‏إظهار الرسائل ذات التسميات دولية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات دولية. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

جنوب السودان على أعتاب استفتاء يقوده إلى الاستقلال


جنوب السودان على أعتاب استفتاء يقوده إلى الاستقلال
 
خريطة السودان وجنوبه الراغب في الاستقلال أسفل الخط الأسود

مصطفى لمودن
في التاسع (9) من يناير المقبل سيقول سكان جنوب السكان كلمتهم؛ هل سيستقيلون بجنوبهم أم يستمرون في الوحدة مع الشمال ضمن السودان؟ لكن يبدو أن الغالبية ستصوت لصالح الانفصال، هناك رغبة عارمة من أجل "الاستقلال"،جنوبيون يعودون من الشمال محملين بأغلى ما يملكون، وكأنهم في سباق معالزمن من أجل هروب جماعي، وحركة قوية في الجنوب من أجل التحفيز على التصويت بالانفصال، تساهم فيها حركات سياسية وكذلك الكنيسة بجد وحماس..فكيف وصل الأمر إلى اللاعودة وإلى الرغبة الجامحة في الانفصالعن "الوطن الأم"؟ هل لتأثير الدين المسيحي دور في ذلك خاصة عندما فرض الشماليون بالقوة "الشريعة الاسلامية" على الجميع مند دوخة جعفر النميري الذي اضطر إلى التحالف مع حسن الترابي زعيم حزب "المؤتمر الشعبي" الشبيه بتنظيم "الإخوان المسلمين" في مصر.. هل لطبيعة الحكم الديكتاتوري المركزي المتسلط منذ جعفر النميري إلى عهد حسن البشير (الرئيس الحالي) علاقة برغبة الجنوب في الانفصال؟ أم أن الجنوب محط أطماع أجنبية مختلفة، خاصةمع ما يملكه من ثروات طبيعية مختلفة أهمها النفط، وكذلك الإمكانيات الفلاحية الهائلة، بينما يعيش سكانه في أوضاع سيئة، رغم ثرواتهم.. وهناك في نفس الوقت عدة دول كبرى أصبحت تنظر إلى الحضور الصيني في المنطقة بريبة واضحة، ولا يستثنى من التعبير الواضح عن أطماع في المنطقة  إسرائيل التي لها علاقات متينة مع دول الجوار كإثيوبيا، وهي تطمح لمحاصرة مصر من محيطها البعيد، وربما التحكم بشكل غير مباشر في النيل، شريان الحياة الذي لا يمكن لمصر أن تحيى بدونه، ليكون ذلك بمثابة ضغوطات تستعملها إسرائيل قصد المزيد من المكاسب لصالحها ومتى تشاء…
السودان أكبر بلد في إفريقيا بمليونين ونصف المليون كلومتر مربع، ما يمثل 8%من مساحة القارة السمراء، بسكان يقارب عددهم 40 مليون نسمة، ولا يمكن لبعض الدول التي تسعى لمراقبة العالم والتحكم فيه الإبقاء على الوضع كما هو عليه، في منطقة مرشحة لتوترات مختلفة، فعلى الواجهة الشرقية يرزح اليمن تحت مشاكله الكثيرة، منها حروب وفتن داخلية قد تنتقل عدواها إلى دول الجوار كالسعودية، وهناك من يوجه أصابع الاتهام إلى اليمن باعتباره مشتلا يزود التنظيمات الإرهابية بالمتطوعين والأطر.. وتعرف بعض دول القرن الإفريقي انفلاتات غير متحكم فيها، كما هو عليه الحال في الصومال، التي عرفت صعود نجم تنظيمات إسلامية يشبهها البعض بطالبان أفغانستان، أساسها "حركة الشباب" التي شارك أفراد منها في حرب أفغانستان، وقد وصلت إلى حكم غير شامل لكل البلد، لكن أخوف ما يتخوف منه الغرب هو تنامي القرصنة البحرية، وهو ما يكلف غاليا الاقتصاد في الدول الغربية (أوربا أمريكا). ورغم تواجد الدوريات العسكرية بشكل مكتف في المنطقة، فمازال خطر القرصنة قائما أمام انسداد الآفاق في وجه الصوماليين وعناصر أخرى من دول المنطقة.. ولا يمكن نسيان الصراع الحدودي بين الجارين كينيا وإثيوبيا المستمر، وفي هذا الصدد لا يمكن إغفال التأثير الخارجي في ذلك، وإلا كيف نفسر التسلح القوي لدى إثيوبيا التي تتوفر على جيش يعتبر من أقوى الجيوش في إفريقيا؟ وبالتالي الدفع إلى ازدهار تجارة الأسلحة في إطار التسابق نحو التسلح، وما يدره ذلك من مداخيل على صناع وسماسرة صناعة الموت… لهذه الأسباب وغيرها قد تعتبر بعض الدول الكبرى أن أحسن طريقة لمراقبة المنطقة والتحكم فيها هي تحويلها إلى دويلات صغيرة كما وقع مع دول الخليج بعد خروج الاستعمار الانجليزي.. وإذا كان سلفا كير ميراديت نائب رئيس السودانوزعيم "الحركة الشعبية لتحرير جنوبالسودان" قد عاد منتشيا من أمريكا بعد استقباله من طرف الرئيس أوباما ووزيرته في الخارجية كلينتون، مما يعتبر اعترافا مسبقا باستقلال السودان وتشجيعا له، لكن في نفس الوقت يؤكد ذلك المطامح المشار إليها سابقا. أما النظام السوداني فقد أضعفته مختلف الطعنات التي تلقاها، فبالإضافة إلى المعارضة الداخلية التي يقودها ضده الإسلاميون بأطيافهم المختلفة سواء حزب "المؤتمر الشعبي" برئاسة حسن الترابي أو "حزب الأمة" بزعامة الصادق المهدي، وكذلك مشاكل الجزء الشمالي إقليم دارفور الغني بالنفط، وقد اتهم نظام حسن البشير بإبادة سكان الشمال الراغبين في "الاستقلال" بدورهم، مما جعل الرئيس يدخل ضمن قائمة المتابعين حسب محكمة الجنايات الدولية، وقد كان هذا الرئيس قبل ذلك قد دخل في اتفاقيات مكرها مع ثوار الجنوب، الذين كونوا تشكيلا عسكريا سموه "الجيش الشعبي" وآخرون لهم فيالق تسمى "جيش الرب"… وناوشوا وحاربوا الجيش النظامي لسنوات طويلة في منطقة تعرف بكثافة نباتاتها وصعوبة تضاريسها، ورغم إشراك رموز من قادة الجزء الجنوب في الحكم المركزي، فقد تقلد جون قرنق زعيم الحركة الشعبية لتحرير جنوب السودانمنصب نائب الرئيس قبل أن يتوفى في حادث طائرة غامض في 2 غشت 2005، ليتولى خلفه سيلفا كير نفس المهمة، ورغم ذلك سارت الأحداث نحو "الاستفتاء على الاستقلال" المزمع إجراؤه في بداية الشهر المقبل… وقد أكد كل من الرئيس المصري حسني مبارك والزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ورئيس السودانحسن البشير ورئيس الحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان سلفا كير، أكدوا جميعا تعهدهم باحترام نتائج الاستفتاء في اجتماع حضروه جميعا بالخرطوم يوم الثلاثاء 21 دجنبر الحالي.. فهل استكان أخيرا كل رؤساء دول جوار السودان للقرارات الأممية الخاصة بجنوب السودان؟ أم أنهم اضطروا إلى ذلك مكرهين وكل لديه حساباته وهواجسه الخاصة؟
 المطروح الآن هو كيف يمكن توقيف سلسلة مطالب الاستقلال عن دول قائمة أو الرغبة المتنامية من أجل ذلك في عدد من الدول بما فيها الديمقراطية، فهذه بلجيكا بدون حكومة مركزية وهي في شبه انقسام إلى شطرين أو أكثر، وهذا شمال إسبانيا لا يخفي الكثيرون منه رغبتهم في الانفصال رغم الصلاحيات الواسعة في إطار حكم ذاتي جد متقدم يتمتعون به، ويمكن أن تطفو مطالب متجددة تظهر كلما أتيحت لها الفرصة، كما هو حال شمال إيطاليا، أو كورسيكا بفرنسا.. ولعل تجربة تيمور الشرقية من أحدث الاستقلالات التي جرت برعاية الأمم المتحدة، فقد صوت سكانها على مطلب الاستقلال عن أندونيسيا في 20 ماي 2002. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

الاثنين، 27 سبتمبر 2010

كيف تتجاهل "الجزيرة" كل ما هو اشتراكي ويساري "الحزب الاشتراكي الموحد" يفوز بالانتخابات في فنزويلا


كيف تتجاهل "الجزيرة" كل ما هو اشتراكي ويساري
 "الحزب الاشتراكي الموحد" يفوز بالانتخابات في فنزويلا
قناة "الجزيرة" كعادتها دائما تعادي كل ما فيه رائحة الاشتراكية، فقد تحدثت وكتبت عن فوز حزب تشافيز في الانتخابات دون ذكر اسم الحزب، وهو "الحزب الاشتراكي الموحد" في آخر انتخابات برلمانية جرت يوم الأحد 26 شتنبر في فنزويلا ، والسبب معروف، فهي تقوم بالدعاية العلنية والمدفوعة الأجر أحيانا(*) كما وقع مع حزب "العدالة والتنمية" التركي ولكل من يشتم فيه رائحة"الاسلاموية"، ولهذا تحرص على استضافة رموز من هذه التيارات بمناسبة أو بدونها وتلصق لبعضهم صفة "الخبير" في ما تكون تناقشه لخلق إشعاع لهم من فراغ. ويعرف المتتبعون هيمنة ذوي النزعة الدينية على هذهالقناة ابتداء من "مرشدها الروحي" يوسف القرضاوي، مرورا بمديرها العام الفلسطيني وضاح خنفر المتعاطف مع "حركة حماس". وقد أثير بحدة قبل أسابيع استقالة مذيعات يعملن بالقناة احتجاجا على فرض سلوكيات خاصة عليهن تهم طريقة لباسهن… لهذا لا تكتفي قناة قطر بالإخبار والرأي والرأي الآخر كما تدعي، بل هي تضع خطا تحريريا أصبح معروفا أساسه معاداة أو على الأقل تجاهل كل ما هو تقدمي ويساري يسعى إلى العدل والمساواة في العالم ضدا على كل أشكال الاستغلال.عودة إلى موضوع الانتخابات، فقد فاز "الحزبالاشتراكي الموحد" في فنزويلا بأغلبية 95 من 164 مقعدا، وحصل اليمين المعارض الذي شارك هذه المرة ولم يقاطع على 64 مقعدا، ومعروف عن تشافيز وحزبه معاداة الامبريالية الجديدة التي تسعى (وكما كانت دائما) إلى استغلالخيرات الشعوب المستضعفة كالنفط وغيره… وتتهم أمريكا في عهد بوش بتنظيم انقلاب ضد تشافيز في فنزويلا الذي بدأ يؤلب الرأي العام في أمريكا الجنوبية ضدها، بل ويسعى لوضع خطط تنموية في القارة اللاثتينة تهدف إلى التنمية اعتمادا على الذات وتعاون دول المنطقة فيما بينها خاصة بعد صعود رموز ذات توجه يساري كما هو عليه الحال مع لولا داسيلفا رئيس البرازيل.. غير أن الانقلاب الذي شارك فيه اليمينيون المعادون حتى لمصلحة بلدهمفشل(الانقلاب) لما تدخل الشارع الشيلي ليحمي رئيسه المنتخب ويرجعه إلى السلطة … 
هوغو تشافيز رئيس فنزويلا
منتقدو الرئيس تشافيز يقولون عنه إنه شعبوي يعتمد تهييج العواطف، ومن حسن حظه توفر بلاده على ثروة نفطية تجعل خزينة البلد تملكدولارات إضافية، كما تبقى كذلك خلفيته العسكرية حاضرة في طريقة تدبيره للحكم باعتباره جنرالا متقاعدا، مما يجعل مؤسسة الجيش خلف ظهره وليس أمامه. لكن مستوى تنمية البلد وكيفية توزيع الثروة ورعاية الفقراء يجعله يحصد نتائج إيجابية في كل انتخابات يخوضها، إلا دعوته لمراجعة الدستور قصدحصوله على تفويض شامل هو ما لم ينحج فيه، برفض الشعب ذلك و تصويته بلا في استفتاء 16 فبراير 2009.. وينتظر هوغو تشافيز امتحان الانتخابات الرئاسية في 2012عداء "الجزيرة" لكل ما هو يساري معروف وليس ما وقع بعد زوال يوم الاثنين 27 شتنبر حول فنزويلا لما ظهرت نتائج الانتخابات سابقة معزولة أو بدون دلالة، فشيوخ النفط يهابون هبّة جماهيرية تحررهم من القيود، لهذا ينفقون الملايير كي لا تصل نسمة وعي إلى سكان الخليج عبر مختلف الوسائل والأدوات والسبل الممكنة، من ذلك تمويل شبكة قنوات تلفزيةمتعددة الأشكال والألوان بمنهجية موحدة… لا يمكن فيها الحديث عن أي شيء اسمه الاشتراكية وحق الشعوب في اختيار مسؤوليها عبر انتداب لفترة زمنية محدودة… يثابرون على هذا التعتيم ولو كلفهم ذلك كل ثروة شعوبهم..ـــــــــــ (*) أثناء الانتخابات وقبلها في تركيا كانت قناة "الجزيرة" تمرر وصلة إشهارية عن تركيا تبرز فيها ألوان حزب "العدالة والتنمية" التركي، مع إيحاءات واضحة لدعم هذا الحزب.
 ــــــــــــ

الخميس، 10 يونيو 2010

Dominique de Villepin يعلن عن ترشحه لرئاسة فرنسا


Dominique de Villepin يعلن عن ترشحه لرئاسة فرنسا
 
مصطفى لمودن
ألقى يوم السبت 19 يونيو Dominique de Villepin الوزير الأول الفرنسي السابق خطابا أمام حشد من مناصريه أعلن فيه نيته الترشح للرئاسة، لقد حاول توجيه نقذ لاذع لفترة الرئيس الحالي دون أن يشير إليه بالاسم، كان الخطاب تفكيكيا لهفوات فترة رئاسة غريمه ساركوزي، وهو لن ينسى له محاولة توريطه في قضية رشاوى بائعي السلاح التي خرج منها منتصرا بعد تبرئته من طرف القضاء الفرنسي، وقد المح في أكثر من مناسبة إلى محاولة الرئيس الحالي "قتله" سياسيا…ثم وضع النقاط – في خطابه - على الحروف بالنسبة لكل ما يهم الفرنسيين…ولم ينس طلب ود المهاجرين المغاربيين، لكن وجهة نظره حول قضية الشرق الأوسط اختصرها في ثلاث جمل، حق إسرائيل في الأمن، حق الفلسطينيين في دولة، والتعايش السلمي، وهو "حل" دبلوماسي لا يصل إلى جذور المشكلة… بعد هذا الخطاب الحماسي الذي حرص ملقيه أن يقلد فيه ما أمكنه ذلك شارك دوكول، سيتضرر اليمين الليبرالي الفرنسي، حيث سينقسم إلى شطرين كبيرين، الأول مع ساركوزي والثاني مع دوفيليبان، مما سيمنح "فرصة تاريخية" للحزب الاشتراكي الفرنسي إن توحد على مرشح مشترك، وهذا مزال غير ممكن لحد الآن، فإذا كانت سيكولين غروايال قد أكدت عدم رغبتها في الترشح لرئاسيات 2012، فهناك حديث حول عزم ستروس كان على ذلك، وهو يعرض تجربته الطويلة في تدبير قضايا اقتصادية ومالية في حكومات سابقة وتجربته الحالية على رأس صندوق النقد الدولي، بالإضافة إلى كاريزميته التي تحيل على وضعية مشابهة لفانسوا ميترا الذي استطاع بدهاء كبير إزاحة فاليرا جيسكار ديسان اليميني سنة 1981،  بالإضافة إلى رئيسة الحزب مارتين أوبري التي لا تخفي نيتها في نفس المطمح، وهي تجر وراءها شرعية نضالية وفوزا كاسحا لحزبها في آخر انتخابات جهوية عرفتها فرنسا، وقد يظهر آخرون يلعبون دور أرنب السباق، أو بحثا عن موطئ قدم داخل الحزب الاشتراكي.. المهم أن أعماق فرنسا تتحرك وتغلي للتغيير والتجديد والبحث عن حلول بديلة لا يتوانى كل مرشح في الحديث عنها كما فعل اليوم دوفيليبان، لكن المصيبة هي عند دول أخرى "تنام في العسل" وتعيش على "التراث" ولا هم لها في إتباع ديمقراطية حقيقية، بحيث تفرز صناديق الاقتراع من يحكم لمدة معينة، كما هو عليه الحال في الضفة الجنوبية من البحر الأبيض المتوسط.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

الثلاثاء، 4 مايو 2010

صدمة مفاجئة لحزب "العدالة والتنمية" التركي


 صدمة مفاجئة لحزب "العدالة والتنمية" التركي

 مصطفى لمودن

 صوت أعضاء من نفس الحزب الذي يتوفر على الأغلبية في البرلمان ضد مشروع قانون حل الأحزاب، سابقة غريبة من داخل حزب إسلامي، في وقت تعرف فيه بلاد كمال أتاتورك مخاضا عسيرا، وصراعا بين الإسلاميين والعلمانيين حول السيطرة على الدولة وتوجهاتها… يحدث هذا في خضم محاكمة عسكريين بتهمة الإعداد للانقلاب… فهل هذا الطارئ سيحد من طموحات "العدالة والتنمية"؟ أم هل سيؤدي إلى انتخابات جديد؟ أو ربما حتى إلى انشقاق في حزب الطيب أردوكان؟

 


كمال أتاتورك (1881 ـ 1938)
ولا أحد يعرف الآن مصير المقترحات الأخرى التي وضعها الحزب ليمررها عبر البرلمان، وذلك للحد من تدخل الجيش في السلطة، وإصلاح القضاء، وكل المساعي الهادفة إلى مراجعة علمانية الدولة، لقد ظهر مسؤول من نفس الحزب على إحدى القنوات وهو جد متأثر بما وقع، وقال إن أعضاء حزبه المصوتون ضد مشروع القانون السالف ذكره سيوخزهم ضميرهم، وذلك بسبب تخليهم عن حزبهم في أشد اللحظات حرجا… ورغم كل المخاضات التي نراقبها عن بعد، لما لها من تداعيات على الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط عموما، فإن بعض المراقبين لا يفترون في إعلان إعجابهم بالتجربة الديمقراطية التركية والشعب التركي الذي يعبر عن مواقفه وأفكاره بكل جرأة… 
رجب طيب أردوكان رئيس وزراء تركيا
 ولا تفوتنا هذه المناسبة دون التذكير بتنامي التيار العلماني والليبرالي في المجتمع رغم النجاحات الانتخابية التي حققها حزب العدالة والتنمية التركي ذو التوجه الإسلامي.

ــــــــــــــــــ  
نشر في: 

الأحد، 7 مارس 2010

مواجهات استخباراتية قذرة بالشرق الأوسط


مواجهات استخباراتية قذرة بالشرق الأوسط 
محمود المبحوح المغتال في دبي
مصطفى لمودن 
"شرطة دبي قادرة على اختراق مكتب رئيس الموساد"، هذا ما قاله المسؤول الأول عن أمن المدينة الإماراتية الغنية ضاحي خلفان تميم لقناة "العربية" يوم السبت 6 مارس 2010، وأضاف المتحدث أن في نفس المدينة يضعون بين كاميرا وكاميرا كاميرا للمراقبة ! جاء ذلك في سياق توضيح ملابسات اغتيال محمود المبحوح أحد أطر حماس في دبي من طرف عصابة منظمة في 20 يناير 2010، وتتهم مخابرات إسرائيل بتنفيذ الجريمة، وحمل مسؤولية الاغتيال كذلك  بشكل ضمني إلى من سرب معلومات عن المغتال وتحركاته المنفردة، وتركه دون تغطية أمنية، وقد رجح أن يكون ذلك من داخل تنظيمه، بينما يتم تبادل الاتهامات بين "فتح" و"حماس" ومشاركة أحد العملاء الفلسطينيين في ذلك، وكان المغتال قد دخل دولة الإمارات بهوية مزورة… وتزامن الحدث مع كشف مصعب حسن يوسف عن عمالته لأجهزة التجسس الإسرائيلية، وقد كان يتحمل مسؤوليات استخباراتية لدى "حماس"، أقوى تنظيم فلسطيني بغزة، وهو ابن أحد الزعماء  "حماس" الشيخ حسن يوسف داوود المسجون لدى الاحتلال الإسرائيلي منذ وقت طويل، وقد ساهم مصعب في ثورة الحجارة منذ صغره، لكنه تحول إلى مخبر مزدوج يزود الإسرائيليين بمعلومات عن المقاومة، وقد ساهم في إحباط بعض العمليات، منها التخطيط لاغتيال وزير الخارجية السابق والرئيس الحالي للكيان الإسرائيلي شمعون بيريز، اعتنق المسيحية في 2005، الآن يبلغ 32 سنة من عمره، وقد تبرأت منه أسرته، يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، وأصدر حديثا كتابا يحكي فيه "مغامراته" سماه "ابن حماس".  
عملية اغتيال محمود البحبوح في دبي أثارت "زوبعة، سواء داخل إسرائيل نفسها أو في الخارج، بحيث أن القتلة استعملوا جوازات سفر حقيقية لإسرائيليين يحملون جنسية مزدوجة (بريطانية..)، فقد أظهرت الصور الملتقطة للقتلة الذين يفوق عددهم العشرين وجوههم الحقيقية، وبينت السجلات الأمنية تفاصيل وثائقهم المزورة، ما أثار سخط بعض الأشخاص الحقيقيين المستعملة هوياتهم، وقد دخلت انجلترا على الخط، ونوقش  الموضوع في البرلمان، وسارعت حكومة غوردون براون إلى إرسال أحد دبلوماسييها لاستطلاع الوضع بإسرائيل. لكن، غالبا ما يتم التغاضي عن ذلك من طرف الدول الغربية تجاه مخالفات إسرائيل الكثيرة.ورأى البعض من داخل إسرائيل أن كلفة هذا الاغتيال كبيبرة، وقد كانت دوافعه دعائية انتخابية، ولا يستحق محمود البحبوح وهو عضو مغمور من "حماس" كل هذه المغامرة حسب نفس العناصر.
ويبدو أن دولة الإمارات عازمة على اتباع كل السبل الممكنة لإلقاء القبض على المجرمين، وهو ما سار عليه قائد شرطة دبي في مقابلته المشار إليها، بحيث أكد على طرق أبواب الانتربول (الشرطة الدولية) عبر الطرق الدبلوماسية المعروفة كما قال، ونيتهم عقد ندوة صحافية في باريس من أجل ذلك.  
 وتجدر الإشارة أن إسرائيل لا تجد أي حرج في نهج أسلوب الاغتيالات، وقد كان آخرها مقتل مسعود محمود عالم ذرة في وسط طهران !في20 يناير 2010، في محاولات شرسة كي لا تتوفر طهران على تقنية تسمح لها بتخصيب الأورنيوم وبالتالي امتلاك القنبلة النووية. وقبله عماد مغنية في 12 فبراير 2008، وقد أغتيل بسوريا أثناء زيارته لها، وهو يعتبر أحد القادة العسكريين الميدانيين لدى "حزب الله" الشيعي بلبنان الذي واجه بقوة الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان في 2006… والقائمة طويلة. لكن من أبرزها اغتيال خليل الوزير  الملقب بأبي جهاد، الرجل الثاني حينه في فتح بعد ياسر عرفات، فقد تجرأت إسرائيل على إرسال كموندو عبر غواصة إلى تونس العاصمة لتنفذ عمليتها القذرة في إحدى ليالي مارس 1985. 
خليل الوزير أبو جهاد المغتال في تونس
لكن أن يتحول فلسطيني من مخاض المقاومة إلى أحضان العدو، حدث لا يمكن تصديقه للوهلة الأولى، وقد تكون لذلك تداعيات على مستوى حماس الفلسطينيين وثقتهم في كوادرهم، لكن قضية شعب محتل اغتصبت أرضه أكبر من خيانات صغيرة قد تطفو هنا وهناك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

الاثنين، 11 أغسطس 2008

أي خيار ديمقراطي لموريتانيا؟


أي خيار ديمقراطي لموريتانيا؟

                     121846
        الحسين الإدريسي


تأكد أن الجيش لا زال قويا في أعقاب الانقلاب الذي أنجزه يوم الثلاثاء 5غشت 2008 على الرئيس المنتخب ديمقراطيا سيدي ولد الشيخ عبد الله, مؤكدا بذلك حضوره الفاعل و الفعال بالساحة السياسية الموريتانية رغم التصريح بالانسحاب منها بعد التحضير للانتخابات التشريعية والرئاسية. الآن تأكد أن الجيش ( العسكر) لم يغادر حلبة الصراع حول الحكم  بموريتانيا بل مكث كالحكم المراقب داخل المشهد السياسي الشيء الذي يوضح أن الديمقراطية التي أحيطت بكثير من الإعلام و التجميل لم تكن في نهاية المطاف إلا ديمقراطية شكلية موجهة للاستهلاك الخارجي، مادام أن النظام الرئاسي قد أوقف بدعوى (حسب تعبير مدبر الانقلاب محمد  بن عبد العزيز) أن الحكم قد وصل درجة من الضعف جعل الرئيس المعتقل غير قادر على اتخاذ المبادرة  المناسبة لمواجهة القضايا الساخنة, فكان من المفروض أن يتدخل الجيش. تدخل و نجح , لأن ما يهم الجيش كقوة أساسية في المشهد السياسي الموريتاني هو النظام ثم        النظام فقط كما يصيح  الجنرال كافينياك  و هو يؤود ثورة 1848 بباريس  بالحديد و الدم . فالنزاع حول السلطة كان حقيقيا في موريتانيا ما بين العسكر و المدنيين بعد تجربة ولد داده،  و إن كان  هو أيضا مفروضا من فوق كأول رئيس للجمهورية, علما أن معالم هذا الصراع قد ظهرت إفرازاته منذ السنة الماضية عبر فضيحة  ترويج المخدرات ومشكل  تحرير العبيد و اكتشاف البترول و التطبيع مع إسرائيل و استغلال الثروات المعدنية و السمكية و مناورات الشركات المتعددة الجنسية.  
    كل هذا يجعل الصراع حول الحكم شديد التعقيد يتجاوز الآليات القانونية و الدستورية (المجلس الوطني , الحكومة بل حتى مؤسسة الرئاسة) كما يتراءى ذلك للحكام الجدد/ القدامى بموريتانيا .        

في ظل هذه المتغيرات الصادمة يثير الانقلاب عدة تساؤلات متعلقة في جوهرها بالمسألة الديمقراطية في البلدان التي عانت من الاستعمار ومخلفاته بما فيها موريتانيا، بصيغة أخرى أي ديمقراطية للشعوب المستضعفة؟  أهي ديمقراطية شكلية منقولة وممنوحة من الفوق؟  أم ديمقراطية شعبية مبنية من الأسفل؟ (الديمقراطية الجديدة حسب تعبير الصينيين) فجواب العسكر الموريتاني كان  واضحا :الديمقراطية الشكلية كافية لشعب يقبل الجاهز(سجل الشارع الموريتاني ضعف التحرك الجماهيري، اللهم تحركات مؤيدة مزكية للأمر الواقع وكأن الأمر لا يهم الأغلبية المتضررة من الأوضاع الاقتصادية المتردية: ارتفاع الأسعار ندرة المواد الغذائية و مناصب الشغل…  بعبارة واحدة الفئات المستضعفة الفقيرة والمهمشة المقصية من الاستفادة من التوزيع العادل لثروات البلاد فهمت أن الانقلاب لم  يعدُ أن يكون إلا مظهرا من مظاهر تصفية  الحسابات داخل الفئات الحاكمة.
   فمتى يفهم أن مسالة الحكم لا تحل بالانقلابات العسكرية لاحتكار الثروات؟  بل تحل بتوزيع الثروات بشكل عادل لبناء الحكم الديمقراطي, وإلا فما الفائدة من حكم دكتاتوري يرعى مصالحه و مصالح أسياده بالدبابات فارضاالديمقراطية الشكلية.

سيدي سليمان 09/8/2008

الثلاثاء، 18 مارس 2008

أحزاب تجمع اليسار الديموقراطي تدعو لوقفة قصد مساندة التعليم العمومي


أحزاب تجمع اليسار الديموقراطي تدعو لوقفة قصد مساندة التعليم العمومي 
    نص البيان و الكلمة التأطيرية للوقفات الاحتجاجية التي ينظمها تجمع اليسار الديمقراطي دفاعا عن المدرسة العمومية
 
     دعت الأحزاب المكونة لتجمع اليسار الديمقراطي إلى وقفة احتجاجية بالرباط يوم الخميس 27 مارس على الساعة الخامسة مساء*، أمام مقر مجلس النواب في إطار عدم الرضا على الوضعية الصعبة التي يمر منها قطاع التعليم العمومي بالمغرب، والمحاولات القائمة من أجل ضرب مجانية التعليم، وضعف مستواه عموما من حيث الجودة والتعميم والإلزامية… وهو ما تأكد مؤخرا من خلال تقرير البنك العالمي الذي وضع التعليم المغربي في مرتبة متدنية بالمقارنة مع الدول العربية…
 
  وقد أصدر تجمع اليسار الديمقراطي المكون من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والحزب الاشتراكي الموحد وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي وحزب النهج الديمقراطي نداء في الموضوع، كما حصلنا على نص الكلمة التأطيريةللوقفة الاحتجاجية التي ستتلى على الحضور وتبت عبر وسائل الإعلام، ندرجهما معا تعميما للفائدة.
وتجدر الإشارة أن الأحزاب المعنية بالدعوة لهذه الوقفة محسوبة على اليسار، وقد شاركت ضمن تحالف انتخابي موحد في الانتخابات البرلمانية الأخيرة( 6 شتنبر 2007) برمز الرسالة  باستثناء حزب النهج الديمقراطي الذي لم يشارك في أي انتخابات وفق اختياره الخاص، غير أنها (أي الأحزاب الثلاث الأخرى )لم تحصل على نتائج مهمة، ولم تستطع تكوين فريق برلماني، ولم تحصل على نسبة 5 % من الأصوات الانتخابية مما حرمها من التمويل العمومي، ونعتقد أن ذلك يرجع للصعوبة التي أصبحت عليها الانتخابات في المغرب، خاصة استعمال المال لشراء الأصوات، ومقاطعة عدد من الشرائح الاجتماعية لهذه الانتخابات بسبب عدم مصداقيتها وضعف نتائجها على تحسين مستوى عيش المواطنين، بالإضافة إلى مشاكل ذاتية تخص هذه الأحزاب من حيث القدرة على التواصل وتبسيط الخطاب…وقد عرف بعضها هزات داخلية من ذلك استقالة محمد الساسي من عضوية المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد، في سابقة من نوعها حيث اعترف بعدم قدرته على الحصول على مقعد في مجلس النواب، ومنذ ذلك الوقت دخل هذا الحزب فيما يشبه السبات،  أما حزب المؤتمر الوطني الاتحادي فيعول على امتداده فيما تبقى من المركزية النقابية الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، بعد الانشقاقات المتوالية التي عرفتها، وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي ظهر أنه غير متعود على الانتخابات، ولم يحصل الكاتب العام لنفس الحزب أحمد بنجلون سوى على 666 صوتا بإحدى دوائر الرباط، وقد دخل في تنافس مع محمد الساسي المسؤول الثاني في الحزب الاشتراكي الموحد، رغم أن كلا الحزبين في نفس التحالف الانتخابي! لقد كان يقاطع حزب الطليعة الانتخابات منذ حصوله على الاعتراف القانوني سنة 1983، إثر خلاف مع الحزب الأم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ( رغم أن قياديين من الحزب يعترضون على هذا التوصيف ويعتبرون أن هيئتهم هي الأم)…فهل سيكون هذا الاحتجاج بداية للتحرك من جديد في ارتباط مع هموم الشارع، وقد خبرت هذه الأحزاب ذلك نسبيا من خلال تنسيقيات مناهضة الأسعار وتدني الخدمات العمومية، حيث يتواجد مناضلوها بكثافة داخل هذه التنسيقيات، علما أن أصوات هذه الأحزاب عير مسموع في " منبر" مجلس النواب لاعتبارات تعود للقانون الداخلي للمجلس، إذ لا يتم الإقرار بصلاحيات ذات دور لأقليات من أجل التعبير عن وجهة النظر من خلال تشكيل لجان التقصي مثلا، أو إعطاء الفرص الكافية لطرح الأسئلة المباشرة…
ولا يتوفر تجمع اليسار الديمقراطي على صوت إعلامي مسموع، في إطار تراجع الإعلام الحزبي عموما، وعدم توفر هذه الأحزاب على جرائد فقد توقفت جريدة " اليسار الموحد" التي كانت تابعة للحزب الاشتراكي الموحد بسبب ضائقة مالية وسوء التسيير، ويتوفر حزب النهج على أسبوعية بنفس الاسم، لكننا لا نستطيع تحديد مستوى انتشارها.
       مصطفى لمودن
 
نـــــــــــداء
 
 
أيتها الجماهير الشعبية
يدعوكم تجمع اليسار الديموقراطي(حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي- الحزب الاشتراكي الموحد-حزب المؤتمر الوطني الاتحادي-حزب النهج الديموقراطي) إلى المشاركة المكثفة والفعالة في الوقفة التي ينظمها تحت شعار :
 
          لا لضرب مجانية التعليم نعم لتعليم عمومي مجاني وجيد للجميع
وذلك يوم الخميس27 مارس2008 على الساعة الخامسة مساء أمام   مقرالبرلمان
للاحتجاج على:
  1-التدهور الخطير الذي آل إليه التعليم العمومي ببلادنا نتيجة السياسة اللاشعبية للحكومات المتعاقبة
  2–التخطيط لتحويل التعليم إلى سلعة تنفيذا لتوصيات المؤسسات الرأسمالية الدولية
  3-غياب التكوين المستمر والإجراءات التحفيزية للشغيلة التعليمية
  4-تفاقم ظاهرة الاكتظاظ في الحجرات  والهذر المدرسي
  5-النقص المهول في أطر التدريس والإدارة التربوية
  6- تردي البنيات التحتية للمؤسسات التعليمية
  7-تهميش الفكر العقلاني النقدي في المناهج والمقررات الدراسية
 
ــــــــــــــــــــــــــــ
الكلمة التأطيرية للوقفات الاحتجاجية التي ينظمها تجمع اليسار الديمقراطي دفاعا عن المدرسة العمومية
ـــــــــــــــــــــــــــ
تجمع اليسار الديمقراطي:  
اللجنة الوطنية لقطاع التعليم
الكلمة التأطيرية للوقفات الاحتجاجية التي ينظمها تجمع اليسار الديمقراطي دفاعا عن المدرسة العمومية يوم الخميس 27 مارس 2008 على الساعة السادسة والنصف بعد الزوال
  

أيتها المواطنات، أيها المواطنون،
    لم يعد خافيا على أحد مستوى التدهور المخيف الذي وصل إليه التعليم العمومي ببلادنا جراء تملص الدولة من التزاماتها تجاه المرفق العمومي بصفة عامة وقطاع التعليم بصفة خاصة، هذا القطاع الاجتماعي الحيوي بالنسبة لمستقبل شعبنا وبلدنا، الشيء الذي يتجلى في المزيد من تردي الخدمات التعليمية.
هكذا أصبحت المؤسسات التعليمية بمختلف الأسلاك تعاني من غياب أبسط التجهيزات البيداغوجية والمخبرية والرياضية وحتى بنيات تحتية بسيطة ضرورية مثل الماء والكهرباء والمراحيض والملاعب الرياضية ومن نقص فادح في الأطر الإدارية والتربوية وغياب تام للتكوين المستمر وتجميد الأجور بالنسبة للعاملين بقطاع التعليم ومن مظاهر الاكتظاظ الذي وصل مستويات خيالية ودمج مستويات مختلفة في نفس القسم.ويعاني تعليمنا من استمرار مظاهر الهدر المدرسي ناهيك عن تدني مستوى التمدرس حيث أزيد من مليوني طفل في سن التمدرس خارج المدرسة مما يساهم في تفشي الأمية. ولازال تعليمنا عمليا سجين المنظور التقليدي ويعمل على تهميش الفكر النقدي والتحرري.
مقابل ذلك ينمو قطاع التعليم الخصوصي كالسرطان في ظل غياب أية مراقبة فعلية ومقدما خدمات مشكوك في جودتها، علما أن هذا النمو المتسارع يتم كذلك عبر استغلال بشع لعشرات الآلاف من العاملين بهذا القطاع يحرمون في الغالب من أبسط حقوقهم في الأجر العادل والضمان الاجتماعي وغيرها وكذلك عبر استنزاف أطر التدريس بالقطاع العمومي مما يؤدي إلى المزيد من تخريب هذا الأخير.
إن هذه الوضعية هي التي ساهمت في ترتيب المغرب هذه السنة في الرتبة 126 في سلم التنمية البشرية وجعلته يحتل مؤخرة الترتيب بين بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط فيما يتعلق بجودة الخدمات التعليمية حسب التقرير الأخير للبنك العالمي.
غير أن البنك العالمي مرة أخرى لا يتحدث عن مسؤوليته هو ومسؤولية الطبقات السائدة على ما وصلت إليه الأمور ويتناسى تقريره الشهير لسنة 1995 والميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي وصل بدوره إلى الباب المسدود.
وبدل تقديم الحساب للشعب المغربي وقواه الحية نراهم يهربون إلى الأمام ويقفزون نحو المجهول ويخططون لإجراءات لا شعبية أخرى تتعلق بضرب صريح لما تبقى من مجانية التعليم مع الإصرار على المزيد من تشجيع القطاع الخاص من خلال الإعفاءات الضريبية وإجراءات تحفيزية مختلفة حيث وصل الأمر إلى محاولة بيع مؤسسات عمومية وتفويتها للخواص !
أيتها المواطنات، أيها المواطنون،
لهذه الأسباب، وحيث أن قضية الدفاع عن المدرسة العمومية هي مسؤولية الجميع، فان تجمع اليسار الديمقراطي الذي يضم كلا من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والنهج الديمقراطي وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي والحزب الاشتراكي الموحد، يدعوكم إلى المشاركة المكثفة في الوقفات الاحتجاجية التي ينظمها يوم الخميس 27 مارس 2008 على الساعة السادسة والنصف بعد الزوال (18
h30) تحت شعار "لا لضرب مجانية التعليم نعم لتعليم عمومي مجاني وجيد للجميع".
كما يدعو النقابات والمنظمات الحقوقية والتنسيقيات ضد الغلاء وتدهور الخدمات العمومية وجمعيات وآباء وأمهات وأولياء التلاميذ والجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب ومجموعات المعطلين الأخرى وكل المنظمات المدنية الديمقراطية إلى دعم هذه المعركة وغيرها من الخطوات النضالية.
 *ملحوظة:(هناك تضارب بين البيان والكلمة التأطيرية فيما يخص التوقيت، الأول يذكر الخامسة مساء والثانية السادسة والنصف)

الأحد، 9 مارس 2008

وقفة من أجل فلسطين


        وقفة من أجل فلسطين
 نظم فرع النقابة الوطنية للتعليم التابع للكنفدرالية الديمقراطية للشغل وقفة احتجاجية من أجل فلسطين، وذلك عشية الأحد 9 مارس 2008 في ساحة بلدية سيدي سليمان، تخللتها شعارات منددة بالمجازر التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وبالمواقف المتخاذلة من قبل الأنظمة العربية التي لا تقدم المساندة الضرورية لشعب محاصر، وبالدعم الأمريكي المنحاز للكيان الإسرائيلي.  
   وقد سبق للفرع النقابي أن وجه نداء للهيئات المحلية الحزبية والنقابية والجمعوية ولعموم المواطنين قصد المساهمة من خلال الوقفة لدعم الفلسطينيين، من ضمن ما يذكره حسب نسخة حصلنا عليها:" أمام جرائم الإبادة التي يرتكبها العدوان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل. والتدمير الشامل للمقومات التاريخية والحضارية للشعب الفلسطيني. وإرهاب الدولة الصهيونية المدعومة من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، وعملائها في المنطقة، والتواطؤ والصمت العربي والدولي الرهيب، وافتعال التوترات والأزمات في كثير من الجهات. والنزوع الامبريالي الصهيوني / الأمريكي إلى عسكرة المنطقة وبلقنتها للتحكم فيها" فقد تقرر تنظيم الوقفة المشار إليها، و"الاحتجاج ضد المحرقة التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني" 
 
 
 
  
 
  صور عن الوقفة الاحتجاجية
 
ولوحظ من خلال الوقفة حضور ضعيف للمواطنين بالمقارنة مع حجم القضية، ربما يرجع ذلك لعدم تعود الناس على التعبير عن آرائهم من خلال الوقفات السلمية، بينما يفضل بعض الجمهور البقاء على الرصيف يلاحظ ما يجري، وهناك من يمر دون اكتراث، ربما يعتبر البعض أنه لا جدوى من مثل هذا الأمر الذي لن يؤخر أو يقدم في القضية الفلسطينية شيءً، ويلاحظ باستمرار أن نفس العناصر تقريبا من تتطوع بتنظيم مثل هذه الوقفات وتحضر ضمنها، فقط انضاف  هذه المرة غياب من يختلفون مع "توجهات" الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، كما لاننسى الضعف الإعلامي والتواصلي قبل انجاز مثل هذه الأنشطة، حيث لا يتم الإخبار بها على شكل واسع… ورغم ذلك فالخروج إلى الشارع للاحتجاج والتعبير عن موقف أو حاجةسلوك حضاري متقدم يجب أن يتم دعمه ولو تم من طرف فئة قليلة.
   مصطفى لمودن
 
تخبر المدونة أنها على كامل الاستعداد لتغطية مختلف الأنشطة  ذات البعد الجماهيري التي تنخرط فيها الهيئات المسؤولة والجادة