احذروا العطرية المطحونة
لا تكتمل أية أكلة بدونها، إنها العطرية، من إبزار وكامون وتحميرة وسكين جبير وقرفة وزعفران..الخ. وأمام الطلب المتزايد على هذه المواد الغذائية، وأمام اقتنائها مطحونة، لجأ بعض التجار الغشاشين إلى التلاعب بجودتها، بل وخلطها بمواد أخرى، كي يرفعوا من الوزن، ولا تهمهم في ذلك صحة المستهلكين.. وقد التقينا بأحد التجار الذي أتيحت له الفرصة كي يطلع على بعض من الغش المشار إليه، وعلى الظروف غير المناسبة إطلاقا لإعداد تلك المواد، ثم تسويقها بعد ذلك بكميات كبيرة على نطاق واسع، دون أن تفطن أية جهة مسؤولة، ويحقق بعض التجار من ذلك ثروة في ظرف وجيز حسب قوله..
كان الحظ وحده ما جعل التاجر المشار إليه يحل بأحد "المعامل" السرية "المتخصصة" في طحن وخلط محتلف العطرية، وقد قام بالتجول عبر أرجاء "المعمل"، وذكر أن المعمل ظاهريا متخصص في الفلفل الأحمر (نيورا)، وقد لاحظ أنها مكومة في وضع غير صحي، وتنقل وتطحن لتصنع منها "التحميرة" (ذات لون أحمر لها نكهة خاصة)، ويحدث ذلك في النهار عبر استخدام أطفال صغار ضدا على القانون..
أما في الليل فيستقدم أصحاب "المعمل" عمالا شدادا غلاظا ليقوموا بشيء آخر غير طحن الفلفل، وهو طحن أشياء أخرى وخلطها لتنقل إلى المستهلك باعتبارها عطرية، وذكر المطلع نماذج مما رأى:
ـ التحميرة (الفلفل الأمر): يخلط بالطحين وصباغة الصوف، ويمكن التأكد من حالة مماثلة بوضعها في كوب ماء، حيث ينزل الدقيق إلى الأسفل..
ـ الخرقوم (زعفران): لم يستطع التعرف على المواد التي تطحن وتخلط، ولكن رأى حسب قوله أن لونه أكثر نصاعة، ويختلف عن الخرقوم العادي.
ـ الإبزار (لبزار): قليل من الإبزار، وكثير من إيلان، والقزبر..
ـ سكين جبير: يطحنون قشور سكين جبير (هو أصلا جذور نبات)، ويخلطونه مع الفول وحمص مسوس..
ـ الكامون: يهيؤونه أساسا من الكروية، وقد جلب معه التاجر المذكور نسبة منها، وهي بذور تجمع من الغابات. (انظر الصورة)
نشير إلى أن المعمل (أو المعامل) المشار إليها يتواجد في منطقة تادلة، وما كتبناه لا يعني أن كل العطرية التي تروج في المغرب هي غير صالحة، ولا كل معامل منطقة تادلة تخرق القانون…