الأربعاء، 17 فبراير 2010

تقويم (امتحان) خاص بالعربية للمستوى السادس


تقويم (امتحان) خاص بالعربية للمستوى السادس+%D8%A7%D8%A8%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D9%8A+%D8%A7%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%AA+%2B+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D8%AD+%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D8%B1%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2013-02-20&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search’>ابتدائي، رفقتهالتصحيح، حتى يتسنى مقارنة الحلول المتوصل لها بالنتائج 
تقويم في العربية للمستوى السادس+%D8%A7%D8%A8%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D9%8A+%D8%A7%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%AA+%2B+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D8%AD+%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D8%B1%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2013-02-20&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search’>ابتدائي
الدورة الأولى
 النص:
          في بعض السنوات المطيرة يتعـرض سهلالغـرب للفـيـضانات، فتغــمر المياه المتدفــقــةالأراضي المنبسطة غمرا، وتجرف مزروعات، وتهدم منازل، وتثير فزعا لدى السكان.
كان سهـل الغرب مستـنقعا عــبر التاريخ، تعـــبره أنـهار وتغطيـه برك مائية، وبذلك تكـون سهـل فيضي خصـبة تربــته بما حملـــته الســـيول عـــبـر آلاف الســـنــين.
أصبح السهـل قـبـلة لهـجرات بـشريـة كـثيـفـة، وتـشكـلت بـه مــدن وقـرى، ولـعـبت السدود جميـعها دورا رئيـــــسيا في الحــــد من الفـــيــضانات.  

  الأسئلة:    
                        اـ القــــراءة والشـــكل    (18ن)
1 ) استخرج من النص مرادف العبارات التالية: (2ن)
ـ  تغطي:……….
ـ تكونت:…………..
2 ) ما ضد: (2)      
  ـ تهدم#………….
 ـ سنوات مطيرة#……………
3) أعط عنوانا مناسبا للنص.(2ن)……………….
4)حدد نوعية النص(2ن)………………..
5) ما هي أهم وسيلة تحد من مخاطر الفيضانات؟ (2ن)
……………………………….
6) اكتب على غرار هذه الجملة.(3ن)
تــسقــــط الأمطــــار بكــــثرة، تــزايـــــد حجم المـــاء، فغــــمرت السيول الحقـــول.
…………………….. بكــــثرة،…………. حجم………،فـ……………………………
7) أشكل من « كان سهل الغرب…» إلى آخر النص.(5ن)  

                   ب ـ التراكيب (8ن)
8) أملأ الترسيمة التالية بالجملة المناسبة من النص.(2ن)
ناسخ فعلي
اسمــــه
مضاف إليه
خبره




9) صل كل كلمة تحتها خط بما يناسبها(4ن)  

ـ تغمر المياه الأرضي غمرا                       ▪                            ▪ توكيد
ـ لعبت السدود جميعـــها دورا مهما              ▪                             ▪  مفعول مطلق
ـ أقيمت السدود رغبة في الحد من الفيضانات  ▪                             ▪  بدل
ـ تكون سهل فيضي خصبة تربته                 ▪                            ▪ مفعول لأجله   


10) أعرب ما تحته خط في النص؟(2ن)
سهـــل:………………………………..
المتدفقة:………………………………..

                   ج ـ الصرف والتحويل  (8ن)
11)حول الأفعال التالية من  مزيدة إلى مجردة. (2ن)
                   أفعال مزيدة 
                  أفعال مجردة
ـ تعرض
ـ أقام
ـ تشكل
- أثار
………………………………………….
………………………………………….
………………………………………….
………………………………………….
12) صنف الأسماء التالية في الجدول التالي. (3ن)
الماء  ـ  القرى  ـ  الأراضي .
مقصور
        منقوص
             ممدود


     
13) حول حسب الضمائر: (3ن)
(أنا): غرســــت  شجــــرة لأحــــــافـــــظ على التربــــــــة من الانـــــجـــــراف:
(نحن):……………………………………………………………

(هما):…………………………………………………………..

            دـ الإمـــــــــــــــــــــلاء: (4ن)
14)اكتب التاء المناسبة (ت- ة ـ ـة ) (2ن)
بُــنيـ…..قنا…….لتجَــنُّــب الفيضانا………….في القريـ……….
2-أكتب "ابن" أو "بن" في المكان المناسب؟
………. بطوطة رحالة مغربي.
عمر ………. الخطاب صحابي جليل.

              ه ـ الــــتعـــــبيـــر  (12ن)
1-      رتب العبارات التالية حسب التسلسل المنطقي مستعملا الأرقام من 1 إلى 4 (4ن)

- تمتلئ الأنهار بالمياه،          


- تتبخر مياه البحر بفعل حرارة الشمس،


- فتحدث الفيضانات،


- يهطل المطر غزيرا،

2-      اكتب موضوعا إنشائيا تتحدث فيه عما شاهدته أو سمعت عنه حول الفيضانات (في ورقة خاصة)(8ن)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ مدة الإنجاز 45 د.
ـ هذا التقويم من إعداد أساتذة العربية في مجموعة مدارس الأندلس

الثلاثاء، 16 فبراير 2010

الفيضانات من جديد! هل ستظل المأساة تكرر نفسها؟


 الفيضانات من جديد!
هل ستظل المأساة تكرر نفسها؟
مصطفى لمودن   
 
فيضانات نهر بهت في سيدي سليمان 3 فبراير 2009
ها هي من جديد تقع الفيضانات، وهاهو مشهد بحر من الماء المتدفق يغطي سهولا منبسطة على حد البصر، وهاهم سكان القرى من جديد يولولون ويندبون حظهم العاثر على ضياع زرع وضرع، وفقدان أثاث منزلي، وتهدم مساكن من تراب… إن من سمع صيحات مهددين بالغرق على أمواج الإذاعة الوطنية في نشرة زوال يوم الخميس 14 يناير 2010 يندهش للأمر؛ فكيف لبضعة عشرات من المليمترات المتساقطة هنا وهناك تحدث كل هذه الخسائر وتسبب كل هذه الفواجع؟ الآن ـ لحظة كتابة هذه الأسطر ـ أصبح مؤكدا أن المياه غمرت قرى وأراض شاسعة تمتد من الحوافات على مشارف سيدي قاسم إلى سيدي علال التازي على مقربة من القنيطرة، المياه تتدفق بقوة وسرعة كما أتيح لي رؤيتها من حد فاصل بين منطقة الفيضانات والجانب المحادي لها الغارق بدوره في الوحل، مساء اليوم الجمعة 15 يناير، وهي تجر (المياه) كل ما تجده في طريقها..
ارتوت الأرض واستكفت خلال أسبوع ممطر، ووصلت سيول المرتفعات الهادرة من حدود تازة وإفران والشاون ووزان والخميسات… دون أن نغفل كل بقية المناطق الشاسعة من أقاليم مكناس وفاس وسيدي قاسم..، كلها تصب في روافد نهر سبو، وتلتقي في "الثقب الأسود" المعروف ب"المكرن" حيث تلتقي وتقترن كل الأنهار صغيرها وكبيرها، لعل أهمها سبو نفسه وورغة وبهت…فتتحول المنطقة السهلية المنبسطة برمتها إلى بحر كبير من المياه التي تتزاحم وتتدافع في اتجاه البحر عبر معبر ضيق يقود إلى المحيط الأطلسي على جانب القنيطرة والمهدية..
فأين التدبير البشري اللازم لاستخدام العقل للتقليل من آفات الطبيعة حينما تقسو؟ كما علم الجميع فالسدود المعول عليها أصبحت "محايدة" بدون "شغل"، كل قطرة ماء تعبرها متجاوزة الجدار القوي الذي كان يعتقد واضعوه أنه هو الواقي المعول عليه، فأقدم سد بالمغرب "القنصرة" (1932)على بهت بسرعة أصبح ممتلئ، رغم كل التفريغات التي حدثت منذ التساقطات الأولى تفاديا لكل أسوأ كما وقع السنة المنصرمة 2009، أما أن أكبر سد بالمغرب وثاني أكبر سد بإفريقيا، "الوحدة" على ورغة فبدوره استسلم وتجاوزته المياه، ونفس الشيء بالنسبة لسد "إدريس الأول" على سبو…فماذا بقي إذن؟
  لم يبق غير إجراءات الطوارئ غير المصرح بها طبعا، وكما حدث السنة الفارطة فقد نزلت إلى الميدان القوة العمومية المغربية، ولولاها لكانت الكارثة أضخم في فبراير 2009، فرغم الخسائر المادية التي وقعت لم يتم الحديث عن خسائر في الأرواح، لقد كنا شهودا على المجهودات الضخمة التي قام بها الجيش الملكي في ذلك، بالإضافة إلى قوات أخرى كالوقاية المدنية رغم ضعف تجهيزاتها حسب ما يبدو.
هذه الأيام ـ من جديد ـ تجوب بعض هذه السواعد المنقذة المنطقة، وعلمنا أن السلطات قد هيأت ملاجئ سبق استعمالها السنة الفارطة كمعمل تلفيف الحوامض بسيدي سليمان، لكن إلى متى سيظل نفس المشهد يتجدد؟   
لعل مستمعي الإذاعة الوطنية قد التقطوا احتجاج أحد المواطنين أثناء بث النشرة الإخبارية المشار إليها أعلاه، كما يمكن مشاهدة عشرات الأمثلة المشابهة أو القراءة عنها في الصحف؛ فالمواطن كان يصيح بكل ما تبقى لديه من قوة ضد المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بالغرب الذي لم يفتح ممرات تفريغ الماء، ولم يعمقها وقد تخلى عن مهامه منذ سنوات. 
خيام من البلاستيك لمنكوبي فيضانات فبراير 2009 بالبوادي
إنها جهة واحدة من أطراف عديدة تتحمل مسؤولية إهمال منطقة الغرب، فوزارة التجهيز لم تفرغ قعر السدود من الأوحال لتمتلئ حقينتها فعلا بالماء عوض الطين والأحجار القادمة في كل فصل شتاء من المرتفعات المجاورة، بل لم تهيئ محيط السدود لتحمي الحوض المائي من الأوحال عبر تشييد حواجز ومدرجات حجرية، ولم تنفذ حتى أبسط حل طبيعي وهو غرس الأشجار… ونتيجة ذلك السدود تمتلئ بسرعة عن آخرها.
إذا كانت السدود القائمة قد استوفت مهمتها، لماذا لا تبنى أخرى؟ كما هو عليه الحال بالنسبة لنهر أم الربيع الذي عليه خمس سدود  ( أو أكثر)، إن الفزع الذي يحل بالمواطنين الآمنين والخسائر التي تصيب الممتلكات ليست أهون من كل نفقات مطلوبة للوقاية من أخطار الفيضانات.  
نموذج للخراب الذي حل بمنازل العالم القروي في فبراير 2009
وللذكرى، فقد كان فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان في قلب الأحداث أثناء فيضانات السنة المنصرمة، ابتداء من اليوم الثالث من فبراير كان أعضاء الفرع يقومون بدورهم المطلوب، وهو متابعة ورصد الوقائع وتسجيلها واتخاذ ما يلزم تجاه كل حالة، بل لم يكتف أعضاء الجمعية الحقوقية بالجلوس وانتظار التوصل بالشكايات وطلبات المآزرة، بل خرجوا إلى عين المكان سواء في الأحياء المتضررة بالمدينة أو في دواوير العالم القروي عبر قوافل استطلاع منظمة، لقد وقف الأعضاء على مآس حقيقية، كل ذلك موثق بتفاصيله، وأحيانا مصحوبا بالصور، ونتيجة لذلك عقد مكتب الفرع لقاءات متعددة مع المسؤولين المحليين في شأن عدة قضايا، كما نظم المكتب لقاء خاصا  بقاعة عمومية في19  أبريل 2009 (اضغطقدم فيه حصيلة تحركاته وتحدث متضررون عن أوضاعهم المأساوية، بالإضافة إلى ذلك تمت مراسلة كل المسؤولين المعنيين بالموضوع (بدون استثناء) وعلى رأسهم الوزير الأول، ولمرتين، وقد طالبه فرع الجمعية المغربية بالتدخل العاجل من أجل الحلولة دون تكرار مآسي الفيضانات، بل توصل بمقترحات عملية من أجل ذلك. للأسف لا يكفي أن نقول أن الفرع لم يتوصل بأي جواب (باستثناء واحد من مندوبية وزارة السكنى والتعمير والتنمية المجالية بالقنيطرة) ، بل أن يكون الإهمال هو سيد الموقف، كأن سكان منطقة الغرب من قارة أخرى، ما يهم الجميع طبعا هو الفعل في الميدان والاستجابة لمضمون الرسائل، والجميع يعلم ما وقع في أرض الواقع، لقد حلت الفيضانات من جديد، ولم يتم تهيئ أي شيء، الأمر يحتاج إلى  وقفة حازمة ضد هذا النسيان…
لكن، وبما أن مآسي السنة المنصرمة ما تزال في الأذهان، فقد تحركت الجرافات في آخر لحظة والمطر ينزل لوضع حواجز ترابية على جوانب نهر بهت!! فأين كان هؤلاء طول السنة؟ هل كانوا يراهنون على سنة بدون مطر؟  
لن ننسى تجميع المنكوبين في الملاجئ كيفما اتفق، سنظل نتذكر كل من تهدمت منازلهم وضاعت ممتلكاتهم وجلسوا مفترشين الوحل، نملك عشرات الصور التي تؤكد ذلك، لن ننسى الأمهات وهن يحضن فلذات أكبادهن في العراء، لن ننسى مسؤولا اختزن الأغطية ووضع عليها حراسا والمنكوبون يتضورون من البرد، لن ننسى من بقي يسكن رفقة عائلته أو بمشاركة عائلة أخرى خياما بلاستيكية لشهور، ولكن في نفس الوقت نقدر حجم الكارثة وشساعة المنطقة المنكوبة وحجم التضحيات التي قدمت هنا وهناك من قبل عدة جهات بمن فيهم مواطنون محسنون ومتطوعون، السلطات اختصرت من عدد المنكوبين ما استطاعت واعترفت بأزيد من 2500 أسرة متضررة، منها 209 بالعالم الحضري، توصل أغلب من في المدينة ببقعة أرضية صغيرة ومنحة قيمتها 3 ملايين سنتيم، ونصف هذه المنحة فقط لمن في البوادي، لكن المتضررين أكثر من ذلك، حسب معاينة المشاركين في قافلة تضامنية مع المنكوبين نظمها الفرع الجهوي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى المنطقة في 22 أبريل 2009  (اضغط)       
تتحدث الأرصاد الجوية في آخر تنبؤاتها عن توقف المطر بشكل مؤقت، وذلك بمثابة فسحة للاستعداد لما قد يأتي في الأيام القادمة من أمطار، ونحن ما نزال في منتصف يناير، يفصلنا أزيد من نصف شهر عن توقيت فيضانات 2009 ، فهل يكفي ذلك لأخذ كل الاحتياطات لتجنب مخاطر الفيضانات؟
من جديد امتلأت الراوفد المائية لحوض سبو، وغمرت المياه مناطق شاسعة (15/01/2010)

الثلاثاء، 9 فبراير 2010

المسير الرياضي وسؤال الهوية


المسير الرياضي وسؤال الهوية

 مصطفى تيدار (*)
بعد توالي الأزمات بالعديد من الأنواع الرياضية، تعمق النقاش بشكل كبير حول موضوع  التسيير الرياضي بالمغرب، حيث يجمع جل الفاعلين على أن هذه الانتكاسات كانت بالدرجة الأولى وليدة تسيير مختل على كل المستويات، ابتداء من الأندية مرورا بالعصب والجامعات ووصولا إلى الوزارة الوصية.
فمنذ سنوات والأجهزة الرياضية تراكم أخطاء تسييرها إلى أن جاءت القشة التي قصمت ظهر البعير، دون أن يطرح السؤال طيلة هذه المدة عن هوية المسير الرياضي المغربي، ودون أن توضع خطة عمل أو إستراتيجية رياضية كفيلة بتغيير ملامح التسيير.
لقد حان الوقت الآن ليزال القناع عن حقيقة التسيير الرياضي بالمغرب، ولتوضع علامة استفهام كبيرة عن هوية المسير الرياضي.
يصعب وضع تعريف مدقق لهوية المسير الرياضي المغربي، ربما كان مرد ذلك إلى غياب قانون خاص به، فحتى القانون المتعلق بالتربية البدنية والصادر في 19 مايو 1989 لا يحدد بشكل  واضح مثلا اختصاصات مسيري العصب  أو الجامعات الرياضية، أو حتى دور الدولة والمؤسسات العامة والخاصة في تنمية الرياضة(المواد 13-14-18 -29) بقدر ما يوضح العقوبات المفروضة على كل من خالف  ما نص عليه هذا القانون، (ننتظر ما سيأتي به القانون الجديد الذي ينتظر بدوره تصويت البرلمان عليه)  لكن بشكل عام، المسير الرياضي هو ذلك الإنسان المحب والمولع والغيور على مجال انشغاله، يضحي بكل ما لديه من وقت وتفكير ومال من أجل تطوير الرياضة.
وبالتالي فالحديث  عن التسيير الرياضي يجعلنا أمام نوعين من المسيرين: المسير المثقف العارف بالمجال، والمسير الجاهل للنشاط الذي يسيره والمتموقع بقوة المال من أجل غرض في نفس يعقوب (الانتخابات المحلية, البٍرلمانية…)
إن المسير الرياضي ظاهرة قديمة جديدة في المجتمع، وتبين الحالات التي يمكن معاينتها في كثير من الفرق والأندية الوطنية أن المسيرين الرياضيين لا يشكلون فئة متجانسة، لا من حيت معارفهم ولا من حيث القنوات والآليات  التي استعملوها لتبوء مكانة الصدارة على الصعيد الرياضي المحلي، ولا من حيث الأنشطة الرياضية التي يتعاطون لها. وأمام تنوع الحالات التي نصادفها في الواقع العيني، فإنه من الصعوبة مما كان صياغة نمط مثالي ينطبق على جميع المسيرين.
  إن المسير الرياضي الذي نجده على رأس الفرق والأندية الصغيرة أو المتوسطة هو في أغلب الحالات من النمط الذي يطلق عليه بالعصامي، لقد استفاد من الظرفية الرياضية في العقود الأخيرة حيث عرف المجال فراغا وتسيبا، كما استفاد من تشجيعات الدولة والجامعات الرياضية والمجالس الإقليمية والجهوية والبلديات…
 إلا أن هذه العوامل الموضوعية لم تكن لتساعده لولا توفره على صفات ذاتية أهلته للاستفادة من تلك الظرفية واستغلال ما أتيح له من فرص. وتجدر الإشارة إلى أن من جملة ما يتميز به المسير الرياضي عموما، هو حب العمل والتفاني فيه والتفرغ له، ومن يعرفه عن قرب يؤكد انه رجل منشغل باستمرار، تجده دائما مع اللاعبين أو المدرب أو نخبة من المكتب المسير، حاضرا في التداريب،  يصيح ويصرخ ويأمر ويستعطف…
  ومن حيث نوعية التكوين يمكن أن نميز بين المسيرين الذين تلقوا ما يمكن أن نسميه بالتعليم التقليدي، ولا يتمتع هؤلاء في كثير من الأحيان بتكوين رياضي شامل ومتخصص، ويتمتل رصيدهم التكويني والمعرفي أساسا من خلال التجربة الذاتية، ويفتقرون إلى تكوين حديث في مجال التسيير والتدبير الرياضي، أما المسيرون خريجو الجامعات والمعاهد العليا الرياضية، والذين بفضل ممارساتهم وما يتمتعون به من معارف رياضية وتخصصات يحصلون مواقع المسؤولية، لكن تشكل العلاقات الشخصية الوسيلة الرئيسية التي من خلالها يؤثر المسير الرياضي في محيطه، ونلاحظ ذلك على كافة المستويات؛ في معاملته اليومية، سواء تعلق الأمر بعلاقته بالفريق أو النادي الذي يسيره ويحتك به يوميا، ويسهر بشكل مباشر على مراقبة ومتابعة نتائجه وارتباطه بالعصبة والجامعة أو الإدارة المحلية… وبخصوص هذه الأخيرة تجدر الإشارة إلى أن نجاح المسير المحلي يتوقف إلى حد كبير على نوعية العلاقات الشخصية التي تربطه بها.
للفرق أو الأندية الصغيرة أو المتوسطة بنية تنظيمية بسيطة للغاية، فهي تتميز بوجود رئيس ونائبه، بالإضافة إلى مجموعة أخرى تتراوح ما بين 9 الى15 عضوا أو أكتر، ويسهر الرئيس على تلبية حاجيات الفريق وتحديد أهدافه، ومنهم من يتخذ أغلبية القرارات التي تهمه، وقليلا ما يوجد مكتب مسير يعمل يشكل جماعي. فعلاقة الرئيس بباقي أعضاء المكتب المسير غالبا ما يميزها الولاء و التبعية، كما يتوفر الرئيس على مجموعة من الامتيازات ويتدخل في كل شيء من شؤون اللاعبين والمدرب إلى الطاقم التقني، رغم عدم توفره في معظم الأحيان على تكوين متخصص في مجال التسيير الرياصي!! فمعرفته في هذا المجال محدودة أو منعدمة، وربما كان هذا أحد العوائق الأساسية التي تحول دون تطوير الفرق والأندية.
فالمسير الرياضي لم يعد هو ذاك الشخص الذي يسير ناديا أو عصبة أو جامعة بطريقة شخصية أحادية، بل بات لازما عليه إشراك كل الأطراف  في التسيير، وابتعاده عن لعب الدور القيادي  في كل شيء، لقد أصبحت ملامح مسيري اليوم مختلفة تماما عن ملامح مسيري الأمس الذين ارتبطت أسماء كثيرين منهم بشكل نضالي بأسماء أنديتهم، لدرجة أصبحت معها هذه الأخيرة تتنفس برئتي مسيريها، بدونهم لا يمكن أن تستمر، ويكفي ذكر أسماء من قبيل بلهاشمي بوجدة أو مكوار بالدار البيضاء أوالخمليشي بفاس… أما ليوم فالمعادلة تغيرت وإن كانت حصيلة اشتغال مسيري الأمس تبدو أفصل من حيث نظرائهم اليوم.
 حاليا لم يعد المسير/الرئيس الضامن الوحيد لاستمرارية عطاء النادي، بل وجب إعطاء الفرصة لكل الأطراف للمساهمة في اتخاذ القرار الرياضي. إنه نوع من دمقرطة التسيير الذي تفتقرت إليه دواليب الرياضة المغربية، والذي يحتم على المسير أن يصبح عالما بقواعد التدبير الرياضي كعلم قائم بذاته، وهو العلم الذي بدأت بوادره تظهر داخل المشهد الرياضي من خلال تخرج دفعات من حاملي دبلومات الدراسات العليا المتخصصة في التدبير والتسيير والتدريب الرياضي.
فالمسير الكفء والحديث، وعلى مستوى النسق القيمي،  يتوفر على قدر من المعرفة والكفاءة، فهو دائم الإطلاع، يتابع تطورات المعرفة الرياضية في مجال تخصصه، كما يتابع تطور الحياة الرياضية على الصعيد الوطني والدولي، وقد يساهم في تلك الحياة عن طريق الانخراط في الاتحادات أو العصب الجهوية أو الوطنية كالجامعات مثلا.
فالمسير المثقف أو المتعلم على العموم، وإن كان التعليم لا يشكل شرطا ضروريا من شروط التسيير الرياضي، يتوفر على معرفة دقيقة بالخريطة الرياضية الوطنية والجهوية والمحلية، ويعرف التنظيمات المتواجدة، إنه مسير صاحب فضية. أما المسير الوصولي فهو يفتقر إلى أنفته وشهامته وكرامته، ومبدؤه يختزل في أمر واحد هو المصلحة الشخصية أو الخاصة، والتي تحدد تعامله مع باقي مكونات الحقل الرياضي جهويا وطنيا، فالتسيير الرياضي بالنسبة له ليس وليد قناعات ومبادئ معينة، وإنما هو وسيلة فقط لتحقيق المكاسب المادية والمعنوية،
لقد أصبحت الدول المتقدمة رياضيا غنية بما يعرف بالمسيرين الرياضيين المحترفين، وهم أشخاص يحصلون بالأساس على مدخولهم من العمل الرياضي،  الذي يشكل نشاطهم الرئيسي.
 فالعمل الرياضي بات يشكل بالنسبة للعديد من الفاعلين  نشاطا اقتصاديا لا يختلف في جوهره عن سائر الأنشطة الاقتصادية الأخرى.
 كما يمكن التمييز داخل قبيلة المسيرين الرياضيين بين ثلاثة أصناف:  المسيرون الكبار، وهم الذين يملكون رؤوس أموال مهمة، يقيمون بها مقاولات رياضية كبرى (ريال مدريد، بارشلونة، جيفو نتيس…) ويوجد صنف آخر تنطبق عليه كثير من مواصفات المقاولين المتوسطين، وهم أشخاص يمولون مشاريعهم الرياضية بالاعتماد على إمكانياتهم المادية ومساهمة الأجهزة والجهات الرياضية والسياسية، وهناك أخيرا المسيرون الذين لا يملكون سوى طاقاتهم الفكرية والعضلية في تدبير شؤون الفريق أو العصبة.
إن التسيير الرياضي علم وفن في آن واحد، وبالتالي فالمسير الذي يشتغل في هذا المجال يجب أن  يحتكم دائما للأساليب العلمية في التفكير والممارسة و الإبداع.
     
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*)أستاذ التربية البدنية وفاعل جمعوي

الاثنين، 8 فبراير 2010

الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لقاء فروع جهة القنيطرة لمناقشة مشروع الوثيقة التحضيرية للمؤتمر الوطني التاسع


الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
لقاء فروع جهة القنيطرة لمناقشة مشروع الوثيقة التحضيرية للمؤتمر الوطني التاسع  
 
إعداد: مصطفى لمودن
التمت مكاتب فروع جهة القنيطرة ـ كما كان مقررا ـ  بالرباط يوم الأحد 7 فبراير 2010م بالمقر المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، لتدارس مشروع الوثيقة التحضيرية للمؤتمر الوطني التاسع، عبر مناقشتها وتطعيمها، تقدم ممثلو فروع مكاتب الجهة بحصيلة النقاشات التي تمت على المستوى المحلي، ومنهم من قدم ورقة مكتوبة للمقرر، كما استمع الحاضرون لتدخلات شخصية من قبل بعض مناضلي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان للإدلاء بآرائهم…
ليتوزع الحاضرون بعد ذلك إلى العمل في ورشتين، الأولى انشغلت ب"المحيط العام وتقييم الأداء العام للجمعية"، والثانية اهتمت ب"المرجعية والانشغالات الكبرى، والتوجهات الإستراتيجية، ومقترحات التعديلات في القانون الأساسي"..
وتجدر الإشارة أن "لجنة تحضيرية" قد أعدت "المشروع" منذ أسابيع فيما يقارب ثلاثين صفحة يشمل النقط المشار إليها أعلاه. وقد أصدرت "اللجنة الإدارية" للجمعية المغربية لحقوق الإنسان المنعقدة في دورة 9 يناير 2010م، رزنامة زمنية تحدد مواعيد عدد من اللقاءات على المستوى المحلي ثم الجهوي، إلى انعقاد المؤتمر الوطني التاسع ما بين 13 و 16 ماي 2010م، يسبقها يومي السبت والأحد 20 و 21 مارس "الندوة الوطنية التحضيرية للمؤتمر" وهي بمثابة آخر لقاء لتجميع كل المقترحات والإضافات على مستوى الوثيقة التحضيرية للمؤتمر الوطني التاسع، ووضع آخر اللمسات نحو بداية العد العكسي لانطلاق تاسع مؤتمر لهذه الجمعية الحقوقية التي عرفت ولادتها في 24 يونيو سنة 1979م.  
وسيتعقد "الملتقى الوطني التاسع لحقوق المرأة" في 13 و14 فبراير، و"الملتقى الوطني السابع للشباب" ما بين 26 و28 مارس، أما الانتدابات المباشرة للمؤتمرين ال 350 فستكون ما بين 20 فبراير و21 مارس. وقد تقرر عدد المؤتمرين فيما يتعدى بقليل 600 مشارك؛ 440  مؤتمر ثلثهم نساء، 100 ملاحظ (ة)، وحوالي 50 متتبع (ة)، وألا يقل عدد الشباب المشاركين ضمن هؤلاء عن 20%.
ويمكن اعتبار "مشروع الوثيقة التحضيرية للمؤتمر الوطني التاسع" وثيقة غنية بالمعطيات، وتتضمن تقييما لعمل الجمعية ككل منذ انتهاء المؤتمر الثامن المنعقد في أبريل 2007م، وقد حاولت الوثيقة اعتماد منهجية "محايدة" من خلال ذكر "المنجزات" والوقوف على "العوائق والنواقص"، وتقديم اقتراحات للنهوض بالعمل الحقوقي في المغرب حسب تصور هذه الجمعية الحقوقية. لكن بعد الاستماع لمناقشات المتدخلين سواء على الصعيد المحلي أو الجهوي، ظهرت بعض الملاحظات الإضافية، فإذا كانت قلة تعتبر أن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أصبحت تحث رحمة "توجه سياسي معين"، وبالتالي تقدم انتقادات جد حادة، بل هناك "طرف" سياسي أعلن عن انسحابه كمكون من المشاركة في اللجنة التحضيرية، ونقصد به المنتمون لحزب "الطليعة الديمقراطي الاشتراكي".. كما أن هناك في نفس الوقت من فضل تقديم انتقادات ووجهة نظر لتطعيم "مشروع الورقة التحضيرية". وعليه، يمكن إجمال مختلف التدخلات حول البناء التنظيمي للجمعية، وقد رأى عدد من المتدخلين منح صلاحيات أكثر للمجلس الوطني للفروع، وتحديد دور مكتب الجهة، ووضع آليات حكامة داخل الجمعية كتكوين لجنة لتدقيق الحسابات منبثقة عن المؤتمر، وتقييم التكوينات والجامعات الموضوعاتية، واعتماد آليات متنوعة للدفاع عن حقوق الإنسان، والمساهمة المالية من قبل المركز لدعم بعض أنشطة الفروع، وتحسين الدور الإعلامي، والاهتمام أكثر بالبيئة والجانب الثقافي، ووضع ضوابط للتشبيك.. وتثار باستمرار قضايا تناقش فيما بين النشطاء الحقوقيين، كدعم الحرية الفردية، والموقف من العلمانية، والمرجعية الحقوقية..الخ.  
حضر ندوة جهة القنيطرة ممثلو أو أعضاء مكاتب الفروع التالية: الرباط، سلا، تمارة، القنيطرة، سيدي يحيى، سيدي سليمان، تيفلت، الخميسات، سيدي قاسم، بالإضافة إلى أعضاء من اللجنة الإدارية المتواجدين بالجهة، وأعضاء من اللجنة التحضيرية للمؤتمر القادم. وسيرت الندوة عتيقة الضعيف عضوة المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان وقد تلت في البداية كلمة المكتب المركزي للجمعية.
    


  
صور أعضاء الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالمكتب المركزي
 
صورة من العاصمة الرباط، قريبا من مقر الجمعية المركزي.

السبت، 6 فبراير 2010

المقاومة المغربية حركة عبد الكريم الخطابي في الواجهة


المقاومة المغربية
 حركة عبد الكريم الخطابي في الواجهة 
مصطفى لمودن  
اليوم (6 فبراير2010)تحل الذكرى 47 لرحيل محمد بن عبد الكريم الخطابي، زعيم حركة المقاومة المغربية في الشمال، وقد استطاع توقيف الزحف الاستعماري عن منطقة الشمال لسنوات، خاصة لما اندحر الغزاة الإسبان في معركة أنوال سنة 1921، وقد هدد بحركته خططالمستعمرين، ما جعل الإسبان يتحالفون مع فرنسا ضد هذه المقاومة، وقد استخدموا كل ما لديهم للقضاء عليها، بما في ذلك السلاح الكيماوي، وإلقاء القنابل بالطائرات على الأبرياء، وقنبلة الأسواق، لنحتف إذا برموز المقاومة المغربية، وفي نفس الوقت نستنكر تجاهل الإعلام المغربي لذلك.   

على غرار كل أشكال المقاومة ضد المستعمر، فقد خاضت حركة عبد الكريم الخطابي نضالها بأقل ما يمكن توفره من سلاح، غير أن سلاح العزيمة هو أهم من كل شيء، لقد استباح الاستعمار أرض المغرب، وأدخلها ضمن خططه لاحتلال "الدول الضعيفة" تحث عدة مبررات ك"تحضير الشعوب المتخلفة" أو "حمايتها" كما وقع مع المغرب، بينما ذلك كان مجرد غطاء كاذب لتبرير تقتيل المقاومين والسيطرة على البلدان.
فيما يخص المغرب، فقد كان محط أطماع أجنبية من قرون خلت، ولعل أولها تعود إلى القرن السادس عشر، عندما حاولت البرتغال القيام من جديد بحروب صليبية على العالم الإسلامي انطلاقا من غربه (المغرب)، لكن هزيمة جيوش سيباستيان ملك البرتغال في معركة "وادي المخازن" سنة 1578م وضعت حدا لذلك، ومنذ ذلك الوقت والمغرب مهاب الجانب، ولا تقدر أي جيوش أجنبية أن تتوغل داخله، حتى الدولة العثمانية (التركية) لم تستطع بسط سيطرته عليها بخلاف كل الدول العربية الأخرى، ولقد كان للسعديين وأحمد المنصور الذهبي فضل في ذلك لتنظيم المغاربة وتوحيد صفوفهم، لكن استمرت مناوشات على طول السواحل المغربية عبر عقود عديدة، خاصة لما تحولت التجارة مع الشرق (الهند…) عبر المحيط الأطلسي والهادي، مما كان يدفع الدول الأوربية إلى البحث عن موانئ ترسو بها سفنهم، وقد كان ذلك هو بداية العهد الاستعماري الحديث، وعليه فقد احتلت دول أوربية مدنا ساحلية كالجديدة وأنفا وأكادير والعرائش والصويرة… كانت تسترجع من قبل المغاربة في بعض اللحظات التاريخية في حركة كر وفر متتابعة، خاصة لما يتقوى الحكم مركزيا، مما يوفر أسباب القوة التي تتطلبها المقاومة، كما وقع في عهد المولى إسماعيل (1645م ـ 1727م)، وكما وقع في عهد محمد بن عبد الله (1757م ـ 1790م)حيث تركز الاهتمام ببعض المدن الساحلية حسب ما تقتضيه ظروف المرحلة من علاقات خارجية وتبادل تجاري، ولعل أبرز مثل في ذلك الاهتمام بالصويرة (موكادور)وجعلها أهم ميناء حينذاك (1760م)، وفي هذه المرحلة انفتح المغرب نسبيا على الخارج، فكان من أول من اعترف بقوة جديدة ناهضة هي الولايات المتحدة الأمريكية التي سعت للانفصال عن التاج البريطاني.. لكن لعدة ظروف لم يستطع المغاربة مواكبة التطورات السريعة التي عرفها العالم آنذاك، خاصة على المستوى المعرفي والتكنولوجي، فإذا كانت أوربا قد تجاوزت عهد النهضة الذاتية وراكمت الثروات لصالح شعوبها، غير أن تلهفها لمزيد من القوة وأمام توسع حاجياتها من المواد الخام، ولترويج بضائعها الكثيرة… فقد تحولت إلى التوسع الاستعماري المباشر، فكان أن أرسلت في البداية بعثات الاستكشاف، ثم تلتها القوة العسكرية، وبذلك ظل المغرب وهو الأقرب جغرافيا محط أطماع، وقد ساعد الأوربيين على ذلك دخول المغرب في زمن آخر من التقوقع والانكماش، كما حصل في عهد المولى سليمان (1792م ـ 1822م)، بحيث أعطى المغرب ظهره للبحر وكل ما يأتي من جانبه، واعتبرت أهم مقاومة يمكن القيام بها هي عدم التعامل مع الأجنبي/الكافر… ورغم محاولات مخالفة لهذا التوجه وقعت في عهد الحسن الأول (1859م ـ 1873م)، محاولات انفتاح على الخارج، وإرسال البعثات الطلابية سعيا للعلم والبحث عن التكنولوجيا، فقد ظهر آنذاك أن ما يملكه المغاربة من "علم" أصبح متجاوزا، ولا يفي بالغرض، لكن هذه المحاولة لم تعط أكلها حسب ما كان مؤملا، بحيث أن النخبة المغربية الحاكمة كانت متشبتة بمصالحها الضيقة، ولا يهما تقدم الشعب وازدهار الاقتصاد وبناء الدولة على أسس سليمة، فكان أول ضحية همش هم الطلبة العائدون من الخارج بعلم ومعرفة جديدين، بينما اليابان التي قامت حينها بنفس الإجراء عرفت كيف تتجاوز تخلفها وتبني دولة تدمج ما بين القديم والحديث… لتستمر الأحداث المشوبة بتسليط الأضواء على كل بقية دول العالم غير الأوربية طبعا، قصد استعمارها، فأطلق على تركيا(1299م ـ 1924م) التي كونت إمبراطورية شاسعة من قبل "الرجل المريض" الذي يحتاج إلى رصاصة الرحمة عوض أي علاج!     
في هذه الأجواء عقد مؤتمر "الجزيرة الخضراء" في 16 يناير 1906 للنظر في مصير المغرب كمستعمرة أوربية، وقد توافقت الدولة الأوربية فيما بينها على تقسيم الكعكعة الاستعمارية فيما بينها، فكان المغرب من نصيب فرنسا وإسبانيا، واتخذت طنجة طابعا دوليا عبر حكم جماعي من قبل قناصلة الدول الكبرى…
لكن رغم ذلك بقي المغرب مهاب الجانب، فلا أحد تناسى مختلف المعارك السابقة وأهمها واقعة "وادي المخازن"الشهيرة وكل المقاومة التي لقيتها محاولات احتلال ثغور مغربية على السواحل، غير أن استعمار فرنسا للجزائر منذ 1830 م وسعيها للتوسع أكثر، ونجدة المغاربة لإخوانهم الجزائريين ودخولهم في مواجهة مباشرة مع الجيش الفرنسي، خاصة في معركة إيسلي بشرق المغرب في 16 غشت 1844م كشفت حقيقة الجيش المغربي الضعيف جدا، وهو ما تأكد كذلك في المعارك الخاسرة للدفاع عن تطوان سنتي 1859/1860م، وحصول معاهدات مذلة للمغرب بعد ذلك، مجمل محتواها التدخل السافر في قضايا المغرب الداخلية، والتحكم في اقتصاده، إلى أن وقع المغرب معاهدة "الحماية" في 30 مارس 1912م في عهد السلطان عبد الحفيظ إثر محاصرة السكان لمدينة فاس، وبذلك دخل المغرب في عهد الاستعمار الفعلي والمباشر، وقد تسلمت اسبانيا شمال وجنوب المغرب، بينما فرنسا البقية.
 لكن وجد المستعمرون مقاومة شرسة، تدخل ضمنها مقاومة الريف بزعامة محمد بن عبد الكريمالخطابي (1882م ـ 1963م)، وإذا كانت قد توقفت هذه المقاومة مكرهة في 1926م، بعد تحقيقها انتصارات خالدة، فإن مقاومة الأطلس ودرعة استمرت إلى 1933م، لتتحول المقاومة بعدها إلى الجانب التنظيمي والسياسي، بخلق كتلة العمل الوطني سنة 1934م.
والجدير بالذكر أن حركة محمد بن عبد الكريمالخطابي قد استلهمت منها حركات تحرير متعددة أسلوب عملها ومقاومتها للاستعمار، خاصة معركة أنوال ضد الإسبانيين في 21 يوليوز 1921م، وبعد الهزيمة انتحر قائد الجيش الاسباني سفلستري ومات ضباط وجنود آخرون، يقول محمد بن عبد الكريم الخطابي عن نتائج المعركة:" ردت علينا هزيمة أنوال 200 مدفع من عيار 75 أو65 أو 77، وأزيد من 20000 بندقية ومقادير لا تحصى من القذائف وملايين الخراطيش، وسيارات وشاحنات، وتموينا كثيرا يتجاوز الحاجة، وأدوية، وأجهزة للتخييم، وبالجملة، بين عشية وضحاها وبكل ما كان يعوزنا لنجهز جيشا ونشن حربا كبيرة، وأخذنا 700أسير،وفقد الأسبان 15000 جندي ما بين قتيل وجريح"، ولعل هذه النتائج كان لها مفعول الكارثة على الحكومة الإسبانية وعلى حركة الاستعمار عموما، كما كانت مشجعا على المقاومة وعلى توحيد القبائل في منطقة الشمال، وذيوع صيتالخطابي في المغرب كله، وقد وصل جيشالخطابي إلى مشارف مليلية المحتلة، لكنه فضل عدم دخولها، وهو نفس الشيء الذي وقع بعد ذلك مع فاس العاصمة، أثارت انتصارات محمد بنعبد الكريم الخطابي خوف المستعمرين، فتحالفت فرنسا وإسبانيا للقضاء عليها، وتتحدث مصادر تاريخية عن ضرب الريفيين بالطائرات الحربية بشكل عشوائي، وقتل الأبرياء بشكل جماعي في الأسواق والقرى،  بل استعملت القنابل الكيماوية ضد السكان في شمال المغرب، وأمام هول الخسائر الناجمة عن ذلك، فضل محمد بن عبد الكريم الخطابي وضع السلاح في 26 ماي 1926م، وتقرر نفيه إلى جزيرة لاريونيون "la réunion" إلى حدود سنة 1947م؛ ليستقر بعد ذلك في مصر، إلى أن توفي في 6 فبراير 1963م، وقد عاش إلى أن تحقق الاستقلال في 1956م.
حماية للذاكرة المشرقة من التلف والضياع والنسيان، ندعو إلى تخليد مثل هذه الذكرى، وإبلاءها ما تستحقه من عناية واهتمام، وتدريسها للأجيال الصاعدة، وتوفير المتاحف التي تخلد للأحداث الكبيرة، مع الاهتمام بما تبقى من أشياء عينية من حركة محمد بن عبد الكريم، وتحويل أطلال "المركز" (مقر المقاومة) بأجدير إلى معلمة حقيقية، وعودة رفات المرحوم عبدالكريم الخطابي من القاهرة إلى وطنه المغرب، مع اعتراف اسبانيا بأخطائها وتقديم الاعتذار عن ذلك، ومساهمتها في تنمية المنطقة بعدما ساهمت في تسميمها وتخلفها… ولا يسعنا ختاما سوى أن نتأسف على واقع إعلامنا غير الصحي(خاصة القنوات التلفزية)، والذي يهمش الحديث عن مثل هذه الأحداث ويغرقنا في تفاهات لا نهاية لها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ