صعوبات تطبيق "التقويم الإدماجي" في المدارس المغربية
مع رأي المدرسين في الموضوع
نموذج كراسة التلميذ المتضمنة للوضعيات الإدماجية
بدأت اليوم الاثنين 22 نونبر 2010 في المدارس العمومية تطبيقات "التقويم الإدماجي" لمرحة الأولى( 1/4) عبر سلسلة من "الوضعيات" الموحدة على الصعيد المغربي على مساحة أسبوع كامل، وتوفير كراسة لذلك لكل تلميذ. تتخلل العملية صعوبات كثيرة، منها صعوبة التطبيق عبر سلسلة طويلة من العمليات. يليها أسبوع "المعالجة"، ويعتقد البعض بأن كل هذا لا طائل منه، وأنه هدر للمال. في غياب التحسين الفعلي للجودة وتوفير شروط ذلك، كالوسائل التعليمية وتقليص عدد التلاميذ بكل فصل إلى أقل من 24 فردا… وأغلب هذه المتطلبات الملحة لم تتحقق بعد بشهادة المسؤولين أنفسهم حسب ما تصرح به الوثائق المؤطرة، بينما تم تزويد المستوى الأول فقط ببعض الوسائل ضمن مشروع "مدرسة النجاح"، وإن كان يرى بعض المدرسين أن الوسائل التعليمية المتوصل بها ليست صالحة كلها بيداغوجيا وديداكتيكيا.
وأقرت لطيفة العبيدة كاتبة الدولة في التعليم المدرسي صعوبة التطبيق الشامل للعمليات التقويمية المقترحة، من خلال برنامج تلفزي قدم على القناة الثانية في بداية الدخول المدرسي الحالي، وشاركها نفس الرأي عبد اللطيف اليوسفي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الغرب الشراردة بني احسن وعضو المجلس الأعلى للتعليم ، وأكدا معا من جهة ثانية عدم التخلي عن "بيداغوجيا الإدماج"، بينما يمكن التقليص من الكم الهائل الذي يتطلبه "التقويم" من عمليات حسابية وإحصائية طويلة. وقد سبق لجميع المدرسين أن تلقوا "تكوينا" لمدة خمسة أيام حول بيداغوجيا الإدماج التي تحاول الوزارة المعنية تطبيق بعض تفاصيلها على القطاع التعليمي.. وهو ما يعتبر تكريسا لنظرة أخرى للتربية والتعليم تهدف إلى دمج التلاميذ في محيطهم وتحصيلهم على مكتسبات (موارد) تدمجهم في الحياة عوض تعليم نظري عقيم.
لقي "المشروع" ردة فعل قوية دفعت المدرسين إلى إضراب شبه شامل عن مراقبة اختبارات القسم السادس في إقليم خنيفرة السنة المنصرمة، حيث كان تجريب "بداغوجيا الإدماج" بداية في بضعة أقاليم، قبل تعميمه تدريجيا على مختلف المؤسسات التعليمية بجميع أسلاكها. ويظهر أن "الاعتراض" قائم فقط على "التقويم" الذي يتطلب تفرغا وأطرا خاصة لذلك بالنظر لما يتطلبه من مجهود.
وتجدر الإشارة أن وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي أقرت "برنامجا استعجاليا" يمتد إلى 2012 من أجل تدارك الهفوات والصعوبات الكثيرة التي تعترض الرفع من مستوى التعليم في المغرب، ووضعت برنامجا مكثفا يهم الجانب الإداري والتدبيري والبيداغوجي…
************
رأي المدرسين بعد أول يوم في تطبيق التقويم حسب بيداغوجيا الإدماج
ذ .محمد بوبلاح، مجموعة مدارس الحمريين، سيدي سليمان:
مشكل بيداغوجيا الإدماج لي دوزنا فيه هاد النهار هذا، وجدنا أن هناك فرقا كبيرا بين النظري والتطبيقي، لما بدأنا نطبق وجدنا الصور المتضمنة في الكراسة هل سنستعملها كلها في أسبوع، أو نقسمها على أسبوعين، لم نجد كيف نتعامل مع ما هو شفوي ومع ما هو كتابي، ثم هناك حسب ما قرأنا في الكتاب، هناك تقل كبير على رجل التعليم فيما يخص الشبكات، هناك شبكة التقويم، هناك شبكة العلاج، هناك شبكة الدعم، وهذه الأشياء ستجعلنا نشتغل فقط سوى مع الأوراق، وسنبتعد كثيرا مع ما هو أساسي، الذي هو التربية، وتعليم التلاميذ.. كل هذا يجب إعادة النظر فيه جملة وتفصيلا.
في الأول عند الحديث عن بيداغوجيا الإدماج كنا ننتظر أن يأتي المفتشون على الأقل لمراكز المجموعات المدرسية في العالم القروي، ولا أحد، ربما حتى في المدينة لم يأت أي أحد، هناك تعثرات وتساؤلات، يجب تدخل عاجل للمفتشين إذا كان عندهم تأطير قوية حتى يمكن لأمور أن تتحرك في الأسبوع الأول والثاني.
ذ. محمد بريج، مجموعة مدارس الحامة، سيدي سليمان:
رأيي في بيداغوجيا الإدماج هو هدر المال العام.. عند تطبيقنا لبيداغوجيا الإدماج وجدنا عدة مشاكل، لا جمل يظهر معناها، لا نطقا سليما، بمعنى أن كل هذا الذي تم فعله وكل هذه المراجع لا مردودية منها بالنسبة للتلميذ.
ذ. عبد المغيث الكرجي، مجموعة مدارس دار بلعامري:
بالنسبة للصعوبات التي وجدنا، عندما بدأنا في الأول لم نجد العدة أصلا كافية، استعمال الزمن غير متوفر، لا نعرف ما نفعل، استعمال الزمن الذي أعطونا وجدنا أنه مختلف عن استعمال الزمن الذي عملنا به اليوم، ولا يناسب مع ما اطلعنا عليه في التكوين، وسمعنا أن النيابة أصدرت استعمالا للزمن لم نتوصل به نحن. من الصعوبات كذلك وجدنا أن هناك حروفا قدمت في التقويم لكن التلاميذ مازالوا لم يطلعوا عليها وهم مطالبون بأن يجيبوا على الأسئلة، وهناك صويرات يجب أن يضع لها تعريفا فهو لا يعرف ذلك.. هناك صعوبات، ليس هناك شبكة التحقق ولا شبكة التفريغ… وغياب التأطير والمتابعة ولا يصل عندك أحد. فيما يخص المطالب توفير العدة أولا، وحضور مؤطر للمساعدة، وقد كان من الأفيد عد اجتماع مسبق من أجل هذا والتدقيق في كل ما يجب فعله.
ذ. حسن النوري، مدرسة محمد الزرقطوني، سيدي سليمان:
وجهة نظري في هذا الإدماج وهو مصطلح سمعته أثناء الأيام التكوينية التي قمنا بها، أتونا بمصطلحات أملوها علينا، المؤطر بنفسه يسرد علينا مثل شريط، استمعنا إليه في المجال النظري، وحبذا لو كانوا قد قدموا مسائل تطبيقية كي نأخذ فكرة شاملة.
اليوم وجدنا من الصعوبات أن التلميذ تفاجأ كأنك تكلم مع طاولات أمامك، نقرب إليه ونشرح له "الوضعية، وأصبحنا بدورنا كأنا نكرر مجموعة من المصطلحات، الوسائل غير متوفرة، أصبحنا نستنسخ من جيوبنا الوثائق، هناك من أدى مائة أو مائتين من الدراهم من أجل الأوراق كي نبلغ وننفذ هذه "الخطة" التي أرى أنها فاشلة.. مطالبنا هي إعادة النظر في طريقة التكوين، وعلى السادة المؤطرين أن يتفقدوا المدارس، ويجب التوفيق بين ما هو نظري وتطبيقي، وأظن إذا بقيت الأمور على ما هي عليه فإنها فاشلة من الأول.
ذة. مليكة الكرز، مدرسة محمد الزرقطوني، سيدي سليمان:
ـ أدلت بجواب مكتوب عبر الانترنيت ـ
أصبحنا اليوم في المدرسة لا حديث بيننا إلا عن بيداغوجيا الإدماج، هل التكوين الذي تلقيناه كان كافيا ؟هل كل ما تلقيناه يتماشى مع واقعنا في القسم؟ كيف سنتعامل مع شبكة التحقيق بالنسبة ل41 تلميذا؟ كيف سنتعامل معاستعمال الزمن لأسابيع الإدماج؟ هل كان من الممكن أن نطالب السادة المؤطرين بدروس نموذجية لتمكيننا من التعامل مع أسابيع الإدماج؟
وهناك من بتساءل حول الوضعيات هل تستحق كل هده الضجة؟ من أجل وضعية كل واحد منا يلغي بلغاه.
فكرة الإدماج مرفوضة لكن…
ـــــــــــــــــــــــــــ
إشارة: مساهمة الأساتذة أعلاه جاءت عفوية وشفوية وقد سجلناها في عشية من أول يوم في تطبيق "التقويم الإدماجي".
ـــــــــــــــــــــــــ