قافلة بوعرفة من أجل تحرير المعتقلين وفك الحصار عن المدينة
بوعرفة: أنــوال
(عن موقع أنوال)
نظمت "اللجنة الوطنية من أجل السراح الفوري للصديق كبوري والمحجوب شنو ورفاقهما " قافلة تضامنية إلى مدينة بوعرفة مرورا بوجدة، تحت شعار:" "من أجل مغرب خال من الاعتقال السياسي" وذلك أيام الجمعة 30شتنبر و1و2 أكتوبر انطلاقا من مجموعة من المدن… موقع "أنوال" رافق القافلة وأعد تغطية في الموضوع؛ ابتداء من الوقفة الاحتجاجية أمام سجن وجدة، مروروا باجتماع ولقاء بوعرفة حيث نظمت وقفة وألقيت كلمات، كما استمع الموقع لبعض عائلات المعتقلين وفاعلين محليين..
حل الوفد الأول من القافلة إلى وجدة ابتداء من الثامنة صباحا، وبعد استقبالها من طرف اللجنة المحلية لدعم المعتقلين، توجه الجميع إلى السجن المحلي حيث يقبع المعتقلون وراء أسوار عالية، ومن أمام البوابة المرصدة والجدران العالية ندد بالمشاركون بالاعتقال تحت مراقبة أمنية، وقد رددوا شعارات من قبيل "من أجلنا اعتقلوا، من أجلهم نناضل"، وكذلك" بوعرفة الصامدة، جرح كبير ما يبرى/ كيف اندير حتى نصبر، ورفاقي في الحكرة"… وقد طالبوا باستقلال القضاء وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.. وألقى محمد الزهاني عضو اللجنة المنظمة كلمة أشار فيها إلى أن اعتقال الصديق كبوري والمحجوب شنو وباقي رفاقهما كان على خلفية مطالب مدينة بوعرفة وأحداث 18 ماي بنفس المدينة، حيث تدخلت قوى أمنية مختلفة ضد المحتجين، واعتبر "هذه الوقفة رمزية وهي ممثلة للحركة الحقوقية والسياسية والنقابية والجمعوية.. وتوجه رسائل لعدة جهات"، من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، "الذين أدوا ثمن المطالبة برفع الحصار عن بوعرفة"، وأكد على استمرار كل الفعاليات صامدة "حتى إطلاق سراح معتقلي الرأي والمعتقلين السياسيين في كافة المغرب".. وخاطب المعتقلين المتواجدين داخل أسوار السجن بقوله "إننا معكم حتى إطلاق سراحكم".. ومؤكد أنهم كانوا يسمعون أصوات المحتجين، رغم معاناة الإضراب عن الطعام الذي دخل فيه الصديق كبروري والمحجوب شنو للمرة الثالثة، وكانا قد أشارا في بيانهم الخامس إلى دخولهما في إضراب عن الطعام لمدة ثلاثة أيام من أجل "الدفاع عن هويتنا كمعتقلين سياسيين، ومن أجل تحقيق مطلبنا القاضي بترحيلنا إلى السجن المحلي ببوعرفة" كما جاء في نص البيان… هذا وقد نظم وفد ثاني من القافلة وقفة مماثلة ثانية بعد ذلك بساعة أمام نفس السجن.
وقفة الوفد الأول أمام بوابة سجن وجدة
وصلت الطلائع الأولى للقافلة إلى بوعرفة على الساعة والواحدة والنصف بعد الزوال، بعد طريق طويلة وشاقة، وقد صادفت في طريقها حاجزي درك في تندرارة وقبل بوعرفة، ثم حاجز ثالث من قبل شرطة المدينة بمدخلها.. ولم يبدو أي موقف لرجال الأمن تجاه أعضاء القافلة، وقد شرع بعض الشباب عندما طل شرطي من باب الحافلة في ترديد شعار "كلنا فدى فدى، بوعرفة الصامدة"، ثم" الشعب يريد إسقاط الحصار ( أو رفع الحصار)" وأناشيد حماسية أخرى…ومباشرة عند الوصول مقر نادي هيئ التدريس سارعت قوى أمنية مختلفة على محاصرة القادمين وعزلهم حتى دون أن يأخذوا أنفاسهم جراء عناء السفر، ما جعل أعضاء القافلة يرددون الشعارات كقولهم "باركة من الحكرة، بوعرفة محاصرة"و "قسما لن نخون المعتقلين في السجون"… وقد تدخلت نعيمة الكلاف منسقة "اللجنة الوطنية من أجل السراح الفوري للصديق كبوري والمحجوب شنو ورفاقهما" طالبة من الجميع دخول المقر والكف عن ترديد الشعارات لأن ذلك توافق مع دخول التلاميذ مؤسسة تعليمة مجاورة.
في مدخل النادي علقت "القوى التقدمية والديمقراطية بالإقليم" لافتة كتب عليها " ندين عسكرة مدينة بوعرفة"، أما "اللجنة المحلية لدعم المعتقلين السياسيين ببوعرفة" فقد كتب في لافتة أخرى ما يلي:" ندين الاعتقال السياسي ونطالب باستقلال حقيقي للقضاء".
وقبل الرابعة بعد الزوال بقليل وصل بقية المشاركين على متن سيارات خاصة، وبمجرد ترجل القادمين والقادمات من مختلف مناطق المغرب، حتى وجدوا أنفسهم وسط طوق أمني، من شرطة وقوات التدخل السريع والقوات المساعدة حسب تشكيلات ملابسهم، وقد وضعوا الخوذات على رؤوسهم ومنهم من يقبض عصيا!وشرعوا في الالتفاف على ضيوف بوعرفة من كل الجوانب، وبدؤوا يضيقون عليهم الخناق ببطء وعبر مراحل، واعتمدوا في ذلك على صفين متتابعين، ودفع بالأيادي كي يتراجع المحتجون ويحصرون داخل مقر نادي هيئة التدريس حسب مايبدو، وقد ارتأى بعض منظمي القافلة دعوة الجميع للدخول، لكن رأى آخرون أن ذلك كفيل بفرض حصار شامل يصعب بعده الخروج حتى إلى الشارع، مما جعل وثيرة الاحتجاجات ترتفع، للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين ورفع الحصار عن بوعرفة، وفي هذه الأثناء شرعت تتوافد أعداد كبيرة من ساكنة بوعرفة بمكان التجمع، وقد توترت الأعصاب، ولا أحد أصبح يعرف ما سيحصل بعد ذلك، غير أن الطوق الأمني المكثف لم يمنع المحتجين من رفع الشعارات المختلفة وبقوة وحماس شديدين، وقد حذروا من أن تتحول بوعرفة إلى سيدي بوزيد (التونسية)، ونددوا بتواجد المناضلين في السجون بينما المفسدون والجلادون محميون.. وتدخلت في هذه الأثناء نعيمة الكلاف عبر مكبرات الصوت محذرة القوى الأمنية من تحويل الوقفة إلى اعتصام في الشارع، وطالبت بسحب رجال الأمن بكاملهم، حتى يكمل المتضامنون برنامجهم المسطر والاستماع لكلمات لجنتي الدعم المحلية والوطنية… وفعلا عاد كل الأمنيين المتأهبين إلى سياراتهم، وبقي فقط بعض رؤسائهم بالجانب الآخر من الشارع.
لحظة توثر الأعصاب وعمليات الدفع من طرف الأمن لجمع المحتجين بمدخل النادي
كان لشباب 20 فبراير دور قوي في رفع الشعارات بحماس
تراجع القوى الأمنية في البداية إلى الجانب الآخر من الشارع قبل أن تدخل السيارات المركونة جانبا
باسم اللجنة المحلية لدعم الصديق كبوري والمحجوب شنو ورفاهما حيى عبد الواحد حمو كل المساهمين في القافلة، وعرض قائمة من اللجان المحلية بعدد من المدن وبالخارج، وقد طالب بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين ورفع الحصار عن بوعرفة..
عبد الواحد حمو عن اللجنة المحلية ببوعرفة
أبرزت نعيمة الكلاف في كلمتها الدور النضالي البارز للمعتقلين محليا وعلى الصعيد الوطني وخاصة المناضل الصديق كبوري، ثم توقفت عند واقع بوعرفة والتهميش الذي تعرفه المدينة، مما أجج احتجاجات الساكنة، وأكدت على استمرار المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، وأخبرت بأن اسم بوعرفة أصبح يثار حتى خارج، بفضل لجان التضامن وإثارة موضوع الاعتقالات على مستوى البرلمان الأوربي بفضل أبناء بوعرفة "الذين تأكلهم الآن برودة السجون والسلاسل، وهم قد دخلوا في الإضراب الثالث عن الطعام"، وأضافت قائلة "نحن مستعدون للموت من أجل إطلاق سراحهم"، وأوصت الأمهات برعاية الأطفال في غياب آبائهم المسجونين، وذكرت بأن دواعي النضال في بوعرفة ما تزال قائمة، واستعرضت في خطابها أسماء جل الهيئات المساهمة في القافلة وحيت الجميع بما في ذلك الأشخاص الذاتيين، وتحدثت عن معتقلي الرأي في المغرب قائلة "إن التغيير لا يمكن أن يعطيه لنا أي أحد، ضروري من أداء الضريبة، ومنها الاعتقال"، لتسرد مدنا تعرف الاعتقالات السياسية والقمع كالرشيدية وصفرو والحسيمة وطنجة وتطوان وبني ملال ومراكش وآسفي والجديدة والدار البيضاء والرباط وسلا والخميسات وكرسيف وورزازات وتاوريرت…
حضور لافت من بوعرفة، بالإضافة إلى الزوار، وقد امتلأت القاعة وبقي الكثير خارجها
وباسم "اللجنة الوطنية من أجل الحرية الفورية للصديق كبوري والمحجوب شنو ورفاقهما" طالبت بالسراح الفوري للمعتلين بدون قيد أو شرط، ورفع الحصار عن مدينة بوعرفة، وتوفير شروط العيش الكريم للساكنة، والنهوض بجميع القطاعات والمرافق العمومية وفي مقدمتها التعليم والصحة والنقل والتشغيل… وطالبت "بالاعتذار العلني والرسمي للمعتقلين السياسيين ولعائلاتهم ولأطفالهم وللشعب المغربي وللإطارات المناضلة"، وارتأت أن توجه رسالة على القضاء "كي يعتذر عما ارتكبه من خروقات في حق المعتقلين، وان يرجع الأمور إلى نصابها، وذلك تبرئتهم، ومازلنا ننتظر قرار المجلس الأعلى، ولن يكون قرارا مقبولا إذا لم يكن يدين الأحكام الابتدائية والاستئنافية، ويمنح للمعتقلين الحرية الكاملة، وتبرئتهم من جميع التهم التي وجهت إليهم.."
نعيمة الكلاف أثناء إلقاء كلمتها
وهددت بالاعتصام في بوعرفة إذا لم يطلق سراح المعتقلين، وطالبت كذلك بإعادة فتح التحقيق في عدة ملفات كملف الحسيمة وآسفي واخريبكة…. ووعدت في نهاية تدخلها بالاحتفال بخروج المعتقلين من السجن والعودة إلى أحضان أسرهم، شرط استمرار "المزيد من التضحية"..
ومعلوم أن الصديق كبوري والمحجوب شنو يقضون عقوبة حبسية لمدة سنتين بسجن وجدة، كما حوكم عشر شباب من نفس المدينة بمدد سجنية تصل إلى ثمانية عشر شهرا واحد بستتة عشر شهرا، ويرى مراقبون حقوقيون أن المحاكمة سياسية وقد شابتها عدة خروقات، واعتبر الحزب الاشتراكي الموحد في بيان له أن القصد من اعتقال مناضليه يدخل في إطار الحصار المضروب عليه…
رسائل من عائلات المعتقلين:
ـ فاطنة الركيك (أم الصديق كبوري): "أقول الله يطلق سراحو، والله يعاونكم، ويعاون كل من جرى معاه، واللي دارو شي حاجة الشكوة لله".
(تكفي عبارات بسيطة وتكفي ملامح الحزن البادية على محياها لتبقى الأم في طليعة المكلومين بعد الاعتقال)
….بسبب فيروس غير الصورة حذفت، ستنشر لاحقا
أم الصديق كبوري وإحدى قريباته
ـ ربيعة بوصلعة (زوجة الصديق كبوري):" أشكر القافلة التي جاءت من بعيد، وأشكر جميع من وقف (آزر) مع زوجي، وأقول لمن كان وراء اعتقال زوجي، الله يأخذ فيهم الحق، وأقول بأنهم ظلموه، ظلموه بزاف(كثيرا)، لأنه كان يسعى إلى الخير، وكان يقف مع المسكين والمظلوم، وكان يتكلم عن الحق… وبالمناسبة أحيي زوجي كثيرا، وافتخر بزوجي كثيرا…"
زوجة الصديق كبوري
ـ حبيبة عزة (زوجة المحجوب شنو): " أشكر القافلة، التي تعبت معنا حتى الوصول إلى بوعرفة، وأتمنى إن شاء الله أن يكون منها خير، وأقول لجميع أعضاء اللجنة، والنقابات، وحقوق الإنسان، بأن زوجي برئ، ودافع عن حقه، وأطالب بإطلاق سراحه، وإطلاق رفاقه الموجودين بالسجن، وأقول لزوجي نحن معك دائما، وأرجو أن يرجع لداره قريبا، وهو بريء".
حبيبة عزة وابنها أسامة شنو
ونظرا لطول الطريق والارتباط بالحافلة الوحيدة التي ترجع مساء، غادر البعض بوعرفة، بينما شارك الباقون في وقفة أمام مقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وقد طوقتها بدورها قوات الأمن، كما نظم نشطاء في حركة 20 فبراري ببوعرفة مسيرة ذات طابع رمزي اساسا، بسبب توقف الاحتجاجات والمسيرات منذ ماي المنصرم نتيجة عسكرة المدينة وإنزال أعداد كبيرة من عناصر الأمن بها، وقد ذكر لموقع "أنوال" أحد المواطنين أن هناك مراقبة صارمة لتحركات السكان وما أن يلتقي مجموعة من المواطنين حتى يتم تفريقهم..
مع عائلات المعتقلين
مسيرة "حركة 20 فبراير" المحلية في تحد للحصار (ت: م. لقاح)
الهيئات المشاركة:
ـ حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الحزب الاشتراكي الموحد، النهج الديمقراطي، حزب التقدم والاشتراكية، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، الهيئة المغربية لحقوق الإنسان، الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الاتحاد المغربي للشغل، حركة 20 فبراير، النقابة الوطنية للتعليم، جمعية العقد العالمي للماء، الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين، الشبيبة الطليعية، جمعية الأوفياء لحقوق الإنسان، ATTAC، لجان الدعم المحلية… (وذلك حسب لائحة الحضور، علما أن هناك عدة مشاركين من نفس الهيئة الواحدة، سواء أكانت مركزية أو فروعا بمدن أخرى)
الـــمـــدن الممثلة:
ـ الرباط، الدار البيضاء، أكادير، ورزازات، الرشيدية، أرفود، تنجداد، مراكش، الجرف، سيدي سليمان، زايو، تمارة، الصخيرات، أزرو، تندرارة، تالسينت، بوعنان، العرائش، دمنات، سلا، زاوية الشيخ، بني ملال، بني تيدجيت، وجدة، فكيك، الناظور، بركان، ميسور، تاوريرت، السعيدية، فاس، ، تازة، خريبكة، العروي، العيون الشرقية، كرسيف، أوطاط الحاج…
وقد أجرى موقع "أنوال" حوارا مع كاتب فرع الحزب الاشتراكي الموحد ونائبه ببوعرفة ننشره لاحقا.