الجمعة، 13 أغسطس 2010

ما ذنب النساء في السعودية؟


ما ذنب النساء في السعودية؟
مصطفى لمودن
جاء في أخبار مؤكدة في بحر الأسبوع المنصرم أن "مصالح مختصة" في السعودية أصبحت تخبر عبر رسائل إلكترونية SMS كل قريب من سيدة أو فتاة غادرت المملكة إلى الخارج، يتوصل برسالة زوج أو أخ أو أب… تخبر بهذا "الحدث العظيم"، وينضاف هذا الأمر إلى أشكال أخرى من الحصار المضروب على المرأة بخلاف دول مجاورة كالكويت أو البحرين، حيث أنها ممنوعة من قيادة السيارة، وممنوعة من ممارسة حقوقها الديمقراطية لاختيار الحكام، وهنا تتساوى في ذلك مع الرجال، ومع ذلك فكثير من النساء فيالسعودية ودول الخليج عموما يملكن ثروات مهمة، لكن ليس أمامهن كل حرية التصرف فيها، واستثمارها كما يشأن، تعاني المرأة فيالسعودية من تأخر في الزواج وعنوسة واضحة، ويرى البعض أن ذلك يرجع لإقبال الذكور منالسعودية على الزواج من أجنبيات عبر أساليب مختلفة، وأمام تفاقم الأمر وبعض مخلفاته السلبية مثل إهمال الأسرة، فتحت المملكة عبر جمعية خيرية وبمشاركة من قنصلياتها بالخارج عملية إحصاء أبناء السعودية المتخلى عنهم في دول مختلفة كالمغرب وسوريا ولبنان… وهي تحاول بذلك جمع أبنائها المهملين والمتخلى عنهم ومعاقبة كل سعودي قام بذلك، وفي نفس الوقت محاولة للتقليل من الزواج بغير السعوديات، لعل ذلك ينقص من العنوسة، وذكرت بعض الإحصائيات أن السعوديات هن الأكثر حرصا على جمالهم باستعمال أكبر نسبة من أدوات التجميل المختلفة وزيارة محلات التجميل، وهن من أكثر المتعلمات بالمنطقة والمتحصلات على شواهد جامعية… ولعل ثقل الواقع الاجتماعي المتسم بالرقابة المفرطة سواء من قبل الذكور وبقية المؤسسات الرسمية الأخر كهيأة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" التي تتدخل في حياة الناس وتصرفاتهم بالشارع العام وحتى بالبيوت إذا وصلتها "أخبار". وكلما تتاح الفرصة للسعوديات السفر إلى خارج البلد لا يترددن في ذلك، بل يقبلن على التوجه إلى الخارج بكثرة، ولهذا تحركت الأجهزة لمراقبة ذلك وإخبار أفراد الأسر الذكور، ويحكي بعض الشهود أن بعض السعوديات ما أن يمتطين الطائرة حتى يزلن عنهن كل الملابس التي تربطهن بتقاليد البلد حيث تغطية كل الجسد في غالب الأحيان، وتجدهن في الخارج مقبلات على الحياة برغدها، ويكثرن من زيارة محلات الموضة واقتناء الملابسالعصرية ولو اقتضى الأمر ارتداءها لفترة زمنية قصيرة. 
وعلاقة بالموضوع، ذكرت صحف مغربية أن قنصليات السعودية تمتنع عن التأشير للفتيات المرافقات لأسرهن قصد التوجه إلى الديارالسعودية، وقيل أن بعض البنات يبقين هناك، وهو ما جعل برلمانيين يحتجون ويعتبرون هذا التصرف بمثابة إهانة للمغاربة، لكن سفارة المملكة العربية السعودية بالرباط نفت ذلك، وذكرت أن التأشيرة تمنح حسب القوانين الجاري بها العمل…
المهم أن المرأة في العربية السعودية تعيش وضعا خاصا، ومراقبة مستمرة وتحكما مبالغا فيه، وميزا غير مبرر، يقتضي التضامن معهن من أجل رفع كل الأغلال المفروضة عليهن.  
صورة عن إعادة تمثيل رجم النساء ضمن تظاهرة أقيمت في ألمانيا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
 نشر ب: 

الخميس، 12 أغسطس 2010

في الرد على دعوة للتعاون مع منخرطة في البام(*)


في الرد على دعوة للتعاون مع منخرطة في البام(*)

تحية، لا تستغربي عن تساؤلي حول انتمائك، لقد قرأته في صفحتك، وأردت أن أتأكد.
1
ـ ليس الانتماء السياسي جريمة، ويحق لك أن تختاري الوجهة التي ترغبين فيها.
2
ـ من حيث العلاقة الشخصية والإنسانية بالنسبة لي ليس في ذلك أي إشكال.
لكن من أوجه أخرى يثير لدي هذا الأمر تساؤلات ومواقف:
1
ـ أرى بأن هذا الحزب لم يضف ولن يضيف شيئا يفيد المغرب والمغاربة، بل يعيد تكرار أحداث مماثلة أو شبيهة وقعت في التاريخ الحديث للمغرب، وكانت نتائج ذلك كارثية على تنمية المغرب، بدء بتجربة "الجبهة الدستورية" لأحمدكديرة، مرورا ب"الأحرار" لأحمد عصمان، وأخيرا (وليس أخيرا) "الاتحاد الدستوري" مع المعطي بوعبيد ومن رافقه.
2
ـ الحزب منذ ولادته وضع في فمه ملعقة من دهب، وهذا لا يوافق لا القوانين ولا الأخلاق، من ذلك التحاق ما لا يحصى من النواب بصفوفه، ليصبح أول حزب بالبرلمان، رغم أنه يتوفر قانونيا على 3 فقط.
3
ـ التخلي عن صريح القانون لصالح الحزب وترضيته كما قال الوزير الأول عباس الفاسي نفسه، وذلك لما تم القفز على المادة 5 من قانون الأحزاب الذي يمنع الترحال، وبذلك ترشح ضمن "صفوف" الحزب كل محترفي الانتخابات وانتهازيوها، فحصل هذا "الوافد الجديد" على أول نسبة من الفوز في الانتخابات الجماعية ل 6يونيو 2009.
4
ـ ليس لهذا الحزب مشروع سياسي واضح يسعى من خلاله إلى دمقرطة البلاد وجعلسلطة الحكم مستمدة من صناديق الاقتراع، وذلك بدليل عدم إثارته مطلقا لأي مطلب للإصلاحات الدستورية وفصل السلط. لأن هذا الشرط وحده هو الكفيل بتحقيق أماني المغاربة في التقدم والعيش الكريم، وهو ما تأكد عبر عقود في دول المعمور الديمقراطية.
5
ـ يسعى هذا الحزب ليجعل عددا من الأجهزة في خدمته، وهو ما يتعارض مع مبدأ مساواة جميع المواطنين وهيئاتهم المختلفة تجاه مؤسسات الدولة وعدة فاعلين آخرين، ولعل إقالة عمدة مراكش وإصدار حكم استئنافي مخالف للحكم الابتدائي من أجل ضمان تبؤ عمدة المدينة الموقع الذي تحتله الآن، بينما لم تفعل نفس السلطة شيئا نحو ما وقع في يعقوب المنصور بالرباط، وليس صدفة أن يكون ذلك هذه المرة لصالح مرشح من نفس الحزب.
6
ـ الامتيازات التمويلية الخاصة التي حصلت عليها دائرة المتزعم الحقيقي للحزب من قبل مؤسسات عمومية وخاصة، لينمي منطقته وحدها، بينما يصعب أو يستحيل أن يتم التعامل مع بقية المناطق بنفس الأسلوب.
7
ـ إيحاءه لعدد من الإنتفاعيين بتحقيق أغراضهم عند انضمامهم إلى "حزب الدولة"، أو هكذا هم اعتقدوا، جعل كما هائلا من منخرطي مختلف الأحزاب الإدارية والانتهازيين يتهافتون على الانخراط فيه، بينما نستثني هنا البعض الذي ينخرط كمناضل حزبيوعليه، بالنسبة إلي أحضر على نفسي في هذه اللحظة التعامل مع أي توجه يخدم مصلحة هذا الحزب، ويخدم الأغراض الانتخابية لمنحر طيه، أولا، لأنني أعتبر نفسي غير معني بهذا الحزب، وثانيا لأنني أجد نفسي في الضفة المقابلة لهــــــــــــــــــ
الأخت التي وجهت لي دعوة من أجل المشاركة في بعض الأنشطة قد تكون بريئة من أي محاولة استقطاب أو ما شابه هذا، وأنا لا أعرفها شخصيا، وسأظل أحترمها كشخص تجمعني وإياها المواطنة    …
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*)، نشرت هذه الرسالة في الفييس بوك، وقد أثارت نقاشا وردود فعل مختلفة، و"بام" مقصود به حزب الأصالة والمعاصرة.

تقاسيم في الكتاب القديم


تقاسيم في الكتاب القديم
 

أنـــس الفيـــلالي(*)
 
حينَ يتمدّد لحامُ العُري
بإظهارِ سهوِ الشّوكِ
كان بالحصى أدراجُ الطّوفان
معراجُ المجدِ
الجهرُ المارقُ خفوًا
من وخزِ الحقيقةِ
يغفو كالخرافةِ
لو فجّرته العواقبُ!
لآخرِ المديحِ المبتهلِ
لأخرِ قطرةِ دمٍ
جبرًا للفراغِ
وتهمةَ الكافرِ
من الأجنحةِ حيث الطّوفان، وقصفةُ النّبيحِ
حينما يحترقُ النّزيفِ
بدُجى الهزيمةِ
في سورِ الأغطيةِ
والإسمنت لشرفةِ الفجيعةِ
وهْم الغَرقى في الماءِ
إلى حيث الأغاني الملتويةِ
في المشهدِ
كي ينبلجَ اللّيلُ،
وبخُطى الماشيةِ
إلى موضعِ العفنِ،
ونحن نسدلُ خريطةَ الحدسِ
لاستقامةِ حيضِ الانهيارِ
شعابًا ملتويةً
تشربُ ماءَ الجحيمِ الهُلامي
شأنَ حرقةِ الحرقِ
غبارًا في العقرِ
ينخرُ بلا رصيفٍ
بيتَ الهزيمةِ
أو شكلاً للمقيتِ
عن أسرَِ الفيضِ
بلا عقمٍ
يا المنسيّ في العقرِ
الفراغ الملتوي
من الموجِ الرّعاش
والخذلان والأنين، والوقت
وشفيف الورق والطين الحالك
وكلّ المروج..
لعلّ الآتي يرمّمُ التّالي
من حدّة النّزفِ
وآثارِ الشّوق
وتسدلُ الكائناتُ عروشَ زُمرتها
قريبًا في القماشة
بنديمِ الحَصى القديمِ
في عقر السّواد..
حدّ ذاك القزم
مَن يرتع في المشيئةِ
ويصلبُ الخرابَ بلون الدّم
ورفيفِ عفنٍ
سوى “أوغسطين”
بالشّدوِ المجفّف
يا الهالك في الهمّ
حدّ السّماء
برذاذِ البياض المعفّن
كما الشّرود المجفّف
في عقل العُباب
وانحسارِ التّبول في أبهى البهجةِ
في صحوة الظّن
ما أعذبَها جغرافية الخنجر
بين لهثِ النّخيل
وشهوة القتيل المُبرّح
فالوجدُ تجرّدت أمكنتُه
بنعيقِ الكسرِ
عطر الحلم
لا شيءَ فوق ثغرِ العمارةِ
فالكتب المخبولة بالرّهبة كالقبرِ
لا أحد يترك الشّوكَ
غير الشّوك المُصاب.

ـــــــــــــــــــــ
(*) شاعر مغربي من القصر الكبير

الأربعاء، 11 أغسطس 2010

نتمنى الشفاء العاجل للرفيق الحسين الإدريسي


نتمنى الشفاء العاجل للرفيق الحسين الإدريسي
قضى رفيقنا الحسين الإدريسي ليلة أمس الثلاثاء بمصحة بسلا(تابرايكت) في انتظار إجراء عملية جراحية، ذكر إبنه نبيل أنها تخص المرارة.. وقد شعر رفيقنا منذ أيام بعياء وإرهاق، الحسين مناضل في صفوف الحزب الاشتراكي الموحد، من حكماء الحزب الثلاث حسب ما انبثق عن آخر مؤتمر، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أدى ضريبة الاعتقال السياسي حيث كان النضال والاصطفاف إلى جانب الشعب يقود إلى دهاليز السجون والأقبية، جمعوي بامتياز؛ سبق أن كان أمينا ماليا للجامعة الوطنية للأندية السينمائية ومنظما لعدة عروض سينمائية، ومنسق منسقية مواجهة الغلاء وتدني الخدمات العمومية بسيدي سليمان، أطر جموعا ولقاءات عديدة، عضو بعدة جمعيات ومؤسس لها، كاتب، يتكلف بالجانب الفرنسي بمدونة سيدي سليمان… تقاعد قبل سنوات قليلة حيث مارس مهنة التدريس، وقد أنهى مشواره المهني كأستاذ لمادة الاجتماعيات بثانوية علال الفاسي… نتمنى له الشفاء، وهو في حاجة لكل دعم ومؤازرة حتى يعود معافا شافيا إلى أسرته الصغيرة والكبيرة…

الاثنين، 2 أغسطس 2010

رؤية الحزب الاشتراكي الموحد للوضع السياسي في المغرب من خلال مداخلات بعض قادته


رؤية الحزب الاشتراكي الموحد للوضع السياسي في المغرب من خلال مداخلات بعض قادته
 
عبد السلام القجوجة، مصطى الشافعي، عبد الهادي حسن، محمد الساسي، محمد بولامي  

إعداد مصطفى لمودن
نظم فرع الحزب الاشتراكي الموحد بأصيلة ندوة في موضوع "الوضع السياسي الراهن، الوضع التنظيمي ومحطة المؤتمر"، بمشاركة محمد الساسي ومحمد بولامي ومصطفى الشافعي، تناولوا جملة قضايا تهم المشهد السياسي بالمغرب في المحور الأول، ثم تلا ذلك حديث حول الشروط التنظيمية والنضالية التي يعرفها الحزب الاشتراكي الموحد في أفق عقد مؤتمره المقبل، كما قدم كاتب الفرع المحلي ورقة تحدث فيها عن الوضع بأصيلة وظروف العمل السياسي بها. حضر اللقاء بالإضافة إلى منخرطي ومناضلي الحزب بأصيلة ممثلون عن عدة فروع.
 
    محمد بولاميتكوين كثلة يسارية والنضال مع الناس 
ابتدأ محمد بولامي، عضو المكتب السياسي للحزب مداخلته بوضع أسئلة عن وجهة المغرب، من قبيل:" إلى أين يسير المغرب؟ هل نحو الديمقراطية أم نحو الديكتاتورية والاستبداد؟"، معتبرا أن هذا السؤال لا يهم الحزب فقط بل مجموع الوطن، واستمر في وضع أسئلة مشابهة عن مفهوم "الانتقال الديمقراطي" ليرى بأن "المغرب لا يسير في انتقال ديمقراطي"، مستشهدا بنتائج تجارب مماثلة في جنوب إفريقيا واسبانيا تحولت بعد ذلك إلى اعتماد انتخابات نزيهة والحكم عبر صناديق الاقتراع، وما وقع سلميا في أنجلترا واليابان مع الملكية البرلمانية، ومثل وما وقع عبر العنف في تجربة فرنسا وروسيا… وهو يرى بأن "الحكام ليسوا مستعدين لذلك"، وعليه فلماذا ليست عندنا ديمقراطية حسب قوله؟ الجواب كما قال هو غلبة المصالح القائمة على الريع والفساد والزبونية… لهذا "نحن نعيش دورة سيزيفية" وإجهاضا لكل محاولة لبداية التأسيس للديمقراطية… مستعرضا عدة أحداث تؤكد ذلك، من وقت تصفية المهدي بن بركة، إلى ديناميكية الكتلة في بدابة تسعينيات القرن الماضي، والتحول الذي وقع بعد ذلك بقبول دستور 1996م والمشاركة في الحكومة مع إدريس البصري في 1998م… لتشهد بعد ذلك أحزاب الكتلة عدة ضرابات أدت إلى حدوث انشقاقات بها كما يرى عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد… رغم حدوث بعض التغييرات كما ذكر كحذف "قانون كل ما من شأنه"، وإصدار"مدونة الانتخابات"، و"القانون الجنائي"..لكن ذلك لا يكفي من وجهة نظره، ف "مدونة الانتخابات" كرست صعود الأعيان للبرلمان… مما جعله ينتقد "نمط الاقتراع"… دون أن يغفل "مسؤولية طرف المعارضة" وهي أنها لم تحسن تدبير ملف "الانتقال الديمقراطي"، منه قبول دستور 1996، والقبول بحكومة التناوب، وحمل ذ. عبد الرحمان اليوسفي مسؤولية ذلك، وأعطى أمثلة عن نواقص وسلبيات تلك المرحلة وعدم تحكم الحكومة في عدة قطاعات أساسية.
أعطى محمد بولامي بعد ذلك معايير شبه موحدة تهم تجربة اليسار في الحكم عبر العالم، وهي ترسيخ الدفاع عن حقوق الإنسان،  الحفاظ على القطاع العام وتنميته، تحقيق العدالة الاجتماعية، ثم تخفيض الضرائب على المستهلكين. لكن عكس ذلك ما وقع أثناء "التناوب"، فالخوصصة ذهبت إلى نهايتها، وعرف ملف حقوق الإنسان تراجعا، ولم يتم تنفيذ توصيات "هيأة الإنصاف والمصالحة"… ليظهر فراغ نتيجة  حصول التناقض بين الخطاب والممارسة، وقد ملأت هذا الفراغ قوى أصولية كان للمخزن دور في خلقها لتكون بمثابة فزاعة تجاه مطالب التحديث والدمقرطة.. ودعا إلى تكوين "كثلة يسارية" لوقف التدهور والحفاظ على المطلب التاريخي للانتقال الديمقراطي، والعمل على النضال مع الناس في الشارع، واعتماد برنامج للإصلاحات السياسية والدستورية مع المواطنين وانتزاع ذلك عبر "الطريق السلمي والحضاري" وضمان مصالح الجميع. وقبل أن يختم مداخلته في الشطر الأول انتقد بعض المخارج الرسمية لمعالجة الأزمات، ف"المبادرة الوطنية للتنمية البشرية" ك"علاج" للفقر، وفك العزلة عبر "الأوراش الكبرى" التي لن تفيد فلاحا أو عاملا بل الطبقة المنتفعة كما قال… لكن ليس هناك حديث عن الإصلاحات الدستورية وعن المستقبل.   
   
 
 مصطفى الشافعيحسب المعايير الدولية ليس عندنا أي انتقال ديمقراطي
ذكر منذ البداية أنه لن يقدم قراءة مغايرة، بل سيكتفي بطرح أسئلة، من قبيل "لماذا كثر خطاب الانفتاح من قبل النظام على أفكار جديدة وقيم حقوق الإنسان وهامش الديمقراطية…؟"، وعليه يضيف يجب تقييم ذلك حسب معيار دولي، وأي تحول ديمقراطي يعني وضع قطائع مع ما سبق. من معايير القياس التي طرحها المتدخل: 
1ـ السلطة للشعب: عبر انتخابات حرة ونزيهة تضمنها ترسانة دستورية وقانونية.
2ـ قضاء مستقل: يقف إلى جانب المواطنين لينصفهم، ويسعى لعدم إفلات أي جان من العقاب.  
3ـ حرية الرأي والتعبير واحترام حقوق الإنسان.
4ـ مجتمع مدني ذو "خاصية سياسية"(caractère politique)، وليس مجتمعا مدنيا "خدماتيا"..  
ليخلص إلى غياب المعطيات السابقة عن الواقع باستثناء المجتمع المدني ذي الخاصية السياسية كجمعيات حقوق الإنسان والجمعيات الأمازيغية حسب قوله… ويرى بأن الجميع يتحمل مسؤولية في ذلك، كالدولة (أساسا) والأحزاب السياسية… ويعتقد بأن الأحزاب "فشلت في إعادة تشكيل البنية السياسية"، بل إنها "تتماهى مع السلطة الحاكمة"، واعتبر بأن المواطنين لم يعودوا محتاجين "لتسجيل الواقع"، بل لوضع التصورات للمخارج والحلول، من ذلك:
1ـ إعادة الاعتبار للقيم: كالتضحية، والديمقراطية، والصدق، وضوح الخطاب…
2ـ سياسة حزبية واضحة.
3ـ  آلية تنظيمية حاذقة.
 ويعتبر بأن الحزب الاشتراكي الموحد يتوفر على إطار مناسب لذلك، منه اختياره العمل بالتيارات.
4ـ أن يصبح الحزب منشطا ومشغلا لعدد من الأدوار على صعيد المجتمع المجني والنقابي…  
ولهذا يجب اتباع عدة مسارات: 
1 ـ مسار تجاه الدولة: يقوم على المطالبة بالإصلاحات الدستورية وتحويل ذلك من شعار إلى فعل. 
2ـ  تجاه الأحزاب والشركاء السياسيين: واقترح في ذلك التفكير بمنطق الصدمة وقوة الأفكار والمبادرات…
3ـ تجاه الهوية: ورأى في ذلك ضرورة إحياء الخطاب القديم…وضرورة تفكير الحزب بشكل جماعي، لهذا يقول "نريد الحزب في أكتوبر(موعد المؤتمر) أن يكون قويا بمبادراته.


 

 محمد الساسيكل دينامية إصلاحية تخترقها دينامية مضادة. 
رأى أن يقسم جزء من مداخلته حسب متناقضات يعيشها الواقع السياسي في المغرب، أو ما سماه بالدينامية الإيجابية أو دينامية الإصلاح التي تلتهم دينامية مضادة كل مكتسباتها بعد ذلك؛ يقول: "ما أن تنطلق دينامية الإصلاح حتى تخترقها دينامية تؤشر على الاستمرارية"… فما غنمته المرأة من خلال مدونة الأسرة فالدينامية المضادة تأكل المكتسبات عبر "الحرب القضائية، و"حرب الفتاوى"، وهناك تراجع لوضعية المرأة على المستوى المجتمعي والحقوقي..
ما غنمته "المسألة الأمازيغية"(التلفزة، التعليم، خطاب أجدير…) وتطبيق أغلب بنود "ميثاق أكادير 1991"، باستثناء مسألة الدسترة، وما لم يتم دسترة ذلك تبقى كل المكتسبات هشة.  
على مستوى "الحكم الذاتي"، الدولة انتصرت على نفسها يقول محمد الساسي، فهي ترفض الديمقراطية على المستوى العمودي، وتقبل ذلك على المستوى المحلي! علما أن مقترح الحكم الذاتي يقر ب"رئيس حكومة" لذلك… لكن ما يعاكس هذا حسب رأي الساسي هو استفادة أقلية من التحسينات التي طرأت على البنية التحتية، وقيام الدولة بما يعاكس روح  مشروع"الحكم الذاتي" عبر اعتقال نخب صحراوية (أميناتو حيضر).
موضوع "الأوراش الكبرى"، لن تستفيد منها مختلف الطبقات، لهذا يرى عدد من الاقتصاديين أنها لن تضمن الاستقرار واستمرار التخلف.
"الانتظامية الانتخابية"؛ يتم الحفاظ على مواعيدها، بينما في عهد الحسن الثاني كان يتم تأجيل ذلك تحت عدة ذرائع، لأن الانتخابات "لحظة تمرد"… لكن الانتخابات في عهد محمد السادس يقول الساسي "فقدت جدواها ومصداقيتها".
الإنهاء مع "أغاني التمجيدات" ، وهو ما يفيد التعبير عن مظاهر الولاء في أي لحظة كما كان سابقا، لكن هذه "الدينامية" أجهضت هذا البناء مع تأسيس حزب "الأصالة والمعاصرة"، وعودة مظاهر البروتوكول القديم والتقاليد العتيقة والوجوه القديمة. واستمرار العمل بالدستور القديم، ولكن (أكثر من ذلك) هناك استمرار للقراءة القديمة للدستور..
مركزة دائرة القرار؛ وتهميش الحكومة وعدم تحكمها في مواعيد مجلس الوزراء نظرا لأهميته. 
تمديد الإعفاء الضريبي للفلاحين بشكل فوقي ودون نقاش، مما يبين عدم عدالة الدولة تجاه كل الطبقات. 
وتشكيل مندوبيات (السجون..) وتكوين صناديق خاصة، تعيين شيوخ الزوايا ومسؤولين عن الرياضة… دون إخبار الحكومة وهيمنة التكنوقراط على الحكومة، (رأى بأن الحكومة بها أربعة أنظمة وزراء).
الإقرار بفشل التناوب، و"نقيس ذلك بمدى تحقيق ما وعد به"، وقد ابدى تعجبه من استمرار حكومة ائتلافية دائمة، بحيث أن ذلك لا يكون إلا أثناء الاستثناء كما ذكر، ورأى بأن الحكم يجب أن ينطلق من صناديق الاقتراع… ومن المفارقات السياسية الغريبة كما قال مشاركة "الحركة الشعبية" في حكومة صوتت ضد تصريحها الحكومي! كما تعجب من معارضة أحزاب مشاركة للحكومة (المعارضة الحكومية كما سماها!)… 
 ما تراكم على المستوى الحقوقي وما أضافته الدولة من اجتهاد وقع فيه تراجع بعد حوادث الإرهاب، وتم إقبار كل ما تحصل بعد مسلسل المصالحة.
ظهور الحرب على الصحافة، وهو ما يعني رفض أي سلطة مضادة، ورفض صحافة "مستقلة" عن توجهات الدولة.
 وتوقف المحاضر عند كيفية التعامل مع الإسلاميين، فرغم إعلانه اختلافه معهم في عدد من الأمور، لكنه انتقد كيفية تشكيل بعض المجالس إثر الانتخابات الجماعية الأخيرة لإقصاء أطراف معينة، وأبدى ملاحظات حول "محاربة" التشيع، وقال إنه يمكن أن يقع تسامح مع من يغير دينه، لكن لا تسامح مع من يغير مذهبه كما ذكر.
ومن خلال المزيد من قراءة الساسي للوضع السياسي في المغرب، يؤكد على "اكتشاف المغرب الآخر"، مغرب الانتفاضات الصغرى كما نعتها، بسيدي إفني وصفرو وأنفكو… موضحا أن هذه المناطق غير مستفيدة من الأوراش الكبرى. وهناك تكريس صورة سلبية عن المغرب، حيث تتوارد أخبار الدعارة والهجرة السرية، وتراجع مصداقية الانتخابات والأحزاب، وقال في هذا الصدد" نحن نعيش يتما سياسيا من حيث النخبة"، وقد انتهت مرحلة ولم تبدأ مرحلة أخرى… والمغاربة لم يعودوا يصوتون لأن الانتخابات بدون مصداقية، انتخابات غير مسيسة، هي لعبة خاصة بالأعيان، مع تأكد الجميع بأن الحكم لن يكون انطلاقا من صناديق الاقتراع… مع انتشار مختلف مظاهر الفساد، الرشوة، تركيز الثروة، الريع من خلال التقرب من السلطة، غياب اقتصاد السوق والمنافسة، وإعادة التحكم في الأحزاب، واستغلال الدين في السياسة…  

قضايا تنظيمية
أما في الجانب المتعلق بالقضايا التنظيمية فقد تحدث المتدخلون بإيجاب عن ظروف الإعداد الأدبي للمؤتمر الثالث للحزب الاشتراكي الموحد، الذي يحمل في طياته تجربة أربع تنظيمات سياسية اختارت الاندماج فيما بينها عبر مراحل، كانت بدايتها في 2002 في تجربة "اليسار الموحد" باندماج "منظمة العمل الديمقراطي الشعبي"، و"الديمقراطيون المستقلون" و"الحركة من أجل الديمقراطية" وفعاليات يسارية مستقلة. لينضم بعد ذلك إلى الحزب "الوفاء للديمقراطية" وهم مجموعة مناضلين من أعضاء سابقين في "الاتحاد الاشتراكي" يتقدمهم محمد الساسي.
كما تطارح الجميع مجموعة من التوجهات التي يمكن أن يعتمدها الحزب مستقبلا انطلاقا من مقررات المؤتمر، فأخبر الساسي مثلا أن اللجنة التحضيرية توصلت بسبع أوراق يمكن أن تدمج فيما بينها بعد ذلك، وأنه هو ورفاق آخرون تقدموا بورقة تحمل اسم "الأزمة وإعادة البناء"، سرد جزء من مفاصلها الأساسية…
كما تأكد تشبث الجميع بالعمل بمبدأ التيارات، والحفاظ على "تحالف اليسار" مع "المؤتمر الوطني الاتحادي" و"حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي"، رغم بعض السلبيات التي ظهرت أثناء الانتخابات الجماعية الأخيرة والتي ردها بولامي إلى "صراعات ذاتية" حالت دون لوائح مشتركة في بعض المناطق، وقد أخبر هذا الأخير بالاشتغال الجماعي الآن داخل "تحالف اليسار" حول ورقة مشتركة تهم "الإصلاحات الدستورية"، كما أشار إلى نقاط القوة والضعف التي يعرفها الحزب، فإذا كان الحزب متواجدا في كل العمالات والأقاليم فهناك تفاوت من حيث الفاعلية بين منطقة وأخرى، كما يعاني الحزب من تشتت مناضليه في عدد من النقابات من دون أن يكون لذلك تأثير على القرار، والعمل بالتيارات أعطى انطباعا بغياب الوحدة الحزبية، مع غياب جريدة للتواصل والإخبار بأنشطة الحزب… وقد أثار مصطفى الشافعي من جانبه علاقة مناضلي الحزب بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان، حيث كان في البداية توافق على عدد من الأمور المختلف حولها، لكن ظهر بعد ذلك أن طرفا حزبيا يتوفر على الأغلبية وقع في تماهي مع الجمعية وكان يريد تعددية شكلية فقط، غير أنه أكد الاشتغال في الجمعية ودعا إلى تعزيز ذلك من طرف المناضلين.
أثار بعض المتدخلين من القاعة انتقادا تجاه غياب الحزب في بعض المحطات وعدم  إصداره حتى بيان، وكذلك غيابات غير مبررة لمسؤولين قياديين في المكتب السياسي والمجلس الوطني، وأثار متدخلين اثنين تساؤلات حول الجدوى من المطالبة بالإصلاحات الدستورية مادام اليسار غير قادر على فرض مطالبه، كان الرد على هذه النقطة قويا على اعتبار أن الحزب يجب ألا يغيب رأيه في هذه المرحلة التي يثار فيها الموضوع وذلك لتوضيح الجدوى الحقيقية من ذلك كما قال الساسي، وهذا ما يجمع كل مكونات الحزب كما قال بولامي، وهو ما استغرب أصلا لطرحه مصطفى الشافعي.  وأثيرت مسألة الجهوية وعدم اهتمام الحزب بشكل كاف بذلك، وقد رأى متدخل أن هذه الجهوية قد تكون بداية لتشكل الديمقراطية في المغرب…  
أدار النقاش عبد الهادي حسن، وقدم في البداية أبو بكر القجوجة كاتب فرع الحزب الاشتراكي الموحد ورقة حول أنشطة الفرع، وقضايا تخص مدينة أصيلة، وقد ذكر فيها "اكتساح فريق وزير الخارجية السابق (محمد بنعيسى) لكل مقاعد المجلس البلدي، وأضاف أن هناك استغلال للممتلكات العمومية، واحتلال للملك العام، وضعف الخدمات وانتشار الفقر، وصعود الأصولية… وكان قد أصدر الفرع قبل أيام بيانا في ذلك…  
  
عبد الهادي حسن
  
أبوبكر القجوجة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

الثلاثاء، 20 يوليو 2010

الاحتجاجات بمنطقة سيدي سليمان جرد لعدد من الاحتجاجات ورأي بعض الفاعلين


الاحتجاجات بمنطقة سيدي سليمان 
جرد لعدد من الاحتجاجات ورأي بعض الفاعلين
مصطفى لمودن
"الاحتجاج حق مشروع…"، لازمة يكررها المحتجون الذين يخرجون إلى الشارع للتعبير عن مطالبهم أو رفضهم لقرارات أو مواقف أو تصرفات معينة، وغالبا ما تكون الاحتجاجات رد فعل من قبل متضررين، وإلا لما سميت كذلك، وهي دليل على أن هناك سوء تواصل أو عدم وجوده أصلا، بين عدة متعاملين أو متدخلين، سواء في علاقة المواطنين مع إدارات مختلفة، أو علاقة هيئات مدنية (أحزاب، نقابات، جمعيات..) مع الفاعلين الرئيسيين في صنع القرارات وتنفيذها، الاحتجاجات دليل قاطع عن حصول تشنجات وانفعالات وانتهاك حقوق الغير أو عدم الاستجابة للمطالب "المشروعة". ولكن هناك من يعتبر تواجد الاحتجاجات و"السماح" بها مقياسا لممارسة هامش من "الحيرة" المراقبة…   
عرفت سدي سليمان ومنطقتها في السنوات الأخيرة بعض الاحتجاجات التي طفت على سطح الأحداث الرتيبة، ويمكن تقسيمها إلى ثلاث، أبرزها الاحتجاجات المترتبة عن موسمين من الفيضانات عرفتها المنطقة، تسببت في تهديم منازل وتشريد أسر وضياع ممتلكات، وأمام هول الكارثة وضخامتها، وشساعة المنطقة المتضررة، اضطر كثير من المتضررين اللجوء إلى الاحتجاج كوسيلة للتعبير عن همومهم… النوع الثاني من الاحتجاجات يخوضها المعطلون حملة الشواهد، هؤلاء الشباب الذين قضوا سنوات من عمرهم في الدراسة وجدوا أنفسهم بعد ذلك عرضة للشارع بدون شغل أو دخل يضمن كرامتهم، وقد انضووا داخل "الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين"، وأسسوا في مختلف المدن فروعا لها، تمارس هذه الجمعية ضغوطا من أجل الشغل، وتعتبر الاحتجاج وسيلة للفت الانتباه إلى قضية أعضائها. أما الاحتجاج الثالث، فله علاقة بالشغل كذلك، وهو يهم العمال والعاملات، خاصة عندما يتم طردهم من الشغل بشكل تعسفي، أو لما تغلق الوحدات الإنتاجية لسبب من الأسباب، ولعل هذه الفئة الثالثة في الطريق إلى الانقراض النهائي بسيدي سليمان إذا لم تحدث وحدات صناعة جديدة.
احتجاجات حول مخلفات الفيضانات: 
توجه جماعي لسكان قرية "الكبارتة" للقيام باحتجاجهم في سيدي قاسم

 بعد سنوات من الاطمئنان إلى ما توفره السدود المقامة على الأنهار، وبعدما اعتقد الجميع أن الفيضانات أصبحت مجرد ذكرى كانت تحدث في زمن مضى، استفاق سكان منطقة الغرب والمغرب عموما على تدفقات مائية هائلة غمرت جزء من منطقة الغرب السهلية، كان ذلك ابتداء من 18 فبراير 2009، ثم في السنة الموالية في 19 فبراير واستمرت لأسابيع إلى ما بعد منتصف شهر مارس، ليجد سكان أحياء مهمشة بنيت على ضفتي نهر بهت أنفسهم في العراء بعدما جرفت المياه منازلهم أو أحدثت بها أضرارا بليغة، وجعلتها غير صالحة للسكن، لتظهر بعد كل فيضان احتجاجات السكان، مطالبين بتوفير ملاجئ أو خدمات آنية مستعجلة في البداية، ثم بمساكن لائقة بهم فيما بعد، ويمكن أن نعطي مثلا عن ذلك ما وقع مساء الأربعاء 24 فبراير2010 ، حيث نظم سكان حي أولاد مالك مسيرة نحو عمالة سيدي سليمان لتقديم مطالبهم، لكن قوات الأمن اعترضت سبيلهم، واستعملت القوة تجاه بعضهم، مما دفع مكتب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى عقد لقاء مع المسؤول الأمني الأول في المدينة، للاحتجاج عن ذلك، والمطالبة بعدم تكرار اللجوء إلى القوة… وبعد ذلك حاول المقيمون رفقة عائلاتهم بملجأ أعدته السلطات بإحدى الشركات بالمدينة القيام بعدة احتجاجات متقطعة مطالبين بظروف عيش مناسبة. كما لا يمكن أن نغفل عن احتجاجات سكان العالم القروي الأكثر تضررا من مخلفات الفيضانات، ويمكن أن نشير إلى أبرز مثل عن ذلك حالة قرية الرزاكة المجاورة لسيدي سليمان، بحيث نظم سكانها أكثر من مرة مسيرة مشيا على الأقدام على المدينة، وكحالة سكان من قرى بجماعة أولاد احسين الذين نظموا أكثر من وقفة احتجاجية بجانب مقر دائرة سيدي سليمان، مثل ما حدث يوم الأربعاء 15 يوليوز، كما قام سكان قرية "الكبارتة" بمسيرة إلى سيدي قاسم يوم الأربعاء 24 فبراير لما شعروا بإهمالهم أثناء الفيضانات، وقد حاصرتهم السلطات الأمنية بعيدا عن المدينة، وتفرق كثير منهم في الضيعات، وبعد ذلك تدخل أحد الأمنيين وطلب انتداب أربعة أشخاص مثلوا الباقين في اجتماع مع عامل إقليم سيدي قاسم، وبنفس الإقليم كتب محمد الشيكر من فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان متحدثا عن وضعية سكان دوار "الشموسة"، الذين بدورهم اضطروا إلى تنظيم مسيرة إلى عاصمة الإقليم يوم الثلاثاء 16 فبراير، وقد حوصروا كذلك بعيدا عن المدينة… هي أمثلة فقط عن انفجار غضب كثير من سكان العالم القروي الذين وجدوا أنفسهم وجها لوجه مع الفيضانات……     
 
 
محاصرة أمنية لاحتجاجات سكان حي أولاد مالك   
  
 
احتجاجات سكان قرية "الرزاكلة"
    المعطلون: 
من وقفة احتجاجية سابقة للمعطلين
إذا كان المعطلون يستطيعون أحيانا عقد لقاءات مع المسؤولين المحليين، كعامل إقليم سيدي سليمان وباشا المدينة، ورئيس المجلس البلدي… فإنهم بدورهم يخرجون للشارع مطالبين بحقهم في الشغل، يلحون على مناصب في القطاع العام وأخرى في الجماعات المحلية، وكذلك تحصيل امتيازات كالأكشاك والعمل في القعطاع الخاص المرتبط بمرافق تابعة للبلدية كما صرح لنا بذلك رئيس فرع الجمعية بسيدي سليمان حكيم الشرقي، وقد كانت آخر وقفة نظموها يوم الجمعة 11 يونيو، وأخرى قبل ذلك يوم الثلاثاء 11 ماي.
العمال:
لعل إغلاق الوحدات الإنتاجية والتحويلية بالمدينة، كمعمل السكر ومعامل تلفيف الحوامض وتصبير الخضر، قد وضع حدا لتشغيل فئات عريضة من المواطنات والمواطنين، وبذلك توقفت الاحتجاجات في هذا المجال، لكن آخر ما عرفته سيدي سليمان في هذا المجال، اعتصام واحتجاج عمال كانوا تابعين لمطحنة سيدي سليمان، وبعد ذلك توصلوا مع المالك الجديد للمطحنة إلى حل توافي تلقوا على إثره تعويضا، كما احتجت أكثر من فئة من العاملات والعمال كانوا منتسبين إلى شركة لتفيف الحوامض أغلت أبوابها، وقد تلقى المحتجون بعد ذلك بدرهم "تعويضات"، كان آخرهم قبل شهور بحضور وزير التشغيل الحالي جمال أغماني بعد إجراء وساطة مع المشغل، لكن ما تزال قلة منهم غير راضية عن قيمة التعويض، ولا ننسى كذلك في هذا المجال الاحتجاجات التي خلفها سوء تدبير ضيعات "الصوديا" والسوجيطا"، والتفويت غير الفعال للضيعات، ومحاولة طرد المسيرين الجد لهذه الضيعات للعمال ومحاربتهم للعمل النقابي… وقد نظمت نقابات محلية عدة وقفات احتجاجية حول ذلك. ويمكن أن ندرج في نفس الموضوع مسيرات فاتح ماي، فهي بدورها تكون مناسبة للتعبير عن الاحتجاج ورفع مطالب…
 
نقابيو سيدي سليمان في وقفة احتجاجية ضد ما يقع بضيعات السوجيطا والصوديا   

 
احتجاجات عمالية حول ظروف تفويت ضيعات "الصوديا"و"السوجيطا"  
فضلنا عدم الإشارة مطولا إلى وقفات احتجاجية أخرى تمارسها بعض الهيئات، كالجمعية المغربية لحقوق الإنسان، الأكثر ممارسة لهذا الحق، ووقفات "تنسيقية مناهضة الأسعار وتدني الخدمات العمومية" أو وقفات عادية بمناسبة معينة، كما فعل حزب الاتحاد الاشتراكي في ذكرى اغتيال المهدي بنبركة في 29 أكتوبر المنصرم، وكما يساهم أغلب الفاعلين المحليين للتضامن مع فلسطين بمشاركتهم في وقفات أو مسيرات.

الرأي الآخر
موقف هشام حمداني رئس المجلس الحضري لسيدي سليمان من مطالب متضرري الفيضانات والمعطلين.

 
من أجل معرفة الحلول الممكنة لتجنيب سيدي سليمان مخلفات الفيضانات، ذكر للإرسالية هشام حمداني رئيس المجلس البلدي أن هناك دراسة أنجزت بالاشتراك مع السلطة المحلية تقضي بتنقية مجرى النهر وبناء سور على جانبيه داخل المدار الحضري، وهو ما سيكلف 20 مليون درهم، وأضاف أنه طالب ببناء سدود تلية، وتنقية مجاري المياه والسواقي في المنقطة إثر اجتماعه بوكالة حوض سبو… وفي جوابه عن وضعية السكان المتضررين، ذكر أن هناك نوعين من المتضررين، هناك من غمرت منزله الفيضانات بسبب تواجده على ضفة نهر بهت، وهناك من سقط بيته الطيني بفعل غزارة الأمطار، وقال:"السيد العامل عنده مشروع أدرسه معه، هو أن هؤلاء المتضررين سيستفيدون من بقع، وليس هناك تعويضات مالية… الملف درسته وأكملته وأعطيته للسيد العامل، وأنتم تعلمون أن الفيضانات من اختصاص السلطة، وليس من اختصاص المجلس"، وجوابا حول ما يمكن أن يساهم به المجلس البلدي من تجهيزات. قال:"الواد الحار من اختصاص المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، المجلس البلدي يعد الوثائق، وتنازل عن البقعة الأرضية التي أخذتها العمران، هناك سيستفيد المواطنون، ونحن نوفر لهم كافة الوسائل الضرورية من مرافق وإدارات…"
وعن مطالبة المعطلين بمناصب شغل لدى المجلس، ذكر بأنه كمسؤول يجب أن يجد حلا لذلك، إلا أنه ملزم بالقوانين، ولا يتوفر على أي معلومات عن توفر المجلس على مناصب شاغرة، وأنه لم يتلق أي إشعار في ذلك من وزارة الداخلية على حد تعبيره، وأضاف: "الإخوان في جمعية المعطلين يطلبون ما يسمى بالكوطا أو الإدماج المباشر، أنا جلست معهم وناقشت معهم، قلت لهم الإدماج المباشر لم يبق، هناك مذكرة من وزارة الداخلية تقول بضرورة المباراة، وانأ ملزم بتطبيق القانون…"


ياسر اكميرة عضو الحزب الاشتراكي الموحد
لا وجود لإصلاحات جدية بعد الفيضانات
 
ذكر في بداية رده عن سؤال"الإرسالية" حول مخلفات الفيضانات وما سببته من احتجاجات بأن المصالح المعنية لم تأخذ العبرة من فيضانات 2009، و"لم تبادر لوضع حلول لتفادي وقوع الكارثة وتكرار المشكل، بل لجؤوا في أحيان قليلة إلى بعض الإجراءات الجزئية الترقيعية لامتصاص غضب السكان المتضررين، وإطلاق بعض الوعود الكاذبة، وإذا كان المتضررون قاموا باحتجاجات متكررة ومشروعة، فذلك لعدم استفادتهم من أي إجراء جدي، يمكنكم من وضع حد لحالة التشرد والعوز التي يعيشونها، فلم تنجز السلطات أيا من الوعود التي أطلقتها إبان الكارثة، حيث أن المنازل مازالت متهدمة وقد تركها قاطنوها وانتقلوا لأماكن أخرى، كل دبر أموره حسب وسائله الخاصة، بالإضافة إلى أنهم يمنعون حتى من إصلاح بيوتهم المتهدمة، ورغم سماعنا لتخصيص مبالغ كبيرة لإنقاذ منطقة الغرب وترميم بنيتها التحتية، فإننا في الحزب الاشتراكي الموحد نلاحظ غياب أية إصلاحات جدية، فالطرق ما زالت على حالتها وكل ما خربته الفيضانات  لا زال لم يعرف طريقه إلى الإصلاح، باستثناء بعض الترقيعات البسيطة في المعابر الطرقية الأكثر استعمالا. 
ـــــــــــــــــــ
 ـ نشر أغلب ما في هذا الموضوع بجريدة الإرسالية ع1. 
ـ مدونة سيدي سليمان: مستعدون لنشر أي رأي مخالف.

الاثنين، 19 يوليو 2010

لحظة للشعر مع ذ. عبد السلام لعبيسي(*)


لحظة للشعر مع ذ. عبد السلام لعبيسي(*)  
  
ظـــــــــــل
يا وَجْــدَ الغريب فِــيَّ
تجَــــلَّ
أنتَ الآن المدادُ الســيّـــدُ
الوهْـمُ الـــذي أمَـجّـدُه  
وشْــــــــمٌ
إنّ امـرأةً تختـصر حيْـرتَها وشْــمًا
سَفّـرَتْــني لبَعيييدِ البَــــياض
وعـلّمـتـــني بَــوْح الـجـسَــد
إنّ امـرأةً لم يغــمــرْ بَـياضها حِـبْـري
قـدْ تــبعْـثـــرتْ فـــوْضــاي
وانْــشَــلَّ مــن هُــبوب جسَــدها قــبْـر
كــان عــنوانَ رحــيــلي إلــيها
رحِـــيلـــــي إلـــــــــــيَّ 
مُـــــــزارع
شــقائِــقُ الــنّــعْـمــان
دَمُ مُــزارعِ تــحــلّـل تُـــرابًا
روحُـه تـــرفرفُ بـحَـدائِــق النّـسْـيان
تــغـيمُ بِجــفْــن الــرّيــح والمَــطــر 
مَــــمــــرّ
وحيــن تـضيــقُ بعَـــيْــنيَّ كُــلُّ المعَابــر
أُعَـوّدُ جــسْــي عــلى السّـــقـم
حــتى إذا أضــحـت عــيْن الإبــرةِ أرْحَـبَ مِنْ عـيْنيّ
أمُــرُّ
ــــــــــــــــــ
 (*) شاعر من سيدي سليمان

السبت، 17 يوليو 2010

جبايات السوق الأسبوعي وسوق الجملة للخضر والفواكه بسيدي سليمان


جبايات السوق الأسبوعي وسوق الجملة للخضر والفواكه بسيدي سليمان
سلطة الوصاية ترفض صفقة التفويت للمرة الثانية
رئيس المجلس الحضري يطلب تحكيم وزير الداخلية
المعارضة تعتبر استخلاص الواجبات عمل غير قانوني  
مصطفى لمودن 
  
 
سوق الأربعاء الأسبوعي بسيدي سليمان مجرد خلاء يؤمه المتسوقون

عمليات شد الحبل مستمرة بين عدة أطراف حول السوق الأسبوعي الذي ينعقد داخل المدار الحضري كل أربعاء، وحول سوق الجملة للخضر والفواكه المتواجد بحي الليمون، إذا كان هذا السوق الذي يؤمه في الغالب سكان العالم القروي والتجار، رغم أنه فقط عبارة عن خلاء بدون أي مرفق أو بنية مناسبة، ورغم ذلك تفوته الجماعة الحضرية للخواص لاستخلاص الجبايات المختلفة، نفس الشيء بالنسبة لسوق الجملة للخضر والفواكه، وقد كانت تصل سومة التفويت في بعض الأحيان إلى ما يقارب 400 مليون سنتيم، مع إضافة السويقات اليومية التي تجرى داخل المدينة، لكن هذه السنة ومع التشكيلة الجديدة للمجلس الحضري انخفض هذا المدخول بشكل ملفت لم يسبق أن حدث مثيل له، فالصفقة الأولى التي جرت متأخرة في 3 دجنبر 2009، رصا المبلغ على 260 مليون سنتيم، وأعيدت من جديد في 29 يناير 2010، ليستقر المبلغ المفترض أن يحصل عليه المجلس في 180 مليون سنتيم فقط، وقد رفضت سلطة الوصاية ممثلة في والي جهة الغرب الشراردة بني احسن التأشير على ذلك في المرتين معا، لكن رغم ذلك استمر الخواص الذين آلت إليهم الصفقة في استخلاص الواجبات من التجار سواء من السوق الأسبوعي أو من رحبة بيع الخضر والفواكه بالجملة… رئيس المجلس الحضري بسيدي سليمان هشام حمداني راسل وزير الداخلية يطلب تحكيمه في الأمر، وذكر ل» الإرسالية«  أن الصفتين معا تمتا وفق الشروط القانونية، وقال: »الملف في الأول، الصفقة رفضت في يومين، كان لدينا الوقت كي نعيدها… في المرة الثانية بقي عندهم في الولاية لمدة شهرين، يعني أن هذا كان مقصودا، أنا ضد هذه الفكرة، عندما يحضر ممثل السلطة معي هنا ولم يقدم تحفظا، وقد مرت الصفقة بشكل قانوني، انتهى الأمر… وأنا كرئيس ماشي غادي يفرضوا علي الأمر، نحن نحتكم إلى القانون«، وأضاف: »إن عامل سيدي سليمان كتب ملتمسا للوالي يقول فيه أن الصفقة قد تمت، ونلتمس منكم المصادقة، إلا أن مصالح الولاية رفضت هذه الصفقة، وانأ أرى بأن هناك تعسفا، الوالي عنده اختصاصاته، عنده سلطة المراقبة، ولكن أرى أن هناك تعسفا، فرفعت شكاية إلى وزير الداخلية«.
لكن طرفا من المعارضة في المجلس الحضري للمدينة له رأي آخر، فقد وزع مصطفى حموبل وعبد العزيز نجد  » إخبارا« موجه إلى الرأي العام المحلي حصلت » الإرسالية« على نسخة منه، يرى موقعاه بأن استخلاص الواجبات والرسوم الخاصة بالمرفقين المشار إليهما غير قانوني، »الذي يبقى رهين بمصادقة سلطات الوصاية على الصفقة«، ويناشد المستشاران»كافة المسؤولين وعلى رأسهم السيد عامل المدينة باتخاذ الإجراءات اللازمة لإيقاف هذه التجاوزات ووضع حد لها بما يمليه الصالح العام«.  
 
  هشام حمداني رئيس المجلس الحضري بسيدي سليمان
بينما يرى هشام حمداني رئيس المجلس الحضري أن نائل الصفقة قد وضع حصة مالية لدى القابض البلدي كما ينص على ذلك القانون، ولهذا يضيف: »لا يمكن أن أتسلم المال وأقوم باستخلاص الواجبات من السوق، غدا هاد السيد يمشي يطالب بحقو… وأنا كنت ضد هاد التوجه، كنت أقول ما نشدو الفلوس حتى تتم المصادقة.«
 وفي نفس الصدد راسل عبد العزيز نجد وزير الداخلية حول الموضوع، يعتبر في مراسلته التي اطلعت عليها» الإرسالية« أن» الصفة لم تمر في إطار المنافسة المشروعة… ويساند تصرف الوالي بإلغائها، ويطالب ب» التدخل لوضع حد للفساد« واتخاذ المناسب من الإجراءات حسب قوله.
 
سوق تنعدم فيه أبسط التجهيزات، بنايتان متلاشيتان وسطه بدون سقف، للسمك وللحوم، أما رحبة القمح فقد انمحت منذ زمن بعيد!
رغم ما يمكن أن يوفره السوق الأسبوعي من مداخيل،  فالبعض يعتبرونه عالة على المدينة، سواء بمضاره البيئية وسوء تنظيمه والفوضى التي تحدث وزحام المرور…أما سوق الجملة للخضر والفواكه فسكان الحي المجاور له يشتكون باستمرار مما يحدثه لهم من مشاكل، وقبل أسابيع التقت ودادية حي الليمون بعامل الإقليم حول ذلك، وذكر مصدر مطلع أن العمالة تتوفر على ميزانية خاصة لتشييد سوق جديد، لكن لم يتم بعد تحديد المكان المناسب لذلك.
ــــــــــــــــــــــ
 نشر ب"الإرسالية" العدد 1 بتاريخ 18 يوليوز 2010
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
مدونة سيدي سليمان: تضمن المدونة للجميع التعبير عن وجهة نظرهم.