الخميس، 17 نوفمبر 2011

أنــــتـــم الـــــســــراب


أنــــتـــم الـــــســــراب

شعر : جواد المومني
  
صمتُ صحراءَ…هُمُ الأجداد
دَهَشَ الحرف
أَوْرثونا…و الرماد
مِنْ تراتيل الخزفِ
أنجبونا
بِانبطاح الأغبياء
روعوا سُؤلنا؛
فكَّكوا الألغاز..والجماد.
ليس لكَ الشكل..أو البصر
ألروح لا تُدركها،
أنت مُعْطى،
غيرُ عارفٍ،
لا ترسم.
صوتُك..لا يعلو
عينُك..لا تزِغْ
كن للجُموح.. وأْدا
لا تدُمْ، إخْضعْ
لا تبُحْ، إبلَعْ
قوْلُكَ..مِن أين قُدّ ؟؟.. "
هو تراثُ الأجداد
نحن الأحفاد،
رَواجُ الوهمِ..هُمْ
يَسْتجدون صمتاً..صمْتَهم
من لُهاثِهم
عِنادُنا؛
و ضوءُ حزننا
وارَاهُ خَمْرُهمْ !!
عنْ تضاريس الجسد
سألتُ أحلامَهم،
عن رسوم الحنّاء
عن لَغْو العيون
عن شَغَب الهمسِ
عن مصير الخلايا…و الورد
عن سُبُل الصحارى…و المجد
عن تاريخ الأنبياء..
عن فَتْحِ الأشعار
عن الليل..و البكاء..
عن الأقمار..
عن بَطْش السيوف
عن وَحْشة الأنهارِ
تَسيلُ…لا تبكي
تَمدحُ…لا تَرْثي!!
تَعَرَّفتُ أنَّ
الشهوةَ تُؤْتَى
حين الروحُ تُسافرْ
و أدْركتُ ـ لِلْأسف ـ
أنّ رَوْحَ الأنثى
تُداسُ قبل النَّظرْ!!
هيَ ذي ظِلالُكم
هو ذا ضَلالُكم
تَرْبٌ يَئنُّ من عدمْ
و مَرْصودةً…ألأحلامُ؛
يَختفي نجْمُها
يَحْتفي و اللَّهبَ
يَحْترقُ
هاوياً إلى الخراب
عَجِلاً إلى اغْتراب.
كَصَمتِ الناسك،
كصوتِ العاكف…همُ الأجداد
ما كَلَّمونا…بغير صنم
ما وَرَّثونا…غيرَ الحرمْ
ما علّمونا
غيرَ مُقامٍ في غِيابْ.
مَهْلاً أسْيادَنا
مهْلاً زَبَدَ العُبابْ
بِطِلِّسْمِكُمْ هذا
سنَنْطَفي،سنَمّحي
سنُهَدْهِدُ وَميضَنا
سَنرْسُمُهُ :
وَصْمةَ عارٍ على مجْدكمْ
سنُفْشيه سِرَّ أسرارِكم
سنَصِيحُ :
نَحْنُ الأجدادُ،
أجْدادُكُمُ
ـ غَيْرُ الأوْغاد ـ
… و أنتمُ السَّرابْ !!


إنتهى.

پيرپينيان/فرنسا ؛ 29 يونيو/ حزيران 2011