الاثنين، 25 يونيو 2012

المهدي لحلو: خوصصة التعليم الجامعي يجعله شبيها بسوق


المهدي لحلو: خوصصة التعليم الجامعي يجعله شبيها بسوق
والمطلوب الآن هو القيام بتحرك وطني شامل على المستوى السياسي والاجتماعي والجمعوي للمطالبة بإصلاح شامل وفعال للمنظومة التعليمية
 
تطرق المهدي لحلو إلى أهم الإشكالات التي تعوق المنظومة التعليمية بالمغرب على كل المستويات، وتوقف عند المحاولات الحكومية الساعية للتخلي عن مجانية التعليم الجامعي، وتحدث عن البدائل الممكنة لتمويل التعليم العمومي، وعن دور القوى السياسية والجمعوية للدفاع عن العليم العمومي في المغرب.. المهدي لحلو عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد، أستاذ الاقتصاد بالمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي، عضو سابق بالمكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العالي…

أجرى الحوار مصطفى لمودن
 سؤال:ـ ما هو تقييمك لوضعية التعليم بالمغرب؟

المهدي لحلو: ـ وضعية التعليم في المغرب اليوم هي وضعية أزمة شاملة، على المستوى الكمي والكيفي، بحيث إنه لا زال المغرب يعرف نسبة مرتفعة من الأمية (من بين أعلى المستويات في العالم العربي)، لا زالت هناك كذلك نسب كبيرة من الأطفال في سن التمدرس الذين لا يتمكنون من الوصول إلى المدرسة، بينما لا تتعدى اليوم أعداد الطلبة الموجودين في التعليم العالي 400 ألف، في حين، أن عدد الطلبة في دولة الجزائر يفوق المليون والمائة ألف طالب.. أما على المستوى النوعي فهناك تدن كبير لمستوى الطلبة الحائزين على إجازات أو شهادات تعادلها في مختلف جامعات المغرب، وهذا ما يتجلى على الخصوص من شهادات أساتذة التعليم العالي، وكذا من مستويات طلبات التشغيل التي تتوصل بها العديد من الشركات في المغرب.
 سؤال:ـ ما أسباب هذه الوضعية؟
 المهدي لحلو:ـ أسباب هذه الوضعية مختلفة ومعقدة، وهي في الحقيقة تراكم لاشكالات لم تتجرأ حتى الآن أي حكومة أن تبحث لها عن حلول جذرية، من بين هذه الأسباب إشكالية اللغة، وهي تتجلى في كون التعليم الأساسي والثانوي معربا، في حين نجد أن لغة التعليم في الجامعات وفي كل المدارس العليا هي الفرنسية إلى جانب ذلك هناك إشكالية البرامج التي جلها إما ماضوية، خصوصا في كليات الآداب والشريعة وفي بعض كليات الحقوق، أو غير مرتبطة بالتطور العلمي والتكنولوجي على المستوى العالمي، وهناك إشكالية التأطير بحيث أن عدد أساتذة التعليم العالي لا يفوق 14 ألف، وإن أعداد التلاميذ في التعليم الأساسي والثانوي لا زالت تفوق في أحيانا كثيرة 40 تلميذا في الفصل.. إلى جانب هذا، هناك إشكالية التمويل، وتتجلى تداعياتها على مستوى تجهيز مؤسسات التعليم ومستوى توفير الكتب والمعدات المدرسية، وعلى مستوى مجموعة من الخدمات الأساسية، خصوصا في العالم القروي، كتوفير الماء الصالح للشرب والكهرباء والتدفئة، وكذلك حتى في بعض الجامعات بما فيها القديمة كطهر المهراز بفاس، أو الجديدة كبني ملال ووجدة.. هذا مع ذكر أن أجور هيئات التعليم بمختلف مستوياتها لا تسمح لها بالقيام بدورها على الشكل الكامل.. هنا يمكن أن نذكّـر أن تدني مستوى الطلبة راجع كذلك لضعف المنح التي يتوصلون بها، أو انعدامها، لفقر أسرهم، ولغياب شروط العمل والبحث اللازمة في جل جامعات المغرب.

 سؤال:ـ في ظل هذه الأوضاع، ألا ترون بأن لجوء وزير التعليم العالي إلى الأداء بالنسبة لمن يريدون الدراسة الجامعية هو حل للمشكلة؟  
 
المهدي لحلو:ـ بارتباط مع كل الأوضاع والشروط والاحتياجات التي تحدثت عناها، تأتي الحكومة الحالية على لسان وزيرها في التعليم العالي بوصفات فوقية وجزئية، هي في الحقيقة وصفات إما اقترحت في مجال سياسة التعليم مع بداية "التقويم الهيكلي" الذي اتبعه المغرب ابتداء من سنة 1983، أو وصفات مرتبطة بالحديث عن ضرورة الانتهاء مع مجانية التعليم التي واكبت خطاب الملك الراحل الحسن الثاني حول "السكتة القلبية" في أواسط التسعينيات من القرن الماضي، والحقيقة أن ما يقول به وزير التعليم العالي ليس إلا محاولة من الحكومة الحالية للتقليص من عجزها المالي، عن طريق مطالبة الأسر بتمويل تعليم أبنائها، وهو المقترح الذي كانت قد جاءت به "لجنة المرحوم محمد مزيان بلفقيه" في سنة 1999، ولم تتمكن أي حكومة حتى الآن، لاعتبارات سياسية واجتماعية، من تطبيقه. إلى جانب الحديث عن تمويل التعليم من طرف الأسر، وهو الشيء الذي قد يفاقم وضعية الأزمة التي يعرفها نظامنا التعليمي، من استمرار ارتفاع نسب الفقر والحاجة بين الأسر المغربية..
هناك حديث جديد من طرف الوزير الذي يذهب إلى أبعد حدّ ممكن في مجال خوصصة التعليم، وهو يقول اليوم إنه يفتح النظام التعليمي العالي بالمغرب أمام جامعات خصوصية، يتمنى الوزير أن تأتينا من فرنسا أو اسبانيا أو أمريكا أو إيطاليا أو حتى من روسيا وألمانيا.. وهو ما سيجعل نظام التعليم بالمغرب شبيها بسوق حرة وتعليم البزار (un enseignement de bazar)ما يفتح الباب على مصراعيه لإشكالات لن يمكن للمغرب مستقبلا إيجاد الحلول لها، ويرهن مستقبل  شباب المغرب، بل مستقبل المغرب ككل.
  

سؤال:ـ في ظل هذه الأوضاع ما المطلوب من القوى الديمقراطية التي تدافع عن جودة التعليم ومجانيته؟

المهدي لحلو:ـ الإشكال لا يخص المجانية أو الانفتاح على الخارج، الإشكال اليوم هو أن تعليمنا لم يعد مبنيا على أي من المبادئ الأساسية التي كان قد وقع الإجماع عليها بعد استقلال المغرب ابتداء من سنة 1957 (مناظرة إفران)، والمطلوب الآن هو القيام بتحرك وطني شامل على المستوى السياسي والاجتماعي والجمعوي للمطالبة بإصلاح شامل وفعال للمنظومة التعليمية المغربية، انطلاقا من مبدأين أساسين، وهما أن يُُـضمن لكل طفل مغربي في سن التمدرس مقعد في المدرسة، وثانيا الإقرار بارتباط المنظومة التعليمية المغربية بتوجهات البحث العلمي والتكنولوجي على المستوى العالمي، وكذا بمفاهيم  التنمية الديمقراطية والعدالة كما هي متعارف عليها دوليا، وهذا يتطلب من الآن البدء في التفكير في عقد مناظرة وطنية، يكون تحقيق هاذين المبدأين من بين أهدافها الأساسية، إلى جانب وقف زحف الرأسمال الخاص والأجنبي على المدرسة المغربية، وحماية المدرسة الوطنية من نتائج وضع الحكومة ثقل العجز المالي على كاهلها (المدرسة).

  سؤال:ـ كيف يمكن إيجاد حل لتمويل التعليم بالمغرب؟

المهدي لحلو:ـ إشكالية تمويل التعليم اليوم مرتبطة بإشكالية التمويل التي تعرفها الدولة منذ سنوات، وهذه الإشكالية مرتبطة أولا بغياب سياسة اقتصادية تسمح فعلا بالرفع من الدخل الوطني بشكل مستمر، ومرتبطة اليوم بتعامل الحكومة (والحكومات المتعاقبة) وقد فـُــقـد مبدأ التوازن ما بين النفقات والمداخيل، بحيث إننا نلاحظ ارتفاع العديد من النفقات، خصوصا منها المرتبطة بالأمن، أو المرتبطة بأجور المسؤولين الحكوميين والمسؤولين السامين في الإدارة والأمن والدفاع وفي المؤسسات العمومية.. مع استمرار العديد من نفقات البذخ التي لا حاجة للمغرب بها. هذا مع غياب البحث عن مداخيل جديدة عن طريق إصلاح ضربي، يسمح مثلا بالرفع من الضرائب على المداخيل العليا، أو من الضرائب على أرباح الشركات الكبرى، خصوصا المتعاملة مع الخارج، أو يسمح (الإصلاح الضريبي) بإعادة العمل بالضريبة على الدخل الفلاحي، الإعفاء الذي يستفيد منه أساسا كبار الفلاحين، وإصلاح ضريبي يتيح القضاء على التملص والغش الضريبي. هذا إلى جانب مراقبة فعلية وديمقراطية لموارد ونفقات المؤسسات العمومية كالمكتب الشريف للفوسالمهدي لحلو: خوصصة التعليم الجامعي يجعله شبيها بسوق
والمطلوب الآن هو القيام بتحرك وطني شامل على المستوى السياسي والاجتماعي والجمعوي للمطالبة بإصلاح شامل وفعال للمنظومة التعليمية
 
تطرق المهدي لحلو إلى أهم الإشكالات التي تعوق المنظومة التعليمية بالمغرب على كل المستويات، وتوقف عند المحاولات الحكومية الساعية للتخلي عن مجانية التعليم الجامعي، وتحدث عن البدائل الممكنة لتمويل التعليم العمومي، وعن دور القوى السياسية والجمعوية للدفاع عن العليم العمومي في المغرب.. المهدي لحلو عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد، أستاذ الاقتصاد بالمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي، عضو سابق بالمكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العالي…

أجرى الحوار مصطفى لمودن
 سؤال:ـ ما هو تقييمك لوضعية التعليم بالمغرب؟

المهدي لحلو: ـ وضعية التعليم في المغرب اليوم هي وضعية أزمة شاملة، على المستوى الكمي والكيفي، بحيث إنه لا زال المغرب يعرف نسبة مرتفعة من الأمية (من بين أعلى المستويات في العالم العربي)، لا زالت هناك كذلك نسب كبيرة من الأطفال في سن التمدرس الذين لا يتمكنون من الوصول إلى المدرسة، بينما لا تتعدى اليوم أعداد الطلبة الموجودين في التعليم العالي 400 ألف، في حين، أن عدد الطلبة في دولة الجزائر يفوق المليون والمائة ألف طالب.. أما على المستوى النوعي فهناك تدن كبير لمستوى الطلبة الحائزين على إجازات أو شهادات تعادلها في مختلف جامعات المغرب، وهذا ما يتجلى على الخصوص من شهادات أساتذة التعليم العالي، وكذا من مستويات طلبات التشغيل التي تتوصل بها العديد من الشركات في المغرب.
 سؤال:ـ ما أسباب هذه الوضعية؟
 المهدي لحلو:ـ أسباب هذه الوضعية مختلفة ومعقدة، وهي في الحقيقة تراكم لاشكالات لم تتجرأ حتى الآن أي حكومة أن تبحث لها عن حلول جذرية، من بين هذه الأسباب إشكالية اللغة، وهي تتجلى في كون التعليم الأساسي والثانوي معربا، في حين نجد أن لغة التعليم في الجامعات وفي كل المدارس العليا هي الفرنسية إلى جانب ذلك هناك إشكالية البرامج التي جلها إما ماضوية، خصوصا في كليات الآداب والشريعة وفي بعض كليات الحقوق، أو غير مرتبطة بالتطور العلمي والتكنولوجي على المستوى العالمي، وهناك إشكالية التأطير بحيث أن عدد أساتذة التعليم العالي لا يفوق 14 ألف، وإن أعداد التلاميذ في التعليم الأساسي والثانوي لا زالت تفوق في أحيانا كثيرة 40 تلميذا في الفصل.. إلى جانب هذا، هناك إشكالية التمويل، وتتجلى تداعياتها على مستوى تجهيز مؤسسات التعليم ومستوى توفير الكتب والمعدات المدرسية، وعلى مستوى مجموعة من الخدمات الأساسية، خصوصا في العالم القروي، كتوفير الماء الصالح للشرب والكهرباء والتدفئة، وكذلك حتى في بعض الجامعات بما فيها القديمة كطهر المهراز بفاس، أو الجديدة كبني ملال ووجدة.. هذا مع ذكر أن أجور هيئات التعليم بمختلف مستوياتها لا تسمح لها بالقيام بدورها على الشكل الكامل.. هنا يمكن أن نذكّـر أن تدني مستوى الطلبة راجع كذلك لضعف المنح التي يتوصلون بها، أو انعدامها، لفقر أسرهم، ولغياب شروط العمل والبحث اللازمة في جل جامعات المغرب.

 سؤال:ـ في ظل هذه الأوضاع، ألا ترون بأن لجوء وزير التعليم العالي إلى الأداء بالنسبة لمن يريدون الدراسة الجامعية هو حل للمشكلة؟  
 
المهدي لحلو:ـ بارتباط مع كل الأوضاع والشروط والاحتياجات التي تحدثت عناها، تأتي الحكومة الحالية على لسان وزيرها في التعليم العالي بوصفات فوقية وجزئية، هي في الحقيقة وصفات إما اقترحت في مجال سياسة التعليم مع بداية "التقويم الهيكلي" الذي اتبعه المغرب ابتداء من سنة 1983، أو وصفات مرتبطة بالحديث عن ضرورة الانتهاء مع مجانية التعليم التي واكبت خطاب الملك الراحل الحسن الثاني حول "السكتة القلبية" في أواسط التسعينيات من القرن الماضي، والحقيقة أن ما يقول به وزير التعليم العالي ليس إلا محاولة من الحكومة الحالية للتقليص من عجزها المالي، عن طريق مطالبة الأسر بتمويل تعليم أبنائها، وهو المقترح الذي كانت قد جاءت به "لجنة المرحوم محمد مزيان بلفقيه" في سنة 1999، ولم تتمكن أي حكومة حتى الآن، لاعتبارات سياسية واجتماعية، من تطبيقه. إلى جانب الحديث عن تمويل التعليم من طرف الأسر، وهو الشيء الذي قد يفاقم وضعية الأزمة التي يعرفها نظامنا التعليمي، من استمرار ارتفاع نسب الفقر والحاجة بين الأسر المغربية..
هناك حديث جديد من طرف الوزير الذي يذهب إلى أبعد حدّ ممكن في مجال خوصصة التعليم، وهو يقول اليوم إنه يفتح النظام التعليمي العالي بالمغرب أمام جامعات خصوصية، يتمنى الوزير أن تأتينا من فرنسا أو اسبانيا أو أمريكا أو إيطاليا أو حتى من روسيا وألمانيا.. وهو ما سيجعل نظام التعليم بالمغرب شبيها بسوق حرة وتعليم البزار (un enseignement de bazar)ما يفتح الباب على مصراعيه لإشكالات لن يمكن للمغرب مستقبلا إيجاد الحلول لها، ويرهن مستقبل  شباب المغرب، بل مستقبل المغرب ككل.
  

سؤال:ـ في ظل هذه الأوضاع ما المطلوب من القوى الديمقراطية التي تدافع عن جودة التعليم ومجانيته؟

المهدي لحلو:ـ الإشكال لا يخص المجانية أو الانفتاح على الخارج، الإشكال اليوم هو أن تعليمنا لم يعد مبنيا على أي من المبادئ الأساسية التي كان قد وقع الإجماع عليها بعد استقلال المغرب ابتداء من سنة 1957 (مناظرة إفران)، والمطلوب الآن هو القيام بتحرك وطني شامل على المستوى السياسي والاجتماعي والجمعوي للمطالبة بإصلاح شامل وفعال للمنظومة التعليمية المغربية، انطلاقا من مبدأين أساسين، وهما أن يُُـضمن لكل طفل مغربي في سن التمدرس مقعد في المدرسة، وثانيا الإقرار بارتباط المنظومة التعليمية المغربية بتوجهات البحث العلمي والتكنولوجي على المستوى العالمي، وكذا بمفاهيم  التنمية الديمقراطية والعدالة كما هي متعارف عليها دوليا، وهذا يتطلب من الآن البدء في التفكير في عقد مناظرة وطنية، يكون تحقيق هاذين المبدأين من بين أهدافها الأساسية، إلى جانب وقف زحف الرأسمال الخاص والأجنبي على المدرسة المغربية، وحماية المدرسة الوطنية من نتائج وضع الحكومة ثقل العجز المالي على كاهلها (المدرسة).

  سؤال:ـ كيف يمكن إيجاد حل لتمويل التعليم بالمغرب؟

المهدي لحلو:ـ إشكالية تمويل التعليم اليوم مرتبطة بإشكالية التمويل التي تعرفها الدولة منذ سنوات، وهذه الإشكالية مرتبطة أولا بغياب سياسة اقتصادية تسمح فعلا بالرفع من الدخل الوطني بشكل مستمر، ومرتبطة اليوم بتعامل الحكومة (والحكومات المتعاقبة) وقد فـُــقـد مبدأ التوازن ما بين النفقات والمداخيل، بحيث إننا نلاحظ ارتفاع العديد من النفقات، خصوصا منها المرتبطة بالأمن، أو المرتبطة بأجور المسؤولين الحكوميين والمسؤولين السامين في الإدارة والأمن والدفاع وفي المؤسسات العمومية.. مع استمرار العديد من نفقات البذخ التي لا حاجة للمغرب بها. هذا مع غياب البحث عن مداخيل جديدة عن طريق إصلاح ضربي، يسمح مثلا بالرفع من الضرائب على المداخيل العليا، أو من الضرائب على أرباح الشركات الكبرى، خصوصا المتعاملة مع الخارج، أو يسمح (الإصلاح الضريبي) بإعادة العمل بالضريبة على الدخل الفلاحي، الإعفاء الذي يستفيد منه أساسا كبار الفلاحين، وإصلاح ضريبي يتيح القضاء على التملص والغش الضريبي. هذا إلى جانب مراقبة فعلية وديمقراطية لموارد ونفقات المؤسسات العمومية كالمكتب الشريف للفوسفاط، صندوق الإيداع والتدبير، الخطوط الملكية المغربية، مؤسسة بنك المغرب.. 
 زد على هذا أن الحكومة الحالية بدلا من أن تؤسس صندوق التكافل الاجتماعي الذي تم الحديث عنه في أواخر سنة 2011، فضلت البحث عن مداخيل جديدة عن طريق الزيادة في أثمان المحروقات، وهو القرار الذي تتباهى به اليوم، وبأنها كانت الوحيدة التي تجرأت للقيام به.   


 فاط، صندوق الإيداع والتدبير، الخطوط الملكية المغربية، مؤسسة بنك المغرب.. 
 زد على هذا أن الحكومة الحالية بدلا من أن تؤسس صندوق التكافل الاجتماعي الذي تم الحديث عنه في أواخر سنة 2011، فضلت البحث عن مداخيل جديدة عن طريق الزيادة في أثمان المحروقات، وهو القرار الذي تتباهى به اليوم، وبأنها كانت الوحيدة التي تجرأت للقيام به.   



الاتحاد المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل يجدد مكتبه


 الاتحاد المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل يجدد مكتبه
إبراهيم  المحمدي
أسفر الجمع العام لأعضاء مجلس نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بسيدي سليمان عن تجديد مكتب الاتحاد المحلي يوم الأحد 24 يونيو بمقر النقابة نفسها، وبموجب ذلك أصبح إبراهيم المحمدي كاتبا عاما للفرع المحلي وبنعزوز بودقة نائبا له، وتكلفت فاطمة لودي بمهمة أمينة المال، أما نائبها في نفس المهمة فهو إدريس الزبير، وبقية الأعضاء مستشارون، وهم سهيل حيلومة، نور الدين الأبيض، محمد كلاف،  عمر أمجاد، حسن بوفراحي، عبد الواحدبلخماس، الداودي الشرقي.

الأحد، 24 يونيو 2012

محمد مرسي رئيسا لجمهورية مصر الثانية


 محمد مرسي رئيسا لجمهورية مصر الثانية
مصطفى لمودن
محمد مرسي العياط رئيسا لجمهورية مصر بحصوله على 13232131 صوتا، بنسبة 51.73% وحصل أحمد شفيق على نسبة 48.27%، أي صوت عليه 12347380 ، بلغ عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية 50185794، حضر للتصويت منهم 26420763، ما يمثل 51.85%وجاءت الأصوات الصحيحة 25577511، والأصوات الملغاة 843252، هذا مجمل ما جاء في الندوة الصحفية التي عقدتها لجنة الانتخابات في مصر مساء الأحد 24 يونيو 2012.
التساؤلات المطروحة الآن حول مستقبل مصر، هل سيقبل الجميع بالنتائج، كيف سيكون "تعايش" الرئيس الجديد مع الجيش الذي أصبح المتحكم في زمام كل شيء بعد إلغاء المحكمة الدستورية الانتخابات الأخيرة التي سيطر على نتائجها "الإخوان المسلمون" والسلفيون، كل الأنظار ستتوجه الآن لمصر بسبب موقعها وتاريخا وعدد سكانها.

الخميس، 21 يونيو 2012

السلطة " تأكل" أعوانها بوزان


السلطة " تأكل" أعوانها بوزان
محمد حمضي
 يشكل جهاز المقدمين والشيوخ علامة مغربية فريدة من نوعها في العالم؛ فهم الفئة الوحيدة من أعوان السلطة التي لا تتوفر على قانون أساسي يحدد حقوقهم وواجباتهم.. التحاقهم بالعمل يلفه اللبس والغموض، فالعملية غير مفتوحة في وجه جميع المغاربة والمغربيات انطلاقا من الدستور الذي يقر بالمساواة بين جميع المواطنين، وهو ما يعتبر مسا خطيرا بمبدأ تكافؤ الفرص بين أبناء الوطن الواحد، كما أن عدم إخضاع عملية انخراطهم في سلك الإدارة إلى التباري تجسر العلاقة بين الشغل والفساد، وتسلب منهم كرامتهم  طيلة مشوارهم الإداري، قبل أن يلقى بهم في براثين الفقر بعد الإحالة على التقاعد، فمصيرهم المأسوي في خريف العمر نفسه يشكل خصوصية مغربية لا نعثر لها على مثيل  في كل أرجاء المعمور.
   الأمر لا يتعلق بمبالغة في الوصف، فالحالات التي بين أيدينا، وبعد أن كانت كلمة أصحابها لا تعلوها كلمة في مناطق نفوذهم عليها، تدمي القلب، وتدعو إلى الشفقة، فهذا ( م - ز ) وبعد 28 سنة من العمل ليل نهار في عز زمن الرصاص، أقعده الشلل، ونخر جسده مرض السكري، ولن يشكل له مد يده لغيره طلبا للعون أي إحراج، إذا علمنا بأن تقاعده بالكاد يصل إلى 870 درهما في الشهر، وزميله (ع - ه ) لم تشفع له 34 سنة في خدمة السلطة، ليكون له تقاعدا مريحا في نهاية العمر، بل سيجد نفسه قريبا من التسول بعد الحكم عليه بالإفراغ حين عجز عن أداء السومة الكرائية، وكيف له بذلك وما يستخلصه شهريا لا يتعدى 1000 درهما. أما المرحوم ( م – م) فقد كان الشارع سيحتضن أفراد أسرته التي خلفها وراءه لولا تضامنهم مع بعضهم إلى حين تجاوز العاصفة، فكيف كانت أرملته ستدبر شأن أبنائها، وتواجه المتطلبات الدنيا للحياة ودخلها الذي توفره لها الإدارة لا يتجاوز 450 درهما شهريا…
 تلكم كانت حالات مأسوية من بين أخرى كثيرة يوجد أصحابها في كل مدينة وقرية، تنكر لخدماتهم أعتا جهاز، وأقوى وزارة، وعندما تململوا بمناسبة الربيع العربي من أجل إسماع صوتهم للمطالبة بحقوق دنيا من أجل الشعور بكرامتهم وإنسانيتهم،  كان رد إدارتهم على تحركاتهم المشروعة قاسيا، كما نقلت ذلك بيانات تنسيقيتهم، رد جاء على هامش ورش بناء دولة الحق والقانون، وحماية حقوق الإنسان.

الثلاثاء، 19 يونيو 2012

ميز بين موظفي المغرب وأسرهم من طرف الحكومة


 ميز بين موظفي المغرب وأسرهم من طرف الحكومة
ـ أن لهذه الوزارة جمعية ومداخيل مهمة، وهو ما لا يتوفر لآخرين، أي لوزارات أو قطاعات أخرى.<br />
ـ يستطيع موظفو هذه الوزارة توفير من� لأبنائهم عبر هذه الجمعية، وهو ما يعني ريعا مغلفا ب
 مصطفى لمودن
إنه نموذج ريع آخر لا يمكن السكوت عنه، الأمر يتعلق بإغداق الأموال على بعض مؤسسات العمل الاجتماعي التابعة لوزارات محظوظة ومنح أخريات القليل أو تجاهلها… هناك من يحصل على خدمات متنوعة من الموظفين والموظفات وأسرهم، وهناك من يتلقى الفتات..
أعرض عليكم الحالة، وبعدها يحق مناقشة الأمر، بل واتخاذ موقف…
تحدث يوسف العمراني الوزير المنتدب في الخارجية في حوار مطول مع المساء عدد 1784 ليوم الاثنين 18 يونيو حول "جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي وزارة الخارجية قائلا:".. والوضعية المالية للجمعية مريحة جدا لأن 60 في المائة من الميزانية تذهب نحو التعويض عن تمدرس أبناء الدبلوماسيين. كانت هناك انتقادات وملاحظات وهذا أمر طبيعي. ميزانية الجمعية، القائمة على مساعدة الدولة، تتراوح كل سنة بين 6 ملايين و10 ملايين درهم، وبعد أداء 60 في المائة منها للبعثات الدراسية يبقى هناك مبلغ يوزع كإعانات على صغار الموظفين في الأعياد والدخول المدرسي والحج.."
نلاحظ: ـ أن لهذه الوزارة جمعية ومداخيل مهمة، وهو ما لا يتوفر لآخرين، أي لوزارات أو قطاعات أخرى. 
ـ يستطيع موظفو هذه الوزارة توفير منح لأبنائهم عبر هذه الجمعية، وهو ما يعني ريعا مغلفا ب "الأعمال الاجتماعية"، وإن كنا لا ندعو لحرمانهم من ذلك، ، لكن كيف يحرم طلبة أبناء موظفين آخرين لمجرد أنهم يتوفرون على راتب لا يتعدى 3000 درهم؟
ـ هناك ميز تقوم به الدولة تجاه موظفيها، فمنهم المنعم عليهم، بجمعيات في "الشأن الاجتماعي" لها ميزانيات وافرة وبدعم حكومي، ومقرات، ودور ضيافة لإقامة الأبناء الذين يتابعون دراستهم الجامعية، ومقرات للاصطياف.. ناهيك عن تدخل "الكبار" منهم ليحصل أبناؤهم على مواقع مريحة في المعاهد والجامعات.. بينما آخرون أمامهم الضياع أو الانخراط في تعليم أقل جودة، والتعرض لصعوبات بالغة قد تكون حائلا أمام متابعة الدراسة أصلا.
ـ نتذكر واقع وحالة "الأعمال الاجتماعية" لموظفي التربية والتكوين، فقد كانت وما تزال في واقع بئيس،  حتى أن هذه الجمعية لا تجد أي حرج في عرض الأقسام الدراسية بمؤسسات تعليمية وبالمقابل كي يقضي فيه نساء ورجال التعليم عطلتهم الصيفية رفقة أفراد اسرهم!!! ، وقد خرجت إلى الوجود فيما بعد "مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية" لتسد فراغا مهولا وتحاول جبر الضرر، وقد تلقت أموالا مهمة من طرف الحكومة وما يقتطع شهريا من أجور الموظفين، وحاولت التركيز على تقديم مساعدات مالية من أجل السكن عبر تأدية نقط من فوائد البنوك ، ثم التمريض والاستشفاء، وتقديم بعض المنح للطلبة على أساس التفوق الواضح وبنسب محددة. لكن كثير من الأموال تقدم لشركات تأمين ونقل المرضى.. الخ، بدون أن تكون لذلك استفادة واضحة يصل مفعولها إلى غالبية المعنيين.. والمثير أن "جمعية الأعمال الاجتماعية" الأخرى "المنتخبة" بقيت على هامش الدورة المالية، رغم عقد اتفاقية شراكة بين الطرفين.. وقد جعل رحيل محمد مزيان بلفقيه الذي كان يشرف على "مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية" غالبية الأشغال شبه مجمدة وبدون فاعلية أو إبداع..
المؤكد بالدليل وبالواقع الملموس أن الدولة تفرق بين موظفيها في المغرب من حيث الأجور والتعويضات والخدمات الاجتماعية… ما يتطلب بإلحاح اللجوء إلى  المساواة الضرورية، فلم يعد في المغرب موظف "نافع"، وآخر "مغضوب" عليه، يستحق العقاب قبل  العناية، مع عدم إغفال بقية المواطنين الذين ليس لهم أي سند أو جمعية أعمال اجتماعية.

الاثنين، 11 يونيو 2012

من أجل مدرسة مغربية مواطنة يوم دراسي من تنظيم نيابة التربية الوطنية بسيدي قاسم


 من أجل مدرسة مغربية مواطنة 
يوم دراسي من تنظيم نيابة التربية الوطنية بسيدي قاسم
مصطفى لمودن

شهدت قاعة بلدية سيدي قاسم أشغال يوم دراسي يوم الثلاثاء 5 يونيو الجاري، تمحور حول موضوع " من أجل مدرسة مغربية مواطنة"، شارك فيه ثلثة من الأساتذة بمداخلات وفق ثلاث محاور أعقبتها نقاشات وتساؤلات..
 في ترحيبه بالمشاركين اعتبر أحمد حفار نائب وزارة التربية الوطنية بسيدي قاسم موضوع المدرسة يشغل بال الجميع، مؤكدا على أن المدرسة أداة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، متوقفا عند مراحل "الإصلاح" التي عرفتها المدرسة العمومية، وقد دعا الجميع إلى الانخراط في ذلك كالحكومة والبرلمان والأحزاب والمؤسسات المهنية والإدارات الترابية والعلماء والمثقفين والشباب "من أجل جهد جماعي لإصلاح منظومة التربية والتكوين"، وشدد على ضرورة انفتاح المدرسة على محيطها.. وأخبر بأن حصيلة اليوم الدراسي ستنشر في مجلة "أصداء تربوية" التي تنشرها نيابة سيدي قاسم.
  وفي تدخله قال عبد اللطيف اليوسفي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين إن "المدرسة في حاجة لتوسيع قاعدة حلفائها الموضعيين، حلفاء المدرسة المساهمين في تطويرها"، ويرى بأن "المدرسة هي الرهان الوحيد لتطوير المجتمع"، ودعا إلى جبهة وطنية لدعم المدرسة العمومية التي تحتضن حسبه 90من أبناء المغاربة..
ألقى العرض الأول جمال خلاف المتخصص في المناهج التربوية والتقويم، ذكر في البداية أنه أشرف على ورش حول المناهج التربوية مباشرة بعد صدور الميثاق الوطني للتربية والتكوين، واعتبر "المناهج" أداة لتحقيق أهداف بعيدة في مجال التربية والتكوين مع الأخذ بعين الاعتبار حاجات المتعلم، المناخ العام، وما يتوفر من إمكانيات.. وأضاف أن إعداد ذلك وتوثيقه عرف عدة مراحل ومجهودات كثيرة، وإعادة صياغة "الكتاب الأبيض" في ثمانية أجزاء بمشاركة 533 إطار، وإجراء بحوث واستشارات شملت 5575 مفتش ومدير وأستاذ.. من أجل مراجعة المواد وإعادة هيكلة الأسلاك والمناهج والامتحانات وإعداد النصوص القانونية في أبعاد متعددة تعنى بالقيم والكفايات والاختيارات ومعرفة الذات والتعبير عنها والتموقع وتقدير المنتظرات وتنمية الذكاء البشري.. لكن المؤسف أنه وقعت قطيعة مع كل ذلك المجهود بمجرد تبديل وزير بآخر، فعينت لجنة أخرى مصغرة، ولم يعد للتعليم المدرسي امتداد في التعليم العالي، يقول المحاضر "لقد صدمت بما سار عليه الوضع، وأجهضت العملية برمتها (…) أعتقد أن المغرب بقليل من العمل يمكن أن يعود إلى الكتاب الأبيض والوثيقة الإطار، يمكن أن نحسن جودة تعليمنا، ونحقق مستوى راق"، ومن العوائق التي سردها عدم التطبيق السليم لما يوجد في المناهج التربوية من قبل الموارد البشرية داخل الفصول الدراسية.  
 في المحور الثاني الثاني تدخل عز الدين أقصبي أستاذ الاقتصاد والمشتغل بمركز التوجيه والتخطيط، وقد تطرق لموضوع "التخلي عن المدرسة العمومية وعدم المسؤولية وقوى السوق"، وقد وضع تساؤلات محرقة من قبيل "هل المدرسة العمومية تساهم في التنمية؟"، وقد توقف عند معيقات المدرسة العمومية كالتسرب والهدر المدرسي المهول (619 ألف تلميذ في الأسلاك المدرسية الثلاث سنة 2010)، ظروف التدريس السيئة، إهمال التعليم الأولي، غياب نجاعة تدبيرية، فميزانية التربية الوطنية وفق أقصبي تقدر ما بين 40 و 50 مليار درهم، وعرف "البرنامج الاستعجالي" ميزانية إضافية وصلت إلى 32 مليار، دون أن يتوفر تقييم لذلك، مع استمرار العجز في الجودة، وانخفاض مشاركة الملتزمين ككل، تعليم لا يؤهل إلى العمل والمساهمة في التنمية الاقتصادية، واستمرار الفساد في التسيير المالي والصفقات العمومية.. وتوقف باسهاب عند معضلة "الدروس الخصوصية"، واعتبرها مشكلا جد خطير، وحسب دراسة يتوفر عليها شملت 769 تلميذ وأسرهم، هناك 332 ممن يتلقون هذه "الدروس"، خاصة في الرياضيات والفيزياء والفرنسية… وذكر متعاطوها أنهم تعرضوا للابتزاز من طرف الأساتذة وقد أصبحت شبه إلزامية، وبكلفة عالية تصل إلى 20من دخل الأسر، ما بين 400 إلى 5000 درهم، والدافع إليها الرغبة في ولوج المعاهد، مما يضرب حق المساواة باستعمال المال حسب صاحب العرض.. ودعا لنقاش عمومي حول واقع المدرسة وآفاقها، ووضع آليات الشفافية والمحاسبة لأن هناك "فساد كبير في الدولة"، وترشيد النفقات ومد المؤسسات التعليمية بميزانية قارة.. وربط المحاضر الحلول بإشكالية اختيارات كبرى في المغرب وليس بالقرارات التقنية.  
 تطرق رئيس "جمعية الشعلة للتربية والثقافة" إلى "دور المجتمع المدني في ترسيخ الثقة في المدرسة العمومية"، وقد حرص على إبراز دور  نساء ورجال التعليم في تاريخ المغرب الحديث، ومساهماتهم النضالية للدفاع عن قيم الديمقراطية والعدالة والمساواة، متوقفا عند أبرز المحطات التاريخية التي تؤكد وجهة نظره، إلى أن "تقرر إبعادهم عن الأحزاب والمجتمع المدني، وبداية تحقيرهم" حلى حد قوله.. ثم أثار جملة من مساهمات الجمعية التي يرأسها لدعم التمدرس والمدرسة العمومية، وقد اشتغلت طيلة موسم 2009/2010 على محور "تجديد الثقة في المدرسة العمومية"،، وقد دعا بدوره إلى "جبهة وطنية للدفاع عن المدرسة العمومية"، مبرزا واجهات التدخل من أجل ذلك..
وفي نفس المحور كانت لعبد العالي مستور  مداخلة بعنوان " المرتكزات الدستورية لهوية المدرسة العمومية ووظائفها"، وقد اعتبر الاهتمام بالمدرسة واجبا، ورأى بأن الظرفية الحالية والدستور الجديد يسمح بإعادة التفاوض حول المدرسة العمومية ووضع تعاقدات ومساءلة المسؤولين عن ذلك، ويرى أن هناك مجهودات وتحسن وتوسع في الإقبال على المدرسة وتنامي الاهتمام بها، لكن لا أحد يجادل في معوقات المدرسة العمومية، من ذلك تهرب الكل من تحمل مسؤولياتهم، وهيمنة خطاب دغمائي تنميطي، من قبيل ضعف المردودية، فإذا كان هناك من يذكر الإيجابيات، فلا أحد يتحدث عن السلبيات، وقد سرد بانفعال جملة مشاكل تعانيها المدرسة العمومية، من ذلك النفخ في النقط، اللجوء المضطرد للدروس الخصوصية المؤدى عنها.. وشدد على ضعف انخراط الجميع في الصلاح، ومحدودية التزام الدولة والحكومة، مع بروز واضح لما أسماه "استبداد التسيير الإداري والمسطري"، وغياب تصور واضح عما نريده من المدرسة، مع تضارب وتناقض الرؤى في ذلك، سواء في القضايا الأيديولوجية أو الخيارات الكبرى للمدرسة على مستوى التشغيل واللغة.. منهيا مداخلته بالدعوة إلى "انطلاق حوار وطني ومجتمعي حول المدرسة"، ووضع تعاقد من أجل المدرسة يحدد الحقوق والواجبات (دفتر تحملات)، بعيدا عن المزايدات والصراعات الإيديولوجية، بحيث "يجب أن يوفر المجتمع الإمكانيات للمدرسة ليطور التلميذ كفاءاته".
تابع اليوم الدراسي عدد من الأساتذة والإداريين وبعض التلاميذ الذين كانت مداخلاتهم متميزة عكست مستوى هواجسهم من "الحيرة والاضطراب" الذي يعرفه التعليم في المغرب، وقد علق في الختام بوبكر لاركو منسق اليوم الدراسي على غياب الشركاء وقلة دعمهم للمدرسة بملاحظة عن تغيب خمس نواب برلمانيين مدعويين بقوله " مؤسف، وجهنا الدعوة لخمس برلمانيين لم يحضر أحد" وبقيت مقاعدهم شاغرة تشهد على ذلك.

صرخة الشباب: أين فضاءات الرياضة؟


صرخة الشباب: أين فضاءات الرياضة؟
مصطفى لمودن
 
إنهم ثلة من الشباب في بداية ربيع عمرهم وقد تفتقت حيويتهم وعبقريتهم معا، هوايتهم رياضة كرة السلة، غالبيتهم يتابعون دراستهم بإعدادية عمر بن الخطاب بسيدي سليمان، يجمعهم حي "معمل السكر" للسكن. لكن تقل فضاءات ممارسة هذه الرياضة التي تتطلب بعض التجهيزات الضرورية كالسلة (المرمى) التي تحتاج لعمود على ارتفاع معين وأرضية مناسبة وكرة خاصة… لا توجد بعض من هذه المتطلبات إلا في مؤسسات تعليمية محدودة، لكن للأسف حسب هؤلاء الرياضيين الذين تحاورنا معهم لا يسمح لهم باستعمالها رغم أنف كل "الاتفاقيات" التي وقعت بين بعض الوزرات المعنية كوزارة الشباب والرياضة ووزارة التربية الوطنية لنفس الغرض، ومن المعلوم أن أغلب مثل هذه الاتفاقيات تبقى حبيسة الأوراق بمجرد مرورها عبر حفل فلكلوري تنقله التلفزة الرسمية..
هؤلاء الشباب لم يستسلموا للأمر الواقع وتوصلوا إلى حل عبقري يسمح لهم بلعب كرة السلة، فقد صنعوا شباكا متنقلا، يحملونه إلى أماكن فارغة قد تكون موقف سيارات أو طريق، وينصبونه اعتمادا على أحجار تبثون بها العمود الحامل للسلة، ورغم ذلك قد يأتي من يطردهم من هذه الساحات…
 
تحية للشباب الذي لم يستسلم للفراغ
 
وجدير بالإشارة أن هؤلاء الشباب وفق ما توصلت به من معلومات بعدما غادرتهم أنهم يمثلون الإقليم في مسابقات رياضية مدرسية، هكذا يقضون بهم الغرض ويتركونهم عرضة للخلاء ولإمكانياتهم البسيطة، وهم بذلك قد فعلوا خيرا بأنفسهم (الشباب)، فممارسة الرياضة خير من الارتماء في أحضان المخدرات وأشياء أخرى مضرة بالعقل والبدن… 
إن الحديث في موضوع الرياضة بسيدي سليمان ذو شجون، خاصة غياب الفضاءات المناسبة، فباستثناء الملعب البلدي ذي الأرضية الترابية والموروث من حقبة قديمة، وباستثناء أحد الملاعب الصغيرة المتواجد شرق حي السليمانية (الصورة).. لا شيء إطلاقا للرياضة؛ المسبح المسمى زورا "أولمبيا" غير صالح رغم كل الأموال الطائلة التي التهمها، وقد باءت بالفشل محاولة لفتحته أمام مستعمليه السنة المنصرمة رغم إحضار القناة الثانية لتشهد على ذلك!  ويلجأ الشباب والأطفال عندما يصحو الجو إلى ملاعب عشوائية متربة (على قلتها) تسلم مؤقتا من الإسمنت والحديد لممارسة كرة القدم ، سرعان ما يتم منعم منها، عبر رمي الأتربة بها أو وضع منشآت عليها، والغريب أن كل "التجزيئات السكينة" لم تراع ذلك وتترك أماكن مناسبة للإنشاء فضاءات مماثلة. ومن المعلوم أن وزير الشباب والرياضة كان قد حل بسيدي سليمان قبل أشهر قليلة وقيل إنه وقع اتفاقيات مع الجماعات المحلية بالإقليم من أجل إنشاء ملاعب القرب، لكن يجهل لحد الآن مدى التزام كل الأطراف بما تم التوقيع عليه، وتطرح تساؤلات حول جودة المنشآت المنتظرة كما هي العادة دائما، وقد سبق لمتتبعين من جماعة أولاد بن حمادي أن أثاروا لنا ملاحظات سلبية حول "الملعب" الخاص بجماعتهم..
المطلوب فتح المؤسسات التعليمية التي تتوفر على ملاعب للرياضة في وجه الشباب يوم الأحد على الأقل وأثناء العطل، وتوفير ملاعب متعددة الاستعمال، وإنجاز قاعة مغطات للرياضة ولو واحدة، والأساسي توفير المؤطرين الكافين لذلك..
ونسجل بالمناسبة غياب المجمتع المدني في مساندة الرياضة بسيدي سليمان باستثناءات قليلة.
إن ما قام به بعض شباب حي "معمل السكر" من الاعتماد على أنفسهم لممارسة كرة السلة فيه إدانة لنا جميعا، للمسؤولين والمجتمع والمنتخبين… وعلى ذكر هؤلاء، يستفز المواطنين عدد سيارات "المصلحة" التي تجوب المدينة، أو التي تتوقف أمام بعض الإدارات كالعمالة، كما لا يمكن لسكان سيدي سليمان أن يهضموا بسهولة اقتناء المجلس الحضري بها لعشر سيارات خفيفة، والرئيس يتنقل على سيارة فخمة كأنه رئيس دولة..ولا يفضل المسؤولون "الكبار" غير ال4*4، بحيث لا تليق بهم السيارات الأخرى!.. إن كل هؤلاء لا يريدون تحمل مسؤولياتهم أمام الاحتياجات المختلفة للمواطنين.   
متى ستصل الكرة إلى مرمى المسؤولين؟
 

 
الملعب الصغير بجانب حي السليمانية، رغم صغره وخطورة أرضيته يؤدي خدمة مهمة
 
كرة القدم فيما تبقى من أراض عارية رغم قلتها بين الدور السكنية

السبت، 9 يونيو 2012

الكرة والديمقراطية


 الكرة والديمقراطية
مصطفى لمودن
لن أخوض في الحديث عن مستوى كرة القدم والمنتخب المغربي سواء انتصر أو انهزم  ومهزلة الأجر الخيالي للمدرب.. لأن ذلك أصبح  من تحصيل حاصل، وسبة في وجه فقراء المغرب وكل المحتاجين تماما كمهزلة أخرى اسمها "موازين".. لكن لتسمحوا لي بسرد الآتي، المخزن لا يريد أن يفرط في الرياضة، لأنها تثير الجماهير وأحيانا تهيجهم، وأينما كانت "الجماهير" فتمة ما يمكن استثماره سياسيا، غير أن الجرة لا تسلم كل مرة، فبقدر ما تثير الكرة الأفراح والمسرات وتلهي البعض وتكون بمثابة أداة لتفريغ الضغوطات النفسية والاقتصادية والاجتماعية..الخ. بقدر ما تثير السخط والنقد اللاذع.. فما علاقة كل هذا بالديمقراطية؟  أود أن أؤكد أنني لست من هواة "المآمرة"، ورد بعض المظاهر لتأثيرات خارجية وحبكة محكمة من قبل المغرضين أو المناوئين أو المنافسين.. إلا ما كان ظاهرا واضحا بالدليل والبرهان..
 ليلة الخميس 7 ماي أصبح محمد بودريقة رئيسا لأحد أعرق الأندية المغربية، إنه الرجاء البيضاء، بعدما انسحب ثلاثة منافسيه هم سعيد حسبان وجمال الخلفاوي ومحمد الناصري، عبدت الطريق أمامه للرئاسة برفع الأيادي! عوض أن يكون هناك تنافس ديمقراطي حقيقي
بين الرؤى والمشاريع، وعلى أساس ذلك تكون "المحاسبة"، وأكثر من ذلك ترك للرئيس حرية اختيار من يشتغل معه في المكتب المسير.. قد يكون جمهور الرجاء ومحبوه لا يهمهم الأمر إطلاقا مما نتحدث عنه من إعمال الديمقراطية، ولا ينتظرون غير النتائج الإيجابية، لكن من "الخيمة تيخرج مايل" كما يقال.. وإذا كانت لم تتكرس بعد سلوكات الديمقراطية لتشكيل المكاتب المسيرة لدى الفرق الرياضية فليس مستبعدا أن تكون للسلطة يد في ذلك، وهي تراقب وتتابع وتتدخل في الشاذة والفادة (بالفن وبالعلالي).. ألم تكن نفس السلطة وراء وصول علي الفهري كمرشح واحد ووحيد ليحتل رأس جامعة كرة القدم؟ وحتى يكون ذلك منطبقا (يعني بالفن) مع قوانين الفيفا (الجامعة الدولية لكرة القدم) الصارمة، وضع الرجل على فريق "الفتح" أولا.. وبقية القصة والتعثرات والتعاقد مع مدرب جد مكلف والانغلاق وعدم الانفتاح على الرأي العام.. كل ذلك يعرفه الصغير قبل الكبير.. فلماذا كل هذا إذن؟
لأن الديمقراطية كشتلة زيتون، حينما تغرسها في التربة المناسبة وترعاها تكبر وتعطي إنتاجها.
هناك من يكره أي حديث عن الديمقراطية، لأنها تعني اختيار الاجدر والأصلح وفق تعاقد مضبوط لفترة زمنية محددة.. هذه التربية على التدرج هناك من يقف ضدها، ولا يريدها أن تكون حلا ومفتاحا ومنهاجا وطريقا.. نحو الأحسن والأفيد والأقوم.. ربما لا يعرف الكثيرون من جمهور الكرة أن التنافس على إدارة فريق كإفسي بارشلونة لكرة القدم يشبه التنافس على رئاسة جمهورية، حيث تحضر كل مواصفات التنافس والاصفافات والاستقطابات والمواجهات الإعلامية.. في المغرب تدخل السلطة لتنصيب من تريده رئيسا لفرق الكرة (بالفن أو بالعلالي) كما تدخلت مرارا لتختار رؤساء الجماعات القروية والحضرية والمجالس الإقليمية والجهوية ورؤساء البرلمان واللجان المتفرعة عنه… حتى لا تنطلق "شراردة الديمقراطية" من هنا وهناك.. وفعلا يوجد الكثيرون ممن يستفيدون من هذا الوضع، ومن يجنون الثمار من الريع السياسي والرياضي على طول المغرب وعرضه.
ألم يعين إدريس بنهيمة التكنوقراطي ليدافع عن ترشيح المغرب لاحتضان نهائيات كاس العالم؟ وبعده جيء بسعد الكتاني المصرفي السابق لنفس المهمة، لكن بدون نتيجة، والأغرب لحد الآن لا أحد يعرف كم انفق المغرب من أجل حملته لاحتضان كأس العالم.. والسبب غياب الديمقراطية..
نؤكد أننا نحب المغرب، ونريد لجميع فرقه الفوز ولرياضته التقدم والازدهار ولن يحدث ذلك إلا في أجواء ديمقراطية حتى يساهم الجميع في تنمية البلد وازدهاره، فليس من السهل اليوم أن يصعد إلى مسؤولية فرق الكرة أي كان، ومن يشكك فليجرب.
———–

الخميس، 7 يونيو 2012

 الحزب الاشتراكي الموحد، المجلس الوطني يصدر بيان دورته الثانية
  تنديد بسياسة القمع ورفع الأسعار وإعفاء الأغنياء من الضريبة ومنح حصانة للعسكريين
 
إن المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد المنعقد في دورته الثانية بالمقر المركزي للحزب بالدار البيضاء يوم الأحد 03 يونيو2012، بعد تدارسه لسمات الظرفية السياسية والأوضاع العامة باختلاف مستوياتها، والتحديات المستقبلية، في ظل الأزمة المالية والاقتصادية الدولية، الناتجة عن أزمة بنيوية للرأسمالية، وفي ظل المخاض الذي تعرفه الثورات العربية المنتفضة ضد الاستبداد والمطالبة بالتغيير الديمقراطي والكرامة والعدالة الاجتماعية، والصامدة أمام تدخل القوى الإمبريالية و الدول الخليجية التقليدية الرجعية. وأمام محاولة التيارات الأصولية ولوبيات الفساد الانقضاض على ثمار الثورة. وفي ظل استمرار نفس المعيقات البنيوية، السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتراجع في مجال الحريات وحقوق الإنسان في بلادنا، خلص المجلس الوطني إلى ما يلي:
1- أن الأوضاع العامة ببلادنا تتسم باستفحال الأزمة الاقتصادية والاجتماعية: تفاقم البطالة، تدهور القدرة الشرائية، انتهاج سياسة قوامها القمع والاعتقالات والمحاكمات اتجاه العديد من الحركات الاحتجاجية، والهجوم على حقوق المرأة بتبرير زواج القاصرات وعلى حرية الرأي والتعبير والتضييق على نشطاء حركة 20 فبراير ومن بينهم مناضلي الحزب الاشتراكي الموحد، كل ذلك ضمن سياسية انتقامية من دينامية الاحتجاج.
2- يعتبر المجلس أن قانون تقنين حصانة المسؤولين العسكريين يكرس سياسة الإفلات من العقاب، ضدا على ما أقرته توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة، ومطالب الحركة الحقوقية والديمقراطية ببلادنا، والتزامات المغرب أمام المواثيق الدولية التي تتأسس على اقتران المسؤولية بالمحاسبة والمساءلة. ويِؤكد المجلس الوطني على ضرورة سحب هذا المشروع من البرلمان لتعارضه مع مفهوم دولة الحق والقانون.
3- تردي الخدمات العمومية في المجالات الاجتماعية( الصحة، التعليم، السكن…) و ما لها من انعاكس على أوضاع العمال والمستخدمين، والفئات الاجتماعية الفقيرة عموما. بالمقابل إعفاء الفلاحين الكبار من الضرائب، والتراجع على فرض الضريبة على الثروة.
4- غياب الإرادة السياسية للإصلاح الجدري لصندوق المقاصة لإنصاف ذوي الدخل المحدود. ولعل الزيادة الأخيرة في أسعار المحروقات والتي ستنتج عنها زيادات أخرى، ستعمق ضرب القدرة الشرائية للمواطنين وتزيد من نسبة المقصيين والمهمشين، وعليه يحذر الحزب الاشتراكي الموحد من المضاعفات الاجتماعية التي من شأنها الزيادة من حدة الاحتقان لدى فئات واسعة من الجماهير الشعبية، والتي تستوجب سياسات استعجاليه منصفة .
5- ضرورة محاربة الفساد بكل تمظهراته، إذ لا يمكن الاكتفاء بنشر لوائح المستفيدين من بعض الرخص والمأدونيات، بقدر ما يجب اتخاذ إجراءات حازمة تجاه هدر المال العمومي وتطبيق سياسة عدم الإفلات من العقاب في الجرائم الاقتصادية والسياسية. مع أولوية إصلاح القضاء باعتباره حجر الزاوية لكل تقدم منشود نحو دولة الحق والقانون التي تقوم على أساس المساواة وشرعية المؤسسات والفصل الحقيقي بين السلط.
6- إن الرفع من وتيرة النضال الديمقراطي الجماهيري يفرض على كل القوى الديمقراطية وقوى اليسار وكل الفئات الشعبية المتضررة، تجديد فعلها النضالي الاحتجاجي السلمي بمختلف الأشكال والأساليب بما في ذلك الانخراط الفاعل في دينامية حركة 20 فبراير، والمساهمة في إعطائها أفق نضالي أقوى من أجل التغيير الديمقراطي الحقيقي كما يدعو مناضلات ومناضلي الحزب الانخراط القوي في محطة 24 يونيو، اليوم الاحتجاجي الوطني.
7- نجاح مسيرة " الكرامة أولا" التي دعت إليها الكنفدرالية الديمقراطية للشغل والفدرالية الديمقراطية للشغل والتي ساهمت فيها القوى اليسارية والديمقراطية، وقدمت الدليل على استعداد الجماهير الشعبية للمشاركة في كل المبادرات السياسية والاجتماعية التي تضع نفسها ضمن سياق النضال من أجل الانتقال إلى دولة المؤسسات الضامنة لكافة حقوق الإنسان والعيش الكريم. كما أكدت الحاجة الماسة لإعادة بناء السيرورة الكفاحية لقوى اليسار على قاعدة الرؤى الواضحة والنقد الذاتي وتحديد أسس بناء العلاقات النضالية الميدانية.
وتأسيسا على ما سبق يدعو المجلس الوطني إلى الارتقاء بتحالف اليسار الديمقراطي إلى مستوى أعلى من العمل الوحدوي سياسيا وتنظيميا والقيام بالخطوات التمهيدية الضرورية عموديا وأفقيا لضمان نجاح صيرورة مشروع الفيدرالية وبلورته قصد تقديمه للمجلس الوطني للبث فيه.
أما بخصوص الانتخابات الجماعية المقبلة، دعا المجلس إلى ضرورة اعتماد إستراتيجية تنظيمية وتعبوية من أجل توفير شروط جاهزية الحزب لهذه المحطة من الناحية المنهجية والسياسية، بدءا بتنشيط الدورة التنظيمية محليا، وإقليميا وجهويا، و تقييم تجربة الحزب في الجماعات المحلية وتحيين تصور الحزب للجهوية.
في هذا الإطار يؤكد المجلس الوطني على النضال من أجل فرض الآليات المفضية إلى انتخابات ديمقراطية شفافة ونزيهة من حيث الإعداد والإشراف وإعلان النتائج وإرفاق الإعداد للانتخابات بإجراءات للإصلاح وتدابير تترجم وجود إرادة سياسية حقيقية لتجاوز أساليب التزوير، وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين وتأمين حرية التعبير والتظاهر السلمي ورفع كل أشكال التضييق على الصحافة وربط التحضير للانتخابات بسياق الإعداد لهيكلة مؤسسية قادرة على ضمان أداء الاقتراع لمعناه الجوهري ووظائفه الأصلية.
أما فيما يتعلق بقرار سحب الدولة المغربية الثقة من المبعوث الأممي بخصوص قضية الصحراء يؤكد المجلس رؤية الحزب الاشتراكي الموحد أن الحل الديمقراطي المتفاوض عليه، الذي يرتكز على أن حل قضية الصحراء مرتبط بولوج المغرب إلى الاختيار الديمقراطي بدون تردد ولا التباس، وبالتخلي على أساليب الاعتماد على الأعيان والقبيلة والتعاطي الأمني القمعي مع المناطق الجنوبية ويحمل السلطة السياسية مسؤولية المضاعفات السلبية لهذا القرار.
ويسجل المجلس الوطني أن نجاح أشغال هذه الدورة تضع على مناضلي ومناضلات الحزب مسؤوليات مضاعفة لتطوير الدينامية التنظيمية وتفعيل كافة مؤسسات الحزب المحلية والجهوية والوطنية والانخراط  المسؤول في كافة المبادرات الحزبية والجماهيرية بما يعزز انخراط الحزب القوي في كل المعارك السياسية والمجتمعية ويجعل منه معبرا أمينا عن مصالح الفئات الشعبية ومدافعا قويا عن قيم المساواة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية .
المجلس الوطني
الدار البيضاء في:03 يونيو2012

بنكيران رئيس الحكومة يلقي بيانه!


 بنكيران رئيس الحكومة يلقي بيانه!
مصطفى لمودن
اضطر عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة إلى طلب اقتطاع جزء من بث ثلاث قنوات تلفزية، الأولى والثانية وقناة العيون، ليدلي ببيان إلى الشعب يوضح فيه رأيه ليلة الأربعاء 6 ماي 2012، بعدما أشعل بنفسه النار في تلابيبه جراء انطلاق سلسلة متتالية في أسعار المواد والخدمات مباشرة بعد رفع أثمنة الطاقة (البنزين، الكازوال، غاز الطبخ، الفيول الصناعي..)، وحتى أكون صريحا مع نفسي، فأنا أتعاطف مع بنكيران رئيس حكومتنا ياحسرة والذي توجه بطلب ليمر عبر التلفزة، لا نعرف لمن توجه بطلبه وكيف ذلك، هل لأقسام التحرير أم لفيصل العرايشي مدير "القطب العمومي؟ (المغرضون يسمونه المتجمد غفر لهم الله ذلك!)، وقد وصف رئيس الحكومة الزيادة الأخيرة بأنها في صالح المحتاجين! فوعد المطلقات ب 21 ألف ريال، والطلبة ب 8000 ريال والفقراء بالخير الوفير.. لقد أثار مشاكل صندوق المقاصة والأموال الضخمة التي يحتاجها، ولن توفر الحكومة من الزيادة الأخيرة سوى 5 مليارات درهم لسد عجز بقيمة 21 مليار درهم.
من غرائب بنكيران:
-      وصفه حزب "العدالة والتنمية" ب"الحزب ديالي"، هكذا، عوض الحزب الذي أنتمي إليه، وهي زلة لسان لها معاني عديدة، منها نزعة التملك والرغبة في السيطرة على الآخرين..
-      يوقف الصحفي الذي يقوم بمهتمه الإعلامية في طرح الأسئلة ومراعاة الحصة الزمنية والمحاور المتفق عليها في إطار مهنيته واختصاصه، لكن بنكيران يرفض ذلك، ويقف الصحفي بسلطة تعني القهر والتسلط، وكأنه أمام خصوم وليس مجرد صحافي يتساءل نيابة عن الرأي العام، فقال له "ما يمكن ليك تسولني حتى نكمل".. ولولا هدوء وصبر جامع كلحسن المتسم به دائما لقام وغادر المكان محتجا.. وظهر أن رئيس الحكومة تحول إلى طارح للأسئلة عوض أن يجيب عنها، وهو بذلك نسي "دروس الدعم" في التواصل التي تلقتها قيادات من حزبه في فترة سابقة كما نشرت ذلك إحدى الصحف..
-      بنكيران يتق في التقارير التي ترفعها له الإدارة، لقد استعرض أثمنة مواد غذائية متعددة وفي مناطق مختلفة، لكن الأرقام تثير الاستغراب، نعطي مثلا بمطيشة التي قال إنها في الرباط ب 52 ريال للكيلو.. كما ركز على الموز كثيرا وقد سماه البنان وذكر أثمنته في عدة دول من العالم وكأن هذه الفاكهة قد أصبحت من "قوت غالبية أهل البلد"! إن تقارير الإدارة تكون دائما غير مضبوطة في المغرب.
-      قال إن الملك هو من قرر تعميم "راميد" (التغطية الصحية)على مختلف ربوع المغرب، مما يطرح التساؤلات عن دور الحكومة، ألا يمكن أن يكون هذا الطرح تملصا من المسؤولية تجاه برنامج/ مغامرة لقلة الموارد وصعوبة الضبط الإداري أمام الفساد المتفشي في الإدارة والمستشفيات..
-      يقول "إل جاب الله ولقينا البترول اعلاش أنا غادي نزيد على المواطنين)، يعني أن الحكومة بدون تخطيط وتحديد الأفق، وأنها تنتظر المعجزات التي نتمنى بدورنا أن تتحقق (النفط)، ولكنه نفس المسار الذي انتقده لما قال إن هناك من كان يعد الناس بتقديم 6000 ريال لكل مواطن.. وهو كلام غير صحيح، ويشير إلى مقولة كانت تردد عند بداية الاستقلال تتحدث عن 10 دراهم كعائد لكل مواطن من تصدير الفوسفاط، وهو الرقم الذي فاق ذلك الآن.
-      أعلن عجزه عن مواجهة اقتصاد الريع، وإن كان قد وعد بالكشف قريبا عن لائحة المستفيدين من مقالع الرمال. أما رخص نقل سيارات الأجرة فلم يستطع حتى تحديد رقمها رغم قوله بأنها 130 ألف، لكنه أضاف "ما قدرناش نحسبوهم"، ويرى الحل في منح تعويضات لأصحابها في أفق تحرير القطاع، لكنه لا يوافق على امتلاك رخص كثيرة للمستفيد الواحد دون أن يحدد إجراء عاجلا لعلاج المشكلة.
-       ينقل إلى وزير المالية الحديث في موضوع الضرائب والأجور المرتفعة للوزراء، وهو يعتبرها عادية ويدافع عن دفع "تقاعد" للوزراء السابقين، وهو لا يريد ان يكونوا كحراس السيارات (يقول: واش بغيتي الوزير السابق يولي كارديان")، وهو بذلك يهين هذه الفئة الاجتماعية التي لا تجد الرعاية في ظل فوضى الأجور وعدم احترام كرامة الإنسان، والحكومة مسؤولة عن ذلك ولو من باب وضع القوانين والسعي لاحترامها من طرف الجميع.
-       يعلن عن توقيف الإعلانات عن التشغيل إلى أن تنتهي لجنة من اتصالاتها بجميع الوزارات لضبط المباريات حسب قوله، دون تحددي أفق زمني لذلك.
-      لم يحدد موعدا للانتخابات الجماعية، وقال إن ذلك يحتاج لثلاثين قانون ووقت طويل، لكنه تطرق لمقترح وزارة الداخلية التي ترى يونيو 2013 موعدا لإجراء الانتخابات الجماعية.
ختاما نؤكد على فائدة التواصل مع الشعب بطرق وحوامل إعلامية مختلفة، لكن لكل حوار شروطه، وهو إحضار أصحاب الرأي الآخر، ضمان حرية الصحافيين في أن يطرحوا ما يرغبونه من تساؤلات، ولا بأس أن يكون ذلك ضمن محاور متفق حولها مسبقا، أن يكون الحوار جدي يتطرق لكل شيء ولكل ما يهم الوطن، بجرأة وشفافية وبدون لغة الخشب أو طابوهات، ولا يكون الحوار مجرد طرح "بيان" للرأي العام كما حصل اليوم مع رئيس الحكومة دون أن يكون متمكنا من ملفاته، بل وحتى الأرقام التي طرحها في البداية ظهر أن كثيرا منها من إنتاج "مجلس المنافسة"!!
————–

الأربعاء، 6 يونيو 2012

غياب! برلمانيو سيدي قاسم يفضلون الكاراسي الفارغة في يوم دراسي تربوي


غياب!
برلمانيو سيدي قاسم يفضلون الكاراسي الفارغة في يوم دراسي تربوي
 
    فضل خمسة نواب برلمانيين التغيب بدون اعتذار رغم توصلهم بالدعوة عن أشغال يوم دراسي نظمته نيابة التربية الوطني في سيدي قاسم تحت شعار " من أجل مدرسة مغربية مواطنة" يوم الثلاثاء 5 ماي 2012، ساهم أربعة أساتذة لهم علاقة بالتربية والتدبير بعروض هم جمال خلاف، عز الدين أقصبي، محمد أمادي (الرئيس الوطني لجمعية الشعلة) عبد العالي مستور…عدا مداخلات أخرى لمدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الغرب الشراردة بني أحسن عبد اللطيف اليوسفي، والنائب الإقليمي أحمد حفار وعدد من الأساتذة والتلاميذ والمهتمين.. بينما فضل النواب الخمسة الكرسي الفارغ (الصورة)، وقد علق على ذلك أبو بكر لاركو منسق اليوم الدراسي بقوله "مؤسف، وجهنا الدعوة لخمسة برلمانيين  يحضر منهم أحد"، وذلك لما أثيرت مسألة الشركاء المفترضين الذين يدافعون عن المدرسة العمومية والمغربية عامة.. بينما حضر ممثل السلطة المحلية في شخص باشا المدينة، وممثل السكان محليا في شخص نائب  رئيس المجلس الحضري، ورئيس المجلس العلمي وشخصيات أخرى…
———- 
 تنشر المدونة لاحقا تغطية خاصة تشمل ما راج خلال اليوم الدراسي.

من يستغل مساجد سيدي سليمان؟ ملصقات "حركة التوحيد والإصلاح" تغزو بيوت الله


  من يستغل مساجد سيدي سليمان؟
ملصقات "حركة التوحيد والإصلاح" تغزو  بيوت الله 
مصطفى لمودن
كيف يحق ل"حركة التوحيد والإصلاح" أن تستغل المساجد لدعاية لأنشطتها؟  وتضع ملصقاتها على أبواب المساجد بسيدي سليمان؟ علما أنها لا تمارس "الدعوة" لوجه الله، فهي ذراع لحزب "العدالة والتنمية" حيث يسعى هذا الحزب إلى ممارسة السلطة، كما هو عليه الحال الآن في عدة مؤسسات، لعل أهمها الحكومة، وهو عمل مشروع من حق جميع الهيئات السياسية… وعليه، فبالتالي يحق لجميع المنظمات (جمعيات ، نقابات) التي تكون لها علاقة بشكل أو بآخر مع أحزاب سياسية، وحتى التي تمارس العمل الجمعوي والمدني بدون أفق سياسي، يحق لها بدورها استعمال المساجد للدعاية لأنشطتها.. لقد درجت جميع الهيئات المحلية على نشر بلاغاتها وبياناتها بعيدا عن المساجد، بينما هذه الجمعية تريد سن بدعة جديدة خاصة بها.
كيف يتصور أطر "حركة التوحيد والإصلاح" هذا الموقف الاستغلالي والانتهازي للمساجد وهي بيوت الله الخاصة بالعبادة، والمفتوحة في وجه جميع المؤمنين والمؤمنات؟ وليس بالضرورة أن يكون هؤلاء جميعا متفقين مع هذه الحركة الدعوية والتي لا ينفصل عملها عن السياسة إلا لمن أصبه حول أو يتعامى.
وما موقف القيمين على بيوت الله؟ ونعني بهم ممثلوا وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجلس العلمي، ونعتقد أنه لا يمكن التبرير بأي اتفاقية شراكة بين الجمعية المعنية ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تكون موقعة بين الطرفين، لأنه لا يمكن أن يكون مجالها هو استغلال المساجد لأغراض ضيقة، إن إعلانات الجمعية المقربة من "العدالة والتنمية" توضع إلى جانب إعلانات المجلس العلمي نفسه كما يظهر في إحدى الصور.. ثم ما مسؤولية وزارة الداخلية والأجهزة التابعة لها من الأمر؟ كان بودي أن أطرح هذه التساؤلات على المعنيين بالأمر مباشرة، لكني لا أملك الصفة( الصحفية)، رغم أن حق الحصول على المعلومة يجب أن يكون متاحا للجميع.. ويبقى المجال مفتوحا لكل من أراد أن يوضح.
ما أشرت إليه ليس القصد منه التضييق على أي حركة جمعوية، ولكنها دعوة ليتحمل الجميع مسؤوليته، حتى لا تتحول المساجد لأغراض أخرى هي بعيدة عنها، قد تجلب مضار كثيرة…
من ذلك تهافت آخرين على أبواب المساجد ومداخلها لوضع إعلاناتهم في إطار التعامل بالمثل الذي تضمنه كل الأعراف..
————-