الثلاثاء، 25 أغسطس 2009

الملك العام بسيدي سليمان التعامل المزدوج والمناسباتي مع الظاهرة من قبل السلطة المحلية!!


الملك العام بسيدي سليمان
التعامل المزدوج والمناسباتي مع الظاهرة من قبل السلطة المحلية!!
(شاهد الصور في آخر الإدراج
الملك العام حسب أبسط تعريف هو كل فضاء مشترك بين كافة السكان، يستعملونه بشكل جماعي، وغالبا ما يكون هو الطرق والممرات والرصيف والحدائق وفضاءات الإدارات العمومية المسموح بولوجها ومحلات النفع العام كالملاعب وقاعات التواصل… وكل تغيير كلي أو جزئي في هذه العلاقة النفعية تنظم بقانون، سواء صادر عن المجالس المنتخبة أو مصالح إدارية حكومية يخول لها القانون ذلك حسب المساطر الجاري بها العمل، وفي هذا الإطار يدخل تفويت بعض الأماكن في إطار رخص الاستغلال المؤقت… وتبقى للمجالس المنتخبة صلاحيات واسعة في ذلك على المستوى المحلي، أما السلطات الإدارية فمهمتها السهر على تطبيق القانون واحترامه من قبل الجميع بما فيهم الملزمون بشروط "رخص الاستغلال" التي بموجبها يستغلون أماكن معينة.
  هذا من حيث الجانب النظري، أما الواقع فشيء آخر، وتعرف ظاهرة احتلال الملك العام مدا وجزرا حسب المناسبات، وحسب الظروف المحلية لكل مدينة معينة، ففي سيدي سليمان تستفحل الظاهرة بشكل ملفت، وكان أبرزها لوقت قريب كثرة الأكشاك بأهم الشوارع، وقد أنجزت مدونة سيدي سليمان في وقت سابق تحقيقا مفصلا عن ذلك، الآن نسبيا تخلصت بعض الشوارع من تلك الأكشاك العشوائية، لكن بالمقابل استنبتت في أماكن أخرى، بل لوحظ ميز في السماح للبعض دون آخرين بالبناء في آماكن تعرف رواجا أكثر! ولم يطو بعد ملف الأكشاك، مادام "الترخيص" يخضع لشروط لا يعرفها الرأي العام، بل تتدخل فيها مصالح انتخابوية وعلاقات زبونية.
   وإذا كان أي استغلال للملك العام يخضع لشروط يضبطها القانون، فإنه في غالب الأحيان ما يتسم الموضوع بالفوضى والارتجالية، وفي ذلك مآرب متعددة لعدة أطراف، ويمكن تقسيم فوضى احتلال الملك العام بسيدي سليمان إلى ثلاث وضعيات:
1ـ المقاهي: أغلب المقاهي بالمدينة لا تحترم شيئا اسمه الملك العام، وضرورة ترك ولو ممر للراجلين، فحسب آخر مقرر بلدي صادر عن المجلس السابق سمح لكل من يستغل الملك العام في إطار قانوني ألا يتعدى الثلث من المساحة التي تفصل كل محل معني بالشارع العام، والثلثين يبقيان فارغين حتى يعبر الراجلون بسلام، و لا يضطرون إلى مزاحمة العربات كما هو عليه الحال الآن، وبشكل مستمر، ولا يحرك المسؤولون في المدينة ساكنا من أجل فرض احترام القانون، وحماية الراجلين من خطر مداهمتهم من طرف سيارة أو شاحنة… بعض أصحاب المقاهي يتحدون الجميع وينشرون الكراسي والطاولات إلى حدود إسفلت الطريق.
 الدكاكين: يفضل بعض التجار إخراج سلعهم من وسط دكاكينهم وعرضها على الرصيف، معرقلين بذلك حق الراجلين في السير، وهم بذلك(بعض التجار) إما يرغبون في إشهار بضاعتهم وعرضها على الزبناء في وضع مكشوف، أو يسعون إلى ملء الرصيف المجانب لمحلاتهم في سباق مع آخرين قد يضعون سلعهم في نفس المكان، ولكن على كل حال فهم بتصرفهم هذا يمسون حقوق الغير.  
3ـ الباعة المتجولون: وهنا يتفاقم الإشكال أكثر، فنحن أمام ظاهرة اجتماعية واقتصادية وقانونية… هناك سلوك واضح لعدد من المواطنين دأبوا على اقتناء حاجياتهم  من أمكان مفتوحة ومن لدن باعة متجولين، اعتقادا منهم برخص الثمن بالمقارنة مع باعة آخرين، وإلا كيف يمكن تفسير عدم الإقبال على "سوقين" بلديين جديدين أحدثا بالمدينة (للتجار دور في ذلك)، أولهما بشارع محمد الخامس والثاني بجانب حي السليمانية بالنسبة للخضر والفواكه، بالإضافة إلى "السوق البلدي" السابق على علاته، ويهدد باستمرار تجار الخضر والفواكه أصحاب الدكاكين بالخروج إلى الشارع بدورهم، إن لم يكن بعضهم قد فعل ذلك، وكل هذه القصاريات المنتشرة بالمدينة بالنسبة للأثواب والملابس لا تغني البعض من البحث عن حاجياته مما يعرض على الرصيف.
كما أن بعض الباعة يفضلون دفع عرباتهم اليدوية، والذهاب عند الزبون المفترض أينما تواجد، ولا ننسى تهربهم من دفع بعض الرسوم الجبائية والنفقات الإضافية حينما يستقرون بدكاكين، علما أنهم بدورهم يؤدون بشكل يومي جبايات بلدية. ولكن في نفس الوقت يجب ألا يغيب عن بال أحد، أن مثل هذه الأعمال هي مصدر الرزق الوحيد للكثير من الأسر بسبب انسداد أفاق التشغيل بالمدينة، وبالتالي نحن أمام أوضاع اجتماعية مقلقة، لكن في نفس الوقت أمام إكراه تنظيم مجال المدينة. فكيف يحل الإشكال؟
 تعيش المدينة على هاجس الانتقال إلى مرحلة جديدة في حياتها، وذلك لاستقبالها في أجل قريب مقر عمالة الإقليم، وهو مؤشر على بداية التحول من مدينة صغيرة أشبه بقرية كبيرة، إلى "مدينة" تتطلب حدا أدنى من المواصفات، وهو ما يقتضي إحداث تنظيم يليق بصفة "مدينة"، يسمح بإفراغ الشارع العام ليكون انسياب التنقل بشكل طبيعي، وتوفير مرافق حيوية لساكنة يزداد عددها يوما عن آخر، علما أن في المغرب الكثير من المدن التي بها مقر العمالة لكنها تعرف نفس المظاهر.
 لكن أثناء تدخل السلطة المحلية بكل ثقلها لإحداث "التنظيم" المرغوب فيه طبعا من قبل الجميع، تطرأ أحيانا بعض الأحداث والتشنجات، خاصة أمام إصرار الباعة على البقاء في نفس أماكنهم، بعدما تعودوا على ذلك لظهر من الزمن، متذرعين بأوضاعهم الاجتماعية الصعبة التي لا يجادل في حقيقتها أحد، كما وقع مساء الأحد 23 غشت 2009، بين السلطة المحلية وبائعي الفواكه بشارع محمد الخامس وبالساحة المحاذية للسوق البلدي، وقد أسفر ذلك عن اقتياد مواطنين اثنين إلى مخفر الشرطة، وتدخل فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بعد تلقيه طلب مؤازرة من عائلة المقبوض عليهما، وقد عقد أعضاء من الفرع لقاءات مع مسؤولين من مفوضية الشرطة ليلة الاعتقال، ثم مع عميد مفوضية الشرطة في اليوم الموالي، وقد أجرت مدونة سيدي سليمان استجوابا مع رئيس فرع الجمعية الحقوقية المذكورة نعرض له في آخر المقال.
  وتدخلت السلطة المحلية زوال يوم الاثنين 24 غشت 09 لإبعاد بائعي الخبز من التواجد بشارع محمد الخامس، ويشهد الجميع أن عملية الكر والفر تتكرر بشكل يومي، الباعة الذين يكثر عددهم بشكل ملفت ـ أكثر من باقي الأيام ـ في رمضان، يدفعون عرباتهم متنقلين أو ينتظرون زبناءهم في مكان ما، لكنهم في حذر وخوف من مصادرة سلعهم أو ميزانهم، وهي العملية التي أصبحت تتكرر هذه الأيام، وما يشهده الجميع من "حزم وتأهب" للسلطة المحلية من أجل "محاربة الظاهرة" أو التقليل منها، علما أن مثل هذه "الأشغال" متعبة ومحرقة للأعصاب، ومكلفة من حيث تخصيص قوة عمومية مصاحبة، كان يجب أن تتكلف بمهام أخرى كالقيام بدوريات أمنية والتواجد بأماكن أخرى تعرف احتكاكا بين المواطنين بل حتى اعتداءات، كما يقع مساء في السويقة العشوائية بجانب حي أولاد الغازي كما ذكر لنا ذلك مواطنون، وهم يشتكون من قلة الأمن في تلك المنطقة المهمشة.
  وهنا يجب أن نتذكر أحزابا وجمعيات تظهر في مناسبات محددة ثم تختفي، دون أن يكون لها رأي ومتقرحات وطرح بدائل، والمساهمة في تأطير المجتمع، مثلا يمكن القيام بحملة لتوعية مريدي المقاهي كي لا يجلسوا في المقاعد المحادية للطوارات، لأن في ذلك سوء أدب واضح، واعتداء على حقوق الراجلين، كما يمكن مساعدة الباعة المتجولين عن طريق تنظيمهم، واقتراح أماكن محددة لهم دون عرقلة السير والجولان، يلتزمون بالبقاء فيها جميعهم… كما لا يجب أن ننسى دور المجلس البلدي المفترض فيه أنه يمثل كافة السكان، فالانتخابات قد انتهت، لكن غياب هذا المجلس عن الساحة إلى حد الآن يثير الكثير من التساؤلات! ونستغل المناسبة لنذكر السلطات المحلية ببعض الإجراءات التي لا تمت بصلة للقانون ومقتضياته، هل تعلمين يا سلطة محلية أن بائعي الخبز كانوا في السابق داخل السوق البلدي؟ لكن أحدهم بقدرة قادر بنى دكانا في مكانهم قبل سنوات، فخرجوا كما خرج بائعو الحليب، (علما أن للحليب شروطا معينة لتسويقه وليس كما كان يباع هناك) هل تعلمين أن أحدهم أضاف في نفس السوق دكانين؟ (نعم دكانين في مرة واحدة وهو يتوفر على دكانين متقابلين) وبذلك خرج إلى الشارع بائعو الدجاج البلدي والبيض، وهل يعرف الناس أن دكانا أضيف إلى بقية الدكاكين المتراصة المتزاحمة داخل نفس السوق قبل أيام ليزيد من النقص الحاصل في فضاء ضيق أصلا؟ بل هل هذا الذي نتحدث عنه يحمل شيئا من مواصفات السوق البلدي؟ وقد أضيفت إليه العشرات من البراكات القصديرة، التي يتجاور فيها بائعو النقانق مع مرييشي الدجاج! من المسؤول عن هذه الفوضى، ومن سيصلح الأعطاب المنتشرة في شرايين مدينة عاشت على التسيب منذ زمن بعيد؟ ومن حقنا أن نتساءل كذلك عن دور "مصالح حفظ الصحة" بالمدينة، من يسمح ببيع لحوم في الهواء الطلق مرجوعة من أسواق قروية يجهل مصدرها وكيف ذبحت؟ من يراقب بيع الأسماك التي تظل تتجول طول النهار بالشارع؟ علما أن سوق السمك ينتظر من يفتحه، هل توافق هذه المصالح على طريقة ترييش الدجاج بالمدينة والسوق الأسبوعي في براميل حديدية صدئة؟
 يتمنى أغلب الساكنة العيش في مدينة منظمة تتيح إمكانية التسوق عن قرب، وأن تتوفر شروط العيش الكريم للجميع، وأن يكف محتلو الملك العام الأقوياء عن غطرستهم وجشعهم، وأن يكون كل المسؤولين في مستوى المسؤولية وأن يسهروا على مصلحة المدينة والساكنة قبل أن يسهر البعض منهم على مصالحه الشخصية… لكن تنظيم المدينة وحسن سيرها يعود أساسا للمواطنين كافة، عبر الوعي بضرورة التعايش في فضاء يجمع الكل دون فوضى، والمساهمة الفعالة في ذلك، بل والدفاع عن الحقوق التي يضمنها القانون. وبطبيعة الحال لن ينقرض في ظل الظروف التي يعرفها الجميع الباعة المتجولون، لكن يجب تخصيص فضاءات مناسبة لهم.  
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تتابع وترصد
رئيس فرع سيدي سليمان: ندعو إلى وضع رؤية واضحة فيما يخص تنظيم المدينة

    من مهام الجمعية المغربية لحقوق الإنسان متابعة الأوضاع ورصد كل الخروقات الممكنة الحدوث من طرف جميع الجهات المعنية، وجمع المعطيات الضرورية لوضع تقارير حول ذلك، مع إمكانية التدخل في حالة وقوع خروقات، وتختلف هذه التدخلات من إصدار بيانات، تنظيم وقفات احتجاجية، مراسلة المسؤولين، بعث تقارير إلى المكتب المركزي للجمعية قصد تضمين ذلك في التقرير السنوي… ونظرا للتواجد المستمر لفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في متابعة أهم الأحداث والوقائع بالمدينة، أجرينا حوارا قصيرا مع رئيس الفرع عبد المطلب منشح حول احتلال الملك العام بسيدي سليمان وطريقة تدبير ذلك.
 ـ المدونةكيف ترى الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان فوضى احتلال الملك العام؟ 
ـ عبد المطلب منشح: ملف احتلال الملك العمومي قديم جديد، يطفو على السطح كلما قررت السلطات المحلية الدخول في مواجهات مع المحتلين لهذا الملك، حينما تستعمل هذه السلطات العنف المبالغ فيه. نحن نتساءل كجمعية مغربية لحقوق الإنسان، كيف يتم التعاطي مع هذا الملف بشكل موسمي مزاجي؟
ـ المدونةهل لفرع الجمعية رؤية فيما يخص معالجة هذا المشكل؟ 
ـ عبد المطلب منشح: الجمعية في مواكبتها لهذا الملف، في تقديري وفيما يخص الباعة المتجولين، أرى أنه ناتج عن انسداد أفق الشغل في وجه الشباب، وهو ناتج عن إغلاق وحداث الإنتاج التي كانت في المدينة، والتي كانت تستوعب فئات كثيرة من سواعد المنطقة، وتضمن مدخولا يوفر لهم حياة كريمة، مما عمق مشكل البطالة وجعل هؤلاء العاطلين يلجؤون إلى حلول ترقيعية مؤقتة.
ـ المدونةهل تعارض الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تنظيم فضاء المدينة وخاصة مجال الملك العام؟
ـ عبد المطلب منشح: نحن لا نعارض تنظيم المجال، ولكن ندعو إلى وضع رؤية واضحة فيما يخص تنظيم المدينة ككل، وعدم الميز بين المحتلين للملك العام، ونعارض من يبقي على الفوضى الحالية من أجل الابتزاز وقضاء منافع شخصية، وندعو السلطات المختصة إلى عدم اللجوء إلى العنف والإفراط في استعمال القوة من أجل تنظيم مجال الملك العام.
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
الصور
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
من شارع محمد الخامس ! 
بعض التجار يعرضون سلعهم على الرصيف أمام دكاكينهم! 
نماذج من المقاهي التي تحتل الملك العام دون أن يتحرك مسؤول لفرض احترام القانون، الصور أخذت قبل آذان المغرب من شهر رمضان 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استدراك: علمنا أن المعتقلين المشار إليهما قد أطلق سراحهما.

يهم المدونات على موقع مكتوب خطر داهم قادم


يهم المدونات على موقع مكتوب  
خطر داهم قادم
اقتنت "ياهو" الأمريكية الموقع العربي "مكتوب"، الخبر أعلنت عنه قناة الجزيرة مساء اليوم الثلاثاء 25 غشت، وإذا كان مالكو"مكتوب" قد باعوا حقوقا لهم لا يناقشهم فيها أحد، وربما سال لعابهم من أجل رقم مالي ضخم، خاصة أن الموقع المذكور قد بني على مهل منذ سنوات، ويقدم خدمات متعددة منها المدونات بالعربية والتي أوجدت لها بالقوة مكانة متميزة داخل جل الدول العربية، وأصبحت مصدرا للأخبار لا محيد عنه، بل ومؤثرة على الرأي العام المحلي بشكل ملفت للانتباه أمام سيطرة الحكومات أو شركات قوية على القنوات التلفزية وأغلب وسائل الإعلام الأخرى، وأمامنا حالة مصر كأبرز مثل، بالإضافة إلى دول أخرى كالمغرب، بحيث أضحت المدونات تعد بالآلاف، ومتنفسا لمختلف الشرائح الاجتماعية والمثقفين والهيئات المحلية من أجل التعبير والإخبار بالأنشطة والتواصل على مجال واسع، ويعرف بعض المتتبعين وخاصة من تستهويهم المدونات أن شركة "ياهو" قد حذفت من باقة خدماتها المدونات، دون سبب واضح، بل مثل هذه الشركات ما يهما هو الربح المالي فقط، ولاتهم بتقديم خدمات ذات بعد ثقافي وإنساني… ليظهر جشع الرأسمال الذي يستحوذ على كل ما هو مفيد ليحوله إلى خدمته الضيقة الخاصة، وهنا نتساءل عن مصير المدونات التي تعد بالملايين على موقع "مكتوب"، بل نطرح أسئلة أكثر ملحاحية عن دور جهات "ما"،  محتمل أنها لا تستحمل ما ينشر في المدونات، ويمكنها أن تدفع الملايير من أجل إقبار هذه الأدوات الحديثة في الاتصال والتواصل، وقد حملت الأخبار قبل أيام أن الجهات المختصة في مصر قد قننت استعمال الانترنيت، عبر تحديد مساحة معينة لكل مستعمل، بحجة كثرة الطلب وضيق السعة، لكن مستعملين للانترنيت اعتبروا أن وراء ذلك التحكم في أنشطتهم التدوينية وحرية استعمال الشبكة العنكبوتية، وهناك دول أخرى تراقب بشكل مباشر الانترنيت، ومنها ما يحجب مواقع معينة عن مواطنيها، معروف على أن الانترنيت يتوفر على إمكانيات وفرص هائلة، من أجل البحث عن محتضنين آخرين للمدونات أو تخصيص مواقع بالمجان، لكن أن يتهدم موقع أو مدونة وينتهي من الوجود، يصعب تعويضه بسرعة، ونشر رابطه لدى مرتاديه السابقين، ولهذا بيع ـ ربما ـ موقع "مكتوب" بالملايير لأنه معروف، وإلا كانت الشركة المقتنية قد خلقت موقعا مشابها له، لكن رواجه يصعب، ويتطلب سنوات من العمل والإعلانات المكلفة جدا، وهنا نطرح المسؤولية الأخلاقية لموقع كم روج لاستعمال العربية، وعدد من رواده انخرطوا فيه لهذا السبب، باعتباره موقعا عربيا، ومؤسسه الأصلي من دولة عربية هي الأردن،  واعتقد على أنه من اللازم على كل المدونين توخي الحذر، وتسجيل محتويات مدوناتهم، فقد يصبحون على حذفها ويضيع أرشيفهم، الذي قضوا من ورائه أياما من الجهد، بالإضافة إلى ما يتضمنه من معطيات هائلة، تهم أماكن وشخوص وقضايا مختلفة…كما حذفت "ياهو" كل المدونات التي كانت تحتضنها بنقرة على زر، يمكن أن يقع نفس الشيء للمدونات على "مكتوب"، لنقول جميعا متحسرين، والله خسارة، لقد خاب ظننا.
مصطفى لمودن

الأربعاء، 19 أغسطس 2009

الجانب المعتم "لملك الفقراء"


 قصد اطلاع قراء مدونة سيدي سليمان على نموذج مما كتب أو ذكر حول المغرب من قبل جل وسائل الإعلام الفرنسية بمناسبة مرور عشر سنوات على حكم الملك محمد السادس للمغرب، ارتأينا ترجمة مقال بأسبوعية Le journal de Dimache، الصادر في الأسبوع الأخير من يوليوز09، خاصة أن كاتبه Antoine MALO زار سيدي سليمان المدينة والمنطقة، وقد كان له لقاء ببعض الفعاليات المحلية، كما اتصل بمواطنين آخرين في إطار عمله الصحفي، ونحن إذ نعيد نشر الموضوع مترجما، بالإضافة إلى النص الأصلي بلغة موليير، لا يعني ذلك تبنينا لكل ما جاء في موضوعه. (المدونة) 

الجانب المعتم "لملك الفقراء"
 
ترجمة: الحسين الإدريسي
سيكون الحفل، بالتأكيد، رائعا لعدة أيام بطنجة، ضمن الحفلات القليلة التي لا زالت تقيمها بعض الأنظمة الملكية العريقة. وتشير بعض الإشاعات إلى أن مثل هذه الاحتفالات تتطلب صرف ملايين الدراهم لتتهافت إليها الشخصيات القوية بالبلاد. يحتفل المغرب يوم الخميس بعشر سنوات من حكم محمد السادس. ككل مناسبة بيعة، سينحني الرعايا لمرور الملك وحصانه، في ما بعد ذلك سيتم  تقبيل يده أو كتفه، حسب الاختيار مثلما اعتاد القيام به أيام والده الحسن الثاني.
بالنسبة للحداثي محمد السادس، وعمره الآن 46 سنة، هل الحفل يندرج في احترام الطقوس و التقاليد؟ هل يشكل ثقلا آخر على هذا المولع ب "جيت سكي" والمحركات الضخمة؟ كلا ليس كل ذلك، فهو سليل الدوحة العلوية الذي استوعب التقاليد الملكية القديمة بجانب بعض المميزات الأخرى مثل كونه أغنى رجل في المملكة لأن محمد السادس ليس فقط أمير المؤمنين والحاكم المطلق بمملكته لكن أيضا  يوجد على رأس أقوى مقاولة بالبلاد، فبواسطة الشركة الاحتكارية سيجر (SIGER) (SIGER كلمة مقلوبة ل REGIS أي الملك باللاتينية) يراقب القصر القطاعات الاقتصادية الأساسية بالمغرب كالبناء والفلاحة والأبناك، فوحده محمد السادس يمثل 6% من الناتج الداخلي الخام(PIB)، مما يجعله يتبوأ المرتبة السابعة ضمن أكبر الثروات الملكية العالمية، حسب مجلة فوربس(FORBES).
المقصيون من "القطيعة"
هذه من أغرب المفارقات بالنسبة لمن يطلق عليه من بداية حكمه "ملك الفقراء" والذي دشن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2005) للقضاء على الفقر، وبالنسبة للمعروف ك"ملك القطيعة" ليجعل حدا لإتاوات رجالات البلاط، حتى يعيد توزيع الثروات الكبرى للبلاد.
حقيقة، وفي سياق مواصلة إصلاحات والده، عمل على الانفتاح والتغيير، طور السياحة والأبناك والاتصالات ودشن الأوراش الكبرى لإخراج الشمال بالخصوص من العزلة حيث أقحمه الحسن الثاني، كما منح المزيد من الحريات للصحافة "توسيع الفضاء الممكن" عند حد تعبير كريم البخاري مدير مجلة تل كيل (Tel quel).
لكن ليس للجميع، فغالبية المغاربة يعيشون وكأن شيئا لم يقع: فالأمم المتحدة تضع البلاد في المرتبة 126 وفق معايير مؤشر التنمية البشرية، والطبقات الوسطى تعاني من الصعود و40% من الساكنة تعاني من الأمية. كيف يمكن تفسير كل هذا التأخر؟ لماذا يجهد محمد السادس نفسه لتغيير البلاد وهو الباطرون الفاعل الذي تمكن حسب الصحافة من مضاعفة مدخول مجموعته ب 10 مرات في ظرف 10 سنوات. "والأوراش التي دشنت ثقيلة التكلفة يقول المحلل السياسي محمد ظريف "ينتظر السكان الكثير لكن لم يروا شيئا".
يمكن القيام بجولة بسيدي سليمان للاقتناع بمدى حدة الإحباط. هذه المدينة توجد على بعد ساعة ونصف عبر القطار من الرباط، طبعا إن لم يعرف هذا القطار تأخيرا. تنتمي هذه الجماعة إلى منطقة الغرب، الخزان الطبيعي للحبوب، والمتأثرة بالرياح الجافة في يوليوز وهي في ذلك شبيهة بسهل من سهول فاروست  far west)) 
الرشوة منتشرة
عرف الغرب في الشتاء الماضي فيضانات لا مثيل لها, آلاف العائلات فقدت مساكنها بمدخل المدينة، بحي فقير كان من المفترض القضاء عليه من طرف برنامج "مدن بدون صفيح"، لازالت مخلفات الكارثة شاهدة فكومات من التراب،  جدران للمنازل سابقا، ترافق الواد الذي خرج من مجراه في فبراير، الفضاء أصبح مطرحا للأزبال وأكياس البلاستيك والليمون المتعفن تحت الشمس."  كان بيتي هناك" يشير إلى ركام من التراب." عادة كان علي أن أتوصل ب 30000 درهم (أقل من 3000 أورو) للبناء بعيدا من هنا. لقد سلمت لي بقعة لكن لم أتوصل بعد بأي مبلغ. أنا لم أتوصل بأي شيء. كيف ما كان الحال فالسلطات لا تهتم بنا، وإلا وجب الأداء لنقوم بشيء ما. يصرح شيخ أمام منزله المنهار  -الرشوة التي وعد محمد السادس بالقضاء عليها لازالت منتشرة وتقل الإدارة، بيد الحكام المحليين المستبدين  تعيق تطبيق القرارات المتخذة من طرف القصر.
لكن هذا لا يفسر كل شيء خاصة بصدد أوضاع سكان دوار الحسناوي، على بعد 20 كلم من سيدي سليمان، عدد منهم شاهدوا منازلهم تنهار أمام المياه الجارفة للفيضانات في الشتاء "إلى حد الآن أعيش مع زوجتي عند والدتي". يوضح أحمد وهو جالس القرفصاء بجانب طريق مدمر. وحتى في الأيام العادية، حالة الشباب لم تكن مشرقة مثله في ذلك مثل غالبية الرجال هنا عقب مغادرة المدرسة مبكرا فهو اليوم مياوم يعمل لصالح ملاكين عقاريين كبار. "الحياة صعبة ولا نكسب شيئا يذكر" يقول أحد أصدقائه وهو يقدم للعيان يديه السوداويتين.

مصالح اقتصادية في كل مكان بالبلاد
يملك البعض أراضي لزراعة الشمندر، ومعمل السكر يشتري عندنا الشمندر ب 20 سنتم للكيلو. شيء لا يغني و لا يسمن من جوع، الفلاحون لا يولون اهتماما لذلك، لكن أحد المعامل التي تشتري لديهم الشمندر في ملك كوسمار( (Cosumar، وهي بدورها ملك… للملك." هذا مثال لتحكمه في الاقتصاد "يؤكد الاقتصادي اليساري مهدي لحلو." الملك يتحكم في كل المرافق الاقتصادية المهمة وفي كل مكان بالمغرب، الشيء الذي يجعلنا نشك في القرارات السياسية المتخذة، مثل قرار إعفاء القطاع الفلاحي من الضرائب إلى غاية 2013":. ليتابع" فعلا، خلال عشر سنوات تطور البلد شيئا ما لكن لا توجد سياسة مالية قادرة على إعادة توزيع الثروات."

لتحريك الأمور، يدافع البعض عن إدخال إصلاحات في الدستور "مادام المغرب خاضعا للحكم المطلق والسلطات القضائية، التشريعية، والاقتصادية بيد الملك فمن المستحيل انتظار أي تغيير"، يصرح بحرارة أمين عبد الحميد نائب رئيسة ج.م.ح.إ (AMDH) "إن التنمية البشرية تمر عبر الدمقرطة"، ولهذا كان من المفروض إحداث القطيعة مع التقاليد  التي لازال محمد السادس  يمارسها بكل حذافيرها لحد الآن. 



لا زالت مخلفات الكارثة شاهدة
Photos du Douar d’Elhasnaoui







صور من دوار الحسناوي 
Photos du douar d’Elhasnaoui
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النــــــص الأصلي
 Mercredi 29 Juillet 2009
La part d’ombre du "roi des pauvres"

   Par Antoine MALO, à Sidi Slimane
Le Journal du Dimanche
La cérémonie, à n’en pas douter, sera fabuleuse. De celles que seuls les royaumes séculaires peuvent encore offrir. Une fête de plusieurs jours, à Tanger, disent les dernières rumeurs, où des millions de dirhams vont être dépensés. Et où tout ce que le royaume compte d’important se pressera. Jeudi, le Maroc fêtera les dix ans de règne de Mohammed VI. Comme à chaque bey’a (cérémonie de l’allégeance), les sujets s’inclineront au passage du monarque et de son cheval. Plus tard, ils viendront lui baiser la main ou l’épaule, c’est selon. Comme ils le faisaient au temps de son père, Hassan II
Reuters) )
Mohammed VI pèse à lui seul 6% du PIB marocain.  
Pour le moderne Mohammed VI, aujourd’hui âgé de 46 ans, cette cérémonie relève-t-elle du simple respect du protocole? Est-elle une pesanteur de plus pour cet amateur de Jet-Ski et de grosses cylindrées? Pas tout à fait. Le descendant de la dynastie alaouite assume les vieilles traditions royales. Ainsi que certains privilèges, comme celui qui fait de lui l’homme le plus riche du royaume.
Car Mohammed VI n’est pas seulement le "commandeur des croyants", le maître absolu en son royaume. Il est aussi le chef d’entreprise le plus puissant du pays. Par l’intermédiaire de la holding Siger (anagramme de regis, "du roi" en latin), le palais contrôle les secteurs clés de l’économie marocaine: construction, agriculture, banques. A lui seul, Mohammed VI pèse 6% du PIB du pays, ce qui fait de lui la septième fortune royale au monde, selon le magazine Forbes.
Les exclus de la "rupture"
Drôle de paradoxe pour celui que l’on a appelé à ses débuts "le roi des démunis" et qui, en 2005, lançait une grande Initiative pour le développement humain (INDH) afin d’éradiquer la pauvreté. Situation étrange pour celui qu’on annonçait comme le roi de la rupture, celui qui allait mettre fin aux prébendes pour les courtisans du Palais et surtout faire profiter le plus grand nombre des richesses du pays.
Certes, "M6", en poursuivant les réformes engagées par son père, a ouvert et transformé le Maroc. Il a développé tourisme, bâtiment, télécommunications et a lancé une politique de grands travaux, notamment pour désenclaver le nord, laissé à l’abandon par Hassan II. Il a multiplié par deux le taux de croissance (environ 5% chaque année). Il a également accordé plus de liberté, notamment à la presse. "Incontestablement, le champ des possibles s’est élargi", résume Karim Boukhari, directeur de la revue TelQuel.
Mais pas pour tout le monde. Car la majorité des Marocains vivent encore comme si rien n’avait changé. Au classement du développement humain établi par l’ONU, le pays pointe au 126e rang. Une classe moyenne digne de ce nom peine toujours à émerger. Et 40% de la population reste analphabète. Comment expliquer ce retard? Pourquoi Mohammed VI peine-t-il à transformer socialement son pays, lui, le patron efficace, qui, selon la presse locale, aurait multiplié le chiffre d’affaires de son groupe par 10 en dix ans? "Les chantiers qu’il a initiés sont très lourds, explique le politologue Mohammed Darif. La population en attend beaucoup, mais elle ne voit rien arriver."
Faire un tour à Sidi Slimane permet de mesurer la frustration. Cette ville est théoriquement située à une heure et demie de train de la capitale, Rabat, quand le tortillard ne connaît pas de retard, autant dire jamais. La commune appartient à la région du Gharb, le grenier à blé du pays, même si, en cette fin juillet, balayé par un vent brûlant, l’endroit ressemble surtout à une de ces plaines desséchées du Far West.
Le bakchich reste monnaie courante
L’hiver dernier, le Gharb a connu des inondations sans précédent. Plusieurs milliers de familles ont perdu leur habitation. A l’entrée de Sidi Slimane, dans un quartier insalubre que le plan "villes sans bidonvilles" était supposé faire disparaître, des vestiges de la catastrophe sont encore visibles. Des tas de terre, autrefois murs des maisons, bordent l’oued qui a débordé en février. L’endroit est devenu un dépotoir, jonché de sacs plastiques et d’oranges pourrissant au soleil. "Ma maison était là, explique un jeune montrant un monticule de terre. Normalement, je devrais recevoir 30 000 dirhams [un peu moins de 3000 euros] pour reconstruire ailleurs. On m’a donné un terrain mais je n’ai toujours pas l’argent." "Moi, je n’ai rien reçu. De toute façon, les autorités ne s’occupent jamais de nous ou alors il faut payer pour qu’elles fassent quelque chose", s’indigne un vieillard devant sa maison branlante. La corruption, que "M6" s’était juré d’éradiquer, a encore de beaux restes. Et la lourdeur de l’administration, aux mains de petits potentats locaux, ralentit l’application de décisions prises par le Palais.
Mais cela n’explique pas tout, notamment la situation de ces habitants du douar d’El Hasnaoui, à une vingtaine de kilomètres de Sidi Slimane. Plusieurs d’entre eux ont aussi vu leur maison emportée par les flots cet hiver. "Pour l’instant, je vis avec ma femme chez ma mère", explique Ahmed, assis en tailleur aux abords d’une route défoncée. Mais, même en temps normal, la situation du jeune homme n’est guère reluisante. Comme la plupart des hommes ici, il a très vite arrêté l’école. Aujourd’hui, il est journalier et travaille pour de gros propriétaires terriens. "C’est dur et l’on ne gagne pas grand-chose", explique l’un de ses amis, montrant la paume de ses mains, morceaux de cuir noircis.
Des intérêts économiques partout dans le pays
Certains possèdent des lopins de terre où ils cultivent de la betterave. "Mais la sucrerie nous achète le kilo seulement 20 centimes de dirham. Ce n’est pas assez pour vivre." Les paysans disent l’ignorer, mais l’une des usines à qui ils revendent leur production appartient à Cosumar, elle-même propriété… du roi. "C’est un exemple de sa mainmise sur l’économie, assure l’économiste de gauche Mehdi Lahlou. Le roi a des intérêts économiques importants partout dans le pays, ce qui peut faire douter de certaines décisions politiques qui ont été prises, comme celle sur l’exonération fiscale du secteur agricole jusqu’en 2013." Et de poursuivre: "En fait, en dix ans, le pays s’est peut-être enrichi mais il n’y a pas eu de politique fiscale qui permettrait une redistribution de ces richesses."
Pour faire bouger les choses, certains plaident en faveur d’une modification de la Constitution: "Tant que le Maroc sera une autocratie, où pouvoirs judiciaires, législatifs ou économiques sont entre les mains du roi, on ne pourra pas espérer voir la situation changer, s’enflamme Amine Abdelhamid, vice-président de l’AMDH (Association marocaine des droits de l’homme). Le développement humain passe par la démocratie." Pour cela, il faudrait rompre avec les vieilles traditions marocaines. Que Mohammed VI respecte pour l’instant à la lettre.

الثلاثاء، 18 أغسطس 2009

تجمع المدونين المغاربة من أجل حضور وازن


تجمع المدونين المغاربة من أجل حضور وازن
إطلاق أول حملة تدوينية وتأطير مخيمات صيفية ومشاركة في اليوم الوطني للمهاجر
 
  منذ عرف "تجمع المدونين المغربة" ولادته الحقيقية في فاتح مارس 2009، وتشكيل مكتب تنفيذي ومجلس إداري في أفق عقد مؤتمر وطني يحضره كافة المدونين المغاربة الأعضاء، ما فتئ هذا المولود الجمعوي الجديد، يدشن المبادرات النوعية التي تعكس طموحات كافة أعضائه من أجل تدوين فعال في مستوى اللحظة التاريخية التي يمر منها المجتمع المغربي، وليتحمل المدونون مسؤوليتهم كاملة في النقاش المجتمعي ونشر الأخبار بكل موضوعية، بالإضافة إلى لعب دورهم في المجال المعرفي والثقافي عموما، فالتدوين ليس "لعب أطفال" أو مزحة.
   ولعل أول المبادرات التي لقيت ترحيبا وتجاوبا هي القيام بحملة تدوينية موحدة حول موضوع "أطفال لا يخيمون"، بحيث وجهت الدعوة من قبل المكتب التنفيذي لتجمع المدونين المغاربة غبر بلاغ رسمي إلى كافة المدونين المغاربة من أجل المساهمة في لفت الانتباه إلى شريحة واسعة من الأطفال في المغرب، ليس من نصيبها قضاء فترة تخييم ضرورية بعد سنة دراسية طويلة وشاقة من أجل رد الأنفاس، وقضاء وقت آخر مختلف عن كل حياة عادية، بل متعبة أحيانا بالنسبة للكثير من الأطفال الذين تفرض عليهم ظروفهم الاشتغال طول فترة العطلة الصيفية، سواء بالقرى أو بالمدن، وفي نفس السياق سيدعو تجمع المدونين المغاربة إلى حملة تدوينية أخرى في أجل قريب، سيعلن عن موضوعها حينه.
   وكان من نتائج الحملة التي خيضت على شكل واسع ومنظم تلقي تجمع المدونين المغاربة رسائل كثيرة، إما مساندة ومتضامنة أو منها من يقترح تقديم مساعدات، فهذا مدير مخيم يقترح استقبال  عدد من الأطفال الذين لا تسمح لهم ظروفهم بالتخييم، وهذا مدير دار شباب في إحدى المدن يقترح الانخراط في العملية ويعطي حلولا عملية من جانبه، ومواطن آخر فضل تقديم غلاف مالي، دون ذكر بقية المقترحات، وفي هذا الإطار تلقى تجمع المدونين المغاربة دعوة للمشاركة في " اليوم الوطني للجالية المغربية المقيمة بالخارج" من طرف الوزارة المكلفة بالقطاع المعني، وقد مثل الجمعية في اللقاء المذكور مريم التيجي وتقي الدين تاجي، وقد عرف نادي بنك المغرب يوم الاثنين 10 غشت حضور ما يفوق ألف مشارك من ممثلي مختلف جمعيات المغاربة المقيمين بالخارج، وكذلك بعض ممثلي الجمعيات الناشطة في داخل المغرب، كما حضر الملتقى ثلاث وزراء همأحمد توفيق احجيرة وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية، وجمال أغماني وزير التشغيل والتكوين المهني، ومحمد عامر الوزير المنتدب المكلف بالجالية المقيمة بالخارج، وقد ألقى هذا الخير كلمة ركز فيها على الدور الإيجابي الذي تلعبه جمعيات المهاجرين المغاربة من أجل المشاركة في التنمية المحلية بالمغرب، وفي الجلسة العامة المنعقدة في فترة الصباح تم "عرض خلاصة الدراسات حول مبادرات جمعية المغاربة القاطنين بالخارج في أوراش التنمية المحلية بالمغرب، بالإضافة إلى استعراض تجارب وكالات التنمية بأرض الوطن…" كما جاء في مدونة تجمع المدونين المغاربة(maghrebtadwin.maktoobblog.com)، أما الفترة الزوالية فقد خصصت لأشغال ورشتين، الأولى حول "العوائق والمكتسبات واقتراحات من أجل تحسين مبادرات التنمية المحلية"، والثانية اتخذت موضوعا لها" الإطار التنظيمي للشراكة في مجال التنمية المشتركة"، وأضاف تقي الدين تاجي المعد للتقرير أن مشاركة تجمع المدونين المغاربة كان القصد منها الانفتاح على المحيط الخارجي، و"فرصة للقاء مع جمعيات للمغاربة القاطنين بالخارج وأخرى تنشط بالداخل، في أفق نسج علاقات شراكة…"
 ولعل أبرز نشاط قام به تجمع المدونين المغاربة هو تأطير ورشة تكوينية لأطر وأطفال المخيمات حول التدوين وكيفية إنشاء مدونة، فقد كان موعد مخيم "راس الرمل" بالعرائش أول محطة، في ليلة الجمعة 14 غشت وبعد الترحيب الخاص الذي يقدمه المصطافون للزوار حسب ما جرت به العادة وبعد الانتهاء من النشاط المبرمج من طرف الإدارة التربوية للمخيم، عقد لقاء مع الأطر كان الغرض منه خلق وشائج التقارب والتعارف بالإضافة إلى التعريف بالتدوين عموما وتجمع المدونين المغاربة وببعض أنشطته…وفي فترة الصباح من اليوم الموالي، السبت 15 من نفس الشهر فقد تم تنشيط ورشتين بالتتابع، الأولى خاصة بالأطفال، وتلتها بعد ذلك أخرى خاصة باليافعين، انقسمت الورشة إلى شطرين، بحيث كان لابد من تقديم نظري، حول التعريف بالمدونة، الانتشار المضطرد للمدونات والتزايد الواضح للمدونين يوما بعد آخر، دور المدونة في نشر إبداعات صاحبها، بالإضافة إلى إمكانية قيامها بدور تواصلي على مختلف الأصعدة الثقافية والفنية والاجتماعية… ونشر أخبار محلية لا تجد لها مكانا في وسائل إعلام أخرى… هذا بالإضافة إلى انتشارها على مستوى واسع في العالم بأسره، وإمكانية الاطلاع عليها في كل مكان يصل إليه الانترنيت، وتوفرها على حيز كبير يسمح بنشر المكتوب والمصور، كذا بقاء أرشيفها مفتوحا في وجه الجميع طول الوقت، كما أنها غير مكلفة، ولا تتطلب شركة لتوزيعها على القراء كالجريدة المكتوبة، ولا تقتضي ورقا أو مدادا… تقديم حفز الجميع على خلق مدونة.
    بعده انتقل المؤطرون إلى التطبيقي من خلال إطلاع المشاركين على كل متطلبات إصدار مدونة ومراحل ذلك… وقد شارك في نشاط العرائش كل من إدريس هبري، تقي الدين تاجي، عمر إدحماد، مصطفى لمودن، وتعذر لأسباب قاهرة وفي آخر لحظة حضور مريم التيجي وحسن حجاج، وقد شكر تجمع المدونين المغاربة في الختام "جمعية الشموع" التي أتاحت مثل هذه الفرصة، كما كان لنا مع رئيسها محمد غفري لقاء حول المخيم الذي تقيم فيه جمعيته، وحول مشاكل التخييم عموما، علما أنه راكم تجربة طويلة في ذلك، وله مقترحات وجيهة من أجل تحسين مستوى المخيمات لما فيه صالح الطفولة المغربية. 
 ما تزال تتنظر تجمع المدونين المغاربة مهام أخرى سطرها في برنامجه، وقد كان يمكن إنجاز الكثير منذ مدة لولا التأخر غير المبرر لمنحه وصل الإيداع القانوني من قبل سلطات الرباط، وهو المبرر الموضوعي الذي جعل بعض المقترحات لا ترى النور لحد الآن، من مثل الحلول المشار إليها أعلاه  حول إشراك "أطفال لا يخيمون" في مخيمات فعلية.       
 مصطفى لمودن     
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المكان، المشاركون، الأنشطة، في صور..
 

 
التعبير عبر أناشيد عن استقبال ضيوف المخيم
 

جوانب من فضاء مخيم "راس الرمل" 

 
أجــــواء الـــــورشات 

صـــور جـــــــــماعية 
العرائش، وسط المدينة
جانب من الشاطئ قبل امتلائه بالمصطافين
تمتلك العرائش شاطئا رائعا لكن الوصول اليومي إليه من المدينة مكلفا عبر قطع النهر بقوارب أو أخذ طريق دائري بعيد

الخميس، 13 أغسطس 2009

الدورة السابعة للمجلس الإداري لأكاديمية الرباط سلا زمور زعير


الدورة السابعة للمجلس الإداري لأكاديمية الرباط سلا زمور زعير:

المصادقة على الميزانية بالإجماع عبر التصفيق

كاتبة الدولة المكلفة  بالتعليم المدرسي تقول:
نحتاج إلى ثورة بيداغوجية لضمان النجاح وليس الانتقال لأبنائنا.
 
الرباط: عبد الإله عسول
 
             كاتبة الدولة ومديرة الأكاديمية الجهوية والنواب وممثلو السلطة الترابية
شددت كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي، في معرض ردها على مداخلات عدد من أعضاء المجلس الإداري لأكاديمية جهة الرباط، أن البرنامج الاستعجالي الممتد على 4 سنوات ابتداء من سنة 2009، والموزع على أربع مجالات، يقدم خارطة طريق تتوخى توفير مقومات تأهيل واستقرار منظومة التربية والتكوين ومعالجة إشكالاتها التربوية.
وأضافت لطيفة العبابدة، أثناء انعقاد الدورة السابعة للمجلس الإداري لأكاديمية الرباط،  تحت شعار "جميعا من اجل مدرسة النجاح"، بمقر مجلس الجهة يوم الخميس 23 يوليوز الجاري، أن الحكومة وبمناسبة إعداد أول قانون مالي لها، خصصت اعتمادات مالية هامة بزيادة غير مسبوقة بلغت نسبتها 114 في المائة في ميزانية التسيير (خارج نفقات الأجور) و123في المائة في ميزانية الاستثمار.
ويأتي هذا الدعم لتوفير الموارد المادية والحاجيات الأساسية لتأهيل المنظومة التربوية (بنية تحتية، موارد بشرية، وسائل عمل ) والتوجه إلى الإرتقاء بالورش التربوي وبنوعية التعلمات حسب قولها.
   وأشارت إلى أن الوزارة ستعمل على عقد دورتين للمجالس الإدارية للأكاديميات، الأولى في شهري نونبر- دجنبر تخصص لإعداد برنامج العمل والميزانية السنوية، والثانية في شهر يوليوز، تركز على تقييم المردودية التربوية وحصيلة التعلمات.
   من جهة أخرى، فقد ذكرت كاتبة الدولة، بأنه سيتم تخصيص مبلغ 192 مليون درهم لتوفير الوسائل التعليمية الخاصة باللغات والرياضيات، على أن يأتي الدور على باقي المواد السنوات المقبلة، كما ستفتح المطاعم والداخليات في 9 شتنبر 09 مع الرفع من منحتها وعدد أيام الإطعام، مع برمجة اعتمادات جديدة للنقل المدرسي والزي الموحد والمحفظة المدرسية وتعطى الأولوية للوسط القروي والأحياء الفقيرة (المستويات من الأول ابتدائي إلى السنة الأولى إعدادي)، بالإضافة لتعميم المدارس الجماعاتية. 
  المجلس الإداري لأكاديمية جهة الرباط سلا زمرو زعير
  وبخصوص الجدل المثار حول "جمعية دعم مدرسة النجاح"، شددت العبابدة، على أن هذه الجمعية جاءت كعمل إداري مسؤول، وليس في إطار جمعوي، المسؤول الأول عنها هو المدير، الذي ليس بشخصية معنوية، ومن هنا فإن "جمعية دعم مدرسة النجاح"، هي إطار قانوني لضمان حد أدنى مالي للمؤسسة، لتفعيل المشاريع التي يقترحها الفريق التربوي، مما سيضمن نوعا من الاستقلال المالي ويحفز المبادرة المحلية.
وبهذا الصدد استهجنت السيدة كاتبة الدولة أي حديث عن كون هذه الجمعية تأتي كخطوة في اتجاه خوصصة قطاع التربية (في جواب عن سؤال طرحناه عليها).
مديرة الأكاديمية الجهوية، سجلت في كلمة لها، أن برنامج عمل سنة 08 تحقق بنسبة 90 بالمائة، كما عرفت ميزانية 09 زيادة بنسبة 70بالمائة، مؤكدة أن التأخر في وضع الميزانية سيخلق بعض الصعوبات والتي ستتم معالجتها.
هذا وقد جاء مشروع ميزانية سنة 09 موزعا كالآتي:
-189.87مليون درهم ميزانية الاستغلال
-383مليون درهم للاستثمار.
جدير بالذكر أن مداخلات أعضاء من المجلس، ركزت على ضرورة معالجة النقص في الأطر التربوية، وتمكين الجهة من الخريجين الجدد، إعادة النظر في الهندسة البيداغوجية للشعب العلمية بالثانوي التأهيلي، والانتقال من المقاربة الكمية إلى النوعية مما يتطلب اعتماد تكوينات أساسية ومستمرة منظمة ومحكمة، بعيدا عن تكوينات أنصاف الأيام، والعناية بالموارد البشرية.

الاثنين، 10 أغسطس 2009

تجديد محطة القطار بسلا المدينة في انتظار تحسين خدمات القطارات


تجديد محطة القطار بسلا المدينة في انتظار تحسين خدمات القطارات
سلا: عبد الإله عسول
 
أشرف كل من وزير النقل والتجهيز، ومدير المكتب الوطني للسكك الحديدية وعامل المدينة وعدد من المنتخبين على رأسهم عمدة سلا، على افتتاح محطة القطار الجديدة "سلا المدينة"، وذلك يوم الأربعاء 29 يوليوز الماضي.
وحسب مصدر مسؤول، فإن تدشين هذه المحطة يأتي في إطار برنامج واسع، لعصرنة وإعادة تأهيل محطات القطارات واحداث أخرى، منها مراكش، فاس، الدارالبيضاء الميناء، طنجة مغوغة.. وفي المجموع هناك 30 محطة مستهدفة بالتجديد بمبلغ استثمار إجمالي قدره 380مليون درهم. برنامج يضيف مصدرنا، يأتي للقطع مع التصور التقليدي لمحطات القطار كنقط لعبور المسافرين ليس إلا، وجعلها مشاريع مندمجة في الاقتصاد الجهوي والمحلي، والبيئة الحضرية.
  المحطة الجديدة ل"سلا المدينة"، شيدت على مساحة قدرها 1360متر مربع، بغلاف مالي بلغ 15 مليون درهم، تحتضن باحة على 570 متر مربع، بها العديد من المحلات التجارية، الشبابيك، كراسي للزبناء، محطة لوقوف السيارات بطاقة استيعابية تصل إلى 220سيارة.
وإذا كان حدث تدشين محطة جديدة للقطار بالمدينة بادرة مهمة، تتغيى تحسين البنيات التحتية للمحطات السككية، إلا أن ذلك لا يمكن أن يحجب عن المواطن وخصوصا المسافرين وجها آخر، يتسم بالتراجع وعدم الاكتراث بالقدرة الشرائية للزبناء وبحاجياتهم، من ذلك تقادم بعض القطارات، ضعف خدمات هذه الأخيرة، و منها الإخلال المتكرر بالمواعيد، غياب نظام المكيفات الهوائية في بعض الأوقات الحرجة –خلال الصيف مثلا- الزيادة في أتمنة التذاكر.
فالمطلوب أن يشمل التجديد والتحسين خدمات القطارات المكوكية لترقى برامج المكتب الوطني للسكك الحديدية إلى مستوى البرامج المواطنة.

الأحد، 9 أغسطس 2009

إستبدال أحشاء بلدية سيدي سليمان!


إستبدال أحشاء بلدية سيدي سليمان!
 
 تجري على "قدم وساق" أشغال تغيير كلي في البناء الداخلي لبلدية سيدي سليمان،  وذلك قصد استقبال المصالح الإدارية التابعة لعمالة الإقليم المحدث مؤخرا، بشكل مؤقت في انتظار بناء مقر "يليق" بالعمالة، بينما حُولت البلدية إلى عمارة اكتريت في المخرج الشرقي للمدينة، وقد تعرضت للهدم كذلك قاعة الاجتماعات التي كانت تحتضن مختلف الأنشطة الثقافية والسياسية… وحتى الاجتماعية، وهناك تساؤلات ملحة حول توفير مركب ثقافي للمدينة… المثير في الأمر هو حصول نفس المقاول على عدة "مشاريع" بالمدينة! 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجزيرة ترجع كثرة الطلاق بالمغرب إلى المدونة!


الجزيرة ترجع كثرة الطلاق بالمغرب إلى المدونة!
 في تقريره أثناء نشرة "المغرب العربي" التي تقدمها قناة "الجزيرة" ذكر الصحفي محمد الفقيه أن كثرة الطلاق في المغرب ترجع حسبه إلى "مدونة الأسرة" الجديدة، التي تتيح للمرأة إمكانية رفع دعوى طلب الطلاق لدى المحكمة، فتجد الاستجابة، وأضاف أن سبب الطلاق غالبا ما يكون بسيطا… ورد ذلك ليلة السبت 8 غشت 2009 عندما أثارت قناة "الجزيرة" القطرية موضوع ارتفاع نسبة الطلاق بالمغرب العربي، وقد ركزت على تونس، بحيث ذكرت أن الإحصائيات تقول بأن 9000 حالة طلاق سجلت في السنة الأخيرة، من 16000 حالة زواج، وهي بذلك تحتل الرتبة الأولى عربيا والرابعة عالميا في ظاهرة الطلاق، وسمح المشرف على النشرة الإخبارية المذكورة لسيدة من تونس لتعلق على ما جاء في التقرير، بحيث أنها شككت في أرقام الطلاق، وأضافت أسبابا أخرى لذلك من وجهة نظرها، ولم يتم التعليق عما ورد حول المغرب من قبل أي متدخل، كما أن عبد الصمد ناصر مقدم النشرة لم يتطرق للأمر… وهكذا مر خطاب الصحفي المقدم للتقرير موردا رأيا شخصيا له كأنه حقيقة مطلقة، وربما ذلك يتماشى مع معارضي "مدونة الأسرة" التي أقرها المغرب وبدأ العمل بها ابتداء من 5 فبراير 2005، بينما كان قد صادق عليها البرلمان في فبراير 2004، بعدما كانت قد عرفت حول نسختها الأولى جدالا واسعا في المجتمع المغربي، بين تيارين مختلفين يمكن نعتهما ب (حداثي /إسلامي)، حين اقترحت كتابة الدولة المكلفة بالرعاية الاجتماعية والأسرة والطفولة خطة "إدماج المرأة في التنمية" سنة1999 في عهد حكومة ذ. عبد الرحمان اليوسفي الأولى، كانت المدونة جزء فقط من "خطة" أوسع للنهوض بالمرأة في شتى المجالات، وقد أزيحت "الخطة" بكاملها جانبا وأقيل محمد سعيد السعدي الوزيرالذي قدم المقترحات في أول تعديل حكومي… وقد تطورت الأحداث إلى حدوث الانقسام المجتمعي المشار إليه، عكسته مظاهرتان مختلفتان، الأولى نظمت بالرباط من قبل النساء المدافعات عن "الخطة" وتجديد قانون الأسرة (مدونة الأحوال الشخصية)، وقد نظمن مظاهرة اتخذن لها شعار:"المساواة"، بينما المظاهرة الثانية التي جرت بالدار البيضاء كان شعارها: "النساء شقائق الرجال" من قبل الإسلاميين. وقد ظهر فيما بعد بأن مجمل "الصراع" كان على خلفية سياسية ذي رسالة مبطنة تسعى لتأكيد الوجود والتواجد.
 وقد عين الملك محمد السادس لجنة استشارية لمراجعة المدونة في 22 يناير 2003، برئاسة محمد بوستة، خلفا لإدريس الضحاك الذي كان وقتها قد وصل إلى الباب المسدود…
  لتصدر "مدونة الأسرة" وهي تتضمن الكثير مما كان قد اقترح في وقت سابق، لكن هذه المرة بدون معارضة واضحة من طرف أحد، ولعل أغلب الأطياف السياسية قد وجدت فيها "ضالتها"، وعند مراجعة موادها نجدها تحمل جوانب إيجابية للأسرة عموما، وليس للمرأة والطفل فقط، من ذلك الإشارة إلى المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات،(المادة 22 ـ المادة 52)، ومنه كذلك تحمل المرأة بدورها لمسؤولية تسيير ورعاية شؤون البيت، وتشاور الزوجان في اتخاذ القرارات (م.51)، تحديد سن الزواج في 18 سنة للزوجين معا(م19)، إلا في حالات خاصة يرجع للقاضي وحده البث فيها (م.20)جعل الطلاق تحت مراقبة القضاء، حق ولاية الراشدة على نفسها أو تفوض ذلك (م. 24 و 25)، وتقييد التعدد بشروط وحده القاضي من يحدد ذلك، أو ما ينص عليه عقد الزواج بين الزوجين (م. 78 وما بعدها)، كما دعت المدونة إلى نهج كل السبل لحيلولة دون وقوع "أبغض حلال عند الله"(الطلاق)، بحيث أن "للمحكمة أن تقوم بكل الإجراءات، بما فيها انتداب حكمين أو مجلس العائلة، أو من تراه مؤهلا لإصلاح ذات البين· وفي حالة وجود أطفال تقوم المحكمة بمحاولتين للصلح تفصل بينهما مدة لا تقل عن ثلاثين يوما·" (م82)…الخ.  
 بعد كل هذا المخاض يأتي من يعطي للمغاربة دروسا في قضاياهم الاجتماعية، كأن هناك من تفزعه "الاجتهادات" المغربية التي تسعى إلى مواكبة تطورات العصر، والحفاظ على الهوية، وفق "المذهب المالكي والاجتهاد الذي يراعى فيه تحقيق قيم الإسلام في العدل والمساواة والمعاشرة بالمعروف·" (م.400)
بل ربما هناك من يخاف من الاعتراف بحقوق المرأة خصوصا، وبدورها المهم إلى جانب الرجل في القيام بمسؤوليتها لصالح المجتمع والأسرة، بينما في دول أخرى ما تزال المرأة "حريما" تعيش في غرفة معتمة، ولا يحق لها حتى قيادة سيارة!
 نقر بأن النصوص القانونية وحدها ليست كافية لإحداث طفرة نوعية في المجمتع، في غياب مواكبة تعليمية وتثقيفية بالحقوق والواجبات في المجتمع ككل، لنفس الأسباب قد تجد حتى بعض النساء يتخذن قرارات ضد مصالحهن، كما تطبيق مثل هذه النصوص تعترضها بعض المشاكل، من مثل قلة الأطر القضائية، تأخر وضع صندوق الأسرة للتكافل العائلي في حالة احتياج الأبناء للرعاية بعد الطلاق، كما لا يغفل أي نبيه الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها المجتمع وتأثير ذلك سلبا أو إيجابا على مؤسسة الزواج والإقبال على عقد زيجات جديدة وعدم اللجوء إلى الطلاق.   
  وفي الخير لابد أن أشير إلى أن قناة " الجزيرة" ليست شرا كله، بل كم من مرة كانت الملاذ لمعرفة أخبار البلاد والعباد في ظل تدني مستوى إعلامنا المرئي. 
                                  مصطفى لمودن