خلفيات دعوة المغرب للانضمام إلى "مجلس التعاون الخليجي"
آخر خبر كنكتة بائخة نزل على المغاربة كالصاعقة؛ دول الخليج تدعو المغرب للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي!
جاء الخبر ضمن الشريط المكتوب لقناة "الجزيرة" القطرية، لم أصدق عيناي في البداية، ربما اختلطت علي الحروف بفعل التعب والنوم، بقيت مسمرا أمامالشاشة حتى جاءت الجملة من جديد، الأمر واضح الآن، إنها فعلا دعوة قادمة من الخليج كي ينضم المغرب لما يسمى "مجلس دول التعاون الخليجي"، ويضيف الخبر:" تكلف وزراء الخارجية ببحث المسألة مع وزير الخارجية المغربي"… قبل كل تعليق، أعلن أنا المواطن الذي لن يسمع المسؤولون لرأيه أرفض طولاوعرضا هذا "العرض" الذي بين طياته سم في الدسم، أرفض أن نصطف وندمج ضمن دول العصور الوسطى حيث يملك "الشيخ" صاحب المال والجاه والسلطة أشخاصا وقبائل ودولة… أقول لهؤلاء ليذهبوا بنفطهم وقحطهم إلى الجحيم، هذه القبائل المسماة زورا دولا، ليست طوع إرادتها، كل قراراتها تفرض عليها من الخارج، وهي الآن في مواجهة أكبر سور يواجهها، قريبا ستصدم بهذا السور، ليس لها من مستقبل في القرن الواحد والعشرين، بكل بساطة تواجه خطر الانقراض رغم كل ثروتها وغناها، هذا يعرفه الخبراء الذين يعملون في الكواليس، والحكام لا يريدون أن يصدقوا ذلك، ويتشبثوا بآخر قشة ليحافظوا على الحكم، وعلى وتبذيرالثروة، وعلى السماح للقوى العظمى لتتدخل في شؤونهم… طال الزمان أو يقصر ستطالب شعوب هذه "الدول" بالحساب، وهي لن تبقى مجموعة جزر بعيدا عما يعتمل في المنطقة، ونقصد به التحولات الهائلة التي تصنعها الجماهير بهدوء، سواء في مصر أو اليمن أو سوريا أو فلسطين.. ولن يسكت القمع إلى ما لانهاية ما يجري في الأردن والبحرين… وعليه فإن مستقبل الأسر الحاكمة المستبدة لن يطول كثيرا، هي حسابات بسيطة يقينية لا يخطئها التاريخ.
من أهم المخاطر التي تهدد دول الخليج التوازن الديمغرافي الذي يميل إلى "الأجانب" عن المنطقة، لقد أصبح "السكان الأصليون" قلة وسط القادمين منآسيا كالفلبين والهند واندونيسيا والصين… هؤلاء استوطنوا البلد ولا يمكن في ظل الأوضاع العالمية الجديدة أن يبقوا بدون حقوق المواطنة الكاملة، منهاالحق في الانتخاب والتصويت وتسيير دواليب الدولة، لن يبقى في هذه الدول أفراد نفس الشعب "بدون" هوية كما هو الحال في الكويت.
لن تبقى هذه الدول محمية من طرف الغرب خاصة أمريكا التي لها في المنطقة قواعد عسكرية كبرى، تراقب كل شيء، وأمريكا لن يبقى في مقدورها دائما التواجد بنفس الكثافة العسكرية في كل مكان من العالم، واقتصادها مهدد بكثرة النفقات العسكرية كما وقع لروسيا في زمن الحرب الباردة، وأمريكا مهددة اقتصاديا من طرف دول جديدة تنافسها بشراسة كالصين، وهي في الطريق لتقوض بصفة نهائية"عظمة" أمريكا على الأقل تجاريا..
لن تستطيع دوليات صغيرة الاستمرار في الحياة ولو كانت تملك الأموال الطائلة والشركات الكبرى وتجثم على احتياطات ضخمة من النفط والغاز..
لن نغالط أنفسنا ونقول إنهم "الإخوة العرب" وقد لانت قلوبهم.
لن نصدق الحكاية بسهولة، ونقول إنها بداية "الوحدة العربية" المنشودة منذ زمن بعيد.
هؤلاء غير ديمقراطيين ومستبدون ويعيشون زمنا تخطيناه منذ أزيد من قرن.
هؤلاء يريدون اليد العالمة الرخيصة، يريدون البشر ليخدمهم، يعتبرون أنفسهم أغنياء وهم الأسياد والبقية مجرد خدم.
هؤلاء يريدون المغاربة لحمايتهم، فقد تعبت أمريكا من ذلك، هؤلاء يريدون من المغاربة ذرعا بشريا يحميهم من جار شرقي كعدو متخيل، عوض أن يتقربوا منه ويتعاونوا معه، يساهمون في تسعير العداوة معه رغم كل السلبيات التي يحملها نظام هذا الجار الشرقي كما هو عليه حاله في السنوات الأخيرة، وطموحاته لتصدير "ثورة" تخرب أكثر مما تبني.
هؤلاء الخليجيون بموقفهم الجديد والغريب هذا يريدون "إنقاذ" الموقف حسب ظنهم وما يعتقدون من أن مشاكل المغرب هي اقتصادية ومالية فقط، وأن شبابه يريد الشغل فقط، وليس الكرامة والحرية وفصل السلط. ، يظنون أن شباب المغرب عندما يجمع دولارات النفط ويقتني السيارات ويسد حاجات كثيرة نقول بدورنا إنها طبيعية ومن حقوقه الأساسية، لكن هذا الشباب وصل إلى مستوى من الوعي يجعله يفرق بين "العصا" و"الجزرة"، ودول الخليج تلقت الآن الأوامر لتمد "الجزرة"..
لا يمكن أن نقبل الاقتراب من أنظمة متخلفة تعيش سياسيا في القرون الغابرة، وتستعمل آخر صيحات الاختراعات الغربية. ليمدوا أيديهم إلى اليمن والأردنوالدول المجاورة فهي الأقرب جغرافيا إليهم(وحتى إلى الصومال)، وهي في حاجة فعلا لمساعدتهم إذا كانت نيتهم صادقة ويأخذون قراراتهم بأنفسهم.
المدونة: غالبية المغاربة ضد هذا الهراء، فقد سجل بصمة الإعجاب على الأقل 115 موافق على مضمون النص(ة):http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=258565