الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

المستفيد الأول من الحوار الاجتماعي النقابات نفسها


المستفيد الأول من الحوار الاجتماعي النقابات نفسها 
حصلت النقابات "الأكثر تمثيلية" على المزيد من العدم، من النتائج المترتب عن "الحوار الاجتماعي" الأخير، رفع نسبة الدعم الحكومي لهذه النقابات من 15 إلى 20 مليون درهم، وبذلك يظهر أن النقابات هي من خرج "منتصرا" من مراطون المفاوضات الأخير، هذا ما أعلن عنه اليوم الثلاثاء 29 دجنبر 2009، وقد أظهرت القناة الأولى التي أذاعت الخبر الوزير الأول وبعض أعضاء الحكومة في مقابل الزعماء النقابيين، والجميع تبدو عليهم علامات الانشراح، في انتظار توضيح كل الملابسات في غضون ساعات أو أيام قادمة.
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية بعض "المتكسبات" الأخرى، كحذف السلاليم الدنيا من 1 إلى أربعة، ورفع الحد الأدنى للأجور إلى 2200 درهم، ودفع تعويضات للعاملين في العالم القروي النائي تصل إلى 700 درهم بدون ضرائب، وذلك بأثر رجعي يبتدئ من فاتح يناير 2008، وتم الحديث كذلك عن إجراءات تهم الرفع من قيمة التعويض عن المرض بالنسبة للقطاع الخاص… ويدو أن النقابات لم تنجح في مطلبها الداعي إلى الرفع من الأجور بما يناهز20 %، ولم تحصل على مسعاها الرامي إلى الرفع من عدد المترقين في بعض القطاعات كالتعليم، الذي راكم أعدادا هائلة طال انتظارها ضمن الكوطة الجاري بها العمل..
 وعليه يحق للشغيلة أن تتساءل الآن:
 ـ هل ستستمر بعض النقابات في الجري وراء تحصيل عائد بطائق الانخراط ، والحال أنها تمنح أموالا مهمة من دافعي الضرائب المغاربة؟ 
ـ هل ستقوم النقابات التي تحصل على الدعم المذكور بدورها التأطيري للعمال والمستخدمين والموظفين (على الأقل منخرطيها) فيما يخص التوعية القانونية والتشريعية، والتكوين حول السلامة والوقاية من مخاطر الشغل، وهل ستسعى لتتوفر على مقرات مناسبة تضمن الراحة أثناء الاجتماعات؟ وهل ستنكب على اقتناء أدوات لوجستيكية للعروض والتثقيف تغير حالة البؤس التي توجد عليها بعض المقرات؟

بنصميم في القناة الثانية هل سيفتح ملف تفويت ماء العين من جديد؟


بنصميم في القناة الثانية   
هل سيفتح ملف تفويت ماء العين من جديد؟  
عرضت القناة الثانية المغربية لموضوع قرية بنصميم في معرض نشرتها المسائية ليوم الإثنين 28 نونبر، وقد كانت مادة إعلامية متوازنة بخلاف ما سبق أن عرض في الأجهزة الرسمية، جاء في التقرير صور من عدة وضعيات للقرية ومجرى الماء والعين ومعمل التعبئة الذي يتم بناؤه وقد شيدت الطريق الموصلة إليه، كما تحدث المذيع عن الأضرار المنتظرة التي ستلحق ساكنة القرية ال3000 نسمة في حالة ما إذا تم تحويل الماء إلى المعمل، وأدلى علي الطاهري من سكان القرية برأيه في الموضوع، مبرزا نفس المخاطر، ثم فاعل جمعوي سرى على نفس الاتجاه، ومهندس حلت عليه الكاميرا في مكتبه ليتحدث عن رأي الجهة المسؤولة، لكنه كان متدبدبا، بحيث ذكر أنهم يمكن ان يوقفوا المعمل غذا ما تجاوز حصته المسموح له بها! فهل يعني هذا بداية إعادة النظر في الموضوع ، على جمعية التعاقد العالمي للماء (ACME – Maroc)  أن تتحرك باستمرار لمساندة السكان، في وقت يتم في الحديث عن إعادة فتح الملف من جديد من قبل "وكالة حوض سبو" للماء، الجهاز الرسمي المسؤول عن الماء في المنطقة، وتجدر الإشارة أن شركة أجنبية حصلت على تفويت بموجبه "يحق " لها ملأ  قنينات الماء من العين وبيعها، مما جعل السكان يدخلون في حركات احتجاجية عرفت مدا وجزرا منذ 2002، وتدخلت جمعيات وطنية وأجنبية على الخط مساندة لمطالب السكان.    

الاثنين، 28 ديسمبر 2009

عاشوراء بين النار والماء من قطرات الماء الرمزية إلى الرشق بالبيض


عاشوراء بين النار والماء   
من قطرات الماء الرمزية إلى الرشق بالبيض
مصطفى لمودن   
كيف تتحول عادات الشعوب وتخلق أخرى؟ كيف تصبح بعض التقاليد ممارسة متجذرة في بعض الأوساط؟ أسئلة كثيرة تتناسل من خلال ملاحظة ظواهر تنقرض وأخرى تتناسل… مناسبة هذا الحديث ما أصبحنا نلاحظه من سلوكات أقل ما توصف به أنها غريبة، وأقصى ما تنعث به أنها تسيب وفوضى، وبينهما مواقف تختلف من شخص لآخر في قراءة لهذه الظواهر.  
    هذه الأيام وبعد انتهاء مناسبة عاشوراء المعروفة لدى المغاربة، وقد يعتبرها البعض مناسبة "دينية" أخرى، هناك من يصوم يوم أو يومين بالمناسبة، وهناك من يعد لها عدة خاصة؛ ذبيحة غالبا ما تكون من الطيور الداجنة! هناك من يحرص على اقتناء الفواكه الجافة، والجميع يشتري لعبا للأطفال((sauf les déconnectés، وتسمع في الأوساط الشعبية التهاني بمبروك "العواشر" (مصطلح له قداسة يقال في المناسبات الدينية)، إنها مناسبة يستغلها كذلك التجار وباعة المناسبات لترويج سلع خاصة بمناسبة عاشوراء، بل حتى بعض الجماعات المحلية تستفيد عبر كراء محلات مؤقتة للتجارة في فضاءات عامة… في خلطة تجمع بين "المقدس" والأسطوري والاقتصادي والاجتماعي.. تنتهي بإشعال نار وسط هدوء الليل وسواده؛ تحمل النار عدة دلالات، تعني حرق مرحلة وبداية أخرى، تعني احتفالا مترسبا في اللاوعي الجمعي بعد نصر أو نجاح أو إحياء ذكرى أو مجرد الحصول على صيد ثمين.. تعني ترك فرصة للأطفال ـ مشعلي النار ـ لتجريب المخاطر والاستعداد لها، عبر القفز على النار والمرور وسطها. قد تعني إنارة قوية لمجال إنساني يعاني ظلمة وضيقا وحزنا دفينا، كما هو عليه حال الشيعة، وهم يحيون كل سنة مأساة قتل الحسين بن علي، حفيد الرسول (ص) ونجل فاطمة ابنته.  
  ليس هناك شك في أن بعض الممارسات الشيعية بقيت مستمرة في المجتمع المغربي، وقد دخل التشيع مع أولى الهجرات المشرقية إلى المغرب، ومن أبرز ذلك الدولة الإدريسية التي تأسست في نهاية القرن الثاني الهجري بالمغرب، فقد وصل المولى إدريس الأول إلى المغرب سنة 172 هجرية (788ميلادية)، فرارا من بطش الدولة العباسية، وبذلك أسس ما يمكن أن نطلق عليها وصف الدولة الشيعية بالمغرب(788 – 974م.)، كما عرف المغرب في بعض أطرافه إمارات شيعية في بعض الأحيان، مثل ما وقع مع الدولة "الأباضية" التي كان لها امتداد في شرق المغرب، وقد استمرت 120 سنة، بين منتصفي القرن الثاني والثالث الهجري… وعليه يمكن التأكيد على أن المجتمع المغربي لا تخلو منه بعض المظاهر المترسبة من "ظواهر" لها امتداد شيعي، رغم انمحاء هذا المذهب الديني من قبل الدول المتعاقبة على حكم المغرب، خاصة الدولة المرابطية ثم الموحدون… الذين فرضوا الدين الرسمي للدولة والذي لم يكن شيعيا.
لهذا استمر الاحتفاء ب"عاشوراء" لدى الأوساط الشعبية، دون الحديث عن معنى الرموز والدلالات التي تحملها عند الشيعة في مناطق أخرى من العالم الإسلامي؛ بما تعنيه من تذكر وتذكير بخلافات حادة دموية وقعت في التاريخ الإسلامي بين الطوائف المتصارعة فيما بينها، واندحار الشيعة والتنكيل بهم.
   وبما أن الحياة مستمرة، ليس من طبيعة العقلاء الاستمرار في الحزن والتعبير عنه، تنتهي الذكرى فينتهي كل شيء له علاقة بالموضوع (نار ـ بكاء ـ عويل ـ شق الصدور وضربها… كما هو  حاصل عند الشيعة) لينصرف الناس لشؤونهم. وهكذا كان الناس يصبحون في اليوم الثاني من عاشوراء على "يوم زمزم"؛ "زمزم" بئر في منطقة مكة، به ماء عذب زلال، وأكيد يحمل بدوره معنى روحيا لدى المسلمين واعتبارا دينيا كباقي الرموز والأماكن التي توجد في مكة والمدينة بالحجاز وغيره…
       تعودنا ونحن صغار أن تجلب بعض النسوة (خاصة الجدات) ماء "جديدا" من مصدر الماء المتوفر في الصباح الباكر، ويقمن برش أماكن في البيت برشات خفيفة، ويحرصن على تسليط قطرات على كل أفراد الأسرة حتى من لا يزال في فراشه (خاصة الأطفال)، فالماء هنا له معنى الإطفاء، إطفاء حريق نار عاشوراء، إطفاء الغضب والحزن، لكنه ليس كأي ماء، فهو يحمل اسم "زمزم"، لهذا لا يتضايق أحد من ذلك، بل يتقبله بصدر رحب، ويتضاحك الأفراد ويتسلون لبعض الوقت داخل بيوتهم وليس في الشوارع والأزقة كما أصبح يقع بعد ذلك..
 في يوم "زمزم" انطلاقا من نهاية السبعينيات تغير الأمر في المغرب، وأصبح هذا اليوم يعني إغراق المارة بالمياه، إفراغ أصطل على الناس وهم يتمشون في الشوارع، لا يستثنى من ذلك أحد، أكان رجلا أو امرأة، طفلا أو شيخا أو مسنا أو مريضا أو معافى… خاصة في الأحياء الشعبية.
   لكن آخر صيحة وأخطرها لجأ لها الآن مراهقون طيلة أيام، وبعد عاشوراء، هو رشق المارة بالبيض! أمام المؤسسات التعليمية وفي الشوارع المتفرعة عنها، يقف "جيش" من الشباب والأطفال يضعون في أكفهم بيضا (منه المتعفن) يختارون ضحاياهم بعناية ليلطخوا رؤوسهم وملابسهم عبر ضربهم بالبيض، شاهدت كيف اعترض شاب فتاة في غفلة منها وأزاح سترة عن رأسها ليلطخ شعرها بحمولة بيضة تعني الكثير لفاقد غذاء يدفئ الجسد، أمام المؤسسات التعليمية بقايا قشور البيض وبقع داكنة بالشوارع، أطفال يتمشون في هرولة فزعين متخوفين عائدين إلى منازلهم، كما عاينت ذلك في مساء اليوم الثاني عن انقضاء "يوم زمزم"!… وقد حرصت على متابعة الظاهرة بالشارع.
 فكيف وقع هذا التحول الغريب؟
   يصعب وضع تفاسير لذلك، هذا يتطلب مجهودا من قبل عدة مؤسسات بحث، لعل أهمها ذات الاختصاص العلمي كعلم الاجتماع وعلم النفس..
هل هو استهانة بوضعية الآخرين وعدم احترامهم وإيذائهم تحت ذرائع واهية لا يتقبلها العقل والمنطق؟ هل الشباب "المقترف" لهذا الفعل الغريب يسعى للتعبير عن تواجده عن طريق عنف ـ غير منظم طبعا ـ مغلف بمسحة دينية يعتقد أنها تجيز له ذلك؟ هل ذلك "صرخة قوية" لرغبة في تواصل مفتقد خاصة بين الجنسين؟
   الإشكالية المطروحة الآن هي كيف يمكن مواجهة الظاهرة؟ فهي تستمر لأيام، وتتحول إلى ابتزاز في بعض الأحيان، وتثير قلق الأسر وهي تتخوف على أبنائها من وقوع حوادث تصادم وتبادل للعنف…
 هل يمكن معالجة هذه المعضلة عن طريق المؤسسات التربوية كالمدرسة والأسرة…؟ هل يجب أن يتدخل في الأمر "الجهاز الأمني" ليقع في شبه مطاردة غير مجدية بالشوارع (مطاردة الأشباح)؟ رغم أن حمايته للفئات الضعيفة ضرورية في هذه الحالة، كالأطفال الصغار والبنات… وأي دور للمؤسسات الدينية في الأمر كالمجالس العلمية؟…نسجل بكل أسف غياب مؤسسات للحوار المجتمعي في المغرب، وذلك راجع لتراكمات خاطئة كانت باستمرار تريد عزل المجتمع والتحكم فيه عن طريق مراقبته باستمرار ومنع فرص الحوار والنقاش، الآن يجب إعادة النظر في وسائل  التنشئة الاجتماعية والتربوية ومناهجها (الأسرة، المدرسة ، الإعلام، المجتمع المدني…) لتناقش كل المواضيع المطروحة وتتاح الفرصة للجميع ليعبر عن وجهة نظره.
في الختام ندعو كل الشباب الذي يسيء  للآخرين في هذه المناسبة التوقف عن ذلك والبحث عن وسائل أخرى للتعبير عن ذاته، ونفس الدعوة نواجهها لجميع الجهات المختصة بقضايا المجتمع لتوفر للشباب الفضاءات المطلوبة ليفجر طاقته الثقافية والفنية والرياضية… بعيدا عن التشنج والفوضى.

الأحد، 27 ديسمبر 2009

الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان تجديد المكتب الفرع


الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان
 تجديد المكتب الفرع
انعقد جمع عام لفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان من أجل تجديد مكتب الفرع المحلي يوم الأحد 27 دجنبر بالخزانة البلدية تحت إشراف عتيقة الضعيف عن المكتب المركزي للجمعية وبحضور أحمد السعداني رئيس الفرع الجهوي لجهة القنيطرة، وقد صادق الجمع العام بإجماع الحاضرين على التقريرين الأدبي والمالي، باستثناء تحفظين عن التقرير الأدبي. 
  

وأسفر التصويت السري عن فرز 9 أعضاء هم:
ـ فتيحة العماري
ـ الحسين الإدريسي 
ـ فاطمة الوديي
ـ مصطفى بريول 
ـ مصطفى لمودن
 ـ عز الدين عزيز
ـ فاطمة العواد
ـ إدريس الخارز
ـ مليكة الكرز
ومن المرتقب أن يوزع أعضاء المكتب المهام فيما بينهم في غضون أيام قليلة. 
 جانب من الحضور للجمع العام 
 
انتهاء مهام أعضاء المكتب السابق على تحايا القاعة وترديد شعارات تنوه بالجمعية 
  
فرز الأصوات
وبعد ذلك وزع الأعضاء المهام فيما بينهم كالآتي:
المكتب الجديد للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمانـ الحسين الإدريسي (الرئيس)ـ  فاطمة الوديي نائبته ـ فتيحة العماري)الكاتبة) ـ مصطفى لمودن (نائبها) ـ مصطفى ابريول (الأمين) ـ عز الدين عزيز نائبه / مليكة الكرز ـ إدريس الخارز ـ فاطمة عواد (مستشارون مكلفونبمهام)، وكما أشرنا سابقا فقد انعقد جمع عام من أجل ذلك يوم الأحد 27 دجبر.

وزان قرية سيدي بوصبر تغرق


وزان                  قرية سيدي بوصبر تغرق
محمد حمضي  

 
صور من المنطقة، طرق جرفتها أمطار الفصل المنصرم بقيت على حالها
 علمنا  أن مركز قرية سيدي بوصبر التابعة إداريا لنفوذ إقليم وزان المستحدث أخيرا، قد عزلت تماما عن باقي المناطق المجاورة وذلك بسبب الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على المنطقة.
  في هذا السياق أكد السيد إدريس المغراوي المستشار الاتحادي بمجلس الجماعة المذكورة بأن الأمطار التي تهاطلت على القرية تسببت في عزل مركز الجماعة عن العالم الخارجي، كما خلفت خسائر مادية فادحة على مستوى البنية التحتية الهشة بعد أن جرفت المياه العائمة المنازل والمتاجر وأتت على ما يسمى بالطرق.
   الايجابي في هذه التساقطات المطرية التي أنقدت الموسم الفلاحي وبالتالي أنقدت المآت من سكان القرية من التشرد، بحكم أن الفلاحة البورية وبالطرق التقليدية تعتبر مورد عيشهم الوحيد، ليس هو غزارتها أو ما ترتب عنها، ولكنها شكلت مناسبة عرت عن الوجه الحقيقي للمتلاعبين بمصالح الساكنه الذين تعاقبوا على تدبير شؤون الجماعة. ولاشك أن الغياب المطلق للمجلس القروي والسلطات الحلية والإقليمية. وترك السكان يواجهون  محنتهم و مصيرهم لوحدهم  اليوم ما هو إلا فصل من فصول مسرحية انطلق شوطها الأول يوم 12 يونيوه الأخير.
   يذكر بأن السكان يعيشون العطش في عز الفيضانات، بل رغم اتكاء قريتهم على ضفاف ثاني أكبر سد في إفريقيا، علما أن عامل الإقليم أعطى منذ شهر الإشارة للصنابير لتروي عطشهم، صنابير ستجف ما أن غادر الوفد الرسمي القرية ! يقول المستشار الاتحادي. 
تتوفر المنطقة على مناظر طبيعية هائلة

وزان أمطار الرحمة تفضح ناهبي المال العام


وزان             أمطار الرحمة تفضح ناهبي المال العام  
وزان:محمد حمضي
  ما أن استجاب العلي القدير لدعوات المؤمنين من عباده في ربوع هذا الوطن طلبا للغيث، حتى رويت الأرض ومن عليها، وانشرحت القلوب، فتنفس الجميع الصعداء على رحمته، تلك الرحمة التي جاءت لتعري عن هشاشة البنية التحتية لمدينة تستحق أن يدرس نهب مالها العام في أعتى الجامعات.
  فقد حولت دقائق من التساقطات المطرية التي هطلت على المدينة هذه الأيام، العديد من الشوارع والطرق إلى مستنقعات وبحيرات مائية كبيرة ترتب عنها تعطيل حركة السير وتعطيل مصالح السكان وتعريض التلاميذ لشتى أنواع المخاطر، كما خلفت خسائر مادية كبيرة على مستوى البنية التحتية، كاشفة التجاوزات التي لحقت صفقات إنجاز أكثر من مرفق عمومي.
   فحسب ما عايناه بعد جولة قصيرة بالمدينة، فقد غمرت المياه مركز التدرج الواقع بحي العدير، وأتلفت تجهيزاته، كما أن مركز الدرك الملكي الواقع بحي العدير عزلته المياه من كل الجهات، وارتفع منسوبها بداخله إلى درجة تدعو إلى القلق، أما مقاطعة حي القشريين التي لا يتجاوز عمر إنجازها ثلاث سنوات فقد أصبحت آيلة للسقوط بعد أن تداعت أسوارها، مما اضطر معه الموظفون لمغادرتها قبل وقوع الكارثة، نفس الوضعية القاتمة تنطبق على الغش الذي لحق بناء متاجر شارع مولاي الحسن(المحاذية للملعب البلدي) فقد تسربت المياه إلى سقيفة وجدران أغلبها، مما كبد أصحابها خسائر"جسيمة"في ممتلكاتهم. ولم تنج المؤسسات التعليمية من هذه المخاطر، فقد أنقدت الإرادة الإلهية تلاميذ مدرسة ابن هانئ من خسائر كبرى فى الأرواح بعد أن جرفت المياه سور المؤسسة 20 دقيقة بعد مغادرة التلاميذ لفصولهم.
  وشهدت الشوارع الرئيسية(مولاي الحسن، الجيش الملكي…أمام مدخل المقر الجديد للعمالة) بالمدينة احتقانا لم يسبق له مثيل، لتتحول إلى بحيرات عزلت أكثر من حي عن بعضه، واستحال على الراجلين الانتقال إلى الضفة الأخرى، ووصلت قوة المياه إلى حد جرف سيارة أمام مدخل إعدادية الإمام مالك. كما أصبحت110أسرة تقطن إقامة النور معرضة لكارثة كبرى بعد أن تسربت المياه إلى أسس العمارة بعد أن توقفت أشغال تهيئة ساحة 3 مارس منذ أكثر من نصف سنة لأسباب مجهولة.
   أما أم الكوارث هو ما لحق بعض أوراش تأهيل المدينة التي سبق لجلالة الملك أن أشرف على إعطاء انطلاقتها(هذا الملف سنكشف مستوره بالتفاصيل في أعدادنا اللاحقة). فقد جرفت المياه زليج بعض الأرصفة وساحة الرويضة، ولحقت الأضرار الشوارع المزفتة أخيرا…
    ما حدث يتطلب فتح تحقيق في كل الأضرار التي لحقت المرافق العمومية، لأن الأمر يتعلق بالمال العام الذي لم يعد مسموح العبث به. فهل ستتحرك الضمائر الحية أم سيظل التفرج سيد الموقف؟ مع ترديد (اللهم اعطينا الشتا على احساب درجة العبث بالبنية التحتية)

الخميس، 24 ديسمبر 2009

جمعيات تربوية في حالة " شرود " قانوني بإقليم سيدي قاسم


جمعيات تربوية في حالة " شرود " قانوني بإقليم سيدي قاسم
حميد هيمة 
ذكرت تقارير إعلامية أن هناك خمسين(50)جمعية ذات طابع تربوي في وضعية غير قانونية بسيدي قاسم، على خلفية عدم التزامها بتجديد مكاتبها طبقا للمقتضيات القانونية ذات الصلة بقانون الجمعيات. و أشارت يومية " الأحداث المغربية "، في عددها ( 3910) بتاريخ (11/12/2009)، في تقرير  لها حول الموضوع، أن عدة فعاليات نقابية طالبت بإصدار مذكرة نيابية تطالب فيها بضرورة تجديد مكاتب جمعيات أباء وأمهات وأولياء التلاميذ في المؤسسات التعليمية الخاضعة لنفوذ النيابة الإقليمية لسيدي قاسم . ووفقا لتصريح السيد رئيس فيدرالية جمعياتالآباء و أولياء التلاميذ بالنيابة، للجريدة المذكورة، فإن هناك ما يقارب من (50) جمعية في وضعية غير قانونية. ورغم الوضعية " غير القانونية " لهذه الجمعيات، فإنها تستأنف، في بداية كل موسم دراسي، استخلاص رسوم الجمعية من التلاميذ، وتستنكف عن القيام بدورها  في تقديم الدعم الاجتماعي والنفسي والمادي للمتعلمين والمتعلمات حسب التقرير الصحفي المذكور. يذكر أن " المخطط الاستعجالي"  يراهن علىالمجتمع المدني من أجل تصريف أهدافه الراميةإلى إصلاح اختلالات المنظومة التربوية، بحسب  ما أكدته تصريحات الجهات الوصية على القطاع. و السؤال المطروح: هل يمكن المراهنة على بعض الجمعيات، التي تتخبط في مشاكل قانونية وتفتقر لأفق وتصور واضحين، من أجل إعطاء نفس جديد للمدرسة العمومية ؟

أصحاب المعــــــالي


أصحاب المعــــــالي

   
رضا سكحال

هيأت أقلامي
و وضعت الأوراق أمامي
فبدأت أكتب عن أصحاب المعال
فجأة دخل المسؤول بيتي
ومزق مقالي
فتش بيتي فوجد كتبا ودفاتر
قال لي بصوت خافت لم أفهمها
سيرسلونك إلى المخافر
وبعدها إلى المقابر
بعد تفتيش دقيق وجد دفتر 
تفحصه فوجد خطي أحمر
حرر المحضر و أرسلني إلى المخفر
هناك وجدت رفيقا يعذب  ورفيقا يضرب
و رفيقا يحتضر
فعقد جهاز الأمن مؤتمر 
فقرروا مصادرة جميع الدفاتر
و اغتيال أصحاب الضمائر
قرروا قطف كل الأزهار
وتمزيق الدواوين والأشعار
قرروا باختصار
إعدام كل الثوار
بعد لحظة وحين
وجدت أبيات المستشهدة
و أوراقي الممزقة
و أقلامي المهددة
  
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هته القصيدة تذكرني في أيام لطالما اشتقت إليها وعشقتها
كتبتها في القنيطرة سنة 2008 في الحي الجامعي
أهديها إلى جميع رفاقي
إلى روح الشهيد آيت الجيد محمد بنعيسى
إلى من اتخذوا من الفكر والممانعة سلاحا في زمن التخاذل والتراجع
إلى المعتقلين السياسيين بالبلاد
إلى أصغر معتقلة سياسية: زهراء بودكور.

الأربعاء، 23 ديسمبر 2009

المجلس الإداري الثامن للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط سلا زمور زعير


المجلس الإداري الثامن للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط سلا زمور زعير
المطالبة بالرفع من قيمة الميزانية لتنفيذ برنامج العمل متوسط المدى وتسجيل خصاص كبير في المواد البشرية.
 
جانب من المجتمعين أعضاء المجلس الإداري 
الرباط: عبد الإله عسول
ركزت تقارير اللجان المنبثقة عن المجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للرباط سلا زمور زعير، خلال انعقاد دورته الثامنة  بمقر الولاية يوم الاثنين 7 دجنبر 2009، ركزت على المطالبة بتفعيل عدد من التوصيات من أبرزها سد الخصاص في الموارد البشرية بالجهة، خصوصا بنيابتي التربية والتعليم بسلا والخميسات، والعناية بالمؤسسات العتيقة التي تعتبر إرثا تاريخيا يجب الحفاظ عليه، خلق مركبات تربوية بالعالم القروي، انجاز أقسام تحضيرية بتمارة وإعطاء المزيد من الاهتمام للجانب المادي والاجتماعي للأسرة التعليمية.
من  جهة أخرى، طالب ممثل مفتشي التعليم الثانوي بالاهتمام أكثر بالعمق التربوي عبر مراجعة البرامج وخطط التكوين بناء على حاجيات المدرسين، مسجلا أهمية المذكرة الوزارية 157 التي قامت بتخفيف بعض المواد من خلال حذف بعض الدروس، مقدما مقترحا يتعلق بإعادة النظر في الترقية بالأقدمية، لكونها في نظره تساعد على الاستكانة لدى الأطر العاملة، وجعل الترقي مرتبطا بالتكوين والمردودية، وهو مطلب لم يشاطره فيه ممثلو هيأة التدريس الذين اعتبروا الترقي بالأقدمية حقا مكتسبا، أسوة بالترقي بالشهادات الجامعية والامتحانات المهنية، مؤكدين في نفس الوقت على أهمية فتح أبواب الجامعات في وجه أطر التعليم، بما سيساعد على  الرفع من كفايايتهم التربوية والتعليمية.
وطالب ممثل هيأة مفتشي الابتدائي بتمكين هذه الأخيرة من وسائل العمل (النقل، انترنيت..) حتى يقوم المفتشون بدورهم الأساسي في المراقبة والتتبع، كما طالب بوضع برنامج التكوين المستمر تحت إشراف هذه الهيأة احتراما لما ينص عليه النظام الأساسي لموظفي التعليم ولاختصاصات الهيأة نفسها، وبإحداث منصبي كاتب عام ومفتش عام للاكاديمة أسوة بهيكلة الوزارة .
وتميزت الدورة التي تزامنت مع وفاة أحد أعضائها المقاوم عثمان جوريو، عن سن يناهز 93 سنة وهو من الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال، ومن أعمدة التعليم  بالبلاد، تميزت بكلمة ألقاها وزير التربية أحمد اخشيشن بصفة رئيسا للمجلس الإداري، أكد فيها على "أن طريق الإصلاح شاق وطويل"وأن "حجة نقص الإمكانات أصبحت غير ذي موضوع بعد الدعم الحكومي غير المسبوق" مشددا على ضرورة تجاوز التدبير البيروقراطي واعتماد القرب واللاتمركز إلى أبعد مدى ممكن.
مديرة الأكاديمية لتربية والتكوين التيجانية فرتات، قدمت عرضا تناول الحصيلة المؤقتة لانجاز ميزانية 2009، مخطط العمل لسنة 2010، وحصر مشروع الميزانية الأولية لسنة 2010.
حيث أكدت أن سنة 2010ستعرف برمجة مشاريع منبثقة أساسا من البرنامج الاستعجالي، كما طالبت من مختلف الشركاء ومن الحكومة، العمل على تقليص الفرق المسجل بين الحاجيات التي رصدها برنامج العمل المتوسط المدى والميزانية المرصودة(ناقص 111،650880مليون درهم في ميزانية الاستغلال وناقص 669،710300مليون درهم في ميزانية الاستثمار )، والأخذ بعين الاعتبار  حجم الخصاص الذي تعرفه الموارد البشرية بالجهة (ابتدائي :25 بسلا -47 بالخميسات. إعدادي مجمل الجهة:21 العربية -30 التربية الإسلامية-23 اجتماعيات -10فرنسية-16 رياضيات-21 علوم الأرض والحياة-30فيزياء وكيمياء-23 تربية بدنية-4انجليزية.. تأهيلي مجمل الجهة :12 عربية-5 تربية إسلامية-11فلسفة-7اجتماعيات-21تربية بدنية-38فرنسية-26انجليزية-11رياضيات-22علوم الأرض والحياة-33فيزياء)
ناهيك عن حاجيات الأكاديمية من الأطر العليا المتخصصة :المهندسون 15، الأطباء 5، الممرضون5، المحاسبون5، التقنيون10، المتصرفون20، أي ما مجموعه60 من الأطر المتخصصة.

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2009

المطرح البلدي بسيدي سليمان:التدبير البيئي


المطرح البلدي بسيدي سليمان:التدبير البيئي
(الجزء الثاني)   
كيف تتحول النفايات إلى مصـــدر ثـروة
المجلس البلدي يُعـد لتفويت الجمع والمعالجة
الحسين الإدريسي
حياة الإدريسي  (*)             
1-تتبع جمع الازبال بالمدينة ( في الجزء الأول من هذا الملف، نشر سابقا)
2-المطرح البلدي لسيدي سليمان ( في الجزء الأول من هذا الملف)
3- تدبير الازبال بشكل عقلاني و منظم ضمانا لسلامة البيئة و الصحة
   مع نهاية القرن الماضي أعطيت عناية كبيرة لمسألة الحفاظ على البيئة ببلادنا خاصة بعد مؤتمر كيوطو وتوسع المدن وارتفاع وثيرة التلوث بالمخلفات الصناعية والنفيات المنزلية، لذا ارتفعت الاستثمارات، فقد كانت سنة 1997 أقل من4000مليون درهم، وفي 2005  بلغت أكثر من 6000 مليون درهم، موزعة بتفاوت على القطاعات الإستراتيجية : الماء 38% والنفايات المنزلية 29% والصرف الصحي 13%)  وظهرت على الساحة التشريعية ترسانة من القوانين تحاول مواجهة المشكل أو على الأقل الحد  منه  عبر التدبير الجيد للمكونات المحدثة للاختلالات البيئية، ونذكر ضمن هذه القوانين:
-القانون 11.03المتعلق باستصلاح وحماية البيئة
-القانون 12.03المتعلق بدراسة التأثيرات على البيئة
-القانون 13.03المتعلق بمكافحة تلوث الهواء
-القانون 10.95المتعلق بالماء ومنع التلويث للمياه السطحية والجوفية
-القانون 28.00المتعلق بتدبير النفايات والتخلص منها  
في إطار تطبيق مقتضيات هذه القوانين يتحمل المجلس البلدي، وليس وحده، كل مسؤولية للحفاظ على النظافة وحماية البيئة وذلك  بالسهر على عملية تنظيم جمع الأزبال وتوفير الآليات الضرورية لذلك، وٳن كان يتمتع بحق التفويت لشركة في ٳطار التدبير المفوض وفق ما تقتضيه الشروط في هذا الصدد، مع رعاية مصالح المواطنين أولا وقبل كل شيء.
                                             
المطرح مصدر ثروة محفز على تغيير الرؤى في التدبير:
المطرح فضاء (عشوائي أو منظم ومراقب ) يستقبل مواد مختلفة أوراق، بلاستيك، مادة معدنية، زجاج، قشور الفواكه والخضر.. التي  نسميها عادة بالأزبال(النفايات الصلبة) كل هذه المواد يمكن تدويرها وٳعادة تصنيعها واستعمالها (باستثناء المواد الممنوعة) ليتحول بذلك المطرح إلى مصدر ثروة ثمينة. 
فالمطرح مصدر للمواد الأولية القابلة للتدوير يمكن من الحصول على:
مصدر للسماد البيولوجي التي تستعمل بدل السماد الكيميائي                         
مصدر للطاقة  ومصدر للتشغيل المهيكل

 تدبير الأزبال:
 ـ مواد أولية = تنمية مستدامة
ـ فرص الشغل= تنمية بشرية 
ـ المحافظة على البيئة = تنمية مستدامة
ـ المحافظة على الصحة = حق إنساني                

المطرح مصدر ثروة                                                             
وما دام كذلك فإن المهتمين  بالاقتصاد وبتدبير الشأن المحلي قد أدرجوه في مجال الاستغلال والاستثمار مستفيدين من التطورات العلمية والتكنولوجيا في مجال التدبير البيئي. و تجدر الٳشارة أن الاهتمام بهذا المجال تبلور في أحضان المجتمعات الصناعية (أوروبا-أمريكا-اليابان) لينتقل ذلك إلى العالم الثالث في سياق تصدير التكنولوجيا المتطورة، عن طريق الشركات المتعددة الجنسية مع نهاية الثمانينات من القرن الماضي. والمغرب كان من البلدان المستوردة لهذه التكنولوجيا بعقد أول اتفاقية له مع LYDEC الفرنسية (مجموعة ليون سويز).
 فإذا كانت التكنولوجيا المتطورة تساعد على تحسين الخدمات والرفع من مستوى المردودية، فإنها مع ذلك (ومن سلبياتها) تغلب عنصر الربح على مصلحة المواطنين والتلاعب في دفتر التحملات ورعاية مردودية الراساميل المستثمرة.

الطريقة البيئة السليمة لمعالجة الأزبال
 يبدأ  تدبير الأزبال من نقطة التفكير في المعالجة؛ التخطيط، التدقيق في الإجراءات والقرارات، وذلك من صلاحيات المجالس المنتخبة أو الشركة الحاصلة على التدبير المفوض، وصولا ٳإلى  تجميع الأزبال، حيث يتم تجميع كل مادة على حدة (أوراق، بلاستيك، مادة معدنية، زجاج، قشور الفواكه والخضر… بهدف تدويرها وإعادة تصنيعها و استعمالها مما يساهم تخفيض نسبة الأزبال إلى اكثرمن90% بالنسبة للازال المنزلية وشبه المنزلية.
وتجدر الإشارة أن ٳعادة هذه المواد لعجلة الصناعة سيؤدي ٳإلى الحفاظ على مواردنا الطبيعية، بما يساهم في التنمية المستديمة.
 ولا شك أن هذه الطريقة تستلزم ضمن ما تستلزم تنظيم حملات تحسيسية في صفوف المواطنين ليصبحوا بذلك فاعلين عبر الانخراط الواعي في مواجهة  أحد مشاكل الشأن المحلي في ٳطار التدبير المواطن والتشاركي.
 هناك طرق أخرى للتخلص من الأزبال كالحرق المباشر (طريقة غير سليمة من المنظور البيئي) أو التجميع في مطرح مهيكل يحترم المعايير البيئية (معالجة عصارة الأزبال بشكل بيولوجي أو كيميائي بعد عملية فرز النفايات)
 المطرح المهيكل المختلف حسب خاصيات الموقع وتقنية المعالجة   
 فيما يخص المطرح المهيكل فالمغرب أحدث عدة قوانين تنص على ٳإلزامية  الجماعات المحلية لاختيار شكل سليم لتدبير الأزبال وٳنشاء مطارح مهيكلة بموازاة مع العناية بالبيئة وانتشار التكنولوجيا الجديدة في هذا المضمار، ٳلا أنه   قليلة هي المدن التي تتوفر على مطارح مهيكلة بٳشراك شركات أجنبية (التدبير المفوض المطبق بالبيضاء ومكناس وطنجة ووجدة كأمثلة فقط وليس الحصر) مما يبين بدون شك قصور الجماعات المحلية في معالجة هذا المشكل بالارتماء في أحضان الرأسمال الأجنبي الذي يدعي الانفراد بالتكنولوجيا المناسبة للحماية البيئة.
   و بالرجوع إلى ما تقدمه الشركات ذات الاختصاص فإن المطارح المهيكلة تشكل بديلا  لهدر الطاقات والتلوث والوقت، إذ تمكن هذه المطارح من خلق إطار مندمج بيئيا واقتصاديا واجتماعيا ضروريا لتحقيق التنمية المستدامة: إن العرض الذي قدم أمام أعضاء المجلس البلدي بقاعة بغداد (سيدي سليمان  بتاريخ 16-10-  2009 ) من طرف ممثل شركة إيطالية لمقنع للغاية، خاصة وأن المدينة في حاجة  ٳإلى مطرح ملائم ومناسب للمكانة التي تبوأتها أخيرا. 
   
تهـــــــــيئ المكان
تحويل النفايات الطبيعية ٳلى أسمدة compostوإلى غازات(طاقة)   3 -وحدة

1 - الفرز الأولي  للنفايات المنزلية

    

2- مسلسل تدوير: تحويل النفايات الطبيعية.      
    

3 -وحدة التحويل والتخزين.  
تحويل النفايات الصلبة إلى طاقة

1-  النفايات الصلبة 
              

2 ـ وحدة التحويل. 
3ـ الطاقة

المجلس البلدي يحضر لتفويت قطاع النظافة بالمدينة
في جلسة عمل مع جمعية العقد العالميللماء(بتاريخ 22 أكتوبر 2009 ) أفصح المجلس البلدي ممثلا في مكتبه الجديد عن مشروعه لتفويت قطاع النظافة ٳإلى شركة أجنبية، على غرار ما قام به الرئيس السابق للمجلس بتفويت التطهير السائل إلى المكتب الوطني للماء الصالح للشرب (onep)، وصادف ذلك بدون شك  تواجد ٳرادة للتخلص من أحد القطاعات (بجانب التطهير السائل وحتى الإنارة العمومية، أنظر مقررات الاجتماع الأول للمجلس) الذي أصبح تقيلا على كاهل  المجلس وهو يباشر مهامه في ظل الميثاق الجماعي الجديد الساعي ٳإلى الرقي بممارسة الشأن المحلي ٳإلى مستوى متطلبات الحكامة الجيدة. فرغم البساطة التي تكتسي عملية جمع الأزبال فٳن المجلس قد ارتأى تركيز اهتمامه على المطرح البلدي في إطار التدبير البيئي للنظافة بالمدينة، مبررا المشروع  بتجربة التدبير المفوض المعتمد بعدة مدن عبر اتفاقية مع الشركات الأجنبية  (فيوليا، أماندس…)
يظهر أن التوجه إلى تفويت قطاع النظافة بالتدبير المفوض إلى شركات ذات الصلة بالخدمات المتعلقة بالماء والتطهير الصحي والنفايات، قد أصبح قناعة لدى أعضاء المجلس البلدي بعد تجربة كل من البيضاء والرباط وطنجة وتطوان وغيرها  بالشمال كما بالجنوب (انظر جدول الشركات المحضوضة بالمغرب في ٳطار اهتمام الشركات المتعددة الجنسيات بالتدبير المفوض) والتجربة السابقة برئاسة الاتحاد الاشتراكي مكنت من تفويت التطهير الصحي إلى المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، مما فتح الباب للتخلص من الخدمات لصالح القطاع الخاص رغم ما يثير ذلك من رفض أو احتجاجات داخل المجالس أو خارجها. وكيف ما كان الحال فٳن موجة نقل الخدمات إلى مؤسسات شبه عمومية أو خاصة (شركات أجنبية منها الفرنسية) من طرف المجالس قد أصبح يشكل خاصية في تجربة الجماعات المحلية مع مطلع القرن 21  بالمغرب: فأكثر من 38 مدينة قد وقعت اتفاقيات مع شركات لحل مشكل النقل وأكثر من 10 مدن فوتت قطاع النظافة إلى شركات أجنبية التي تقدم أساليب وتقنيات متطورة لمواجهة مشكل تدبير النفايات، ابتداء من تجربة الدار البيضاء سنة 1997 وبقيمة إجمالية تتجاوز 140 مليار درهم على مدد تتراوح ما بين 10 و 30 سنة (انظر الجدول)
مع هذا المد لا يجب استثناء مجلس سيدي سليمان الذي راهن على العصرنة وإدخال أسلوب جديد لمعالجة المشاكل العالقة في تدبير الشأن المحلي من قبيل البنيات التحتية ونظافة المدينة وحماية البيئة في علاقتها مع التدهور السائد. لذا عمل المجلس على انجاز دراسة حول الأزبال بالمدينة  والمطرح المتعلق بها، كما ربط العلاقة مع شركة ايطالية في ٳطار مشروع  التوأمة ما بين سيدي سليمان ومدينة ايطالية.
ويبدو أن الشركة قد أعربت عن استعدادها للانخراط في المشروع المدعم بهبة مالية ايطالية (6مليون € ) الشيء الذي شجع المجلس البلدي للتحضيرالٳداري  لتفويت تدبير الأزبال والمطرح إلى الشركة الأجنبية التي ستدخل في حلبة المنافسة مع شركات أخرى وفق الشروط المعمول بها في هذا المجال، من أجل تحسين الخدمة لصالح المستهلك، قبول كل المستخدمين، تحديد عدد الموظفين الأجانب لتعويضهم تدريجيا. ومع ذلك لا زالت قضايا تتطلب الحل التقني والإداري، مثل المكان المناسب للمطرح، قبول مختلف الأطراف المعنية بالمشروع ومصير المستخدمين والآليات في العقدة. وٳذا يسرت كل تلك الخطوات سنرى اسم الشركة الايطالية المرشحة على لائحة الشركات الأوروبية المحضوضة لاستثمار أموالها ببلادنا.
                     
الشركات المحضوضة في مجال التدبير المفوض

المدة
الإستتمار
الشركة المستفيدة
السنة
المدينة
30
30
LYDEC
غشت 1997
البيضاء

13,74
REDAL
يناير 1999
الرباط
10
14.40
EDGEBERO INT
2001
فاس

3.7
AMENDIS
يناير 2002
طنجة

3.9
AMENDIS
يناير 2002
تطوان
15
7.65
CSD/CRB. SARL
2004
وجدة
15
4.39
SEGEDEMA
2006
الجديدة(م.ع. الله)
10
3.68
SOS  NDD
2006
القنيطرة
10
2.28
GMF
2006
الصويرة
20
33.88
PIZZORNO.SEGEDE
2007
الرباط . سلا
20
1.9
VEOLIA  PROPRETE
2007
بركان
10
19
TECMED
2007
أكادير+6 جماعات
15
3.58
SEGEDEMA
2008
الحسيمة(نقور)
142.10 مليار درهم
المجموع

14 مدينة

خلاصة :من هذه الدراسة يمكن استنتاج ما يلي

1-إن مدينة سيدي سليمان قد بدأت تنخرط في مجموعة من المشاريع للخروج  من العزلة والتهميش السائدين.إذ لم تفتح الفرصة أمام التأهيل إلا أخيرا عبر منجزات اختلف المتتبعون على تقييم انعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية. لقد تحققت أوراش (المسبح، تزفيت الطرق وقنوات الصرف للمياه العادمة ودار الطالبة ومرافق أخرى) بغلافات مالية مهمة لكن المستفيد الأساسي يبقى الفاعل الخارجي؛ الشركات المنفذة للمشاريع، اليد العاملة في غالبيتها استقدمت من المدن الأخرى.
 2- إن الاهتمام بمجال الأزبال يأتي في إطار المشاكل التنظيمية والبيئية المطروحة بحدة  جراء توسع المدينة وتعمق معالم التردي في الخدمات، الشيء  الذي يفرض التسريع بالحلول الملائمة، باتخاذ الإجراءات المناسبة في إطار الصلاحيات المخولة للمجالس المنتخبة والسلطات ذات الصلة بالمسألة البيئة، بما فيها صحة المواطنين. ففي هذا الإطار  اختار المجلس البلدي اللجوء إلى التدبير المفوض لتفويت قطاع النظافة إلى شركة مختصة للأسباب التي عبر عنها:
  - إعمال التوجيهات الرسمية للمحافظة على نظافة المدينة وحماية البيئة
- الانخراط في تحديث قطاع النظافة.
- الاقتناع بفعالية التكنولوجية الأجنبية وقوة عروض الشركات المتعددة الجنسيات.
وبناء عليه يقدم المجلس البلدي نفسه كمدافع على التدبير المفوض في النظافة وبدون شروط ويبقى البث  في المشروع مسألة وقت فقط.
3- رغم هذه الظروف يبقى مشكل النظافة بالمدينة قائما في انتظار التوصل إلى اتفاقات حول  المكان المناسب للمطرح المهيكل وحول معضلة تلوث واد بهت.
 
سيدي سليمان 16-12-2009
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملحوظة: أنجز البحث في إطار مجموعة العمل التابعة لجمعية التعاقد العالمي للماءـ أكمي المغرب ـ  
(1)         عنwww.vmpress.it:

ـ الرسومات عن نفس الموقع
 ـ استدراك: سندرج لا حقا صورا توضيحية