الثلاثاء، 18 مارس 2008

أحزاب تجمع اليسار الديموقراطي تدعو لوقفة قصد مساندة التعليم العمومي


أحزاب تجمع اليسار الديموقراطي تدعو لوقفة قصد مساندة التعليم العمومي 
    نص البيان و الكلمة التأطيرية للوقفات الاحتجاجية التي ينظمها تجمع اليسار الديمقراطي دفاعا عن المدرسة العمومية
 
     دعت الأحزاب المكونة لتجمع اليسار الديمقراطي إلى وقفة احتجاجية بالرباط يوم الخميس 27 مارس على الساعة الخامسة مساء*، أمام مقر مجلس النواب في إطار عدم الرضا على الوضعية الصعبة التي يمر منها قطاع التعليم العمومي بالمغرب، والمحاولات القائمة من أجل ضرب مجانية التعليم، وضعف مستواه عموما من حيث الجودة والتعميم والإلزامية… وهو ما تأكد مؤخرا من خلال تقرير البنك العالمي الذي وضع التعليم المغربي في مرتبة متدنية بالمقارنة مع الدول العربية…
 
  وقد أصدر تجمع اليسار الديمقراطي المكون من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والحزب الاشتراكي الموحد وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي وحزب النهج الديمقراطي نداء في الموضوع، كما حصلنا على نص الكلمة التأطيريةللوقفة الاحتجاجية التي ستتلى على الحضور وتبت عبر وسائل الإعلام، ندرجهما معا تعميما للفائدة.
وتجدر الإشارة أن الأحزاب المعنية بالدعوة لهذه الوقفة محسوبة على اليسار، وقد شاركت ضمن تحالف انتخابي موحد في الانتخابات البرلمانية الأخيرة( 6 شتنبر 2007) برمز الرسالة  باستثناء حزب النهج الديمقراطي الذي لم يشارك في أي انتخابات وفق اختياره الخاص، غير أنها (أي الأحزاب الثلاث الأخرى )لم تحصل على نتائج مهمة، ولم تستطع تكوين فريق برلماني، ولم تحصل على نسبة 5 % من الأصوات الانتخابية مما حرمها من التمويل العمومي، ونعتقد أن ذلك يرجع للصعوبة التي أصبحت عليها الانتخابات في المغرب، خاصة استعمال المال لشراء الأصوات، ومقاطعة عدد من الشرائح الاجتماعية لهذه الانتخابات بسبب عدم مصداقيتها وضعف نتائجها على تحسين مستوى عيش المواطنين، بالإضافة إلى مشاكل ذاتية تخص هذه الأحزاب من حيث القدرة على التواصل وتبسيط الخطاب…وقد عرف بعضها هزات داخلية من ذلك استقالة محمد الساسي من عضوية المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد، في سابقة من نوعها حيث اعترف بعدم قدرته على الحصول على مقعد في مجلس النواب، ومنذ ذلك الوقت دخل هذا الحزب فيما يشبه السبات،  أما حزب المؤتمر الوطني الاتحادي فيعول على امتداده فيما تبقى من المركزية النقابية الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، بعد الانشقاقات المتوالية التي عرفتها، وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي ظهر أنه غير متعود على الانتخابات، ولم يحصل الكاتب العام لنفس الحزب أحمد بنجلون سوى على 666 صوتا بإحدى دوائر الرباط، وقد دخل في تنافس مع محمد الساسي المسؤول الثاني في الحزب الاشتراكي الموحد، رغم أن كلا الحزبين في نفس التحالف الانتخابي! لقد كان يقاطع حزب الطليعة الانتخابات منذ حصوله على الاعتراف القانوني سنة 1983، إثر خلاف مع الحزب الأم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ( رغم أن قياديين من الحزب يعترضون على هذا التوصيف ويعتبرون أن هيئتهم هي الأم)…فهل سيكون هذا الاحتجاج بداية للتحرك من جديد في ارتباط مع هموم الشارع، وقد خبرت هذه الأحزاب ذلك نسبيا من خلال تنسيقيات مناهضة الأسعار وتدني الخدمات العمومية، حيث يتواجد مناضلوها بكثافة داخل هذه التنسيقيات، علما أن أصوات هذه الأحزاب عير مسموع في " منبر" مجلس النواب لاعتبارات تعود للقانون الداخلي للمجلس، إذ لا يتم الإقرار بصلاحيات ذات دور لأقليات من أجل التعبير عن وجهة النظر من خلال تشكيل لجان التقصي مثلا، أو إعطاء الفرص الكافية لطرح الأسئلة المباشرة…
ولا يتوفر تجمع اليسار الديمقراطي على صوت إعلامي مسموع، في إطار تراجع الإعلام الحزبي عموما، وعدم توفر هذه الأحزاب على جرائد فقد توقفت جريدة " اليسار الموحد" التي كانت تابعة للحزب الاشتراكي الموحد بسبب ضائقة مالية وسوء التسيير، ويتوفر حزب النهج على أسبوعية بنفس الاسم، لكننا لا نستطيع تحديد مستوى انتشارها.
       مصطفى لمودن
 
نـــــــــــداء
 
 
أيتها الجماهير الشعبية
يدعوكم تجمع اليسار الديموقراطي(حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي- الحزب الاشتراكي الموحد-حزب المؤتمر الوطني الاتحادي-حزب النهج الديموقراطي) إلى المشاركة المكثفة والفعالة في الوقفة التي ينظمها تحت شعار :
 
          لا لضرب مجانية التعليم نعم لتعليم عمومي مجاني وجيد للجميع
وذلك يوم الخميس27 مارس2008 على الساعة الخامسة مساء أمام   مقرالبرلمان
للاحتجاج على:
  1-التدهور الخطير الذي آل إليه التعليم العمومي ببلادنا نتيجة السياسة اللاشعبية للحكومات المتعاقبة
  2–التخطيط لتحويل التعليم إلى سلعة تنفيذا لتوصيات المؤسسات الرأسمالية الدولية
  3-غياب التكوين المستمر والإجراءات التحفيزية للشغيلة التعليمية
  4-تفاقم ظاهرة الاكتظاظ في الحجرات  والهذر المدرسي
  5-النقص المهول في أطر التدريس والإدارة التربوية
  6- تردي البنيات التحتية للمؤسسات التعليمية
  7-تهميش الفكر العقلاني النقدي في المناهج والمقررات الدراسية
 
ــــــــــــــــــــــــــــ
الكلمة التأطيرية للوقفات الاحتجاجية التي ينظمها تجمع اليسار الديمقراطي دفاعا عن المدرسة العمومية
ـــــــــــــــــــــــــــ
تجمع اليسار الديمقراطي:  
اللجنة الوطنية لقطاع التعليم
الكلمة التأطيرية للوقفات الاحتجاجية التي ينظمها تجمع اليسار الديمقراطي دفاعا عن المدرسة العمومية يوم الخميس 27 مارس 2008 على الساعة السادسة والنصف بعد الزوال
  

أيتها المواطنات، أيها المواطنون،
    لم يعد خافيا على أحد مستوى التدهور المخيف الذي وصل إليه التعليم العمومي ببلادنا جراء تملص الدولة من التزاماتها تجاه المرفق العمومي بصفة عامة وقطاع التعليم بصفة خاصة، هذا القطاع الاجتماعي الحيوي بالنسبة لمستقبل شعبنا وبلدنا، الشيء الذي يتجلى في المزيد من تردي الخدمات التعليمية.
هكذا أصبحت المؤسسات التعليمية بمختلف الأسلاك تعاني من غياب أبسط التجهيزات البيداغوجية والمخبرية والرياضية وحتى بنيات تحتية بسيطة ضرورية مثل الماء والكهرباء والمراحيض والملاعب الرياضية ومن نقص فادح في الأطر الإدارية والتربوية وغياب تام للتكوين المستمر وتجميد الأجور بالنسبة للعاملين بقطاع التعليم ومن مظاهر الاكتظاظ الذي وصل مستويات خيالية ودمج مستويات مختلفة في نفس القسم.ويعاني تعليمنا من استمرار مظاهر الهدر المدرسي ناهيك عن تدني مستوى التمدرس حيث أزيد من مليوني طفل في سن التمدرس خارج المدرسة مما يساهم في تفشي الأمية. ولازال تعليمنا عمليا سجين المنظور التقليدي ويعمل على تهميش الفكر النقدي والتحرري.
مقابل ذلك ينمو قطاع التعليم الخصوصي كالسرطان في ظل غياب أية مراقبة فعلية ومقدما خدمات مشكوك في جودتها، علما أن هذا النمو المتسارع يتم كذلك عبر استغلال بشع لعشرات الآلاف من العاملين بهذا القطاع يحرمون في الغالب من أبسط حقوقهم في الأجر العادل والضمان الاجتماعي وغيرها وكذلك عبر استنزاف أطر التدريس بالقطاع العمومي مما يؤدي إلى المزيد من تخريب هذا الأخير.
إن هذه الوضعية هي التي ساهمت في ترتيب المغرب هذه السنة في الرتبة 126 في سلم التنمية البشرية وجعلته يحتل مؤخرة الترتيب بين بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط فيما يتعلق بجودة الخدمات التعليمية حسب التقرير الأخير للبنك العالمي.
غير أن البنك العالمي مرة أخرى لا يتحدث عن مسؤوليته هو ومسؤولية الطبقات السائدة على ما وصلت إليه الأمور ويتناسى تقريره الشهير لسنة 1995 والميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي وصل بدوره إلى الباب المسدود.
وبدل تقديم الحساب للشعب المغربي وقواه الحية نراهم يهربون إلى الأمام ويقفزون نحو المجهول ويخططون لإجراءات لا شعبية أخرى تتعلق بضرب صريح لما تبقى من مجانية التعليم مع الإصرار على المزيد من تشجيع القطاع الخاص من خلال الإعفاءات الضريبية وإجراءات تحفيزية مختلفة حيث وصل الأمر إلى محاولة بيع مؤسسات عمومية وتفويتها للخواص !
أيتها المواطنات، أيها المواطنون،
لهذه الأسباب، وحيث أن قضية الدفاع عن المدرسة العمومية هي مسؤولية الجميع، فان تجمع اليسار الديمقراطي الذي يضم كلا من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والنهج الديمقراطي وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي والحزب الاشتراكي الموحد، يدعوكم إلى المشاركة المكثفة في الوقفات الاحتجاجية التي ينظمها يوم الخميس 27 مارس 2008 على الساعة السادسة والنصف بعد الزوال (18
h30) تحت شعار "لا لضرب مجانية التعليم نعم لتعليم عمومي مجاني وجيد للجميع".
كما يدعو النقابات والمنظمات الحقوقية والتنسيقيات ضد الغلاء وتدهور الخدمات العمومية وجمعيات وآباء وأمهات وأولياء التلاميذ والجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب ومجموعات المعطلين الأخرى وكل المنظمات المدنية الديمقراطية إلى دعم هذه المعركة وغيرها من الخطوات النضالية.
 *ملحوظة:(هناك تضارب بين البيان والكلمة التأطيرية فيما يخص التوقيت، الأول يذكر الخامسة مساء والثانية السادسة والنصف)

الاثنين، 17 مارس 2008

الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تكوين الأعضاء في مجال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية


                  الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
  تكوين الأعضاء في مجال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية
نظمت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان يومين تكوينين حول " الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية" لفائدة ممثلي فروع جهة القنيطرة، تحث إشراف المكتب المركزي ومكتب فرع الجهة وتأطير عدد من فعاليات الجمعية، وذلك بالمهدية يومي السبت والأحد 15 و 16 مارس 2008، يندرج ذلك في إطار اهتمام الجمعية م.ح.إ. بحقوق الإنسان في شموليتها، وما مدى التزام الدولة بتعهداتها أمام المنتظم الدولي، خاصة ما يلزمه " العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية" من ضمانات وحقوق تكفلها الدولة لصالح كافة مواطنيها. وما يقتضيه العمل التطوعي الحقوقي من مراقبة ذلك والمطالبة بتوفيره لدى الدوائر الحكومية المسؤولة، والتنديد بكل التجاوزات والانتهاكات التي تمس تلك الحقوق، لهذا حضر 35 ناشطا وناشطة في المجال الحقوقي يمثلون ثماني فروع الجهة، وهي: الرباط ـ سلا ـ تمارة ـ القنيطرة ـ الخميسات ـ تيفلت ـ سيدي قاسم ـ سيدي سليمان. 
dsc006
أغلب الحاضرين الممثلين لفروع جهة القنيطرة
بعدما أكملت الجمعية م.ح.إ. البرنامج المسطر الذي همّ ثماني جهات تشمل كل التراب الوطني، حيث استفاد بشكل مباشر ما يفوق 350 عضو وعضوة من هذه الورشات التكوينية حسب رضوان التجاني عضو الجمعية م.ح.إ. وأحد المؤطرين لليومين التكوينين، وقد أشرف رضوان التجاني في اليوم الأول على دراسة مواد العهد الدولي "للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية"، بعد الاستماع لعرضه الأولي، انقسم المشاركون على ثلاث ورشات فرعية، تكلفت الأولى بدراسة طبيعة هذه الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والثانية انصب اهتمامها على تحديد مسؤولية الدولة في إعمال هذه الحقوق، والثالثة توقفت على الآليات الدولية لحماية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. 
dsc006
رضوان التجاني مشرف عام على اليومين التكوينيين ومؤطر النشاط الأول حول دراسة العهد الدولي
 
في المساء قدمت الفروع الحاضرة تجاربها الخاصة في معالجة الانتهاكات الخاصة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وقد كانت جلسة مفيدة، حيث تم إطلاع المشاركين على كيفية اشتغال كل فرع، ونوعية الخروقات المسجلة والإمكانيات المتاحة لكل فرع ( سنعود بالتفصيل إلى ذلك في ورقة لاحقة)، كان هذا النشاط من تسيير خديجة عيناني. 
dsc005
خديجة عيناني في تأطير فقرة الاستماع لتجارب الفروع
 
استمع الحضور في اليوم الثاني لعرض حول " الحق في الصحة" من تقديم عزيز غالي، وتم الوقوف فيه على مختلف الاختلالات التي يعرفها القطاع الصحي من خلال أرقام وإحصائيات.
dsc006
عزيز غالي يقدم عرضه حول اختلالات الصحة بالمغرب
كما قام محمد موسوي بتنشيط عرض تفاعلي شارك فيه الحاضرون حول " الحق في السكن" من خلال محاولة الإجابة عن ثلاث أسئلة محورية، هي: أي نوع من الحقوق يمثله السكن؟ ولماذا الاهتمام بالحق في السكن؟ وما هي مواصفات السكن اللائق؟ 
dsc006 
محمد موسوي قدم عرضا تفاعليا أشرك فيه الحاضرين بمنهجية متميزة
بعد تلقي مختلف الأجوبة ومناقشتها تكونت ثلاث لجان، الأولى لتعد تقريرا تركيبيا حول مجمل أنشطة يوم السبت، والثانية لتضع " تصميما" حول السكن المناسب في علاقته بساكنيه وبمحيطه، أما الورشة الثالثة فتكلفت بوضع تقييم حول خرق للحقوق الخاصة بالسكن، من خلال قصاصة صحفية منشورة بإحدى الجرائد الوطنية، إذ تطرقت لتعرض سكان أحد الأحياء لهدم منازلهم وترحيلهم لجهة أخرى، وتأكد من خلال المقارنة مع نصوص العهد الدولي حصول عدة خروقات.  
 
dsc006
جانب من الحضور أثناء تقديم أحد المحاور
    وبذلك ختمت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان دوراتها التكوينية في موضوع الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على الصعيد الوطني، لتبقى  المسؤولية ملقاة على الفروع لتفعيل ما انبثق عن ذلك من توصيات، ونقلها إلى العمل الميداني رغم كل الصعوبات والعراقيل التي يعانيها العمل الحقوقي في عدد من الفروع، سواء من ضعف الإمكانيات وقلة الأطر المتطوعة كما تأكد من ملتقى المهدية نفسه، دون إغفال المركز في مزيد من المتابعة والتأطير، كما لا يفوت تسجيل ارتياح الحاضرين لمستوى التأطير ونوعية الاستفادة عموما من خلال اليومين التكونيين، وخلق علاقات تعارف إنساني بين عدد من ممثلي الفروع. 
                      مصطفى لمودن 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إضافة: اعتبر مركز استكمال التكوين التابع لوزارة الفلاحة فضاء مناسبا للمناقشة والتحاور والدراسة، فبالإضافة إلى تجهيزاته المناسبة فهو في مكان هاديء بين البحر والغابة 120578
 
 719dsc 
 شاطيء المهدية الواسع
 dsc005
خلف مركز التكوين غابة مخضرة
dsc005
قصبة المهدية التاريخية
ــــــــــــــــــــــــــــ
إشارة: لنا عودة بالتفصيل لليومين التكوينيين في وقت لاحق مع عرض كافة الصور.

السبت، 15 مارس 2008

قصة: لكل لعبة قانون


قصة:    
لكل لعبة قانون
 
 
منذ قرّرْنا نـحْن أطفال حيّ الرحمة تكوينَ فريقٍ لِكرة القدَم ونـحْن نُجري مقابلاتٍ حماسيةً في الملعب المجاور لحيّنا، ننتظر بشغف حلول يوم العطلة الأسبوعي، أو أي عطلة أخرى… بعد الانتهاء من كل الواجبات الدراسية وبعض الأعمال الأخرى التي يقوم بها بعضُنا لصالح الأسر… نُسرع جميعا إلى الأرض الخلاء المجاورة للحي، نُعَينّ ُمكان المرمى بأحجارٍ بارزة، نُقسّم العددَ الحاضر منّا إلى فرقينْ ِونَشرَعُ في التنافُس إلى أن نُـحسّ بالعياء قَدْ هَدّ أجسادنا الصغيرةَ، نَعْتبرُ ذلك تدريبا شاقّا اسْتعدادًا لكل تنافُسٍ مُــحْتمَلٍ مع فِرَقِ المدينة، رغم التّعَبِ لا نرْغَبُ في ترك المكان والكرة…
 
قلتُ الكرةَ؟ 
 
هل تعرفون كيف حصّلْنا على كرة؟ 
 
اقْتنَيْناها بالتّشارك فيما بيننا، كلّ طفل له رغبة في اللعب أحضر بضعة دراهم، وهكذا اقتنينا كرةً نَـمْلكها جميعُنا، نَلْعب بها كلُّنا، اتّفقْنا أن نستعملها بَعْدَ حُضور أغْلبِ أعضاءِ الفريق المُشاركِ في أيّ موْعد نتّفِق عليه.
 
آخِرُ كرةٍ اقْتنيْناها لم تَدُمْ طويلا، فقد تـمزّقت من كثْرة الرَّكْل والرّفس، بَقينا بدون كرة. في صَبيحةِ يوْمِ العُطلة الأسبوعيّ حَضَر إلى حيّنا أطفالٌ من حيّ الوحْدة المجاوِر، بدوْرهم كوّنوا فريقا يلْعب كرةَ القدم، كُلّ فرَق الأحْياء بالمدينة تَـهابُنا، لدينا فريقٌ قويٌّ، ولاعبون مَهرَةٌ… كلما لعبنا مع فريق نَنْتصرُ عليه.
 
عَلِمَ أطفال حيّ الوحدة المجاور لِـحيّنا أنّنا أصْبحْنا بدون كرةٍ، ولم نجمعْ بَعْدُ نقودا لشراء أخْرى، عَرضُوا عليْنا أنْ نَلْعب معهم، أن نُـجْري معهم مقابلةً في كرة القدم، وذلك في الملعب المجاوِر لـحيّنا، لكنّهم اقترحوا علينا شروطا غايةً في الغَرابَة…
 
بما أنهم يعرفون قُوّتنا، وهم مُتيَقّنون مُسْبَقًا أنَّ مرماهم ستدخُلُه الكرةُ عِدّةَ مرّات، وبما أنّــهم يتوفرون على كرة ونـحن لا نتوفر عليها، فقدِ اعْتقدوا أنفُسَهم في موْقعِ قُوّةٍ ليَفْرضوا عليْنا ما يريدون، حتى يـحقّقوا نصْرا على فريقنا، كَمْ تَـمنّوا أن يَنالوه، سيَظلّون يفْتخرون به طول الوقْت.
 
فماذا اقترحوا؟ 
 
لقدِ اقترحوا أن يُغيّـروا قانون لُعبةِ كرة القدم لصالـحهم، حيْث من حقهم لَـمْسُ الكرةَ باليد وحَـمْلها والجريُ بها! ونحن لا يَـحقّ لنا ذلك، ليس من حقّ حارسِ مرمانا اعتراضُ الكرة بيده! يُعيّنون حَكَمًا مِنْ اختيارهم! إذا أخْرجوا الكرةَ مِنَ الملعب يُـمْكنهم تسلّمها مِن جديد! أما نحن فنردها لهم!…
 
قالوا هذا والكرةُ بين ذِراعَيْ أحدِهم، يُشيرون إليها ويعتبرونها أداةَ قُوّتهم…
 
مِن جانبا رفضنا كل هذه الاقتراحات، قلنا لهم أن للعبة قانونا عالميا يجب أن يـحْترمه الجميع، لا يمكن أن نلعب معكم دون قانون عادل، يحترمه الجميع ويوافق عليه الجميع، قلنا لهم كذلك أن ما تقترحونه يسمى قانون الغاب، كأننا في غابة تسكنها الوحوش، القويّ فيها يفرض قانونه على الضعفاء، ليفعل بهم ما يريد، هذا ليس عدلا، لا يمكن أن نلعب معكم بهذه الطريقة…
 
ارتفعت الأصوات من الجانبين، كَثُرَ اللّغط، بدأ يطل بعض الكبار من نوافذ منازلهم، لقد تحول حوارنا إلى ضجيج يزعج، لم يعد حوارا بل خصاما…
 
هل سنتحول من فريقين يريدان لَعب كرة القدم إلى ما يُشبه جيشين متناحريْن؟
 
وإذا بأستاذنا إدريس يـمرّ بـجانبنا، لفت انتباهه صياحُنا وتدافُعنا، اقترب منا، هَدَأْنَا جميعُنا، كلّنا نعرفه حتى أطفالُ حي الوحدة، منهم من يتعلم عنده بالمدرسة القريبة، أو سبق أن درّسه، أو على الأقل يعرفه، فهو مدرس يحترمه الجميع…
 
كدنا نتفرّق كل واحدٍ إلى حال سبيله، لكنه استوْقفنا فاستجبنا جميعا لأمره، حكيْنا له عن سبب إثارة صخبنا الذي أثار انتباه الكبار من داخل منازلهم.
 
فقال: ـ إن لكل لعبة قانَونها الذي يجب أن يعمل بمقتضاه الجميع، ولا يكون أيّ قانون عادلا، ويحترمه الجميع، إلا إذا تـمّتِ الموافقةُ عليه من طرف الكل، ولا يحس أي طرف أنه متضررٌ عُنْوَةً مِن وضْع هذا القانون، إلا مَن أصرّ على مُـخالفته، حينها يكون قد وَضَعَ نفسَه في موْقع من يجب أن ينال عِقابا حسب نوع المخالفة… كلّكم تعرفون رَكلةَ الجزاء، إنها عقوبة ضد الفريق الذي ارتكب خطأ فادحا أمام مرماه، أو منع بطريقة غير قانونية خصمه من تسجيل هدف. 
 
أما رغبة أطفال حي الوحدة في الانتصار حسب قوله، فذلك يقتضي شيءً آخر، وهو الاستعداد والتدريب، وإجراء مقابلات متعددة حتى يقع الانسجام بين جميع عناصر الفريق، وبعدها يُـمْكنكم أن تنتصروا، ويكون لانتصاركم طعمٌ صادقٌ، بِدون غِشّ أو إكراهِ الخصْم بالقوة غير المشروعة على الانهزام، إن ذلك لن يسمى انتصارا حقيقيا، وإذا كانت الكرة الآن تعود لملكيتكم ـ وهو يتوجه بالحديث إلى أطفال حي الوحدة ـ ففي وقت لاحق ستتمزق بدورها، وتصبحون أنتم كذلك بدون كرة، حينها قد يكون فريق الرحمة قد توفر على كرة جديدة، يمكنهم بعدها أن يشركوكم معهم في اللعب، على أي لن ينسوا معروفكم تـجاههم، لكن عليكم جميعُكم ألاّ تنسوا مراجعة دروسكم…
 
      أنْصتنا باهتمام لحديث الأستاذ، وقد اقتنع كل الأطفال بما قال، وبذلك عرفنا أن القانون العادل حينما يوضع يجب أن يحترمه الجميع، ولا يتم تغيير بنوده إلا باتفاق الجميع…
      غادَرَنا الأستاذُ بعدما اختار لنا من بين الأطفال حَكَمًا يُشْهَد له بالصّدق والأمانة والاطّلاع على قانون لعبة كرة القدم.
                          مصطفى لمودن




ملحوظة: إن أي إبداع كيفما كان مستواه، هو نتيجة جهد مضن من طرف منتجه، على الأقل يجب الحفاظ على حقوقه في نسب كل إبداع إلى صاحبه.

رجاء: أتمنى أن يشاركني هذا الركن الخاص بالطفولة رسام يوشح النصوص برسوماته، ويوقعها باسمه طبعا خدمة للطفولة.

تَكفيه سُبُلُ المَجدِ للعَطشِ الأخير


           تَكفيه سُبُلُ المَجدِ للعَطشِ الأخير 
      « وَلِي مَنْطِقٌ لمْ يرضَ لِي كُنْهَ مَنْزلِي 
                                      عَلى أنّني بيْنَ السِّمَاكَيْن نازِلُ»
                          ـ المَعرّي ـ 
                     
 
                    dsc005
             شعر: الأستاذ جواد المومني ٭ 
   ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 كما أن للرحيل عُثورًا آخرَ، سأقِيمُ
 ـ مُتناقِضًا ـ بيْن فَلاةِ الفَصْمِ
 وشَتْلاتِ المُهمّش
 كما أن للمُرّ حَلاوةَ الحُلُمِ
 ـ أرجوك ـ سَعْني في دَمَارٍ
 يُحاور فيه الرّقصُ ظِلاًّ
 أشاءُ له الحَزَن…
 فما أجَْبَرني على حُلُمٍ آخَر،
 غيْرَ ثِقةٍ مُتنكِّرةٍ، إليَّ تحفُلُ في جَلْبَهْ
 وساهمةً،
 مُحمَّلةً بعيون المَعَرّي، تنفُشُني ـ يا رَهينُ!ـ 
 وتُنزلُني إلى بُرُوقِ الرّفاقْ… هؤلاء الّذين أسدلوا مَرَارةً على يميني…
   … وطِينًا مَأزومًا تَعَمْلَقَ
 واسْتَوْطَسَ مَرَّغوهُ على الشّمالْ!
 وكانَ أنْ خَسرْتُ الصُّورةَ،
 خسرتُ القادمينَ إليها، 
 خسرتُ كلَّ الألواحِ والأمْواجِ وما خسرْتُ:
 رُكْنَ العناكبِ الوَهِنِ
 أو دُخَانَ الهُبوبِ الأوَّلَ
 ولا رمادَ النُّصُوصِ النَّاريَّة التَّليدْ.
 تَمَفْصَلَ العجبُ، السّببُ، اللهبُ
 تَخنْدقَ« الصَّاحُ » جِسْرًا لوحْدهِ، ما اعْتلاهُ
 غيْرُ سحابِ المَجْدِ، غائبًا تراهُ ولا يراكَ
 بالعينيْنِ، مكانًا هَمَى على الطَّمْعِ، ومِنْ سَحيقِ
 الزّمان خَلَّدَ روحَه، فَجْرَهْ!
   كان يعدلُ ويُعْرِضُ،
 كان يَخُصُّ…
 تَنْتَظِمُ فيه خَمْرَةُ الذّات
 بِهَوْلِ العَتباتْ،
 حَدًّا للسَّماء، فَجَّرَتْهُ انعكاساتُ المُثُلِ،
   عيّنةً، لا يجودُ بها الذَّوْقُ إلا مِنْ دِنانِ الحُدُوسِ؛
 تَعرّى، إلا مِنْ وَشيجَةِ أبي الطّيّبِ؛
 تعالى، حَدَّ بُكاءِ الحمَامْ.
 تكفيه سُبُلُ المَجْدِ للعَطَشِ الأخيرْ، تكفيهِ، 
 تكــــــــــــــفيــــــــــــــــــــــــــــــــهْ.
 تكبَّـــــــــــــرْ سَيِّدَ الرَّائينْ
 تمـــــــــــزَّقْ عَنْ جُبَّتِكَ الحَلبيَّهْ
 مَنْ تَجلَّى في خُلْوَتِه وانْبَرى لِلُّجَّةِ كابِحًا
 تموْضَعْ في الإشارةِ…
 وحْدَها نورٌ يتوَتَّرُ جَهرًا
 وحدها تبْجيلٌ للسّيّد الشّعْر
 وحدها هَلْوَسةُ الحَكْي…
 وعَبْرَ حيطانِ الأرْض الشّامخةِ
 تَنزَّلتْ علاماتُهُ الزّرْقاءْ:
                        أعْمِدةً
 بارعةَ العُلا
 تَبْنى الضّياءَ
 ترُصُّ طفولةً غَصَّبَها الوالدُ!
      (كَمْ غضَبٍ حَنَّطتْ هَذي العظامُ الثّاويَهْ!)
                     مُثقلةً
   بصوْلةِ الكَفّ
   تُجْهدُ الرّوحَ مِنْ فرارٍ إلى قرارٍ
                    آثِمةً
 مِنْ وزْنِِ الحرَكهْ
 تُسلسِلُ الجَلِيَّ وتَذُمُّ الكَشَفْ!
                   رائعةً
 من لَهْفةِ الوَرْدِ لأُخْدود السّماءْ
 فيا رَهينُ؛
 هَبْ لي مِنْ ها الرّحيل عُثورًا 
 يكون الحُلْمُ إليْه عُبورًا
 في جهْلِ الدُّجى بِلوْنِ الرَّحيلْ
 
 
          تم في : 13 أبريل 2001
ــــــــــــــــــــــــــــ
٭ الأستاذ جواد المومني شاعر مدرس للغة العربية بإعدادية عبد الخالق الطريس، كما أنه معروف بنضالاته السياسية والحقوقية والثقافية، وهو يقيم في سيدي سليمان…

الأحد، 9 مارس 2008

من أجل المساواة في جميع المجالات وبدون تحفظات الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تصدر بيانا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة


من أجل المساواة في جميع المجالات وبدون تحفظات
   الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تصدر بيانا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة
 
     تحث شعار “من أجل المساواة في جميع المجالات وبدون تحفظات” أصدر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بيانا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة (8 مارس 2008)، تعميما للفائدة نعرضه كما توصلنا به.
    يحتفي الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان باليوم العالمي للمرأة. وفي إطار متابعته للوضع النسائي بالمدينة يسجل استمرار واقع التردي وانتهاك حقوق المرأة على مستويات عدة:
   ـ الحق في الصحة:
 + تدهور الخدمات الصحية، وضرب مجانية التطبيب مع حرمان النساء من حقهن في العلاج والصحة والإنجابية.
   ـ الحق في التعليم:
 + حرمان عدد كبير من الفتيات من حقهن في متابعة الدراسة بسبب غياب دور الطالبات، ناهيك عن استمرار ظاهرة التمييز في الحق في التعليم بين الفتيان والفتيات مع ارتفاع نسبة الهدر المدرسي.
-        الحق في السلامة البدنية:
+ تفشي الجريمة والاعتداءات الجسدية ضد النساء من طرف المجرمين والمنحرفين نظرا لانعدام الأمن بعدة نقط بالمدينة.
-        الحق في الشغل:
 + ارتفاع نسبة البطالة وسط النساء
  + إغلاق مجموعة من الوحدات الإنتاجية بالمدينة مما أدى إلى تشريد عدد هائل من العاملات.
   + الاستغلال الفاحش للعاملات الزراعيات دون احترام لمقتضيات مدونة الشغل على علاتها.
   + ويسجل الفرع المحلي بشكل خاص عدة خروقات شابت عملية تسجيل النساء للعمل في حقول التوت باسبانيا تمثلت في:
   * وضع شروط تمييزية لا تحترم العهود والمواثيق الدولية.
   * تعامل حاط بالكرامة الإنسانية مارسته السلطات المحلية أثناء عملية التسجيل، إضافة إلى الزبونية والمحسوبية.
   + تنامي ظاهرة الفقر مع غياب فرص التشغيل مما أدى إلى:
    * اضطرار بعض النساء إلى اللجوء للدعارة، أو الهجرة السرية…
وعليه فإن الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان يطالب ب:
1/ تحسين الخدمات الصحية وضمان الحق في العلاج.  
  
  
 
صور عن وقفة احتجاجية سبق أن نظمها فرع الجمعية أمام المستشفى المحلي
 
2/ توفير بنيات الاستقبال للتلميذات الوافدات من العالم القروي، مع تشجيع التمدرس.
 3/ ضمان الحماية الأمنية في مختلف أحياء المدينة.
 4/ توفير فرص الشغل.
 5/ تطبيق مقتضيات مدونة الشغل على علاتها، وتحمل مفتشية الشغل لمسؤوليتها المهنية لحماية المأجورين.
 6/ ضمان حقوق المرأة القروية في العيش الكريم تماشيا مع المادة 14 من اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة.
 7/ القضاء على جميع أسباب الفقر، خاصة وسط النساء المعيلات للأسر.
   8/ محاربة جميع أشكال العنف ضد النساء.
    يحيي الفرع عاليا انخراط النساء محليا في الأشكال النضالية عموما، ويعاهدهن على استمرار النضال إلى جنبا إلى جنب حتى انتزاع كافة الحقوق، كما يحيي صمود النساء الفلسطينيات أمام غطرسة آلة الدمار الهمجي الصهيوني.
                        ودمتم للنضال أوفياء  
                     المكتب المحلي 7 مارس 2008

وقفة من أجل فلسطين


        وقفة من أجل فلسطين
 نظم فرع النقابة الوطنية للتعليم التابع للكنفدرالية الديمقراطية للشغل وقفة احتجاجية من أجل فلسطين، وذلك عشية الأحد 9 مارس 2008 في ساحة بلدية سيدي سليمان، تخللتها شعارات منددة بالمجازر التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وبالمواقف المتخاذلة من قبل الأنظمة العربية التي لا تقدم المساندة الضرورية لشعب محاصر، وبالدعم الأمريكي المنحاز للكيان الإسرائيلي.  
   وقد سبق للفرع النقابي أن وجه نداء للهيئات المحلية الحزبية والنقابية والجمعوية ولعموم المواطنين قصد المساهمة من خلال الوقفة لدعم الفلسطينيين، من ضمن ما يذكره حسب نسخة حصلنا عليها:" أمام جرائم الإبادة التي يرتكبها العدوان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل. والتدمير الشامل للمقومات التاريخية والحضارية للشعب الفلسطيني. وإرهاب الدولة الصهيونية المدعومة من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، وعملائها في المنطقة، والتواطؤ والصمت العربي والدولي الرهيب، وافتعال التوترات والأزمات في كثير من الجهات. والنزوع الامبريالي الصهيوني / الأمريكي إلى عسكرة المنطقة وبلقنتها للتحكم فيها" فقد تقرر تنظيم الوقفة المشار إليها، و"الاحتجاج ضد المحرقة التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني" 
 
 
 
  
 
  صور عن الوقفة الاحتجاجية
 
ولوحظ من خلال الوقفة حضور ضعيف للمواطنين بالمقارنة مع حجم القضية، ربما يرجع ذلك لعدم تعود الناس على التعبير عن آرائهم من خلال الوقفات السلمية، بينما يفضل بعض الجمهور البقاء على الرصيف يلاحظ ما يجري، وهناك من يمر دون اكتراث، ربما يعتبر البعض أنه لا جدوى من مثل هذا الأمر الذي لن يؤخر أو يقدم في القضية الفلسطينية شيءً، ويلاحظ باستمرار أن نفس العناصر تقريبا من تتطوع بتنظيم مثل هذه الوقفات وتحضر ضمنها، فقط انضاف  هذه المرة غياب من يختلفون مع "توجهات" الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، كما لاننسى الضعف الإعلامي والتواصلي قبل انجاز مثل هذه الأنشطة، حيث لا يتم الإخبار بها على شكل واسع… ورغم ذلك فالخروج إلى الشارع للاحتجاج والتعبير عن موقف أو حاجةسلوك حضاري متقدم يجب أن يتم دعمه ولو تم من طرف فئة قليلة.
   مصطفى لمودن
 
تخبر المدونة أنها على كامل الاستعداد لتغطية مختلف الأنشطة  ذات البعد الجماهيري التي تنخرط فيها الهيئات المسؤولة والجادة

السبت، 8 مارس 2008

فلسطين تحتاجنا جميعا


            فلسطين تحتاجنا جميعا
      
 إن الشعب الفلسطيني يعاني حصارا غاشما خاصة على قطاع غزة، حيث يتعرض الفلسطينيون  لعقاب جماعي، داخل سجن مغلق اسمه غزة، بدون طاقة ولا حاجيات أساسية تكفل الحد الأدنى للعيش الكريم من دواء وغذاء ،  بل حتى الضفة الغربية بدورها تعاني الأمرين رغم مهادنة السلطة الفلسطينية هناك وإجرائها أحيانا لاتصالات ومفاوضات مباشرة مع إسرائيل بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي أقال حكومة إسماعيل هنية التي فازت في آخر انتخابات حصلت فيها حركة حماس على الأغلبية…وبذلك دخل الإخوة الفلسطينيون في نفق مغلق، بعدما تم تنصيب حكومة جديدة بالضفة، بينما رفضت حماس الانصياع لقرارات الرئيس، واستمرت في تدبير أحادي الجانب لشؤون قطاع غزة الضيق جغرافيا والمكتظ سكانيا، مع مقاطعة واسعة من طرف جل دول العالم… في محاولة لدفع حماس إلى الاعتراف بدولة إسرائيل وتغيير سياستها، وهو ما ترفضه حماس إلى الآن رغم كل المحن، رغم تلويحها أحيانا بإمكانية الجلوس إلى طاولة الحوار مع الإخوة في الضفة. 
   قبل أيام فقط اجتاحت القوات الإسرائيلية قطاع غزة، مما أسفر عن وفاة مائة شهيد ضمنهم أطفال صغار، وجرح وتشريد العشرات، أمام أنظار العالم الذي لا يحرك ساكنا، بل إن مجلس الأمن وهو تحت رحمة الفيتو الأمريكي لا يستطيع حتى إصدار بيانات الإدانة في حق الهمجية الإسرائيلية، حيث تم إقبار مشروع في ذلك تقدمت به ليبيا، كما تفعل مع كل المشاريع التي تشتم فيها رائحة العدالة والوقوف ولو بالكلام إلى جانب الفلسطينيين،وقد اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه قبل الاجتياح الأخير لغزة أن جيشه سيقود " محرقة" تجاه الفلسطينيين، عقابا لهم على حقهم المشروع في المقاومة، وإطلاق صواريخ تجاه مستوطنات قريبة من القطاع أو في القطاع نفسه، وقد أثارت كلمة "محرقة" ردود أفعال مختلفة، علما أنها مرتبطة في أذهان الغرب عما تقوله إسرائيل عن " محرقة النازية" لليهود أثناء الحرب العالمية الثانية، فكيف يصبح هذا الصهيوني " المضطهد" يمارس بدوره أبشع اضطهاد في حق شعب أعزل، سوى من وسائل مقاومة شبه بدائية، تبدعها فصائل المقاومة الداخلية دفاعا عن النفس في مواجهة أعتا جيش في المنطقة، يتوفر على ترسانة سلاح يقل نضيرها.
وأمام التغلغل الصهيوني داخل مختلف الأوساط المتنفذة في الغرب، خاصة لدى الحكام وأصحاب القرار الأساسيين، فإن ردود الفعل تكون باهتة تجاه كل أشكال العدوان الذي يمارسه الكيان الصهيوني في حق الفلسطينيين، فالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مثلا قال مؤخرا أنه لن يصافح أحدا لا يعترف بدولة إسرائيل بخلاف ما كان ينهجه سلفه شيراك من الظهور بموقف حيادي في القضية الفلسطينية، وقد شاهد الجميع أنه قرر الذهاب إلى زيارة محمود عباس بالضفة الغربية إلى جانب زيارته للقدس المحتلة وملاقاته للحكام الإسرائيليين قبل مغادرته قصر الإليزيه بباريس. أما عن  دور البيت الأبيض داخل الولايات المتحدة الأمريكية فهو منحاز بشكل سافر إلى جانب الإسرائيليين، وقد تفاقم الوضع أكثر مع وصول المحافظين الجدد إلى سدة الحكم مع بوش الابن قبل أزيد من سبع سنوات، وإن كانت الإدارة الأمريكية لا تحيد عموما عن نفس النهج، وليس صدفة أن ينطلق العدوان على العوائل والأسر الفلسطينية من قبل إسرائيل مباشرة بعد عودة "والكر جورج بوش" من جولة قادته إلى المنطقة، من ضمن من زارهم إسرائيل ودولا عربية أخرى. وبالتأكيد فإن إسرائيل تُشعر حليفتها أمريكا بكل تحرك تقوم به، أي أنها تتلقى الضوء الأخضر قبل كل هجوم.  
 ولعل هجوم يوم  الخميس 6 مارس على مدرسة تلمودية بالقدس الغربية خلف ثماني قتلى وجرحى هو ردة فعل ضمن سلسلة من الانتقامات لن تنتهي مادام المشكل الفلسطيني قائما، منه وعنه تنبطق عددا من المشاكل والخلافات، لعل من أبرزها الصراع القائم في جنوب لبنان مع حزب الله، حيث تكبد الجيش الإسرائيلي " الذي لا يقهر" حسب البعض شر هزيمة له في صيف سنة 2006، في أطول حرب اضطر لمجراتها جيش الاحتلال الإسرائيلي لمدة 33 يوما، ومن تبعات ذلك اغتيال عماد مغنية بسوريا خلال الشهر المنصرم، وبذلك تنتقم دولة إسرائي كعادتها بأساليب مخابراتية مقيتة من الرجل القوي في التنظيم العسكري لحزب الله، وقد أكد حسن نصر الله زعيم الحزب الشيعي امكانية انتقام مماثل، وربما يدخل حادث المدرسة التلمودية ضمن ذلك، رغم أن القضية الفلسطينية تبقى هي المحرك الأساسي لكل النزاعات بمنطقة الشرق الوسط منذ غرس الكيان الإسرائيلي بالمنطقة.
 يتم الحديث باستمرار عن الصمت العربي المريب تجاه الأحداث والفواجع الفلسطينية وما يترتب عنها دون الوقوف على حقيقة الأنظمة العربية المتخوفة باستمرار من كل ما يثير غضب أمريكا الحليف الاستراتيجي لإسرائيل، علما أنه بالإضافة لضعف أغلب هذه الأنظمة في علاقتها بشعوبها، فإن لكل دولة مشاكلها الخاصة، التي تؤرقها وتهدد كيانها في بعض الأحيان، ولعل نظرة بسيطة على خارطة الوطن العربي تؤكد ما نقوله، لهذا لا يرجى كثير نفع من هذه الدول لدعم الفلسطينيين، سوى ما قد يقوم به المجتمع المدني الضعيف في كثير من هذه الدول أو المنعدم أصلا، لأن نشاط وقوة المجتمع المدني مرتبطة حتما بالفضاء الديمقراطي والحرية، وهما صفتان مصادران في أغلب الدول العربية، نقول أن دعم الشعوب العربية والمجتمع المدني هو آخر حصن مازال قائما تجاه الاستمرار في سياسة مقاطعة إسرائيل والتنديد بتقتيلها لفلسطينيين.
    ماتزال فئة عريضة من الشعوب العربية تبرز دعمها اللامشروط للقضية الفلسطينية، غير أن تحول الخلافات الفلسطينية الداخلية إلى احتراب بين الإخوة في الوطن الواحد جعل البعض يثير أكثر من سؤال حول ذلك… ما نتمناه هو عودة الصف الفلسطيني إلى سابق عهده من التوهج والوحدة كما عهدناه داخل منظمة التحرير الفلسطينية ـ رغم كل الخلافات ـ  الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين كما كنا نسمع أو نقول على عهد جيلين. ونقول أنه لمصلحة العرب جميعا يجب تجديد أساليب العمل الدبلوماسي والانتقال إلى العمل المنظم على شاكلة اللوبي الإسرائيلي بأمريكا، فللعرب من القوة المالية والاقتصادية ما يجعلهم قادرين على إسماع صوتهم، لكن غياب الإرادة الرسمية لدى الحكام يحول دون ذلك.  
ستظل فلسطين تحتاجنا لندعمها قصد خلق دولتها المستقلة حسب إرادة الفلسطينيين أنفسهم، بدون وصاية من أي جهة كانت.
                                     مصطفى لمودن 

الثلاثاء، 4 مارس 2008

أي أفق ينتظر تنسيقيات مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية


أي أفق ينتظر تنسيقيات مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية
أعتبرت تنسيقيات مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية من أهم محرك للاحتجاجات في السنة المنصرمة على الأقل، حيث عرفت أغلب المدن تكوين مثل هذه التنسيقيات، وبعضها قاد احتجاجات في أهم الساحات العامة، دفاعا عن القدرة الشرائية لغالبية المواطنين، والمطالبة بتحسين جودة الخدمات العمومية أو الإلحاح على توفيرها… ولعل من أهم الأحداث التي ميزت السنة الفارطة 2007، خروج عشرات المواطنين بمدينة صفرو للاحتجاج وتحول ذلك إلى استعمال العنف المزدوج من طرف بعض المتظاهرين والقوة العمومية، حيث أسفر ذلك عن خسائر مادية واعتقلات، والصفحة الآن تسير نحو طي هذا الملف المترتب عن تلك الاحتجاجات، غير أن أهم ظاهرة احتجاجية عرفتها مدينة بوعرفة، حيث امتنع عدد من السكان عن تأدية واجبات استهلاك الماء والكهرباء، احتجاجا على ارتفاع الأسعار، ونفس الشيء عرفته سيدي سليمان من حيث تنظيم الوقفات الاحتجاجية، غير أن واحدة منها تم منعها من قبل السلطة المحلية، وقد أشرنا إلى كل ما يخص سيدي سليمان ضمن هذه المدونة في حينه، بعدما كانت هذه التنسيقية المحلية من أول ما ظهر على الصعيد الوطني بجانب تنسيقية واد زم، وهذه التنسيقيات تتشكل غالبا من عناصر تنتمي لليسار، سواء كأحزاب أو نقابات أو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أو جمعيات أخرى… وهي مفتوحة في وجه جميع الهيئات التي تؤمن بدور الشارع في الدفاع عن مصالح الطبقات المسحوقة والمتضررة من بعض القرارات كالزيادة في الأسعار… وقد أعتبرت هذه التنسيقيات أملا يعيد الاعتبار للنضال الحقيقي إلى جانب المواطنين في ارتباط بظروف عيشهم، حيث تنبهت الحكومة لعواقب كل زيادة على القدرة الشرائية للمواطنين، وما قد يحدثه ذلك من احتجاجات قد تخرج أحيانا عن نطاق المؤطرين، وهو ما جعلها تخصص أزيد من 20 مليار درهم من أجل دعم صندوق المقاصة الذي يحاول إحداث نوع من التوازن بين السعر الحقيقي المتواجد في السوق وبعض المواد الغذائية الأكثر إقبالا عليها، ورغم ذلك هناك زيادات متتالية في بعض المواد كزيت المائدة. 
 
(تصوير: مصطفى لمودن)
جانب من الوقفة الاحتجاجية المنظمة في 10 أكتوبر 2007 أمام بلدية سيدي سليمان
 وبقدر ما ظهرت بوادر الأمل من خلال خلق هذه التنسيقيات، خاصة مع بعض الحالات الإيجابية في الاحتجاج المنظم والسلمي كما هو موجود في كل الدول الديمقراطية، بقدر ما ظهرت كذلك بوادر الخلافات هنا وهناك، مما يعرقل سير واستمرار هذه التنسيقيات، من ذلك ما يقع مثلا على المستوى الوطني، حيث صعب باستمرار التحكم في آليات الإشتغال المشترك بحضور كل الحساسيات المشاركة، فتطفو على السطح نزعات قد تهدد استمرار عنفوان هذه الحركة الاحتجاجية، رغم قيامها سابقا بمسيرة وطنية مشتركة، وما يزال من المنتظر أن تُنظم أخرى في 23 مارس 2008 بالدار البيضاء، لكن آخر الأخبار عن اجتماع التنسيقيات يوم الأحد 2 مارس بالدار البيضاء حمل أخبارا غير سارة، حيث انقسم الجمع إلى طرفين متنازعين، كل طرف قرر الاستمرار في العمل حسب منهجيته الخاصة.
لقد توصلتُ عبر بريدي الإلكتروني الشخصي ببلاغ وبيان، الأول من طرف المنسق الوطني للتنسيقيات محمد غفري، والثاني من أحمد سعيد، الأول يؤكد الاستمرارية رغم إقراره وجود بعض المشاكل إذ يقول: " نظرا للنقاش الحاد حول مشاريع الأوراق المقترحة والذي استنزف وقتا طويلا" ويضيف رغم ذلك تكون مجلس وطني "ضم 54 عضوة وعضوا ممثلين لمختلف المناطق والهيآت السياسية والنقابية والجمعوية الحاضرة مع توصية المجلس باستكمال اللائحة بممثلي الهيآت التي تعذر عليها متابعة أشغال الملتقى إلى نهايتها وانتخاب لجنة المتابعة الوطنية."بينما البيان الثاني اتخذ منحا آخر حيث ذكر أنه كانت هناك محاولة من طرف بعض الأحزاب لجعل التنسيقيات تابعة لها " بمحاولة تحريف نضال التنسيقيات وجعلها ملحقة حزبية لأطراف سياسية بعينها وعلى رأسها حزب اليسار الاشتراكي الموحد وجزب الطليعة والمؤتمر الاتحادي وفي ذيلهم حزب النهج الديموقراطي من خلال محاولة تأسيس مجلس توجيهي بشكل فوقي وبيروقراطي ذو مضمون سياسي" وأخبر نفس البيان ب " انسحاب بعض أعضاء لجنة المتابعة الوطنية" دون تحديد العدد، و" تجديد الثقة فيما تبقى من لجنة المتابعة الوطنية وتطعيمها بأعضاء آخرين من داخل التنسيقيات المحلية وتشكيل لجنة متابعة وطنية مؤقتة" وعدم الاعتراف بكل ما انبثق عن محطة 2 مارس.
  
(تصوير: م. لمودن)
محمد غفري المنسق الوطني لتنسيقيات مناهضة الغلاء 

فهل هي لعنة الخلافات والانشقاقات قد حلت هي الأخرى بتنسيقيات مواجهة الأسعار؟ أم وراء ذلك بعض النزَعات المغرقة في الأنانية؟ ألا يمكن أن يستظل الجميع تحت نفس الإطار ونسيان الخلافات إلى موعد لاحق؟ ثم ما ضير بعض الناشطين في هذا الإطار من انتماءات البعض إلى أحزاب ؟ خاصة أن مثل هؤلاء متعودون على التأطير والتنظيم وبالتالي دورهم حيوي لكل تنسيقية، وأي دور يريده البعض أن يبقى للأحزاب بعد سحب مثل هذه "الأنشطة" من مناضليها؟
كما أن أي ملاحظ سيلمس في البيان جهلا واضحا حتى بأسماء الأحزاب التي من المفترض أن يكون المنسحبون قد خاضوا مع مناضليها أشواطا من التضحية والنضال والعمل المشترك، فالأسماء الحقيقية للأحزاب المذكورة هي الحزب الاشتراكي الموحد، والمؤتمر الوطني الاتحادي، وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي (الاسم بكامله)،وحركة النهج الديموقراطي، فكيف يمكن للبعض أن يرى الجميع مخطئين؟ ويقف هو في وجهم؟ رغم حمل الجميع لنفس الشعرات، نقول هذا من باب طرح الأسئلة.
إن بعض القضايا الحيوية المصيرية أكبر من كل الخلافات الحقيقة أو المفتعلة.
مصطفى لمودن