالح . ونغض البصر عن الوقت الأفضل للدهن ، أبعد الصلاة أحسن أم قبلها .؟
                                ه) تضاريسٌ لبحرِ المآسي
هي إذن تضاريس تصعد من أغوارها صرخات المقصيين والمهمشين والمستضعفين والمسحوقين .
وهي تضاريس تجوب أرصفتها أرواح عاشقة تحن إلى إلفها أو صغارها أو تحن إلى نفسها .
وهي تضاريس تقف على حافتها المفارقات الجارحة أحيانا والمتأرجحة بين النزول إلى الأغوار أو الصعود إلى الرصيف .
هي تضاريس لبحر الناس ومآسيهم .
لقد أعطت الكاتبة للصراخ صوتا لعله يصل إلى كل الآذان .
وأعطت للحنين والشوق بعض الحق في الدفء.
وأعطت للومضة  العابرة بعض الوقت لتستريح فيه من دهشتها .
قصص الكاتبة مريم التيجي إنسانية /اجتماعية وواقعية بامتياز، وقد وفقت المبدعة في سردها بأسلوب واقعي وسلس ينفذ إلى العمق مباشرة ، بالقدرنفسه الذي يوفي فيه التفاصيل حقها من العناية سواء تعلق الأمر بالقصص القصيرة الثلاثة عشر أو بالقصص الاثنتي عشر القصيرة جدا .
أسلوب الكاتبة يتفوق في غالب القصص على الصورة نفسها، في نقل الواقع وعرضه على الأنظار ، وهذه من المرات النادرة التي تستطيع فيها الكتابة التفوق على الصورة ،وليس ذلك إلا لأن الكاتبة تنظر إلى الواقع بعين القلب فيجعلها إحساسها البليغ بالفجائع والمواجع والآلام ،  تقدم هذا الواقع حيا يصرخ ويتوجع ويتألم كأنه يتكلم عن نفسه ويقدم شهادة عن مآسيه .
إنها قصص تفتح الدمل الاجتماعي بقلم / مشرط لتنظف الجرح من قيحه وصديده ، وتفتح  معه أبواب الأقبية المغلقة على عفنها لتطرد الهواء الفاسد والدماء الفاسدة أيضا ....فما أكثر الدماميل الاجتماعية التي لا تزال تخفي قيحها وصديدها  عن الأعين ، وما أكثر الناس الذين لا تزال تجري في عروقهم دماء فاسدة .
لقد بثتنا الكاتبة شكواها وفتحت أعين القراء على  حقيقة " حالتنا الاجتماعية "
المزرية .وهي بذلك قد رفعت أمانة الشهادة على هذا الواقع عن عنقها وطوقت بها أعناق قرائها ، لقد طوقتنا بواجب الأمانة ، وهذا منتهى ما تطمح إليه  كل كتابة جديرة بهذا الإسم ، ــ" أن تجعل الارتقاء بالمجتمع وتغيير العقليات مسؤولية مشتركة " ـــ
وأخيرا فإذا كان لا بد من وجود كاتب "ة" يجيد قراءة الواقع ، فإنه لا بد أيضا من وجود  قارئ"ة" يجيد الإصغاء للكتابة .
                                                         * جمال الدين حريفي
                                                           القنيطرة : 21/03/2014
                                                            19/جمادى الأولى /1435
الهوامش :
*" تضاريس التيه ": مجموعة قصصية ، صادرة عن دار فضاءات للتوزيع
والنشر ، عمان ، الأردن . الطبعة الأولى : 2013.
*" مريم التيجي " :كاتبة مغربية ،من مواليد مدينة الرباط 1969
ــ حاصلة على ديبلوم الدراسات العليا في الفلسفة / تخصص المنطق
ــ حاصلة على ديبلوم في التواصل
ــ اشتغلت بالصحافة الورقية طيلة عشر سنوات
ــ تتوزع اهتماماتها بين النقد الأدبي والاجتماعي والسياسي والفكري
ــ تكتب القصة والمقالة والخاطرة
ــ تعد للطبع مجموعتها القصصية الثانية ، وتشتغل على روايتها الأولى " ذات البعد التاريخي والاجتماعي والنفسي "
ــ تنشر في عدة منابر ( ورقية وإليكترونية )
 *الأغوار والأرصفة والحافات: تضاريس بحرية
*عناوين القصص وترتيبها حسب ما اقتضته القراءة:
حافة المفارقات 
رصيف الوفاء
 صرخة الأغوار
1) استفتاء ـ ص89
2) سر ـ ص91
3) مفارقة ـ ص 95
4) حداثة ـ ص99
5)فارس الأحلام ـ ص100
6)  شارة ـ ص 88
7)  مفارقة ـ ص 104
8)  حلم ـ ص 93
9)  حب ـ ص 105
10) ادهن السير ـ ص102
1) وفاء ـ ص97
2) عيد امرأة ـ ص75
3) فاطيمة ـ ص39
3) فاطيمة ـ ص 41
4) أنا لاباس ـ ص 81
5) تضاريس التيه ـ ص83
1) ولد ميتا ـ ص 7
2) مصاصو الدماءـ ص31
3) مستعجلات جدا ـص35
4) بيت الطاعة ـص47
5) اليتيم ـص77
6) اللاجئ ـ ص79
7)الله ينصر سيدنا ـ ص61
8) يوميات أم ـ ص67
9) انتظار ـ ص 87