بريد وزان:
1ـ مسيرة من أجل الكرامة والتنمية بوزان
2ـ مستشفى وزان يسبح فوق الماء
محمد حمضي
"العمالة ها هي والتنمية فينا هي"،"وزان جوهرةاقضاوا عليها الشفارة"،"فلوس وزان فين امشات فالمشوي والحفلات"و"الشعب يريد دستور ديمقراطي"…
أزيد من 4000 مواطن ومواطنة ساروا في المسيرة الشعبية الحاشدة التي دعا لها وأطرها المجلس المحلي لدعم حركة 20 فبراير، مرددين العشرات من الشعارات التي تعكس مطالب هذه المدينة المجروحة في عزتها وكرامتها.
يوم الأحد 24 أبريل كسر أبناء وزان الرتابة الجاثمة على المدينة… الحضور الجماهري الاستثنائي ذوب الكليشهات السياسية، وأسقط اليافطات الحزبية، ووحد الحناجر التي بحت منادية بمغرب ديمقراطي حداثي لا مكان فيه للمفسدين ولاقتصاد الريع. وخنق الأنفاس… فند هذا اليوم الذي يصادف ذكرى استشهاد الشاب الاتحادي محمد كرينة سنة 1979 أطروحة الحشرات الانتخابية وخصوم الأمل التي ظلت تردد أنها أحكمت القبضة على الروح النضالية لهذه المدينة… مسيرة أكد شبابها، وشيوخها، ونساؤها، وأطفالها في لحمة ناذرة بأن أنوفهم قد تعافت، وعادت لتستنشقنسيم الأمل في المستقبل، بعد أن لوثت شرذمة من المفسدين فضاءها النقي…".مسيرة ناعمة بكل المقاييس… كل من مشى فيها عاشق لهذا الوطنالذي يعض على مستقبله بالأظافر والنواجد من أجل أن يحجز له مقعدا أبديا بين الكبار بنادي الديمقراطية والحداثة.
ما كادت الساعة السادسة تدق حتى انطلقت المسيرة الشعبية من قلب ميدان الاستقلال الذي تتوسطه المعلمة التاريخية "الماكنة"، التي عطل الفساد عقاربها كعربون على تعطيل زمن وزان، وخربت التطاحنات السياسوية الساقطة محيطها… سارت المسيرة لمدة قاربت الساعتين، وحيث كانت تمر كانت الزغاريد ترتفع من أعلى شرفات المنازل، وكانت تتعزز بالتحاقات جديدة… وما أن وصلت المسيرة إلى باب العمالة حتى عادت حناجر المتظاهرين لتردد بلسان واحد "ارحل"، وهي رسالة مشفرة لمن أراد أن يلتقط الإشارة قبل فوات الأوان.
بنفس النضج، وحس المسؤولية الذي انطلقت به المسيرة وسارت عليه، تفرق المواطنون والمواطنات على أمل اللقاء في فعالية نضالية وفكرية جديدة.
مستشفى وزان يسبح فوق الماء
قاعة العمليات غمرتها المياه
لم تمر الزخات المطرية التي نزلت على مدينة وزان في الأيام الأخيرة، من دون أن تترك بصماتها بادية للعيان حين عرت عن الحالة السيئة التي أضحت عليها العديد من المرافق العمومية.
فقد بلغ إلى علم الجريدة بأن قاعة العمليات الجراحية بمستشفى أبي القاسم الزهراوي قد تحولت إلى مسبح مملوء بمياه الصرف الصحي التي انضافت إلى مياه الأمطار الغزيرة التي تسربت إلى قلبها.
الحالة الكارثية التي أصبحت عليها قاعة العمليات الجراحية، يقول مصدر موثوق عطلت إجراء عملية قيصرية لسيدة كانت في حالة مخاض لتتأجل إلى وقت لاحق، لكون القاعة لم تعد معقمة بعد أن رست داخلها جراثيم حملتها معها السيول المائية.
الواقعة المؤسفة التي وجدت قاعة الجراحة نفسها فيها،لا تشكل إلا نقطة في يم المشاكل التي يسبح فيها هذا المستشفى، الذي يشكل حالة استثناء على الصعيد الوطني. فهذا المرفق العمومي الذي سبق أن استفاد من غلاف مالي بمآت الملايين لترميمه ! لا يتوفر منذ قرابة سنة، على مدير يشرف على تدبير دواليبه، كما يعتبر فقيرا من حيث الموارد البشرية المتخصصة والتجهيزات وأدوات العمل الحديثة. أما ما يحدث بين زواياه وأركانه ودهاليزه من ممارسات مشينة، واستفحال مرعب للرشوة، وتبديد خطير لأدويته، فإن تدخلا مزلزلا من السيدة الوزيرة أصبح يفرض نفسه قبل فوات الأوان.