دور أطر التربية البدنية في الإقلاع الرياضي
مجرد رأي للنقاش…
مصطفى تيدار(*)
سبق أن أشرنا إلى الأزمة التي تتخبط فيها رياضتنا، والتي فاقهما ضعف الخبرة التنظيمية وضعف التراكم العلمي والعملي والنظري والفكري. وبداية الحلول تكمن في محاولة الإجابة عن تساؤلات كثيرة سنتطرق اليوم إلى البعض منها من قبيل هل لأطر التربية البدنية دور مع باقي الفاعلين الرياضيين في هذا الإصلاح المراد؟
يمكن اعتبار أطر التربية البدنية (خريجي مراكز التكوين والمدارس والمعاهد العليا) دما جديدا لابد أن يسري في عروق المسيرة الرياضية وقنواتها، بإضافة ما لدى الخريج الجديد إلى ذلك، لكي يستقيم خط رياضتنا خارج المؤسسات التعليمية ودور الشباب. فهذه الدماء الجديدة سيظهر آثارها المباشرة في عطاءات الرياضة خاصة حين تتجه بعض فرق الإحياء والأندية إلى الاستعانة بخدماتهم، فوجود هؤلاء الأطر يمثل إضافة نوعية مضيئة في مجال الرياضة، على الرغم من أنها محدودة نسبيا. ولكن العمل الجاد والجيد هو الذي يجدد ويحدد في النهاية الموهبة الأصلية للخريج والممارس بالخبرة.
هناك اعتقاد خاطئ لدى بعض المسيرين بأن أطر التربية لبدنية والشبيبة والرياضة متعالون، يرفضون العمل من خلال الفرق المحلية الصغيرة أو الكبيرة، والبعض الآخر يرفض التعامل معهم بحجة أن هذا النوع غير مرغوب فيه. بعضهم يرجح الأسباب التي تقلل من دور هذه الأطر في أداء أدوارهم المأمولة والمنتظرة منها للارتقاء بمستوى الحركة الرياضية إلى عدم توفر الإمكانات،من ملاعب، وغياب المستلزمات الأساسية…ما يحول دون تحقيق الطموحات.
في غياب التواصل بين أطر التربية البدنية والشبيبة والرياضة وبين المسيرين الرياضيين بالفطرة من حيت الأخد والعطاء، وتبادل وجهات النظر وتحديد الرأي حول قضية محددة، والعمل الجاد على دراسة الواقع الرياضي وطرح تصوراته وتوصياته بشكل واضح ومحدد يساعد على حل مشاكل هذا الواقع: وقد قيل:"إذا كان المعلم يصنع الإنسان اختصاصيا، فان الرياضة بالمقابل تجعل من هذا الاختصاصي أنسانا، لأنها تضيف إلى معارفه شكلا جديدا من أشكال الوعي الرياضي."
إن حل المشكلات التي تتخبط قيها رياضتنا تبدأ من وضع خطط إستراتيجية، وتحديد الأهداف والكفايات اللازمة للرقي بالرياضة والرياضيين، وتغير الواقع السائد بمفهومه المتخلف على الرياضة العالمية المتنامية والمتطورة والمتحركة… وذلك بوضع تصور جديد وصياغة حداثية لتطوير العمل الرياضي والخروج على المألوف واكتشاف أبعاد جديدة وتعميق للفكر واستيعاب لواقع الرياضة وقناعة الجميع بالإصلاح المراد الوصول إليه، متجهين به إلى تأسيس إصلاح جوهري بإدخال كل التغيرات التي تتطلبها تقوية صلاحيات الجامعات والهيئات المشرفة على الشأن الرياضي في البلاد حتى تكون واضحة المعالم، في1970 كنا البلد الوحيد الذي مثل إفريقيا في كأـس العالم وكنا منتصرين على ألمانيا1/ 0 ولم تكن لا أنغولا ولا الغابون ولا كوريا ولا اليابان ولا ميريكان ….فيما هي عليه اليوم، فماذا جرى ولما كل هذا التقهقر؟
يجب الارتباط الفعلي بالأطر الرياضية الشابة ذات المصلحة الحقيقية في الإصلاح، إن فعلنا الرياضي بهذه الآليات وبهذا المنظور يهدف إلى جعل رياضتنا تعبر عن طموحنا، وأن نعمل بكل جدية على فتح جسور الحوار وكل أشكال العمل الرياضي المشترك، حتى يتسنى لنا تطهير دواليب الجامعات وإدارتها من بؤر الفساد، ووضع آليات قانونية للعمل وإلغاء نظام الامتيازات و المصالح من أجل تحديث وعقلنة النظام الإداري والتسيري،( كما جاء مؤخرا في الرسالة الملكية للمناظرة الوطنية لرياضة )
استنادا إلى البرمجة والتخطيط والمراقبة وفتح الجامعات الرياضية على الطاقات الشابة والكفاءات، لإرساء ثقافة رياضية ترسخ قيم الحرية والإبداع والتسامح، وتمكن مكونات الرياضة المغربية من التعبير عن نفسها، لتيسير سبل الممارسة وفق برامج مدققة مبنية على المعرفة الواقعية وعلى الدراسة، ومحددة في زمن انجاز البدائل الممكنة.
إن اتخاذ الأساليب العلمية المبنية على التخطيط والعمل بالأهداف والكفايات هو إحدى مداخل التجديد في الحقل الرياضي…
يتبع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*)أستاذ التربية البدنية وفاعل جمعوي