الجمعة، 26 فبراير 2010

غضب الطبيعة وسوء التدبير الجماعي للمجلس يدفعان ساكنة سيدي يحي الغرب إلى الاحتجاج


غضب الطبيعة وسوء التدبير الجماعي للمجلس يدفعان ساكنة سيدي يحي الغرب إلى الاحتجاج

سيدي يحي الغرب: حميد هيمة
" تحالفت الطبيعة مع فشل التدبير الجماعي  لإلحاق أضرار بليغة بسكان مدينة سيدي يحي الغرب"، الذين خرجوا في مسيرات احتجاجية عفوية لاستنكار ما أسموه ب " تقاعس" الجهات المسؤولة عن دعمهم ومساعدتهم على تجاوز محنتهم. وطالبت فعاليات مدنية من المدينة بضرورة إنجاز " الحاجز/ الحزام الواقي " على المنطقة الفيضية  لتجنب تكرار هذه الكارثة الطبيعية. نقرب القراء من تفاصيل كارثة  الفيضانات بسيدي يحي الغرب والنواحي:
*  غضب الطبيعة على سيدي يحي الغرب :
- اجتاحت السيول الغاضبة أهم أحياء مدينة سيدي يحي الغرب أيام الأربعاء الخميس والجمعة  17-18-19 /02/2010 ، مخلفة خسائر مادية جسيمة همت الممتلكات والمنازل والوثائق ،،، جراء السيول الجارفة للأودية المحيطة بالمدينة (وادي تيفلت، وادي الحيمر، ووادي اسمنطو )؛ التي داهمت معظم الأحياء: فقد حاصرت المياه الغاضبة حي الموظفين ( ديور الباطيمات )، وغمرت المياه  الطوفانية  الطوابق السفلى  مما خلف خسائر مادية بليغة كضياع الأفرشة والوثائق والكتب المدرسية وباقي الممتلكات. و لم يكن وضع حي الوحدة ( التجهيز ) أحسن حالا، فقد أفادت مصادر أن السيول الجارفة ل" وادي الحيمر"  أغرقت أهم شوارع هذا الحي. واقتحمت المياه المنهمرة، دون استئذان،  عدة منازل في الحي المذكور رغم أنه حديث النشأة ، وهو ما يطرح عدة أسئلة على الجهات التي وافقت على  بناء هذا الحي، أواسط تسعينيات القرن المنصرم، في  جزء من مجرى مائي.
و  في تصريحه، أكد فاعل جمعوي أن " الأودية المحيطة بمدينة سيدي يحي الغرب  تحالفت مع فشل التدبير الجماعي  لإلحاق أضرار بليغة جدا بدوار الشانطي (أقدم حي قصديري ) وخصوصا  منطقة المرجة المحادية للمقبرة، حيث غمرت مياه " وادي تيفلت " ، يضيف ( ن – س )، أكثر من (200) براكة؛ فيما تحدث بيان ل " ودادية القاعة السكنية (دوار الشانطي)، نحتفظ بنسخة منه، عن تضرر أكثر من (500) براكة  مع ما ترتب عن ذلك من ضياع وإتلاف  لحاجيات هذه الأسر المعوزة؛ التي اضطرت لقضاء ليلة بيضاء في العراء، حسب بيان صحفي موجه للرأي العام لجمعية " النهضة 1 ". وفي سياق متصل، هاجمت المياه الغاضبة مقر مفوضية الشرطة، واستقرت السيول، بحكم  انحدار طبوغرافية الموضع، في المقر الجديد لسرية الدرك الملكي، كما توضح ذلك الصور التي نتوفر عليها. كما أن " الضحية " الأول لسيول" وادي الحيمر"، خلال كل سنة، سور ثانوية ابن ياسين الإعدادية لم يسلم بدوره رغم أنه أعيد بناؤه أكثر من مرة ،،، وواصلت المياه الهجوم على المؤسسات التعليمية، فقد غمرت ثانوية جابر بن حيان الإعدادية وثانوية ابن زيدون التأهيلية؛ فضلا عن مؤسسات التعليم الابتدائي، الأمر الذي يعني تعليق الدراسة في المدينة و نواحيها.
*   " التقاعس "  في تقديم الدعم والمساعدة للمنكوبين :
- إذا كانت وكالة المغرب العربي  للأنباء قد ذكرت، في قصاصة لها ذات صلة بالموضوع، أن المصالح الجهوية قد اتخذت كل الإجراءات الوقائية على صعيد الجهة للحد من أثار الفيضانات وتقديم المساعدة للمناطق المتضررة "، فإن بيانات المجتمع المدني بمنطقة سيدي يحي الغرب، التي توصلنا بنسخ منها، تنفي نفيا قاطعا أن تكون الساكنة قد استفادت من أية مساعدات، باستثناء الخدمات التي قدمتها الوقاية المدنية للسكان المحاصرين،،، الخ. و(اتهمت) " ودادية القاعة السكنية"، في بيان لها صادر بتاريخ 20 فبراير 2010، " عدم اهتمام المسؤولين المحليين بهذه النكبة، ولم يكلفوا أنفسهم عناء زيارة المكان وتفقد الضحايا". واستغربت الودادية المذكورة، ما سمته في بيانها الأنف الذكر، " للتخاذل والصمت الذي يقابل به دوار الشانطي ". نفس المنحى، اتخذه مضمون بيان " جمعية النهضة 1 "، التي قللت من أهمية تدخل السلطة المحلية؛ لأنه " لا يرقى إلى المستوى المطلوب "، كما يقول نص البيان.
و في اتصال هاتفي، أكد المواطن ( ج – م ) من دوار أولاد بلخير، التابع للجماعة القروية للمكرن ( إقليم القنيطرة)،أن السكان المنكوبين، الذين رحلوا إلى منطقة قريبة من غابة المعمورة بمدخل مدينة القنيطرة، يعانون من الجوع و البرد بعدما " تخلت" عنهم الجهات المعنية حسب تصريح المواطن المشار إليه.
و علمنا في ما بعد، أن هؤلاء المواطنين اتصلوا بالقناة الثانية وفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالقنيطرة لإثارة الانتباه إلى وضعيتهم المأساوية، في أفق إيجاد حل لهم يطوي هذه التراجيديا الطبيعية التي  تتكرر كل سنة، مع ما يترتب عن ذلك من ضياع مزروعاتهم و هلاك ماشيتهم. و تتفاقم أوضاع الدواوير في محيط سيدي سحي الغرب بالنظر للفقر المدقع الذي تتخبط  فيه الساكنة، و بسبب المكونات الطينية للمساكن ( الحمري، التيرس ) التي لا تتحمل الأمطار الطوفانية كتلك التي شهدتها المنطقة مؤخرا.  إضافة  إلى  ضياع المنتجات الفلاحية، المورد الاقتصادي الوحيد،  وانعدام البنيات التحتية الأساسية. وهو ما يجعل الوضع الاجتماعي مرشح للانفجار في أية لحظة.
* احتجاجات عفوية و المجتمع المدني يتضامن مع المنكوبين:
و أمام " عدم اهتمام المسؤولين المحليين بهذه النكبة، خاصة أنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء زيارة المكان وتفقد الضحايا " ، يقول بيان ودادية القاعة السكنية، خرج الضحايا في مسيرة شعبية عفوية من " دوار الشانطي في اتجاه الطريق الرئيسية، ليلة الجمعة 18/02/2010، من أجل إنقاذ المنكوبين والمحاصرين بالمياه التي غمرت " منطقة المرجة ". و في سياق متصل، أفاد  الناشط الحقوقي " أحمد مزيود"، عضو المكتب المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان،  أن ساكنة حي النهضة " المتضررة من فيضانات واد السمنطو وواد الحيمر نظمت  مسيرة عفوية باتجاه مقر قصر البلدية لسيدي يحيى الغرب يوم السبت 20 فبراير 2010 صباحا. وتحولت المسيرة العفوية  إلى وقفة احتجاجية مطالبة السلطات بالتدخل العاجل للتخفيف من معاناة الضحايا " ( أنظر- ي الصورة ).
   و أمام هول الكارثة وحجم الخسائر الناجمة عنها، سارع المجتمع المدني اليحياوي لإعلان تضامنه مع الضحايا، مطالبا بضرورة التدخل العاجل للسلطات المحلية والإقليمية والجهوية للتخفيف من معاناة المنكوبين ودعمهم ماديا ومعنويا حتى يتمكنوا من تجاوز مخلفات الكارثة. وحملت " جمعية النهضة (1)" مسؤولية ما وقع لرئيس المجلس البلدي، الذي قام، حسب بيان للجمعية سبقت الإشارة إليه ،  " بتحويل الغلاف المالي الذي كان مخصصا لإنشاء الحزام الواقي للطريق الدائري للمنطقة الفيضية ؛ لتزفيت حي الفتح " لاعتبارات سياسوية / انتخابوية ضيقة . و شددت الجمعية المذكورة على  ضرورة  ال " تسريع في إيجاد حل نهائي لملف المنطقة الفيضية ،،،  الموجود في رفوف مكتب رئيس المجلس البلدي ومؤسسة العمران ؛ التي تراجعت عن التزامها لإيجاد حلول ناجحة لسكان المنطقة الفيضية " . 
و أخيرا وبعد طول انتظار: " الإفراج " عن المساعدات. 
ذكرت مصادر حقوقية محلية، أن الجهات المسؤولة شرعت في توزيع المساعدات على المنكوبين بمدينة سيدي يحي الغرب  صباح يوم الأربعاء 24/02/2010. ولم تحدد مصادرنا طبيعة وحجم المساعدات المقدمة للمتضررين، كما لم تحدد المناطق والأحياء المستفيدة. يذكر أن منكوبي الفيضانات نظموا عدة  مسيرات  ووقفات احتجاجية  عفوية أو منظمة لاستنكار ما سماه المجتمع المدني اليحياوي " تقاعس" الجهات المسؤولة على تقديم  الدعم والمساعدة  للمتضررين جراء الاجتياح غير المسبوق للسيول للعديد من أحياء المدينة. كما ينتظر أن يصدر الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالمدينة بيانا  في " حدث " الفيضانات وتداعياته، بعد التداول فيه بين أعضاء المكتب مساء يوم الأربعاء 24/02/2010 و الاتفاق على صياغته النهائية. لنا عودة للموضوع بشكل مفصل لاحقا.
ـــــــــــــــ
المدونة: لضعف في الصبيب من المصدر لن نتوصل بعد بالصور