الثلاثاء، 30 يونيو 2009

جدلية الصراع الانتخابي بسيدي سليمان انتفاء الرجة وإحلال المطبوخ المبتذل (الجزء الثاني)


جدلية الصراع الانتخابي بسيدي سليمان
انتفاء الرجة وإحلال المطبوخ المبتذل
(الجزء الثاني)
 
 
 إعداد: الحسين الإدريسي
في الجزءالأول  تتبعنا قراءة نتائج الإنتخابات في سياق المنافسة ما بين الأحزاب المرشحةللإستحقاقات الأخيرة، مهتمين بالفائزين كما بالخاسرين متسائلين عن الأسباب التي كانت وراء ذلك، لنصل في هذهالفقرة إلى ما ترتب عن الصراع الإنتخابي من نتائج على الساحة السياسية والحزبية للمدينة.
 سنتناول بالتحليل كل نتيجة على حدة.
1ـ المجلس الجديد قديم في بنيتهيشكل المجلس الحالي ثمرة تصويت 34%منالمسجلين (46267) ، ( انظر  الجدول2) وهي نسبة ضعيفة مقارنة مع المعدل الوطني(52% فإذا أرجعناها إلى الأصوات المعبر عنها سوف لن يصل إلى 28 %مثلما سجل في الانتخابات التشريعية، مما يبين أن نسبة العزوف لازالت مهمة رغم المجهودات المبذولة بهذا الصدد، سواء تشجيع العنصر النسوي والشباب وتعدد اللوائح، وهكذا أصبح مجلسنا ممثلا للساكنة السليمانية رغم ضعف نسبة المشاركة، عبر الأحزاب التي تخطت العتبة محليا (764.16 صوتا) وهي بالترتيب: - الإتحاد الإشتراكي، الإتحاد الدستوري، الإستقلال، الوحدة والديمقراطية، الحركةالديمقراطية الاجتماعية، العدالة والتنمية، الحزب الليبرالي المغربي (انظر الجدول1).
إنه مجلس لا يختلف إلا قليلا من حيث التركيبة (رجوع نفس الأسماء إذا استثنينا الفائزين الجدد على  المستوى التعليمي) عن المجلس السابق، وهي تتمثل كما يلي:
الأحزاب
الذكور
الإناث
المجموع
العدد
%
المهنة
العدد
%
المهنة
الاتحاد الاشتراكي
7
24.13
التعليم
1
12.5
 
8
الاتحاد الدستوري
6
20.69
االوظيفة الطب الحرفالمحاماة
2
33.33
الرياضةالصيدلة
8
الاستقلال
4
13.79
التجارة الوظيفة العمومية
1
12.5
الفن
5
الوحدة والديمقراطية
4
13.79
المقاولات
1
12.5
 
4
الليبرالي المغربي
3
10.34
المحاماة
0
0
 
3
الديمقراطي الاجتماعي
3
10.34
المحاماةالتجارة
0
0
 
3
العدالة والتنمية
2
6.89
التعليم
1
12.5
التربية
3
 
     ويلاحظ ان الإتحاد الدستوري قد إكتسب حيزا إضافيا على حساب الإتحاد الإشتراكي بفضل فوز مترشحتين ضمن الائحة الإضافية الخاصة بالنساء، خاصة وأن إحدى الأنثيتين الدستوريتين تحضى بسمعة طيبة كدكتورة بالمدينة، وهذا إمتياز له أثر في ميزان المفاوضات وفي المنافسة لتشكيل المكتب المسيرللمجلس، ويلاحظ أيضا أن معالم التحالفات المحتملة  لقيادة المجلس تظهر شبه واضحة مباشرة مع الإعلان عن النتائج (عدد المقاعد المحصل عليها). فهل سينجح  المتنافسان الأساسيان في تدبير ملف التحالف وفق ما تتطلبه الأوضاع المتردية على أكثر من واجهة  بالمدينة أو وفق ما تمليه الحسابات الضيقة إن حزبيا (إن بعض أسماء لائحة الوحدة والديمراطية، الليبرالي المغربي وحتى الديقراطي الإجتماعي ليسوا بغرباء عن حزب الإستقلال )  أم شخصيا ( السادة .المشروحي ، الدواجي، سيبا…) هذا حتى إن تركنا جانبا عامل المال المحرك الأساسي و الخفي / الظاهر في الصراع ليس فقط بالمدينة ولكن على رقعة هذا الوطن ؟ 
2ـ إفشال الخيارالإتحادي وإنجاح المناورات والمال 
لقد أبان الإتحاديون كمكون للصف الديمقراطي عن فشلهم لتدبير ملف التحالفات للعودة الى رئاسة المجلس البلدي بسيدي سليمان، فإن نجحوا في اكتساب الرتبة الأولى في الانتخابات الجماعية فقد فشلوافي انجاز الخطوة الثانية نحو الرئاسة. كيف تعاملوا مع الوضعية الجديدة الناجمة عن انتخابات 12 يونيو؟
فهم الإتحاديون أن الرافعة الوحيدة للوصول الى الرئاسة تمر عبر المنافسين لهم، لذا كان مفروضا طرق كل الأبواب واعتماد كل الآليات  لربح الرهان على هشاشته. عشرة أيام من التحركات والإتصلات وتركيب الأوهام لم تكن كافية لبناء تحالف يبدد الشكوك ويحد من التكهناتما دام أن كل المحاولات تصطدم بشخص الواضع أصلا لاستراتيجة تدبير الإنتخاباتالجماعية  من ألفها إلى يائها، بما فيها العودة الى رئاسة المجلس. هذا مارفضه بعض الإتحاديين فبالأحرى الإستقلاليون والدستوريون المتشبتون بأحقيتهم  في الرئاسة وبمكتب المجلس البلدي الجديد وقطع الطريق على المشروحي ومن معه من الإتحاديين. وبالفعل كان الإتحاديون أمام عدة خيارات تؤدي كلها إلى الباب المسدود، لقد فتحت المفاوضات مع الإتحاد الدستوري، ثم مع الإستقلال، فالعدالة والتنمية بدون جدوى اللهم ترويج معيقات لدى الطرف الآخر، ربما للتغطية على العجز أو على الأقل الإيحاء بأن الرياح تجري بما لا تشتهيه السفن في ظل الأزمة القائمة .
نفس التحرك يجري لدى الأحزاب المنتصرة الأخرى في الإنتخابات الجماعية وهي تسعى إلى إفشال خطة الإتحاد الإشتراكي مهما كان الثمن، إذ كانت المبادرة من الإتحاد الدستوري لإقناع العدالة والتنمية ثم الوحدة والديمقراطية لتظهر مكانة الإستقلال،  ولتتشكل كثلة غريبةالأطوار ضامنة أساسا إزاحة المشروحي من الرئاسة، و الباقي سهل الإنجاز، إنه تحالفيضم 5 أحزاب؛  الإتحاد الدستوري (8مقاعد ) الوحدة والديمقراطية (4 مفاعد) والحركةالدمقراطية الاجتماعية (4مقاعد) و حزب الإستقلال (5 مقاعد) والحزب الليبرالي المغرب(3مقاعد)، تحالف قوي ب 24 مقعدا على 35 مقعدا، المجلس البلدي كفيل بفرض انزياح الإتحاد الاشتراكي نحو المعارضة رغم أنفه إلى جانب حزب العدالة والتنمية.
  هذه هي صنيعة التجربة الإنتخابية الحالية التي حققت ما لم تحققه أصوات وازنة داخل الإتحادالإشتراكي قبل مؤتمره الأخير أو داخل اليسار.
 هل يمكن الجزم أن التحالف الجديد قد نجح في ما فشل فيه حزب الأصالة والمعاصرة إذ تكتلت كل الإرادات لهدم طموحات الإتحاد الإشتراكي، والغريب في الأمر أن حزب الإسقلال المنتمي للكتلة الديمقراطية أصلا، لم يتردد في الإنضمام إلى التحالف المطبوخ في آخِر لحظة للإطاحة بغريمه ومقابل منصبين في مكتب المجلس فقط،  ربما لفشله في ضمان التناوب مع الاتحاد الاشتراكي في رئاسة المجلس عبر الانتخابات الجماعية
3ـ مكتب جديد… لمهام ضخمة
      و أخيرا انبثق مكتب المجلس عن الاجتماع الصاخب المنعقد بقاعة البلدية في جو محفوف بالتوثر والتخوفات والضغوطات في الداخل كما في الخارج، مما تطلب تواجدا مكثفا للأمن والوقاية المدنية والحضور الجماهيري الضاغط .
 
الثلاثاء23 يونيو 2009 كان يوما مشهودا في المشهد السياسي السليماني، تعرت فيه  كل الممارسات لإغلاق الدورة الانتخابية وإتمام اللعبة بما يليق بها من طقوسات وتعاقدات  قبلية خارج قاعة الاجتماع، للشروع في اختيار الرئيس أولا بعد الجدل حول طريقة الاقتراع ( أوراق بيضاء أو ملونة).
 
 
 
لم تخل الانتخابات منالجذب والضغط بل التهديد المبطن لتسند الرئاسة لهشام الحمداني من حزب الوحدة والديمقاطية ب21 صوتا،  للإعلان رسميا عن نهاية التناوب الاتحادي الاستقلالي على رئاسة المجلس البلدي بسيدي سليمان، وعن فتح المجال من جديد للأحزاب المسماةبالإدارية …التي نجحت بالأسلوب الديموقراطيطبعا لتدبير الشأن المحلي. فهل دخلت المدينة في طورجديد مع المكتب الجديد، المتشكل من ممثلي عن حزب الوحدة والديمقراطية حزب الإتحاد الدستوري حزب الإستقلال والحركة الديمقراطية الإجتماعية، تحالف مطالب بمواجهةالتحديات التنطيمية والإدارية والإقتصادية والإجتماعية، الهادفة بالنهوض بالمدينة بالموازات مع إرتقائها إلى مستوى إقليم. 
 
 
 
 
 
خاتمة
عاشت مدينة سيدي سليمان تحركات إنتخابية عميقة في المشهد السياسي والحزبي لم يخل من مفاجآت… نتمنى أن تكون في خدمة النهوض بالمدينة على كل المستويات لإخراجها من الأزمة الإقتصادية والإجتماعية التي تتخبط فيها عقب إغلاق المعامل وتدهور الخدمات .