سلا : الشأن المحلي بين مطرقة فشل التدبير وسندان العزوف الانتخابي.
سلا: عبد الإله عسول
بنفس الأساليب المألوفة، خصوصا الحملات الجماعية لتوزيع أوراق الدعاية، خرجت جل الأحزاب المشاركة للدعاية للوائحها ومرشحيها وذلك في ظل اهتمام ضعيف من لدن المواطنين الذين تدور على السنة غالبيتهم أسئلة من قبيل:
- هل سيسم العزوف مرة أخرى هذه استشارة؟
- هل ستنزل الأموال لاستمالة الناخبين كما جرت العادة من محترفي الانتخابات؟
- هل ستملأ اللوائح بأسماء نكرة لا دراية لها بتدبير الشأن المحلي؟
ومع مرور الأيام تتزايد حمى ووثيرة الحملة درجة درجة، وتبدأ الخروقات تسجل هنا وهناك ، وفيما يلي نظرة عما يحدث خلال الحملات دوائر سلا:
- ارتفعت وثيرة الحملات الانتخابية بسلا دون أن تحتد، ففي كل دائرة تناسلت الدكاكين الانتخابية، كما توجهت عدد من اللوائح إلى الاستعانة بخدمات، في الغالب مؤدى عنها ، لفئات من النساء والشباب .
ولجأ العديد من المرشحين إلى الخرجات الجماعية والتي تأخذ أحيانا شكل مسيرات كبيرة مثل تلك التي نظمها حزب الميزان بدائرة لمريسة، وشارك فيها الوزير نزار بركة عن حزب الاستقلال.
من جهة أخرى نزل أمين عام حزب التقدم والاشتراكية إسماعيل العلوي لإسناد اللائحة المشتركة لحزبي التقدم والاشتراكية والاشتراكي الموحد بالمريسة ، حيث لوحظ وهو يتقدم بالسلام على رواد العديد من المقاهي ويسلمهم لائحة الحزب.
ونظم حزب المصباح تجمعا خطابيا بسوق الكلب، تميز بإلقاء كلمة كل من جامع المعتصم وكيل لائحة حزب العدالة والتنيمة بتابريكت وعضوة أمانة الحزب المصلي، حيث تم الحديث عن حصيلة مستشاري الحزب بالمدينة، وعن واقع المرأة السلاوية المزري حسب ما ذكر.
وفيما يخص مجال الخروقات، فلقد تقدم وكلاء عدد من الاحزاب بدائرة تابريكت بشكاية ضد العمدة السابق السنتيسي حول استغلاله لموظفي الجماعة في الحملة، من خلال دعوتهم لحضور اللقاء الذي نظم بقرية الفنون الجميلة التي يمتلكها، وهو ما نفاه هذا الأخير.
وبالعيايدة شوهدت بعض سيارات الأجرة الكبيرة وهي تحمل على نافذتها الخلفية رموز التراكتور ما اعتبره بعض المنافسين خرقا لميثاق الحملة، كما تحدثت مصادر عن استماع الدرك الملكي لوكيل الكتاب ببوقنادل على إثر شكاية تقدم بها منافسه من حزب الجرار، وفي اتصال بالوكيل المعني افاد بأنها شكاية كاذبة وخاوية، تبين مدى اهتزاز نفسية المنافس المعني حسب قوله.
- كما تعرض وكيل لائحة الحمامة بالمريسة لحملة إعلامية ، أثارت ما اعتبرته، خروقات انتخابية قام بها المعني، وأخرى متعلقة بمنحه رخصا تقدر بالمئات للاصلاح والترميم والبناء أثناء فترة تسييره لمقاطعة المريسة دون احترام رأي الوكالة الحضرية.
- من ناحية أخرى لم يتمكن تحالف اليسار من الدخول إلى الانتخابات بلوائح مشتركة ولو في دائرة واحدة من دوائر المدينة الخمسة، بالرغم من وجود عدد كاف من المرشحين على الأقل في بطانة وتابريكت، والسبب راجع في الغالب إلى الخلاف على الترتيب ليس إلا.
+ تقسيم إداري جديد: تميز الإعداد للاستشارة الانتخابية المقبلة بإحداث تغيير في التركيبة الجغرافية والإدارية لجماعة بوقنادل القروية، والتي تم تقسيمها إلى بلدية بوقنادل والتي تخلصت من كل مناطق الفقر والتهميش لصالح الجماعة القروية لعامر، وبالمقابل احتفظت بعدد من المقومات؛ مقر الجماعة، مركز صحي، طرق معبدة، قيادة، دار شباب، أوراش استثمارية لفائدة شركة الضحى العقارية والتي حصلت على المئات من الهكتارات بعد نزع ملكيتها من الجماعات السلالية لأولاد اسبيطة والحنشة…
تحديات تواجه تدبير الشأن المحلي:
تميزت فترة التجربة الجماعية السابقة، بأغلبيتها التي تفككت مؤخرا، والمشكلة أساسا من التجمع الوطني للأحرار، الحركة الشعبية والعدالة والتنمية، بتبني "مخطط التأهيل الحضري " للسنوات مابين 2005 و2009، بغلاف مالي بلغ مليار و500 مليون درهم (انظر المحاور الكبرى لهذا المخطط بزاوية اخرى).
وتضاربت الآراء حول نسبة إنجاز الأوراش المتضمنة في هذا المخطط بين المعارضة التي تقول أنها كانت دون مستوى الانتظارات والأهداف المعلنة، والعمدة المنتهية ولايته الذي يدافع عن حصيلته.
وباستثناء تقوية الطرق وانجاز بعض المنشآت الرياضية وتهيئة بعض الحدائق، وتفويت مجال النظافة، فإننا لا نلمس أي تقدم فيما يخص "تنظيم الباعة المتجولين "، وفي موضوع "أزمة المقابر" التي استفحلت في السنة الأخيرة، كما سجلت مظاهر النقص في مجالات الصحة والتعليم وخلق فرص الشغل (انظر تفصيلات أخرى في ركن آخر)
والسؤال المطروح: هل ستفرز محطة 12 يونيو نخبا مؤهلة لمقاربة تدبير الشأن المحلي بمخططات تنموية قادرة على معالجة الاختلالات السابقة الذكر والتي تعاني منها ساكنة المدينة والأحواز، بروح من النزاهة والكفاءة والدفاع الحقيقي عن الصالح العام ؟ ذلك ما ستجيب عنه صناديق الاقتراع.
أوراش لا زالت مفتوحة وانتظارات كثيرة
- مشروع "تهيئة ضفتي أبي رقراق":لازال هذا المشروع الكبير والضخم في مرحلته الأولى المتعلقة بانجاز الشطر الأول، حيث تقام الأشغال الخاصة بوضع مسار السكة الحديدية للترامواي وكذلك الاشطر الأولى لتهيئة ضفتي الوادي (باب البحر).
من جهة اخرى فغن هذا المشروع خلق رجة كبيرة في أوساط الساكنة ومنتخبيها، وبالتحديد في موضوع "نزع ملكية الأراضي التي سيضمها ".
- التأهيل الحضري لمدينة سلا: برنامج يمتد خلال الفترة 2005 إلى 2009، ويشمل العديد من المحاور الكبرى :
+ التجهيزات الأساسية؛طرق، مدارات، إنارة عمومية، تشوير.
+ بنايات القرب؛ دور الشباب، النوادي النسوية، مركبات اجتماعية
+ تجهيزات ثقافية ورياضية.
+ تجهيزات ذات مردودية؛ أسواق الجملة، مناطق للأنشطة الاقتصادية، مشاتل للمقاولين الشباب
+ إعادة تأهيل المدينة العتيقة.
+ المناطق الخضراء والمساحات.
+ التطهير الصلب.
- التركيبة المالية للمشروع :1مليار و500 مليون درهم بمساهمة:
- المديرية العامة للجماعات المحلية 250 مليون درهم.
- صندوق التجهيز الجماعي 350 مليون درهم.
- الجماعة الحضرية لسلا 500 ميون درهم.
-شركاء آخرون 400 مليون درهم.
وكما أشرنا لذلك يبقى التضارب بين المعارضة والعمدة حول نسبة انجاز هذا البرنامج، لكن هناك ملاحظة موضوعية وهو برمجة عدد من الأوراش الخاصة ببرنامج التأهيل بتوقيت قريب من محطة 12 يونيو.
أهم المجالات التي تعاني من الخصاص:
+منها بالأساس مجال "الصحة ".حيث أن مستشفى مولاي عبدالله أصبح لا يؤمن خدمات صحية مقبولة حتى لانقول جيدة، وذلك لكونه يفتقر إلى الموارد البشرية والوسائل اللازمة من أدوية كافية وأجهزة الكشف بالصدى الخ. ويعيش قسم المستعجلات أوضاعا مزرية تتطلب تدخلا عاجلا .
وفي هذا المجال، أكدت مصادر من مجلس العمالة والمدينة أن هناك مشروع "بناء مستشفى جامعي" ستحتضنه مقاطعة احصين، لكن هذا الموضوع لم تتحدد معالمه على ٍرض الواقع.
+ كما أن قطاع التعليم بدوره يعاني من الاكتظاظ والخصاص في البنية التحتية والموارد البشرية، وتعاني الساكنة بالأحياء الهامشية و بالاحواز من ارتفاع نسبة الهدر المدرسي، بسب قلة الداخليات ومؤسسات التعليم الاعدادي والثانوي (نموذج ساكنة بنعويش والبراهمة).
+ مجال التشغيل، يسجل تقلصا فظيعا في فرص الشغل، حيث أن أكبر حي صناعي بالمدينة (حي الرحمة) يشهد موجة إغلاقات للوحدات الصناعية، ما أدى إلى ارتفاع البطالة، وتنامي التجارة غير المهيكلة، وبالتالي انتشار الباعة المتجولين، مع ما يتبع ذلك من فوضى واجرام، في غياب أي مخطط لإحداث أسواق نموذجية لتنظيم هؤلاء (وهناك نماذج كثيرة بالقرية، حي الانبعاث، شارع ابن اهيثم، العيايدة.. )
+ مشكل النقل: لقد عرف هذا الملف العديد من المشاكل والتي وصلت إلى حد المواجهات الدامية بين أرباب شركات النقل الحضري، في إطار المنافسة الشرسة على عدد من الخطوط، وتأمل الساكنة بالتجمع الحضري الرباط، سلا، تمارة، إن يشكل رسو صفقة تدبير النقل الحضري على المستفيدين المعنيين وعلى رأسهم "فيوليا" تحسينا لهذه الخدمة الحيوية سواء داخل المدن أو ما بينها.
+ من بين المجالات التي تعرف الخصاص هناك موضوع سوق الجملة للخضر والفواكه والمجزرة والمحطة الطرقية وكلها تحتاج إلى إعادة التأهيل.
+ السكن الاقتصادي : إن النقص الحاصل في هذا الباب مرده إلى تنامي المضاربات العقارية وتقلص الوعاء العقاري بفعل عدد من التفويتات للاراضي حصلت عليها شركات خاصة، كما أن مشروع "سيدي عبدالله " لازال يراوح مكانه بعد عشرات السنين من انطلاقه، بالإضافة إلى المشاكل التي تعرفها عملية القضاء على التجمعات الصفيحية والتي تطرح صعوبات جمة.
تلك كانت إطلالة على بعض المنجزات ومجالات الخصاص بمدينة سلا والتي تستدعي القطع مع التجارب السابقة في تدبير الشأن المحلي. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.