الخميس، 30 مايو 2013

انتصار الضحية على الجلاد/ ذ. الطاهر محفوظي

انتصار الضحية على الجلاد

الطاهر محفوظي


(المدونة: الأستاذ الطاهر محفوظي من المعتقلين السياسيين في المغرب، وقد  نشر تجربته الإنسانية البليغة في كتاب "أفول الليل".. هذه الورقة ألقاها الكاتب/المناضل في المقر الجهوي لوزارة الثقافة بالدار البيضاء احتفاء بكتابات الاعتقال السياسي)
*************
شكري وامتناني لمختبر السرديات ونادي القلم المغربي والجمعية البيضاوية للكتبيين على تنظيم هذا الحفل الجميل .
لم يكن السجن ومخافر الشرطة مليئة فقط بالعذاب والمعاناة، فقد كان هناك حيز من السخرية والضحك، لقد انفجرت ضحكا في وجه قاضي التحقيق حينما واجهني بتهمة قلب النظام والتآمر واخبرني منتشيا انه سيكون لدي الوقت الكافي في السجن لأضحك. وفعلا ضحكنا كثيرا في السجن ولا زال القاضي النكرة عبوسا، أم هل يا ترى مات منسيا .
في مخفر الشرطة تواجد معنا قاتل اعترف بجريمته الأولى وينكر الثانية وحينما سمع أننا طلبة وتلاميذ وأستاذة معتقلون بتهمة سياسية صرخ: " أيها الشرطي أخرجني من هنا هؤلاء خطر " .
وضحكنا كثيرا حينما أخذ تلميذ يشرح لقاضي التحقيق الثاني أن هناك الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، والاتحاد المغربي للشغل والاتحاد المغربي للمهندسين والاتحاد الوطني لطلبة المغرب فصاح فيه القاضي المفروض فيه المعرفة " كفاني من الاتحادات، أنا لا أعرف إلا الاتحاد الوطني !"
لماذا نكتب ؟
 - لحفظ الذاكرة، حتى لا يجيء لصوص وجلادون وسجانون ومؤرخون رسميون ومنافقون وانتفاعيون ويشكلوا عصابة لكتابة التاريخ والكذب علينا وعلى الناس وعلى التاريخ .
- الشهادة على حقبة معينة من تاريخ المغرب الحديث بالتوثيق، بالأسماء والأماكن والأشخاص مع ذكر المحاكمات والقضاة والمحققين .
- تكريم عدد من المناضلين الذين ناضلوا في صمت ونكران للذات وتواروا بعيدا عن الأضواء فاسحين المجال أمام الآخرين للتسابق نحو الأبواب الكبيرة بشاشية حمراء، والوقوف أمام الكاميرات إن لم يكونوا في رحلات خارج الوطن للدفاع عن حقوق الإنسان...
 - تأكيد المفارق البسيطة: يبقى الرجال ويذهب السجان والجلاد، يجمع المناضل ذاكرته يداوي جراحه، يلملم أطرافه ويواصل سيره بطرق شتى مرفوع الرأس يشارك في كتابة التاريخ وتقدم الوطن والبشرية والدفاع عن المبادئ الإنسانية. أما الجلاد فقلما ينهض، تعذبه ذكرياته ولا مجد له ولا تاريخ و لا قضية، كالمرتزق، هل سمعتم بمرتزق شهيد؟ أو مرتزق شاعر أو مبدع؟
في البدء كانت الكلمة، ربما على شكل صيحة مدوية في الغابات والقفار والمستنقعات، صيحة الإنسان الأول أمام جبروت الطبيعة وشراسة الحيوانات المفترسة، بعدما اكتشف الإنسان النار والحروف، سكن المغارات والكهوف، ثم جاء زمن الاستغلال وصار عدوا لأخيه الإنسان وهل هو أخوه؟ لنقل تلطفا شبيهه الأكثر ضراوة وقساوة...
منذ القدم حار البشر ووقفوا مشدوهين وجلين ومرهوبين أمام ظواهر الرعود والبروق والزلازل والخسوف والبراكين، ونفس الشيء إزاء الموت والجنون والسجن لما يمثله هذا الثالوث المرعب من جبروت لا غالب له... تعامل الإنسان مع كل هذه الأقانيم غير المقدسة بخوف شديد لا زال ساريا حتى الآن وسيستمر قرونا وإلى الأبد، بالمناسبة ما معنى الأبد؟ !
خلال فترة الاعتقال التعسفي والاختطاف والاحتجاز الغير قانوني، وطوال ساعات التعذيب الجسدي والمعنوي كنا وجها لوجه مع الموت والجنون، مع سادية الجلاد وفظائع السجن وخبث وقسوة السجان.
كان الغرض تحطيمنا وكان لزاما علينا الصمود رغم انعدام تكافؤ الفرص. كنا نخبئ الأحلام والأسماء والعناوين والأسرار بين الضلوع، نتمسك بالأمل في مواجهة الألم، نعض بالنواجد على جرحنا كما يعض السوط والقيود على لحمنا، لم نشتك، وممن في هذه الحال نشتكي؟
كانت الضربات ضريبة، فرض كفاية وقربان لآلهة القتل والتدمير الوحشي، كان الوقت إعصارا وكنا في عينيه، كنا أناسا لنا حلم وجنون وكان جلادنا جزءا من آلة جهنمية تعمل دون حلم ولا حلم ولكن بكل جنون الجنون، وهنا كنا متساوين....
فوق قمة الألم صادفنا الجنون وأقمنا معه حلفا شروطه مجحفة، في اليوم السادس والثلاثين من الإضراب عن الطعام رأينا شبح الموت يزحف نحونا بخبث وثبات كضبع جائع ينتظر الفرصة للانقضاض على فريسته... لكننا كنا فريسة مرة تأبى الاستسلام، أحصنة جامحة ترفض الخضوع تشد على الجرح النازف وتقف لتقاوم وتنتصر... ما كان لنا من خيار، فإما الانتصار أو الانتصار... ووحدها الضباع نزلت مهاوي الاندحار، يحفها النسيان، لعنة التاريخ وأكاليل العار.
لقد واجهنا كل هذا الفيض الموغل في العدوانية والسادية بقوة الإيمان في عدالة القضية، ومن أجل الانعتاق من التسلط والاستبداد، ومن أجل غد أفضل لعموم الشعب وخصوصا الطبقات المحرومة ...
في مخافر الشرطة السرية والعلنية وكذا بالسجون، تغدو كلمة طيبة من سجان بطولة، ومنحنا كسرة خبز مجازفة، وابتسامة متواطئة هدية وتضامنا وتشجيعا، يتحول صوت رفيق آت من وراء جدار سميك حصنا منيعا ونشيدا يدعوك للتشبث بالمبادئ والانتصار للقيم الجميلة والنبيلة والصمود حتى الموت.(في العشرين من العمر يكون المناضل أقوى من الموت والجلاد والسجان، لا يخشى شيئا، لا يهاب أية سلطة أو أين كان...).
كان بإمكان خبر سعيد أو رسالة رقيقة مشفرة أن يفتحا كوة باتجاه الشمس ومعانقة النجوم وتحطيم الأسوار... في أحلك اللحظات وأقساها كنا نقاوم بما تبقى لنا من أسلحة: الأنفة والصمود والإضراب عن الطعام والسخرية:" إن السخرية، يقول امبيرطو ايكو، هي أداة للبقاء على قيد الحياة". فما بالكم إذا كان هذا البقاء في شروط رهيبة مضادة للحياة.
كتب التاريخ ملأى بأسماء الأدباء والشهداء، فمن يذكر شاعرا عظيما أو كاتبا خالدا مقرونا بالحاكم المعاصر له؟
نتذكر اسم سقراط، لكن النسيان أكل قضاته الذين حكموا عليه بشرب السم.
نتذكر بحب وإجلال الفقيه البصري ومحمد بنونة، العمرين دهكون الباسق وبنجلون العملاق، والحنصالي وكان فيلقا لوحده، وأسد الريف الأمير المناضل، وفاطمة أوحرفو وأختها وأبوها وقبيلتها حين قرر الطغاة معاقبة الأطلس المتوسط بكامله للترهيب، وكانت نكبة الزيانية تشيب لها الولدان. نذكر المهدي الباسل وسعيدة رفيقة الرجال، نذكر الحسين المانوزي، بل كتيبة المانوزيين، نذكر زروال ورحال، نذكر إبادة الريف وشموخ الأبطال في مواجهة قنابل الغاز والاحتلال وجبروت دعاة الاستقلال... فمن يا ترى يتذكر شخوصا كانت تعتقد أنها شخصيات وهي في مجرى التاريخ نكرات، من قضاة باعوا ضميرهم وطبقوا تعليمات عوض النصوص رغم أنها كانت قاسية... لقد تكفل النسيان بهم وطواهم كخرقة قذرة: محمد اللعبي، افزاز، بوعشرين، الدليمي، الطيب الشرفي، محمد بن جلون، المكي- نو- الشريف، العراقي...
والآن وهنا ودون حقد أو ضغينة، لكن دون نسيان، فلا الشهداء تنازلوا عن دمهم ولا الضحايا قايضوا بذاكرتهم الموشومة بالسوط والحرمان المشوبين بالإرهاب والألم، نصر على أن كتاب "أفول الليل" كباقي كتابات الاعتقال السياسي التعسفي والاختفاء القسري هو انتصار الضحية على الجلاد، هزيمة الجبروت أمام الحق العنيد، تحية مدوية لمن عذبوا وقتلوا ولم يتركوا شهادة ولا شاهدة على قبورهم، ولا قبر لهم في وطن وهبوه كل شيء حتى أرواحهم وحرموا من تكريم وهم أحياء ومن لحود وهم شهداء، قوافل الشهداء في حبس قارة، سجن الجزيرة بالصويرة، دار بريشة، بولمهارز، قصور مراكش، ثكنات خنيفرة، ومكناس والرباط والناظور، قصر السوق، تازمامارت، اغبالونكردوس، العذير أكدز، قلعة مكونة (عاصمة الورود) الكورييس، لعلو، اغبيلة، السجن المركزي، عين علي مومن، درب مولاي الشريف، المعاريف، الساتيام، ضيعة مازيلا، دار المقري، تكونيت، ثكنات الوقاية المدنية المخزنية ضد الانتفاضات الشعبية، النقط الثابتة : PF4,PF3,PF2,PF1 الخ... لنا الأسماء المستعارة النضالية ولقوى التسلط والاستبداد مثلها، ياه كم هي عديدة أماكن الرعب على امتداد أجمل بلد في العالم !
في السجن، ومن أجل إركاعنا وتحطيم معنوياتنا، وهذه هي وظيفة السجن أصلا، منعوا عنا أشياء بسيطة وجميلة لكن حيوية: الموسيقى، الراديو، التلفاز، الشمس، الساعة، الجرائد، الكتب، التطبيب، الدراسة، وسلطت الرقابة على رسائلنا وكتبنا وزيارة أهلنا وأصدقائنا، وكتاباتنا وأشعارنا وصورنا...
ومع ذلك وضدا على هذا المنطق اللامنطقي، صمدنا وخرجنا لنشهد على كل هذه الفظاعات...
لقد أطمر حبس قارة، حطمت جدران تازمامارت، انتهت صلاحية درب مولاي الشريف واغبيلة ودار المقري ولعلو احتلت النوارس والنسور جزيرة موكادور، وامكونة لم تعد تحتفل إلا بشهر ماي الوردي وبالفقر باقي الشهور وتتذكر مرور فتية من أهل الكهف الحديث من بني هاشم ومقاومي الصحراء وجيش التحرير...
وكما الأنبياء وطائر الفينيق، يأت الشهداء للاطمئنان على أرواحهم وعلى شجرة الزيتون والأركانة، وتضميد جراح الأطلسيات والريفيات المرسومة على وجوههن كالوشم لا تزول... كما الإباء والإصرار، شامخات كطبقال، جميلات كالحق، أرزات باسقات يخجل المجد من قاماتهن...
هل كنا على خطأ عندما واجهنا التنين في عز صولته ونيرانه تحرق الأخضر قبل اليابس، ساعتها دخلت الضباع والذئاب جحورها وقال حكماؤها،"يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم" فجند سليمان سيدكون دوركم وهم عنكم غافلون، لكن خلفاء سليمان لم يكونوا غافلين، بل واعين وهم يدوسون على الرقاب بحقد عيونه مفتوحة على مصراع القسوة والإجرام مع سبق الإصرار.
"باق يا شعبي وعمر الطغاة قصير" يردد مع محمد مهدي الجواهري محمد القاسمي الذي فقئت عيناه وانتزعت خصيتاه وتكسر فكه ذات ربيع حين اجتاح الجراد خنيفرة الصامدة...
ومع ذلك لم تذهب نضالاتنا هباء بل حققنا مطالب أساسية كالحق في الدراسة والتطبيب والزيارة المباشرة وكم كنت مسرورا حينما اتصل بي سجين خلال برنامج إذاعي ليؤكد أن كل الامتيازات التي يحصل عليها سجناء الحق العام هي بفضل كفاح المعتقلين السياسيين، واعترف محمد أمين الركالة أنه مدين لليسار بمنحته التي سمحت له بإتمام دراسته الجامعية، إذ أن نضالات اليسار ( الاتحاد الوطني لطلبة المغرب والنقابة الوطنية للتلاميذ ) فرضت على المخزن تعميم المنحة على كل الطلبة .
سأظل والوقت وقت حرث وزرع وفيا لمحراث أبي الخشبي، وله وللأرض التي عشقها كفلاح فقير، وفيا لوالدتي ربة البيت الفلاحة المكافحة... وفيا لجذوري التي علمتني الإباء والكبرياء، ولن أنحني وأعبر للضفة الأخرى منبطحا وفوق رأسي شاشية، فلا يمكن للمرء أن يخون ثم يظل واقفا، وليذهب إلى هناك حيث الرطوبة النتنة التي لن تخفيها لا عطور الغرب ولا بخور الشرق، رائحة تنبعث من بعيد تجتذب كواسر الجيفة وبنات آوى وما عاف السبع.
ويقودني المحراث الخشبي والوقت خريف، إلى الحديث عن جرار شغل الدنيا والناس، ليس كل الناس، أثار زوبعة من غبار، وأعجب كل العجب، كيف استطاع أن يحرث ويزرع ويحصد ثم يدرس في أسبوع واحد ويجمع كل الغلال والمحاصيل ولما يصل الشتاء ولا الصيف...
والجرار كما هو معلوم هو للحرث لكنه تحول إلى آلات متعددة الاختصاصات، كما في الرسوم المتحركة اليابانية، إنه زمن الأسطورة والمعجزات...
وكما لنا سوابق تشرفنا ولا نخجل منها، للمخزن سوابق في هذا الميدان ألم يهزم فرس انطلق متأخرا في السباق كل الأحصنة في السبعينيات وحتى الحمامة انتصرت على كل الحيوانات المحترمة قبل أن يتطاير ريشها لما مر الجرار المعلوم قربها...وعلى أي فالجرار الأزرق أقوى من كل الحمام، بل فيه مئات الأحصنة...
لا تأسى على عذر الزمـــــــان لطالما
رقصت على جثت الأســـود كلابــــــا
لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادهـا
تبقى الأسود أسودا والكلاب كلابـــــا
-----------------------
الدار البيضاء في 06/02/2010
---------------------
نشرت بموافقة الكاتب،



الأربعاء، 29 مايو 2013

نبيلة منيب Nabila Mounibe الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد في برنامج " قضايا وآراء" القناة الأولى

نبيلة  منيب Nabila Mounibe الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد في برنامج " قضايا وآراء" القناة الأولى

تركيب لمداخلات نبيلة  منيب Nabila Mounibe الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد في برنامج " قضايا وآراء" الذي بثته القناة الأولى ليلة الثلاثاء 28 ماي، وقد تحدثت عن جملة من القضايا التي تهم المغرب واليسار عموما، مسألة توحيد أحزاب اليسار، والمطالب التي تتبناها بعض هذه الأحزاب.. 

صراع الشيعة والسنة المتجدد

صراع الشيعة والسنة المتجدد


التاريخ يعيد نفسه بشكل مأساوي ونرجع القهقهرى 1200 سنة، يؤكد ذلك تحالف الاتجاهات السنية وعلى رأسها السعودية وتركيا وبقية دول الخليج، في مقابل التيارات الشيعية تقودها إيران متحالفة مع شيعة العراق الحاكمين والعلويين في سوريا وحزب الله اللبناني. هل هي "موقعة الجمل" جديدة لكن بخلفيات متجددة... مع السنة حلف الناتو وكثير من دول الغرب، ومع الشيعة روسيا والصين.. لا تحرك هؤلاء دوافع عقدية وانتقامية ولكن مصلحية مباشرة ذات قصدية اقتصادية واستراتيجيه.. فهل ستقبل المنقطة على حرب مدمرة ونحن نسمع عن المناورات والاستعدادات العسكرية الجارية في زمن العولمة والاحتكام إلى الديمقراطية والتحييد النسبي للدين في المجتمعات الغربي.. وخاصة إذا غاب العقل والحوار والنزوع إلى السلم، وإذا سقط "المتنازعون" في الفخ، فالغرب المتأزم يبحث عن بؤر توثر يصدر عبرها أزماته الخانقة ويبيع أسلحته ثم يعرض "خدماته" لإعادة الإعمار بعد حدوث الخراب.. ولعل حوار جنيف رقم 2 المرتقب فرصة ناذرة لذلك.. فهل ستتجنب المنطقة جولة جديدة ومتجددة من تاريخها الطويل في سفك الدماء منذ عهد الآشوريين وصراعات الفرس والروم وغزوات التتار والاحتلال الصهيوني لفلسطين.. 

الثلاثاء، 28 مايو 2013

"رجل يضحك في وجه الموت"/شعر محمد رحو إثر وفاة عبد المومن الشباري

رجل يضحك في وجه الموت(*)


إلى عبد المومن الشباري


الفقيد عبد المومن الشباري الذي غادنا في 24 ماي 2013
محمد رحو

هذا الرجل يؤمن بالحياة
اسما ومعنى
لكن الكافرين بالحياة

شيدوا له سجنا!

***
كان داء القلب يطوق قلبه
بسياج من ضغينة الأشواك
وكانت المقاولات/الفنادق/الأبناك
متربعة فوق أضلاعه
مترفعة عن أوجاعه
المجبولة من رحى تطحن شعبه!
***
كان يتآمر ضد مستنقعات البشاعة
وكان يفكر في الهجرة الى وطنه الجميل
وكان يخطط لإحراق حقول الخلاعة
وكان يبحر في لهيب السؤال الجليل!
***
وصار يخطو باتجاه أميرته الأسيره
وكان يراهم..
تجرجرهم خطاه في دروب المدينة الكبيرة!
وكان يراهم..
يتبادلون الأدوار بمقهى"برج النيل"
وكان يراهم..
يمتطون الشعار الطلابي
ويضمرون فحيح الخيانة
يلوحون بالسوط والزنزانة!
وكان يراهم..
يحاولون تذويب نجمة الرؤيا
في ضباب المتاه
وصار يدون في مفكرته الصغيرة
" الأسر من أجل اشراقها الملحمي
ما أحلاه!
والموت في أعماقها البحرية
ما أشهاه !"
وما كانت لتثنيه عن الرحيل
دبابيس في القلب النحيل!
***
(حين لسعتها نحلة التغريب/الاقصاء
ولجت خديجة غرفتها
اغلقت شرفتها
أوقدت القنديل
حدقت – شاردة- في رسمه المبهم المضاء!
سكبت دمعة أو لؤلؤة
صوبت – صوب الجدار- بسمة بسعة السماء
دندنت مقطعا متوهجا من "مارسيل"
و أشهرت حبها الباذخ
فوق جرح مسافته عشر سنوات ونيف !)
***
حين سرقوا من ليل القراءة بصيص الضوء!
حين سحبوا من حقه في الشمس آخر جزء!
حين جردوه من كل شئ!
وجردوا ضد قلبه النابض بنجمة واعدة
سيوفهم المسمومة الحاقدة
لم يتردد لحظة واحدة
في هجاء ما تبقى من"خيرات" الزمن البخيل
لم يتردد لحظة واحدة
في الضحك في وجه الموت الجميل!
***************
(*)كتبت هذه القصيدة ذات تفاعل مع إضراب عن الطعام
خاضته المجموعة 26/مجموعة المناضل الراحلعبد المومن الشباري
والقصيدة سبق أن نشرت في ديوان"الحربائي".
--------------------

المدونة: تحية خالصة للشاعر محمد رحو الذي يختار مدونة سيدي سليمان لنشر بعض أشعاره.

الجمعة، 24 مايو 2013

فضيحة بكل المقاييس /مسعى لتغيير التاريخ

فضيحة بكل المقاييس
مسعى لتغيير التاريخ

ذلك ما أقدمت عليه وزارة التربية الوطنية من إرسال لجنة لاستجواب أستاذ الاجتماعيات بمدينة إنزكان إثر إثارته موضوعا في مقرر التاريخ السنة أولى باك وما ورد فيه عن القائد العيادي وهو موثق وكما أورده العلامة المختار السوسي من تعامل القائد مع الاستعمار ومساهمته في فشل المقاومة المسلحة.. وذلك ب"طلب" من البرلمانية عن الرحامنة حفيدة القائد العيادي زمن الاستعمار الفرنسي، والتي رأت أن في ذلك اهانة لجدها وإساءة لأحد أحفاده كذلك وهو تلميذ (ابن أخيها) لدى نفس الأستاذ .. أوردت الحادثة بتفاصيلها جريدة "الأخبار" في عددها ليوم الخميس 23 ماي.. وأضافت الجريدة أن الأستاذ تعرض للإغماء في نهاية الاستنطاق.. كما تضامنت معه نقابات وزملاء له.. فهل كل من له "سلطة" ما، سيسعى ليكون التاريخ حسب إرادته ورغبته.. إن الحقيقة يجب أن تكون فوق الجميع، وعلى أسرة العيادي أن تضحظ  التاريخ بحقائق دامغة عوض التأليب، فقد ورد أن السيدة البرلمانية قالت "أطلب من هذا الأستاذ أن يتوجه إلى الرحامنة ويقول لهم القايد العيادي خائن، ويشوف شنو غادي يوقع لو" (هكذا!).. وقالت كذلك إنها سبق أن تقدمت بطلب لحذف النص الذي يشير إلى جدها من المقرر "وأشارت إلى أن هذا الأستاذ أهان عائلتها التي تملك الهكتارات من الأراضي بمختلف مناطق المغرب"..
بعد هذه الواقعة علينا أن ننتظر مستقبلا حفدة كل العائلات التي وردت أسماء أجدادها في كتب التاريخ لتحتج وتسعى لتغيير الحقائق كعائلات القراصنة بسلا (كانوا يبررون ذلك باسترجاع أموالهم المغتصبة بعد طردهم من الأندلس) وغيرهم كثير..

الثلاثاء، 14 مايو 2013

أساتذة التعليم الملحقين بأوربا يطالبون رئيس الحكومة بحقوقهم


أساتذة التعليم الملحقين بأوربا يطالبون رئيس الحكومة بحقوقهم

تنسيقية أساتذة اللغة العربية والثقافة المغربية بـأوروبا  تراسل رئيس الحكومة

تثير المخاوف على المستقبل الدراسي للأبناء إثر قرار تجديد طاقم الأساتذة

وقفة سابقة للأساتذة العاملين بأوربا وقد تمت بباريس 


مصطفى لمودن
     راسلت "اللجنة التنسيقية لأساتذة اللغة العربية والثقافة المغربية بـأوروبا" رئيس الحكومة في شأن جملة مطالب منها إثارة الانتباه إلى "الحيف" الذي تعانيه هذه " الفئة المستثناة من الحقوق المخولة لزملائهم المغاربة الملحقين بالخارج"، وعدم استفادتها من "السعر التفضيلي والتعويض اليومي عن الإقامة أسوة بأعوان الخارجية"، وتضيف الرسالة التي توصلت "مدونة سيدي سليمان" بنسخة منها أن " تجديد الطاقم التربوي المغربي بأوروبا دون مراعاة المستقبل الدراسي لأبناء الأساتذة الذين اندمجوا بمنظومات التعليم بدول الاستقبال (..) سيعصف بمستقبلهم الدراسي في حالة ما لم توفر لهم شروط التمدرس في المغرب كما هو معمول به بالنسبة لمن أنهيت مهامه من موظفي الخارجية وغيرهم من موظفي الدولة الذين سبق لهم ممارسة مهامهم بالخارج"، وتطالب التنسيقية بإنصاف رجال التعليم العاملين بأوربا، وتلتمس من رئيس الحكومة " العمل على أجرأة التزامات اللجنة المختلطة وتوفير شروط الاستقبال لأسر الأساتذة في حالة إنهاء مهامهم استحضارا لما سينتج عن هذا الإجراء الأحادي من مآسي اجتماعية سيكون أبناؤنا الضحية الأولى فيها" حسب لغة الرسالة.. ومعلوم أن دولا أوربية تستقبل مجموعة من رجال التعليم لتدريس أبناء الجالية المغربية المقيمة في أوربا اللغة العربية والحضارة المغربية، وتتعاقد معهم "مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج" لمدة أربع سنوات يمكن تجديدها مرة واحدة، وفي هذه السنة تم الإعلان عن مباريات لتجديد الطاقم التدريسي أو تدعيمه، مما أثار مخاوف الذين انتقلوا رفقة أبنائهم إلى أوربا حيث اندمجوا في الوسط التعليمي هناك.. وجدير بالإشارة أن " اللجنة التنسيقية لأساتذة اللغة العربية والثقافة المغربية بـأوروبا" قد خاضت عدة أشكال نضالية للدفاع عن ملفها المطلبي من ذلك القيام بوقفات احتجاجية بباريس عاصمة فرنسا في وقت سابق..

 أسفله نص المراسلة الموجهة إلى رئيس الحكومة.
          نراسلكم مرة أخرى كتنسيقية أوروبية لأساتذة اللغة العربية والثقافة المغربية بأوروبا  لنثير انتباهكم لنقطتين أساسيتين:
     الأولى: تذكير سيادتكم بالحيف الذي يطال الأستاذ المغربي بأوروبا دون غيره من موظفي الدولة الملحقين للقيام بمهام خارج البلد، باعتبار أساتذة اللغة العربية والثقافة المغربية العاملين بأوروبا الفئة المستثناة من الحقوق المخولة لزملائهم المغاربة الملحقين بالخارج ( موظفو الخارجية، المالية، الشؤون الإسلامية، القوات المسلحة الملكية، الجماعات المحلية، الداخلية ) وفي ذلك التمييز ضرب لمبدأ تكافؤ الفرص والمساواة الذي ينص عليه دستور المملكة وخرق للمرسوم الوزاري رقم 758-98-2  والقرار الوزاري رقم 2231-2008 اللذين كانا أرضية قانونية للجنة المختلطة التي شكلها الوزير الأول السابق بتاريخ 24 فبراير 2009 لتسوية أوضاع رجال ونساء التعليم المغاربة بأوروبا، والتي توجت أشغالها برسالة وزير المالية بتاريخ 19 مارس 2010 تحت رقم 1357 ورسالة الرئيس المنتدب لمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج المؤرخة بتاريخ 07 مايو 2010 التي يشير فيها إلى حق الأساتذة الملحقين بالمؤسسة المذكورة في الاستفادة من السعر التفضيلي والتعويض اليومي عن الإقامة أسوة بأعوان الخارجية . وقد جاءت خلاصات اللجنة المختلطة مجتمعة في محضر اجتماعي الأطراف المتدخلة في الملف بتاريخ 08 و 15 دجنبر 2010 بمديرية الميزانية متضمنة للالتزامات التي تكفل حقوق هذه الفئة من مدرسي اللغة العربية والثقافة المغربية بأوروبا لم ينفذ منها إلا ما تعلق بتسوية المتأخرات المتراكمة على مؤسسة الحسن الثاني كمستحقات لفائدة الأساتذة بفعل ما عرفته وضعيتهم الإدارية والمادية من تجميد لعشرات السنين .
               الثانية: لفت انتباهكم إلى ما سيترتب من انعكاسات اجتماعية خطيرة على أسر أساتذة اللغة العربية والثقافة المغربية بأوروبا في حالة تطبيق ما جاءت به المذكرة الصادرة عن وزارة التربية الوطنية رقم  2126-3 بتاريخ 24 أبريل 2013 التي تشير إلى تجديد الطاقم التربوي المغربي بأوروبا دون مراعاة المستقبل الدراسي لأبناء الأساتذة الذين اندمجوا بمنظومات التعليم بدول الاستقبال، الشيء الذي سيعصف بمستقبلهم الدراسي في حالة ما لم توفر لهم شروط التمدرس في المغرب كما هو معمول به بالنسبة لمن أنهيت مهامه من موظفي الخارجية وغيرهم من موظفي الدولة الذين سبق لهم ممارسة مهامهم بالخارج .
         السيد رئيس الحكومة المحترم: إن المهمة الحضارية المرتبطة بتثبيت الهوية  التي يقدمها رجال ونساء التعليم بأوروبا لا تقل أهمية عما يقدمه الجسم القنصلي من خدمات إدراية لفائدة الجالية المغربية المقيمة بأوروبا ، بل إن رجال ونساء التعليم يعتبرون سفراء المغرب الحقيقيين الذين يتواصلون باستمرار مع الأسر المغربية ويعرفون همومهم عن قرب سواء من خلال اشتغالهم بالمؤسسات التعليمية لدول الاستقبال أو من خلال عملهم التطوعي داخل الجمعيات المغربية التي تعنى بهذا المجال.
     ومن أجل إنصاف رجال التعليم الممارسين بأوروبا نلتمس منكم السيد رئيس الحكومة المحترم العمل على أجرأة التزامات اللجنة المختلطة وتوفير شروط الاستقبال لأسر الأساتذة في حالة إنهاء مهامهم استحضارا لما سينتج عن هذا الإجراء الأحادي من مآسي اجتماعية سيكون أبناؤنا الضحية الأولى فيها، بعدما قدمنا بتفان لأبناء الجالية المغربية بأوروبا كل ما نملك من مؤهلات رغم ما يعرفه الملف من اختلالات على جميع المستويات، إدارية، مادية، اجتماعية وتربوية جراء تعدد المتدخلين وعدم كفاءة الجهة المشرفة مباشرة على تدبيره.
   وفي انتظار تدخلكم السريع لإنصاف أساتذة اللغة العربية والثقافة المغربية بأوروبا، تقبلوا السيد الرئيس فائق الاحترام والتقدير.

الجمعة، 3 مايو 2013

ما أسهل أن يتم خداع الشعوب! من يتذكر مذبحة تيميشوارا؟ ومن يطلع على تفاصيل الحروب؟

 ما أسهل أن يتم خداع الشعوب!
من يتذكر مذبحة تيميشوارا؟ ومن يطلع على تفاصيل الحروب؟
مصطفى لمودن
  عندما قامت "الثورة" في أوربا الشرقية انطلقت شرارتها من بولونيا، وبالضبط من كدانسك، حيث كان لنقابة "التضامن" ووزعيمها ليش فاليزا ودعم الغرب يد طولى في ذلك، دون نسيان مساهمة البابا جون بول الثاني باسم الكنيسة وهو من بولونيا بدوره.. وقاد رولاند ريغان رئيس أمركا (حكم ما بين 1981- 1989) وماركريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا حينذاك حملة شعواء ضد روسيا وحلفائها بدون هوادة .. من ذلك إشعال الحرائق في البؤر المحيطة بروسيا وفي مجالها الحيوي، ما حدث في رومانيا مع رئيسها نيكولاي تشاوسيسكو في بداية تسعينيات القرن الماضي  يوضح جزء من اللعبة..
  كل أشكال الحروب الممكنة كان يستعملها الغرب لإزاحة المعسكر الشرقي من الوجود كإيديولوجيها جاءت لتجرب أشكالا أخرى للحكم وتدبير الدولة.. وطبعا لا يمكن القفز عن أخطاء "الشيوعيين" ولا ممارساتهم الديكتاتورية ضد شعوبهم.. ومن اللائق الوقوف عند "مذبحة تيميشوارا" التي عجلت بسقوط تشاوسيسكو ونظامه كحدث له معنى واستلهامات لها ما بعدها، لقد نقلت قنوات العالم التلفزية والصحف صورا عن "مذبحة" شنيعة في مدينة صغيرة اسمها تيميشوارا، حيث شوهدت الجثة ملقاة في الشوارع والدماء تنزف منها..وقع "الحدث" بالضبط في 16 من ديسمبر من العام 1989،  ليصدق العالم هذه المجزرة، وليتم بسرعة خارقة إعدام تشاوسيسكو وزوجته إثر محاكمة مستعجلة، فذلك مصير "المنهزم" حيث لا عدالة سوى ما يفرضه المنتصر، والمنتصر هنا ليس سوى الغرب وريكان وتاتشر.. وليعيد التاريخ محاكمة نوربورك (1946- 1949) مع فارق وهو أن الحرب العالمية الثانية خلفت ملايين الضحايا على مسؤولية كل المشاركين في الحرب، ليظهر فيما بعد أن "المجزرة" في تيميشوارا لم تكن سوى شريطا هوليوديا أخرج بعناية فائقة.. وليظهر للشعب الروماني أن بلاده ليس في ذمتها أي  دولار كقرض خارجي وأنها غير مكبلة لا من طرف صندوق النقد الدولي ولا من قبل صندوق البنك الدولي، وليتضح للشعب أن تمدرس جميع الأبناء كان مضمونا وكذلك السكن والتمريض، وقد خرجت رومانيا من عهد التخلف القروسطي، خاصة بواديها التي عرفت تنمية لا قبل لرومانيا بها.. لكن دون أن يكون في البلد أغنياء كبار حد التخمة، ولا استغلالا مفرطا لأقلية أوليغارشية أو تيوقراطية، وطبعا دون إغفال بعض التجاوزات التي كانت تحصل من طرف المحيطين بتشاوسيسكو وحتى من قبل أحد أبنائه الذي اتهم باغتصاب إحدى الرياضيات حينذاك.. ومثل تلك التجاوزات وغياب الديمقراطية لظروف تاريخية معروفة كانت من أخطر معضلات أوربا الشرقية..
  الآن أصبحت رومانيا مدينة للغرب بالملايير، وشعبها يكدح ليرد الديون والفوائد كعدد من الشعوب المقهورة، و"استثمارات" شركات الغرب "مزدهرة" في استغلال لقدرات البلد ويده العاملة، رغم انخراط رومانيا في الاتحاد الأوربي ابتداء من سنة 2007. ولم يعفها ذلك من تراكم القروض عليها ودخولها مرحلة الأزمة الاقتصادية..
     وبالمناسبة يجب أن نتذكر ليش  فاليسا قائد نقابة التضامن في بولونيا فقد كانت قضيته النقابية في مدينة صناعة السفن حق أريد بها باطل، لقد انهزم في انتخابات موالية وأصبحت كل "مجهوداته" جزء من التاريخ، بعدما لم يفلح في أن يجلب "النعيم" من الغرب لبولونيا.. لا أحد يتساءل الآن عن من المسؤول عن "مسرحية تيميشوارا"، فما أبسط أن يتم تضليل الشعوب في ظل وسائل الإعلام الحديثة كما هو عليه الأمر الآن..
     إن مناسبة هذا الحديث ما يتناسل اليوم بكثير من البؤس من أجل "خداع الشعوب"، خاصة مع تنامي وسائل الاتصال الحديثة، حيث تحضر الصورة والصوت.. من استطاع من "المشاهدين" عبر العالم متابعة ما جرى بالعراق قبل سقوط نظام صدام حسين وإعدام هذا الأخير؟ من تحقق من كل مجريات المعارك التي جرت بليبيا قبل انتهاء نظام العقيد القذافي؟ بل من رأى عبر ذات القنوات التي كانت تختار ما تنقله بعناية من المعارك شيء من الخراب الذي لحق البشر والحجر؟ وقد نستطرد في ذكر المزيد من الأمثلة، والخلاصة هي أن صناعة الإعلام والتأثير على الرأي العام أصبحت جزء قويا وبارزا من الحرب الآن مادام أن "صناعة" القرار على المستوى الدولي تتم بشكل غير ديمقراطي ويتحكم فيها الكبار لمصالحهم الضيقة.. ولن يقلل من التأثير السلبي لذلك غير تنامي الوعي وتحصيل الثقافة والعلم والديمقراطية لدى كافة الشعوب.
--------------
نشرت كذلك في موقع لــكــم

الخميس، 2 مايو 2013

قراءة وتقديم كتاب "الذكاء الاصطناعي وتحديات مجتمع المعرفة" للأستاذ حسان الباهي بالقنيطرة





قراءة وتقديم كتاب "الذكاء الاصطناعي وتحديات مجتمع المعرفة" للأستاذ حسان الباهي بالقنيطرة


ينظم المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالقنيطرة قراءة في فكر الأستاذ حسـان البــاهي من خلال كتابه "الذكاء الصنـاعــي وتحديـات مجتمع المعرفـة" وذلك يـوم السبت 18 مــاي 2013 بقاعة غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالقنيطرة ـ بجوار مقر البلدية ـ ابتداء من الساعة الثانية والنصف بعد الزوال.
الجلسة الأولى برئاسة ذ. مصطفى الموردي، وبماسهمة الأستاذة لمتيوي عبد الرحمان، عبد الجبار أبو بكر، مبارك الطاليعي أمال بريطل... الجلسة الثانية برئاسة ذ. إبراهيم بورشاش، ومشاركة الأستاذة محمد آيت حمو، شفيق كريكر، أحمد مصلح، مونادي الإدريسي، محمد الأشهب.. وجدير بالذكر أن الأستاذ حسان الباهي باحث في الفلسفة ورئيس نفس الشعبة بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة..

الأحد، 28 أبريل 2013

حاجة سيدي سليمان إلى تنظيم المرور والسير


حاجة سيدي سليمان إلى تنظيم المرور والسير

مصطفى لمودن
  قد لا ينطبق وصف "الحاضرة/المدينة" بالمفهوم الحديث على الكثير من المدن في المغرب، إذ أنها تعرف تحولات بطيئة تنقلها من عالم القرية الكبيرة، إلى فضاء آخر يقبل توصيف المدينة، خاصة مع ما يتطلبه ارتفاع عدد السكان واتساع الحيز الجغرافي من تنظيم وتعايش في ظل سلطة القانون..
  ولعل ما يعرفه السير والجولان في سيدي سليمان أبرز مثال على التغير المتثاقل الذي تعرفه "المدينة". وأهم مظهر لذلك اختلاط الراجلين والعربات في الشوارع، ولعل أهم سبب في ذلك احتلال الرصف وغصبه من طرف أصحاب المقاهي والتجار سواء مالكي الدكاكين أو البائعين غير المستقرين..
  وهناك ظاهرة أخرى وهي الغياب الذي يكاد يكون مطلقا لتنظيم الجولان بالمدينة، ونقصد به حركة العربات (السيارات، الشاحنات، الدراجات..)، وهنا لابد من الإشارة إلى ظاهرة جديدة تعرفها المدينة تزيد في تأزيم حركة السير، وهي كثرة دراجات النقل ثلاثية العجلات، التي عوضت العربات المجرورة بالدواب، المثير أن لهذه الدراجات نفس حقوق التنقل مع السيارات وتحمل أحيانا من الركاب أكثر مما تحمله سيارة الأجرة الصغيرة، لكن لا يطلب من سائقيها التوفر على رخصة السياقة!!
  الأمر الآخر هو خلو ملتقيات الطرق المكتظة بالمرور والسير من الإشارات الضوئية أو من دائرة ملتقى الطرق rond-point  باستثناء ثلاث مواقع في المدينة بها الأضواء.. وهنا نذكر بأن اختيار دائرة في ملتقى الطرق وحذف الأضواء يكون لصالح العربات وهو وفي غير مصلحة الراجلين ولو وضعت الخطوط البيضاء العرضية على الإسفلت، وهو  خيار ظهر في أوربا التي تتحرك فيها السيارات أكثر من الراجلين في الملتقيات الطرقية الكبيرة.. أما استعمال الإشارات الضوئية فيعطي فرصة المرور للراجلين كذلك..
  إن غياب تنظيم المرور في سيدي سليمان يجبر أولياء التلاميذ (مثلا) على اصطحاب أبنائهم من أحياء السلام ورضا وأكدال والمحمدية.. لأن أحياءهم بدون مدرسة، إلى مدرسة آمنة بنت وهب وأبي بكر الصديق.. لعدة مرات في اليوم ذهابا وإيابا خوفا على فلذات أكبادهم من الدهس في الطريق الوطنية رقم أربعة التي تقسم المدينة إلى شطرين وفي غياب تنظيم المرور.. ويصعب عبور هذه الطريق حتى على أصحاب العربات في الاتجاهين المتقاطعين معها..
 من متطلبات أي مدينة تنظيم المرور وإفراغ الرصيف وجعله مستويا أمام الراجلين، وغير ذلك تكريس للفوضى وهدر لحقوق الأطراف الضعيفة..
  

الثلاثاء، 23 أبريل 2013

أطوار محاكمة ياسر اكميرة كاتب فرع الحزب الاشتراكي الموحد بسيدي سليمان


تأجيل جديد في قضية محمد ياسر اكميرة والاستماع لشاهد الإثبات



أجل النظر من جديد في قضية محمد ياسر أكميرة إلى الحادي عشر من شهر يونيو المقبل، بعدما تم التداول في الأمر بالمحكمة الابتدائية بسيدي سليمان صبيحة الثلاثاء 23 أبريل.. حيث ركزت أطوار المحاكمة على الاستماع إلى شاهد الإثبات وقد ارتأى القاضي استدعاءه للمرة الثانية، آزر ياسر اكميرة كاتب فرع الحزب الاشتراكي الموحد بسيدي سليمان وعضو مجلسه الوطني عدد من المحامين، وهو كذلك رئيس جمعية العقد العالمي للماء وكاتب نقابة الصيادلة بسيدي سليمان، كما تابع المحاكمة عدد من المناضلين، وقد وجهت له تهمة" التهديد ومحاولة القتل"  في حق امرأة تنتمي إلى الأسرة التي تكري لياسر محلا يقيم فيه صيدليته.. وقالت السيدة المعنية في جلسة سابقة إنها تعرضت لمحاولة الدهس في مرتين، وهو ما ينفيه المتهم وقال محام بعد انتهاء الجلسة إن القضية الآن جاهزة وتنتظر المرافعات، وتلاقي هذه المحاكمة متابعة من الرأي العام المحلي، كما سبق أن حضرت أطوار المحاكمة السابقة نبيلة منيب الكاتبة العامة للحزب الاشتراكي الموحد وصدرت بيانات تضامن معه من طرف بعض الهيآت..     
 


الأحد، 21 أبريل 2013

عامل إقليم يتصرف كأنه إمبراطور صغير

عامل إقليم يتصرف كأنه إمبراطور صغير

مصطفى لمودن
مازال بعض خدام الإدارة أو سدنة المخزن بتعبير واضح يحنون للزمن الغابر حيث السلطة ترهب الناس وتحضر في كل تفاصيل حياتهم بالقوة، ويكون الحضور المادي للسلطة بكل الطرق، لأن في ذلك حسبها له تأثير يدخل الرهبة والخوف، ويجعل الناس يعتقدون أن كل الخير وكل الشر يأتي من الإدارة السلطوية حسب اعتقادها طبعا.. ويكون الغرض السياسي لذلك واضحا، حيث الرغبة العارمة في الإخضاع وتعويد الناس على الخنوع وعدم مناقشة أي قرار أو المساهمة في صنعه.. ذلك ما يلخص تصرف أحد العمال على إقليم صغير منسي تقل فيه التنمية أو تنعدم بالمطلق، وتتوسع فيه دائرة البطالة وتعم حواضره فوضى عارمة وتنتشر الرشوة بين الإدارات التي توجد بهذا الإقليم بشكل فضيع..
ورغم ذلك فالمسؤول الأول على الإقليم كأنه غير معني، ويسعى لتكريس مفهوم السلطوية عوض أن تكون السلطة مواطنة في خدمة الوطن والمواطنين.. وحتى لا يظل كلامنا نظريا نسرد قصة واقعية من تصرف هذا العامل أو على الأقل الإدارة التي تحت إمرته، ولا نعتقد أنها تجتهد من تلقاء نفسها.. قد تبدو للبعض أن الواقعة خيالية ولا علاقة لها باليومي، لكن للأسف هي واقعية أكثر من الواقع الفاقع نفسه..
تلقى مجموعة من المواطنين والمواطنات أمرا من المقدمين في غضون شهر فبراير المنصرم (2013)، وهم أعوان السلطة وعيونها التي لا تنام، حيث يكونون منبثين في رقع صغيرة وقريبين من الناس يعرفون كل صغيرة وكبيرة عنهم، ويطلعون على حاجاتهم وأوضاعهم ومتطلباتهم وحتى آرائهم وتوجهاتهم..
الأمر الذي نزل وكان حبكة غاية في البلاهة وسوء التقدير بل الاحتقار؛ وهو أن يتوجه المأمورون إلى مقر إدارة جديدة لتسلم بطاقة "الرميد"، وهي وثيقة تخول لحاملها الاستفادة من بعض الخدمات الصحية في المستشفيات العمومية بشروط..
توجه المواطنون إلى المكان المحدد لهم على الساعة التاسعة صباحا كما قيل لهم.. ليجدوا أن المكان أعد على إخراج معين، حضور مكثف لأجهزة الأمن وأعوان السلطة.. ومجموعة من النساء يؤدين الأهازيج ويزغردن ويستعمل آلات إيقاعية (طعاريج ودفوف) وفرق الغياطة والطبالة تطلق معزوفاتها..
كل من يحضر سواء رجل أو امرأة يأخذ مكانه مع الجموع التي وقفت بمدخل الإدارة الجديدة، وكلهم متلهفين لنيل البطاقة "السحرية".
في هذا الخضم من "الحفل الباذخ" وصلت قافلة من السيارات المختلفة أغلبها من الطراز الغالي الثمن، وكالعادة تحدث جلبة ويرتفع الصياح، ربما سعادة العامل مغرم بالضجيج، حيث تختلط "الأغاني" والإيقاعات وتصبح بدون معنى وسط "موسيقى" فرق الغياطة..
ولم تظهر معالم "الحيلة" التي بموجبها استقدم أعوان السلطة المواطنين إلا حينما غادر العامل والوفد المرافق له المكان، حيث كان الأمر مجرد "تدشين" ملحقة لباشوية المدينة.. وذلك في حدود الحادية عشر صباحا.. لقد شعر بعض الحضور بشمتة لا حد لها كما قال "مشارك" رغم أنفه، ولم يتسلم أحد أية بطاقة "الرميد" أو غيرها، وذكر "المشارك" رغم أنفه أن المقدم آتاه بها بعد ذلك إلى المنزل..
قد يتساءل البعض؛ كيف يفكر هذا العامل؟ هل تدشين بناية صغيرة إنجاز مهم يتطلب كل هذه "الأتعاب"؟ كيف تتصرف السلطة مع المواطنين وهي تحط من كرامتهم؟ كيف يكون دائما للسلطة احتياط بشري تستخدمه في مثل هذه الحالة(التدشين، استقبالات رسمية)، بل وتستقدم من يؤدي "الأهازيج" من نساء ورجال؟ كيف لا يريد بعض رجال السلطة ألا يتبدلوا ولا ينسلخوا عن جلد السلطة التي تنتقص من قيمة المواطنة؟ بل وأين ما يسمى بالمجتمع المدني ليكرس فعلا سلوكا مدنيا في المحيط، ويجبر السلطة على أن تكون مواطنة، في هذه المدينة قائمة من الجمعيات وغيرها، لكنها في غالبها تسبح بحمد العامل والسلطة وأموال "التنمية البشرية" قبل أن تكون إلى جانب المواطنين البسطاء..
--------------
ملاحظة: لا يخص الأمر إقليم سيدي سليمان

المدرسة الجماعاتية بين الحاجة والعوائق


المدرسة الجماعاتية بين الحاجة والعوائق
تدشين مدرسة جماعاتية بجماعة أزغار بإقليم سيدي سليمان

 مصطفى لمودن 
أمام أزمة المدرسة القروية وما تعرفه من مشاكل متعددة كما هي عليه الآن، يرى البعض أن المدرسة الجماعاتية يمكن أن تكون بديلا، وهي "مجمع" مدرسي يضم أقساما كثيرة وبقية المرافق ومطعم وكذلك أماكن للمبيت ومكتبة وسكنيات..الخ، فيها يمكن العمل مع المدرس المتخصص في مادة معينة.. ويتم التعامل مع التلاميذ بأسلوبين، هناك من يقضي فيها أسبوعا ليرجع بعد ذلك إلى أسرته في نهاية الأسبوع.. والفئة الثانية توفر لها وسيلة نقل جماعي عبرها تعود كل مساء إلى المنازل، في هذه الحالة من الضروري تواجد المسلك الطرقي ووسيلة النقل المناسبة (حافلة)..  تعرض المدرسة الجماعاتية على المستوى الرسمي كبديل يحل بعض المعيقات، منها تشتت الوحدات المدرسية في البوادي، الهدر المدرسي، تعدد المستويات التي يدرسها مدرس (ة) واحد بسبب قلة التلاميذ أحيانا، الاقتصاد بالنسبة لتوظيف الأساتذة لأن عددهم بالمدرسة الجماعاتية سيكون أقل..
         لكن يجب ألا نغفل عن بعض سلبياتها؛ أهمها حجز التلاميذ الصغار في المدرسة التي تصبح عندهم بمثابة سجن، يسعون باستمرار إلى التخلص منه، المشكلة الأخرى هو إبعاد هؤلاء الأطفال عن حضن الأسرة وهم في سن صغيرة مما يسبب لهم مشاكل عاطفية ونفسية صعبة تتراكم مع الوقت وقد لا تظهر نتائجها السلبية إلا فيما كترسيخ الحرمان النفسي وظهور العنف كرد فعل عن الحرمان العاطفي، فأول مدرسة للطفل هي أسرته، وحين إبعاده عن هذه  المدرسة (الأسرة) التي لا تلقن المعلومات والقيم فقط، بل تبني المنظومة النفسية للطفل، ضمن الأسرة يجد الطفل الاستقرار والاحتضان.. فلا يمكن أن نعيد تجارب بعض الدول التي أبعدت الأطفال عن أسرهم لتنشئتهم وفق "مفهموم" محدد، وكانت النتائج كارثية كما وقع ببعض الدول مثل روسيا التي تبنت في بعض المراحل سياسة عزل الأبناء عن أسرهم.. 
 هذا هو أهم عائق لنجاح المدرسة الجماعاتية، وعليه من الأفضل إرجاع الأطفال إلى منازلهم وأسرهم، فالطفل في المرحلة الابتدائية يكون في حاجة لأسرته وأمه، ليبدو أن "المدرسة الجماعاتية" ليست كلها نجاح وحل و"ثورة" كما جاء على لسان النقابية فاطنة أفيد الكاتبة العامة للنقابة الديمقراطية للتعليم في برنامج "مواطن اليوم" بقناة ميدي 1 الفضائية ليلة الخميس 18 أبريل.. حيث أن نخبا تريد حل مشاكل المدرسة في القرى بخلق مشكل آخر أعوص. هذا بالإضافة إلى عوائق أخرى وهي غياب مساهمة بعض المتدخلين الآخرين كالجماعات المحلية وتوفير السيولة المالية الكافية لمثل هذا المشروع الذي يتطلب نفقات يومية، رغم أن الاستثمار في التعليم هو الأهم لأنه يهم المستقبل وبناء الإنسان... وغالبا للسبب المالي ما زال عدد المدارس الجماعاتية قليلا.. والأساسي في كل هذا النقاش هو عدم المزيد في إهمال بقية مدارس العالم القروي..