في الذكرى الأولى لوفاة الفقيد الحسين الإدريسي زيارة جماعية لقبره:
استحضار خصال مناضل من طينة نادرة
الفقيد الحسين الإدريسي قبل وفاته بأيام
زيارة جماعية، وفي الإطار قبر الفقيد
قام مجموعة من رفاق وأصدقاء الفقيد الحسين الإدريسي بزيارة لقبره صبيحة يوم الجمعة 25 نونبر 2011، التف من سمحت لهم ظروفهم بالحضور حول الإقامة الأبدية للفقيد المناضل، وهم يستحضرون روح رجل ضحى بكل ما لديه من أجل الآخرين، ضحى بوقته وماله وجهده وفكره.. لتسمو أخلاق الإيثار والتآرز والتضحية والنضال..
كان لوقع اللحظة أثرها على البعض، فسالت دموع، وخيمت من وحي اللحظة مسحة من الحزن على الوجوه، وتذكر الجميع الحسين الذي لم تفارقه ابتسامة، ولم يتخلف يوما عن ندوة أو اجتجاج أو مسيرة أو عمل بناء كيفما كان.
لقد فارقنا الحسين يوم الأربعاء 24 نونبر من السنة المنصرمة، وقد كانت لحظة توديعه يوما مشهودا بسيدي سليمان، لم تفارقنا روحه وخصاله، لقد كان مدرسة متحركة.
توجه نحو الطريق الصعب منذ شابه، لكنه الطريق الأصوب الذي آمن به، والذي يقود نحو ترسيخ الديمقراطية والعدالة والتحرر، وكان العقاب قاسيا، فقد سجن بسبب الدفاع عن أفكاره لمدة خمس سنوات في إطار ما بات يعرف بسنوات الرصاص، واستمر في تأدية واجبه النضالي فكان من مؤسسي "منظمة العمل الديمقراطي الشعبي" سنة 1983، ثم انخرط في كل مراحل الإندماج التي ساهمت فيها تنظيمات يسارية، سواء لإخراج "حزب اليسار الموحد" سنة 2002، أو "الحزب الاشتراكي الموحد" في 2005.. وقد حضر وساهم بفعالية في كل المناسبات التي تخص تنظيمه السياسي، وانتخب في آخر مؤتمر ضمن ثلاثة أعضاء في "لجنة التحكيم".. وكان دائم الحضور في سيدي سليمان بصفته الحزبية التي يشهرها بدون تردد..
لم يتخلف يوما الحسين الإدريسي عن العمل النقابي، فهو عضو ب"النقابة الوطنية للتعليم" باعتباره أستاذا لمادة الاجتماعيات بثانوية علال الفاسي بسيدي سليمان، لم يتخل يوما عن العمل الجمعوي البناء، وقد تحمل المسؤولية في "الجامعة الوطنية للأندية السينمائية"، ثم ب"نادي الطليعة السينمائي" في سيدي سليمان، وقبل وفاته كان رئيسا لودادية الحي الذي يقطنه، وأمينا لمالية جمعية تنموية بالعالم القروي، ورئيس فرع "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان " بسيدي سليمان… وظل دائما وفيا لنضاله ووقوفه مع المقهورين، وقد قال لي يوما بأنه يحضر ويشارك في أي وقفة احتجاجية بالشارع كيفما كان منظموها، لأن الاحتجاج لن يكون إلا بسبب ظلم معين كما قال، وقد بقي باستمرار منسق "تنسيقة مناهضة الغلاء وضعف الخدمات العمومية" بسيدي سليمان، وهي التنسيقية التي نظمت عدة وقفات احتجاجية وتبنت ملفات كثيرة لها علاقة بالموضوع وفاوضت من أجلها..
لم يكن يظهر الحسين الإدريسي غضبه إطلاقا، لا يثير بكلمة سوء خصومه ولو أساؤوا إليه، لم يشتك لأحد من أحد، وكان يعتبر أن كل واحد مسؤولا ويجب أن يتحمل مسؤوليته دون ضغط أو إحراج، كان يحترم المواعيد، ويحضر في الوقت ولو عاد من مكان بعيد من أجل نفس الموعد الحزبي أو النقابي أو الجمعوي..حتى ولو لم يحضر الآخرون.
شخصيا اعتبر الحسين الإدريسي أستاذي في أمور كثيرة لا تعلم في مدرسة، ولا تلقن من كتاب.. الحسين الإدريسي من طينة نادرة، ومازال في الخلف أمل ليسير على هدي السلف..
الحسين الإدريسي حاضر بيننا باستمرار.
**********