متناقضات سيدي سليمان
ربورتاج مصور عن بعض "مرافق" المدينة
خلل بيئي وتدبيري وشروط تسوُق الساكنة
قبل عيد الأضحى فاجأتني كما فاجأت الجميع لافتة على واجهة إحدى المقاطعات الحضرية بالمدينة (وأخرى أمام المجلس البلدي)، تقول على "لسان" المجلس البلدي وجمعيات المجتمع المدني أن هناك حملة تحسيسية حول النظافة بمساهمة المجتمع المدني!
إحدى اللافتات التي تعلن عن التحسيس بالنظافة
فاستبشرت خيرا، وقلت مع نفسي هاهو المجلس البلدي لسيدي سليمان بدأ يخرج من قوقعته، وانتبه أخيرا لفاعل مشارك وضروري إسمه " المجتمع المدني " رغم أن منطوق اللافتة يحمل ما يكفي من دلالة على قصر النظر وضعف الحركة ودَغْمَشَة عباد الله، حيث أن كل ما في الأمر " حملة تحسيسية وتعبوية" كأن الناس تجهل مقومات النظافة، وتسعى عن قصد لإهمال هذا الشرط الوجودي لحياة سليمة. حتى لا أقدم معلومات قد يقال عنها أنها مغرضة، هدفها الإساءة لجهة معينة، قمت بجولات في شوارع وأحياء المدينة، علني أصادف "مفجأة سارة"، وسألت بعض الإخوة إن كانوا بدورهم شاهدوا شيءً أو لمسوه، لم أتوصل إلى أي معلومة مهمة، فقط أحدهم ذكر أنه شاهد في حَيّه يوما قبل العيد شاحنة لجمع الأزبال، ثم عن أي مجتمع مدني يتحدثون؟ ويعرف عدد من نشطاء المجتمع المدني القصور المزمن في التواصل لدى المجلس البلدي، ومن هي الفئة الأكثر معنية بمشكل النظافة من فصائل المجتمع المدني أكثر من الوداديات السكنية؟ (وكل من يبدي حماسا للتطوع من أجل ذلك)، التي لا تجد الصدى المطلوب لدى المجلس، ولم يتم دعوة مكاتبها لأي اجتماع، فقط مرة واحدة، ولكن بدعوة من الباشا، كان القصد منها محاولة إشراك هذه الوداديات في "التعبئة" من أجل مهراجان الهيت… وأتحدث هنا من موقع المطلع الذي يتوفر على الأدلة القاطعة بما فيها مراسلات أُهملت ولم تجد مجيبا، وذلك بصفتي رئيس إحدى الوداديات السكنية (بالمناسبة قدمت استقالتي من رئاسة المكتب مؤخرا، لأنه لا يوجد المناخ السليم لممارسة العمل الجمعوي الجاد كما قلت فيرسالة الإستقالة التي وزعت نسخا عنها على كافة أعضاء المكتب)، أكثر من هذا مررت على أكبرمزبلة وسط المدينة، التي لا تبعد إلا بخمسين مترا عن مكان اللافتة، فوجدتها ما تزال متشبتتة بمكانها، لا تريد مبارحته، ذلك الدليل الآخر القاطع على مهزلة القول بلا فعل
أقرب مزبلة لموقع اللافتة وسط سويقة حي السلام، وهي دائمة هناك بها كل المخلفات، تسبب رائحة كريهة لمحيطها
ونحن نعرض صورا من سيدي سليمان نؤكد أنها موجودة وحقيقية، وليست مفبركة أو محض خيال، ولسنا مسؤولين عن استمرار تواجدها، وقصدنا ليس إظهار الوجه البشع للمدينة، نعم هناك بعض " المحاسن" لا نغفلها مثل تعبيد عدد من الشوارع، وهو ما كنا قد كتبنا عنه فيحينه، رغم أن العملية اعتمدت القروض، وهو ما سيرهق باستمرار ميزانية المدينة ويرهنها لأجل طويل، أي ما يعني لا مشاريع أخرى في الأمد المنظور، بسب قلة الموارد وتأدية الديون مع خدماتها لصندوق التجهيز الجماعي ـ من هذه الديون ما ذهب سدى كما وقع للمسبح البلدي ،أنظر تصنيف غرائب ـ ، ومن " الإيجابيات كذلك التي لا ننتظر من أحد أن يرشدنا إليها اقتناء ثلاث شاحنات جديدة لحمل النفايات
اقتناء ثلاث شاحنات لحمل الأزبال، وهذا سيكون من " مفخرة المجلس البلدي"
لا نعرف بالضبط كم كلفت، وإن كان احتمال اللجوء للقروض كذلك واردا من اجل اقتنائها،في مدينة تعرف شح الموارد لأنه لا أحد فكر في ذلك وتضخم نفقات التسيير وتسديد الديون مع أرباحها كما يظهر من وثائق الحساب الإداري كل سنة، ومع ذلك فشاحنات الأزبال تمر على أغلب الأحياء السكنية ثلاث مرات فيالأسبوع بسبب قلتها، فهل سيبقى العمل جاريا بمثل هذه الشاحنة بحمولتها أسفله؟ نتمنى عكس ذلك، أما مطرح النفايات فتلك مأساة بيئية أخرى
نقل غير صحي للنفايات المنزلية، غير أن الشاحنات الجديدة قللت من المشكل، لولا بعض المارسات
أما قنوات الواد الحار فحدث ولا حرج، أغلبها مخنوق باستمرار،ما أن ينزل المطر حتى تنكشف الحقائق، مرة اضطرت البلدية إلى طلب المساعدة من المصالح التقنية بسيدي قاسم من أجل مدهم بشاحنة خاصة بشفط الأوحال. ويعرف مثلا سكان حي السلام وضعية القنوات لديهم، ورغم ذلك أتخذ قرار إعادة تعبيد بعض الشوارع لنصبح يوما أمام حفر جديد كما تفعل شركة اتصالات منذ شهور لإمداد أحبالها، بينما تكنولوجية الإتصال تسير نحو الإرسال عبر الفضاء!
أغلب أفواه البلوعات مفتوحة باستمرار، حتى التي تم تجديد اسفلتها مؤخرا، بعضها يبث روائح كريهة، لهذا يفضل بعض السكان طمرها، ومنهم من يضطر إلى وضع باب لها من الإسمنت المسلح بنفسه.. وقبل شهرين تقريبا قام عمال تابعون للمجلس البلدي بتنقية بعض هذه البالوعات، لكن تركوا ما استخرجوه بجانبها إلى الآن، ربما يخشون العطالة من انتهاء أشغالهم، ويريدون العودة كل مرة لهذه البالوعات! بل لماذا تفرغ أصلا وهي مفتوحة باستمرار معرضة للملء كل حين؟!
تنقية بعض البالوعات وترك ذلك إلى جانبها، علما أن الكثير منها دون غطاء، ومنها ما يخرج روائح كريهة …
يحدث أن تسرق الأغطية الحديدية وتباع إلى تجار خردة الحديد، وهو ما يقتضي إيجاد وسيلة تقنية ضد ذلك، وهناك حلول لو أرادوا استعمالها.
تفرغ المدينة حمولتها من مخلفاتها السائلة بنهر بهت المجاور، وهو ما يجعل هذا النهر بحيرة قادورات، ومصدر روائح كريهة باستمرار،
التلوث المستمر لنهر بهت والروائح الكريهة التي تصدر منه
مادام سد القنصرة يمنع غالبا تدفق الماء الذي يمكن أن يخفف من المشكل.
مخرج النهر شمال المدينة، المياه راكدة به
الخطر هو استعمال هذه المياه الملوثة لسقي بعض النباتات الغذائية كالخس وغيره، وفي موضوع تلوث النهر هذا سبق لنشطاء من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن أنجزوا بحثا استطلاعيا، نتوفر على نسخة عنه، وأرسلوا نتيجة ذلك لعدد من المسؤولين، لكن دون نتيجة.
المطلوب لحل المشكل نهائيا إيجاد محطة تصفية، وقد طال الحديث كثيرا حول هذا الموضوع، ومما يرْشُح عن المجلس البلدي "المغلق" أمام كل الفعاليات أن هناك محاولة ، ربما قد يتكلف بها المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، وقبل إغلاق موضوع النفايات لابد من تطرح التساؤل التالي، كم هو عدد العمال والمستخدمين المحسوبون على قطاع النظافة والبستنة…؟ الجواب يعرفه المطلعون على خفايا الأمور، وعلى من جعل التوظيفات لصالح أغراضه الإنتخابية، وليس خدمة للمدينة…
التشجير والبستنة:
لم يحدث أطلاقا أن علمت شخصيا أن المجلس البلدي سعى أو قام بغرس شجرة، وأنا مستعد لو كان هناك عكس ذلك أن أضع لهذه الشجرة صورة مكبرة بإيطار في هذه المدونة، كل ما هناك تم فيأكثوبر 2006 تنقيل تعسفي لأشجار نخيل كانت باسقة في بقعة للخواص ماتزال فارغة إلى الآن بشارع الحسن الثاني، الأشجار لم تستنبت كلها، لأن وقت تنقيلها لم يكن مناسبا حسب مختصين فيالزراعة،ضاع بعضها ، غرس البعض الآخر في حديقة شارع الملعب، هذه الحديقة لا يد للمجلس البلدي في ترميمها، بل تم ذلك من طرف المجلس الإقليمي، وهي تعيش إهمالا فضيعا، ولا نبتة غرست بها.
حديقة بشارع الملعب رمّما المجلس الإقليمي، وغرست بها أشجار نخيل لم تنبت كلها، إهمال واضح
إن المجلس البلدي لا يهمه ذلك، وإلا لكان قد خصص لها على الأقل راعيا يقوم بشأنها، ممن عُيّن من أجل ذلك في المجلس البلدي، حتى لا يقال أنه لا مناصب جديدة لدينا الآن.،أما من غرس فعلا أشجارا فليس غير ناشطين من المجتمع المدني، سواء في حي " الغماريين" ، أو بين حي "أكدال" و" رضا" ، لكن الإهمال المشترك والمواشي والذواب تكالبت على تلك الشجيرات.
من الذواب والمواشي السائبة التي تأتي على الأخضر واليابس
إن فضاء المدينة مهمل، لا حركة تزيين أو تنسيق في المباني، بل أكثر من ذلك هناك عمليات تشويه قائمة على "قدم وساق" من ذلك مراكمة الأثربة وسط حي السلام منذ أكثر من سنة، وإلى أن يستأنس الناس بها، قد تسوى في عين المكان، لتجد المنازل المجاورة نفسها في وضعية أذنى من الأراضي المحيطة بها
إلى متى ستبقى هذه الأثربة متراكمة بحي السلام
التسوُق:
تعتبر فضاءات تسوق سكان المدينة ومحيطها من المواضيع السوداء التي تثير الرثاء والإمتعاض، فإذا كان ما يسمى بالسوق البَلدي لم يعد له حقيقة وجود، إذا ما كان الإسم يوافق المسمى، البناية القديمة التي وجدت من أجل السوق مازالت، لكنها غير منظمة، قبل سنوات أضاف أحدهمفي الوسط دكانا، ليتم إجلاء بائعي النعناع والخبز والحليب من داخله، ثم يُسمح ببناء عدد من الأكواخ في كل محيطه، لبيع كل ما يخطر على البال، من نقانق إلى ترييش الدجاج،ويضيف أحدهم دكانين متقابلين مرة واحدة، فيباحة صغيرة كانت تجلس فيها بائعات الدجاج البلدي، ولا من تحرك ليُطردن بدورهن إلى الجلوس فيممرات ضيقة، أو بالشارع العام، هذا الشارع العام لا يستغرب أحد إذا علم أن فيه يباع اللحم على الرصيف. نؤكد أننا لسنا ضد البائعين والتجارة عموما، ولكن المشكلة متأتية من الذين تحملوا المسؤولية ولم يجدوا الحلول المناسبة، ولا تهمهم صحة المواطنين، هؤلاء المواطنون يلجون سوق المدينة بالبّاط [أحذية بلاستيكية طويلة]، خاصة يوم الثلاثاء وحتى بقية الأيام لشراء الخضر، من بقعة بين المنازل فيحي السلام، مثربة مغبرة صيفا، موحلة شتاء.
سوق الثلاثاء وسط حي السلام تتوسطه زبالة من الحجم الكبير
فهل تصدقون أننا في مدينة؟ وهل تعتقدون أننا نتوفر على مجلس بلدي يرعى شؤوننا؟ وهل تعلمون أنه لنا برلمانيون يمثلوننا فيالرباط؟ أحيانا يصل عددهم إلى أكثر من خمسة موزعون على غرفتي مجلس النواب، أولا هل هؤلاء يشترون حاجياتهم من مثل هذه الأسواق القذرة؟ وهل فعلا يمثلوننا؟
لقد فوت المجلس البلدي مسؤولية توفير سوق لساكنة سيدي سليمان إلى أناس بسطاء لا يوفرون قوت يومهم إلا بكد الأنفس والتعب الشديد، إنهم بائعوا الخضر بالتقسيط، هؤلاء اقترضوا واقتصدوافي معيشتهم ثم عادوا فاقترضوا ليشيّدوا لنا سوقا للخضر، يقال أن البلدية لم تساهم معهم باي شيء
البوابة الشمالية لسوق الخضر المنتظر وقد شيده خضارو التقسيط
وذلك بجانب حي اخريبكة، وهم المساكين لا يصدقون أنفسهم أنهم سيجدون أخيرا الملجأ ليمارسوا مهنتهم بسلام، ونحن سنتسوق بفضلهم في ظروف ملائمة تُحترم فيها كرامتنا ـ أتحدث عمن له كرامة ـ ومن المنتظر أن يظم المجلس البلدي هذا " الإنجاز إلى قائمة "حسناته " على هذه المدينة
جانب من سوق الخضر المنتظر تحيط به الأكشاك الكثيرة العدد
ونفس الشيء يقال عن السمك، هذه المادة الحيوية للغذاء، التي تجد إقبالا كبيرا من طرف المستهلك، في كل الأوقات تقريبا إلا يوم الجمعة وأحيانا الإثنين، لكن أين؟ قد لا تصدقون، فيالهواء الطلق وعلى مدار السنة،في الصيف يستمر البيع إلى ما بعد الزوال، والبايعون يغالبون الثلوت والحرارة بقطع الثلج، التي لا تكون متوفرة دائما
مكان بيع السمك
خلف هذا الباب سوق منتظر لبيع السمك، له نفس حالة سوق الخضر المنتظر
فهل فعلا يهم المسؤولين هنا صحة المواطنين وتحسين مستوى عيشهم؟ المرجو من كل مواطن يسكن سيدي سليمان وله قليل من المعرفة حول متطلبات الحياة وخطورة الثلوت والمشاكل الصحية أن يطرح نفس السؤال على جهاز منتخب اسمه المجلس البلدي.
ربما من الأجوبة الجاهزة الحديث عن السوقين اللذين ينجزهما المهنيون بمالهم، لكن قد تجدون جوابا آخر له علاقة "بالتنمية البشرية" التي أصبحت ك"سيدنا اقدر"، الذي يسهر البعض الليل ليطلب منه المعجزات حين ظهوره، لقد شيدت ثلاث بنايات في المدينة عندما تراها، تظنها نسخة عن سجن أو عن قلعة رومانية قديمة،في كل من حي الوزين، واولاد مالك، والسليمانية.
واحد من ثلاث" للقلاع" المنبثقة عن "التنمية البشرية"
يقال والله أعلم أن بها ستمارس تجارة خاصة جدا، فمَن وراء هذه البنايات بهذا الشكل، يقال كذلك أن تنفيذ مشاريع "التنمية البشرية" يكون بعد اتباع مسطرة صعبة في ظاهرها،فيها لجان ولجان ولجان… لكن لست أدري كيف وافقت هذه اللجان على مثل هذه البنايات بدون سقف، عوض وضع مشاريع متكاملة؟ صالحة للإستعمال؟ والله أعلم.
الطامة الكبرى تخص السوق الأسبوعي الذي يدر على البلدية أموالا مهمة من عائدات كرائه رفقة مرافق أخرى كسوق الجملة بحي الليمون، والميزان التيجاري والأسواق اليومية ـ لكل واحد من هذه قصة خاصة مطولة ومشوقة ـ وحتى لا نتهم بالجهل بالمعطيات الجديدة، فقد قيل ـ والله أعلم دائماـ أن المجلس البلدي في احدى دوراته شبه السرية، لأنه لا يعلم بها إلا القلة من الأعضاء طبعا وونفر قليل من الحواريين، وهذا المجلس لا يعرف شيئا اسمه التواصل، وباختصار ربما لايريد أن تعرف الناس ما يجري داخله، نعود لما قيل عن القرار المتخذ في شأن السوق، وهو حذفه وإلغاؤه بالمطلق، وأعتقد أن هذا من القرارات الصائبة جدا، فكم حاجة قضيناها بتركها، فمساوئه أصبحت أكثر من نفعه بسبب سوء التدبير.
لكن تنظيم التجارة ضروري فيهذه المدينة، مع الإحتفاظ بزبنائها القرويين في بعض المجالات، لما في ذلك من عائد اقتصادي، وهنا على الجماعات القروية المجاورة أن تتحرك، هذه هي فرصتها لإيجاد سوق قروي إذا أرادت تحسين مداخلها،وإيجاد حل للمواطنين القاطنين بها، لكن هيهات لا حياة لمن تنادي.
لكن "سوق الأربعاء" المتواجد داخل المدار الحضري للمدينة، فيه من المغربات ما يفزع الصبيان قبل الكبار
من أشهر أسواق منطقة الغرب، نشاط تجاري ومورد اقتصادي مهم، ولكن للأسف لم يجد من ينظمه، ويحوله إلى معرض لمختلف المنتوجات الفلاحية مثلا
يقام السوق في خلاء واسع ومنبسط، وقد فقد اسواره من زمان، وكانت به ثلاث بنايات للتجارة، بدورها أصبحت أطلالا
مجازر دبح الدجاج وترييشه
جانب من السوق خاص بدبح وترييش الدجاج، في ظروف أقل ما يقال عنها أنها لا صحية، بسب إهمال المجلس البلدي، الذي لم يوفر بناية خاصة بدبح الدجاج، لم يجلب الماء عبر قنوات، لم يساهمفي تنظيم الحرفة، رغم سعي هؤلاء الحرفين إلى ذلك بشكل حضاري عندما أسسوا جمعية لهم، لكنهم لم يجدوا المحاور الملتزم والقادر على اتخاذ قرارات شجاعة وصائبة
إقبال كبير من طرف المواطنين على اقتناء اللحوم البيضاء، لكن ظروف الدبح والترييش نترك التعليق عنها للمختصين في مجال الصحة، هل ترييش الدجاج في ماء ساخن طول اليوم في إناء كان مخصصا للصباغةفيه ضرر أم لا؟
ترييش الآلاف من طيور الدجاج دون توفر الماء بعين المكان
أما النفايات فهي الغذاء المفضل للكلاب الضالة وطيور جارحة تنتظر بفارغ الصبر قدوم يوم السوق لتنال النصيب الأوفر من برودينات دون عناء، والبقية تتراكم هناك.
نفايات تتراكم بعين المكان رغم أن السوق يترك للبلدبة عائدات…
إلى أن تصبح جزءً من "المنظرالعام"، ومن مكونات المكان، وربما سمادا لأرض تنج كلأ جديدا، ونِعم الدورة الإقتصادية والبيئية.
تتحول النفايات إلى جزء من " المحيط البيئي"
لقد ضاق السوق بما رحب، ومع توالي السنين "فاض " إلى أطرافه، كما فعل الخضارون هروبا من الأوحال، لكنهم توجهوا إلى جوار الخط السككي، وهكذا يتعرض أحيانا البعض للدهس من قبل قطار لا يرحم أحدا
وسط السوق ، دخوله عقوبة
أوحال ومياه تتراكم، ولا من متدخل
ما أن يسقط المطر حتى يتحول السوق إلى وحل لا يسمح بالمرور، كما هو عليه الحال في رحبة بيع " اللحوم" الحمراء، وقد تحولت البناية إلى أطلال، بلا سقف.
كان الله في عون الجزارين
ونفس الشيء يقال عن مكان بيع السمك.
لا مشكلة، السمك متعود على الوحل، والبشر عليه أن يشقى للحصول على السمك
لقد عرضنا هذه الصور ليس من أجل التشفي في أنفسنا نحن سكان بقعة من المغرب تسمى سيدي سليمان، ولكن لدق ناقوس المسؤولية، إن السكان قد أعيتهم الوعود الجوفاء، وبوسان الريوس والتزاويك والتعوريط، إننا نريد مدينة عصرية، يخرجفيها أولادنا وبناتنا ليجدوا المرافق الضرورية، ما يهم الرياضة والثقافة والفن والتعليم والتجارة…، نريد شوارع نقية منظمة، نريد هواء سليما لاغبار فيه، ولن يكون ذلك إلا بتحمل الجميع مسؤولياتهم، مواطنين ومنتخبين ومسؤولين،يجب وضع خطط استعجالية لإنقاذ المدينة، بمساهمة الدول،إنهاـ المدينة ـ لم تعد محط جذب كما كانت في السابق.
سكان سيدي سليمان طيبون مسالمون، وهذه المدينة تتوفر كذلك على الجميل وما يسر، لكنه قليل أو مهمل،
مدينة عامرة سكانها طيبون منشرحون منطلقون للحياة…
منظر من شارع محمد الخامس من الجهة الشمالية
كل يوم تمتليء الشوارع عن آخرها بالمشاة ذكورا وإناثا، فتخال نفسكفي كرنفال جماعي، يخرج فيه الناس للتعبير عن فرح عن تواجد، عن رغبة في الحياة والتواصل، ولكن للأسف مجالسنا المنتخبة عموما لا تعرف معنى للتواصل وللإنصات إلى الأجيال الجديدة، بل لم تتحول بعد إلى مدرسة حقيقية لممارسة الديموقراطية السليمة.
من مرافق المدينة التي يحق لنا الإفتخار بها، محطة القطار الجديدة، رغم أنه ينقصها ممر أرضي للعبور إلى السكة الأخرى في حال توقف قطارين، نتمنى أن يتم تدارك هذا الأمر مستقبلا،
محطة القطار من المرافق الجديدة بالمدينة
فتحية لكافة سكان سيدي سليمان والمنحدرين منها المتواجدين فيربوع المغرب أو خارجه.
مصطفى لمودن
هذه مدونتكم ساهموا فيها عبروا عن آرائكم، ونحن مستعدون لتلقي كل الآراء، بل والإستماع لكل صاحب رأ ي أو موقف كيفما كان مصدره وطبيعته، هدفنا فتح نقاش حول قضاينا المشتركة
صور تصلنا من قراء
آخر ما توصلنا به صورة بغل يتجول بحرية طيلة اليوم بين الأحياء مثل حيوانات أخرى تأتي على الأخضر واليابس، وتعود مساء إلى مقرها عالفة، وهناك من السكان من له قطيع غنم أو أبقار تسكن معه وسط المدينة، أتحدث عن حي السلام، وليس عن الهوامش.
يتجول وسط الطريق الوطنية العابرة للمدينة