من يؤكد سلامة لعب الأطفال؟
إقبال على اقتناء اللعب قبل قدوم عاشوراء، ومخاوف من إعادة ترويج لعب مرفوضة من أوربا وأمريكا.
مصطفى لمودن
قبل شهور تحدثت الأخبار بقوة عن اكتشاف كميات كبيرة من لعب الأطفال مسمومة، وذلك في الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا، وهي مستوردة من إحدى دول آسيا، فهل سيقع لهذه اللعب ما وقع في إحدى المناسبات لعلب التبغ الفاسدة والتي تم تحويلها إلى أسواق العالم الثالث، وبالتالي تحمل هذه اللعب المسمومة بدورها إلى العالم المتخلف لترويجها من جديد، وقد يكون المغرب ضحية ذلك، إذا لم تتخذ الإجراءات المناسبة للحيلولة دون حصوله، لكن البعض يشكك في قدرة المغرب على اكتشاف أي خطورة تحملها هذه اللعب، لعدة أسباب منها، الضعف التقني والعلمي، قوة لوبيات بعض التجار الذين يفضلون مصلحتهم وأرباحهم وبالتالي قدرتهم الخارقة على إدخال أي شيء إلى البلد، عدم الانتباه للأمر اعتقادا من البعض أن مثل هذه السلع مجرد لعب أطفال، وبالتالي ليست غذاء يسمم عن طريق الأكل… وفي نفس موضوع اللعب يجب أن نظل نتذكر جميعا كيف أن ما يسمى بدولة إسرائيل قامت قبل سنوات بإلقاء قنابل محشوة في لعب أطفال، واعتبرت ذلك دفاعا عن النفس ضد أطفال الحجارة، الذين يدافعون حقا عن وجودهم وبقائهم بسلاح بسيط هو الحجر والعزيمة…
على الحكومة إذا وكل المصالح المعنية أن تخرج عن صمتها، وتؤكد سلامة اللعب المستوردة من سموم لا ترى بالعين المجردة، تكون لها عواقب وخيمة على نمو الأطفال، أو على سلامة جيناتهم، ومستقبل حياتهم، فالوقاية في مثل هذه الحالة أصوب وأسهل وأسلم من مداواة لا قبل لنا بها، وكلنا نعرف مستوى التطبيب الموجود في المغرب،ووضعية المستشفيات، وما يتطلبه ذلك من نفقات وخسائر…
من الضروري التأكد من سلامة اللعب المستوردة، ومواجهة المهرب منها مما يمكن أن يكون مسموما، كما على الحكومة أن تستعين بسفاراتها المتواجدة بالدول التي اكتشفت اللعب المسمومة لتمدها بكل المعطيات، وهو ما يدخل ضمن عمل هذه السفارات، هذا إذا كان مازال هناك من وقت لذلك، وفي حضور إرادة للفعل قد لا تكون مستعدة لهكذا إجراء ضد روتين العمل الجاري…
قد يقول البعض وراء كل ما قيل حرب تجارية شرسة، تتدخل فيها أساليب غير أخلاقية، منها إثارة إشاعات مغرضة، لكن أمام الحقائق العلمية، والدليل القاطع، يتوقف كل بهتان أو ادعاء، كما أن الدولة المعنية حسب علمنا، بلعت الأمر وصمتت…
إننا لا نسعى إلى إدخال الرعب إلى النفوس، أو إلى حرمان الأطفال من لعبهم التي ينتظرونها مرة في السنة، مع ما يرافق ذلك من رواج تجاري، وكسب القوت بالنسبة لعدد كبير من المواطنين، يمارسون تجارة المناسبات، في الدخول المدرسي الكتب والأدوات الدراسية، في عيد الضحى الخرفان ومستلزمات العيد..الخ. لكن صحة أبنائنا فوق كل اعتبار.
ملحوظة: الصور المرفقة للإستئناس فقط، ولا علاقة لها باللعب المسمومة.
نشر انطلاقا من المدونة في جريدة " المنبر الاشتراكي" عدد 103، بتاريخ 23 يناير، بعدما توصلت بإخبار عن ذلك من إدارة الجريدة، وقد أبديت على موافقتي مادام الأساس هو نشر الخبر، كما أنه لا تربطني أية علاقة تنظيمية بالجهة المصدرة للجريدة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ