الخميس، 22 ديسمبر 2011

تجرأ على استعمال عقلك… هذا شرط الانتماء لــ 20 فبراير.


تجرأ على استعمال عقلك…
هذا شرط الانتماء لــ 20 فبراير.
 
 
 
حـــميــد هـــيــــمــة
 
 
ليس التشبع بالديمقراطية والانتماء للمدينة هو ترديدهما كشعارات أو جمل وعبارات مفروغة من محمولها الثقافي والفلسفي، وإنما الديمقراطية، كفلسفة، تقوم على الجرأة في استعمال العقل والقدرة على التفكير المستقل المنفلت عن صياغة الهوامش التبريرية للقرارات التي يصنعها الزعيم/ الشيخ.
 
 أن يكون الإنسان ديمقراطيا هي أن يضع حدا لقصوره الذي تسبب فيه بنفسه. هذا القصور الذي يعني عدم قدرته على استعمال فاهميته (ملكة الفهم) دون وصاية أحد آخر، على حد قول "كانط" في معرض جوابه عن سؤال "ما الأنوار؟".
 
سياق هذا الحديث، هو النزوع الجماعي لأتباع طائفة "العدل والإحسان" لتبرير موقف انسحابهم من حركة 20 فبراير. واجتهادهم النشيط لصياغة مبررات للموقف "المفاجئ" وربطه آليا بموقف تيار سياسي داعم  ومنخرط في حركة 20 فبراير: الحزب الاشتراكي الموحد وعموم النشطاء اليساريين في حركة 20 فبراير ذات الأفق التغيير الديمقراطي.
 
 
ففي الوقت الذي كان ينتظر فيه الرأي العام من أتباع ياسين مناقشة موقف الانسحاب، الذي صدم قواعد الجماعة، و التداول في خلفياته وأبعاده وآليات صناعته في المطبخ الياسيني، تفاجأ الجميع بالإبداع الذي تفتقت عنه عبقرية الأتباع بربط موقف الجماعة من 20 فبراير بمواقف الحزب الاشتراكي الموحد في مؤتمره الأخير.
 
نشط أنصار الجماعة، كما المناسبات السابقة، في الترويج الكثيف لفيديو القيادي في الحزب الاشتراكي الموحد، محمد الساسي، يركز فيه على موقف حزبه من اللحظة السياسية في المغرب وأطراف الصراع، ومنها جماعة "العدل والإحسان"، وخارطة الطريق نحو الديمقراطية التي تقطع مع كل أشكال الاستبداد المخزني والأصولي. واعتبروا أن انسحابهم هو رد فعل عن مواقف الحزب التي شدد عليها في مؤتمره الأخير، وهي دعم حركة 20 فبراير على قاعدة وثائقها التأسيسية، الملكية البرلمانية..هنا و الآن، حصر التحالفات مع القوى الديمقراطية والتقدمية المؤمنة بالديمقراطية وحقوق الإنسان مع التشديد على عدم التحالف مع "العدل والإحسان" لكفرها بهذه القيم الإنسانية النبيلة. وهو موقف، حسب اعتقادي الخاص، يتبناه الحزب المذكور منذ ولادته في صيف 2002 في مؤتمره الاندماجي، كما أن قياديين في الحزب ( الفيديو 1 + الفيديو 2) سبق لهم أن أكدوا، في مناسبات سابقة، عن تعارض مشروع حزبهم مع ما تعتقده طائفة "العدل والإحسان".
 
كانت الجماعة، قبل 2006، قد بشرتنا بــالحدث العظيم؛ فاجتهد أتباعها في رسم صور خيالية لطبيعة ومضمون الحدث العظيم باستثمار خيالهم المغرق في الماضوية. لكن عندما تبخر الحلم/ الرؤيا، أصيب أتباعها بخيبة أمل وإحراج كبيرين. وتعرضت الجماعة لنزيف تنظيمي ناجم عن اهتزاز ثقة أتباعها بأحلام الشيخ. غير أن "الحدث العظيم" لسنة 2011، هو انسحاب الجماعة من 20 فبراير دون إنذار مسبق، لجأ زعماء الجماعة، أولا، لتمرين نفسي يخفف من حدة الصدمة التي تلقتها قواعدها بسبب الموقف "العظيم" من 20 فبراير. وثانيا، لصرف انتباه أتباع الجماعة عن مناقشة خليفات الموقف وارتباطه بصناع القرار في السلطة عبر وساطة "السفارة الأمريكية" وإخوانهم في "العدالة والتنمية. هذا دون إثارة آليات صناعة الموقف الذي لم  تستشر فيه قواعد الجماعة، والتي تقوم، في نهاية المطاف، بتنفيذ القرار وتنزيله والبحث عن مبررات له.
 
كان على  أنصار الجماعة، وفق إطار "الشورى" على الأقل، التداول في خلفيات الموقف في علاقة بوصول إخوانهم في "العدالة و التنمية" إلى حكومة تفتقر لكل الصلاحيات الدستورية والسياسية في ظل نظام استبدادي. كما كان عليهم التساؤل عن آليات اتخاذ الموقف داخل الجماعة. إن مثل هكذا أسئلة هي التي ستحدد انتماء الأتباع لمجتمع المواطنة والديمقراطية كما اقترحته "حركة 20 فبراير" في مشروعها التغييري.
 
من الثابت أن عقولا يقظة وشجاعة في الجماعة، كما هو حال المرحوم البشيري، ستنتبه إلى خلفيات الموقف، بيد أن معظم الأتباع سيعيدون اجترار نفس سمفونية "الآخر" الذي دفع الجماعة لاتخاذ موقف الانسحاب. إنها ذهنية غير قادرة على ممارسة تمرين السؤال و النقد، لأن من شأن ذلك خلخلة عقيدة الانتماء للجماعة والإيمان بمعجزات وبركات شيخها. 
 
"تجرأ على استعمال عقلك . فهذا، حسب كانط، هو شعار الأنوار". و هو اليوم شرط الانتماء لــ 20  فبراير.

الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

محمد بنسعيد آيت يدر نضال مستمر


 محمد بنسعيد آيت يدر نضال مستمر
 
رفقة محمد بنسعيد آيت يدر مصطفى لمودن ونظيرة رفيق الدين في ختام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثالث للحزب الاشتراكي الموحد
مصطفى لمودن
الأول من صعد منصة المؤتمر الثالث للحزب الاشتراكي الموحد ب"سينما الملكي" مساء يوم الجمعة 16 دجنبر 2011، حريص على احترام المواعيد، ما أن ظهر حتى صدحت الحناجر "بنسعيد يا رفيق ما زلنا على الطريق"، ولما وصل لم يأخذ الكرسي ليراقب الحضور الذي غصت به القاعة، بل ظل واقفا يبادل التحية بأحسن منها.. كان المناضل والعضو البارز في جيش التحرير ومنسقه الوطني في الجنوب أيام "المقاومة" الغراء حاضرا بقوة في الشريط الذي قدم بالمناسبة حول "حياة الحزب الاشتراكي الموحد"، وعبره تذكر الجميع أن بنسعيد هو أول من فجر "قنبلة تازمامرات" داخل قبة البرلمان، في وقت "كان الحسن الثاني يرفض أن يقول أن هناك تازمامرات" كما قال محمد الساسي وهو يقدم الرجل ليلقي كلمة أمام المؤتمرين والضيوف والمتتبعين، وأضاف الساسي  مخاطبا من يقول أن بنسعيد اعتزل السياسة".. لم يعتزل السياسة، فهو عضو المجلس الوطني، ويشارك في مهام تنظيمية، ومن آخر عمله رئاسته للجنة التضامن مع المعتقلين السياسيين والمطالبة بإطلاق سراحهم كما هو الحال مع الصحفي رشيدي نيني، كما ساهم في النقاش الحزبي الداخلي حول الدخول في الانتخابات أو مقاطعتها، ورغم أن رأيه كان هو المشاركة في الانتخابات الأخيرة، لكن الأغلبية ارتأت العكس، فانساق لقرار الأغلبية"…
حافظ بسعيد أثناء مداخلته على توهجه النضالي ومواقفه الصريحة، لقد خاطب الجميع بموقف سديد بعدما رأى وسمع الحماس الفياض خارج القاعة وداخلها، وقرأ مغزى الحضور المكثف لرموز اليسار المغربي، بحيث قال " نرجو أن يكون لها ما بعدها"، وأن يتوحد اليسار على الوضوح والشفافية وأن يضع ميثاقا أمام الشعب، والغريب أن الرجل لا يلتفت كثيرا إلى الماضي، بل أغلب كلامه يركزه على الحاضر والمستقبل، فقد رأى أن "المؤتمر الثالث للحزب الاشتراكي الموحد ينعقد في شروط مهمة، سواء بالنسبة للتحولات التي يعرفها العالم العربي أو المغرب، وظهور "حركة 20 فبراير" التي اعتبرها "حدثا جديدا"، وقد كان لها ما بعدها، سواء خطاب 9مارس، أو الانتخابات، وتعيين رئيس الحكومة من "التيار الأصولي"، وقال "هذه فرصة ليبينوا وجههم الحقيقي"، وقد عبر عن احترامه لنتائج صناديق الانتخابات، وذكر أن الفترات السابقة اختلطت فيها الأوراق مما سبب خلطا في الرؤية لدى الجماهير… ولعل رجوعه الوحيد نحو الماضي القريب عندما ذكر أن "الكتلة قد ماتت منذ استفتاء 1996"، والجميع يعلم حينذاك كيف صوتت ثلاث أحزاب سياسية لصالح الدستور، بينما رفضت "منظمة العمل الديمقراطي الشعبي" ذلك، وقد كان يرأسها محمد بنسعيد آيت يدر نفسه، ما جعلها تنال "عقابا" صارما؛ من الحصار والانشقاق وإغلاق جريدة "أنوال".. وقال محمد  بسعيد آيت يدر وهو يتطلع إلى الوجوه الشابة التي ملأت القاعة عن آخرها وهي تقاطعه بشعارات جديدة أملتها المستجدات بعد 20 فبراير مثل "عاش الشعب"، "إن الكتلة لم تعد تلعب الدور الذي أسست من أجله، والأمل افتقد حينذاك"، ليؤكد بحسه النضالي أن كل تنظيم أو حركة كي ينجح يجب أن يحمل معه الأمل للشعب، ولهذا يرى بصراحته أن "اليسار لم يعد يلعب الدور  الطليعي لتحقيق برنامجه"، لكن أمام المستجدات الحاصلة قال "هذه فرصة بالنسبة لليسار"، لكن حسبه، على هذا اليسار أن "يعترف بالأخطاء التي ارتكبها"، حتى تعرف الأجيال ما حصل، كما أن القمع الذي تعرض له المغاربة من الستينيات إلى الثمانينيات "، أعطى الثقة للنضال"، لكن لم تتحقق مطامح الشعب، والخوف الذي كبل النخبة التي ليست لها الجرأة… لهذا "يجب أن يستفيد اليسار من هذه الأخطاء، ويقدم نقدا ذاتيا، وهذا يقدم الثقة للأجيال الجديدة".
وفي آخر مداخلته وجه دعوة صريحة إلى "كل اليساريين والديمقراطيين"من أجل "وحدة حقيقية وليست عاطفية"..
  منذ نزول بسعيد من المنصة في نهاية الجلسة الافتتاحية وهو يتلقى المصافحات والعناقات، وهناك من يريد أن يأخذ معه صورة رغم الزحام، إنها مناسبة لا تعوض، والرجل لا يضجر أو يقلق، بل يبتسم ويعبر ويسمع لهذا ولتلك، وعندما تقدم أمامه شاب يحمل كاميرا خفيفة وسأله عن موقفه مما يحدث، ظهرت فجأة صرامة على محيا الرجل وهو يتساءل عمن المستوجب ولمن يقوم بذلك، وقد انطلق يجيب لما قال المصور "من أجل شباب 20 فبراير"..
  بالنسبة إلي كانت أول مرة أتشرف فيها بالوقوف قرب معلمة حية كبيرة وعظيمة اسمها المناضل محمد بنسعيد آيت يدر، ولم أفوت الفرصة لأتخلى عن مصورتي وأطلب من أقرب واقف أن يأخذ لنا صورة للذكرى والتذكر..
رغم تاريخ الرجل وإشعاعه، تخلى عن دائرته الانتخابية التي كان باستمرار يجد فيها الالتفاف الشعبي حوله لصالح مرشح آخر من حزبه في انتخابات 2007، كما ترك الكتابة العامة للحزب في 2002 لمناضل آخر شاب وهو محمد مجاهد حينما تشكل "اليسار الموحد" ذات صيف حار بالدار البيضاء..  
  العظام دائما يخلقون بمواقفهم ونضالاتهم بما تتذكرهم الأجيال.
  

محمد بنسعيد آيت يدر نضال مستمر


 محمد بنسعيد آيت يدر نضال مستمر
 
رفقة محمد بنسعيد آيت يدر مصطفى لمودن ونظيرة رفيق الدين في ختام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثالث للحزب الاشتراكي الموحد
مصطفى لمودن
الأول من صعد منصة المؤتمر الثالث للحزب الاشتراكي الموحد ب"سينما الملكي" مساء يوم الجمعة 16 دجنبر 2011، حريص على احترام المواعيد، ما أن ظهر حتى صدحت الحناجر "بنسعيد يا رفيق ما زلنا على الطريق"، ولما وصل لم يأخذ الكرسي ليراقب الحضور الذي غصت به القاعة، بل ظل واقفا يبادل التحية بأحسن منها.. كان المناضل والعضو البارز في جيش التحرير ومنسقه الوطني في الجنوب أيام "المقاومة" الغراء حاضرا بقوة في الشريط الذي قدم بالمناسبة حول "حياة الحزب الاشتراكي الموحد"، وعبره تذكر الجميع أن بنسعيد هو أول من فجر "قنبلة تازمامرات" داخل قبة البرلمان، في وقت "كان الحسن الثاني يرفض أن يقول أن هناك تازمامرات" كما قال محمد الساسي وهو يقدم الرجل ليلقي كلمة أمام المؤتمرين والضيوف والمتتبعين، وأضاف الساسي  مخاطبا من يقول أن بنسعيد اعتزل السياسة".. لم يعتزل السياسة، فهو عضو المجلس الوطني، ويشارك في مهام تنظيمية، ومن آخر عمله رئاسته للجنة التضامن مع المعتقلين السياسيين والمطالبة بإطلاق سراحهم كما هو الحال مع الصحفي رشيدي نيني، كما ساهم في النقاش الحزبي الداخلي حول الدخول في الانتخابات أو مقاطعتها، ورغم أن رأيه كان هو المشاركة في الانتخابات الأخيرة، لكن الأغلبية ارتأت العكس، فانساق لقرار الأغلبية"…
حافظ بسعيد أثناء مداخلته على توهجه النضالي ومواقفه الصريحة، لقد خاطب الجميع بموقف سديد بعدما رأى وسمع الحماس الفياض خارج القاعة وداخلها، وقرأ مغزى الحضور المكثف لرموز اليسار المغربي، بحيث قال " نرجو أن يكون لها ما بعدها"، وأن يتوحد اليسار على الوضوح والشفافية وأن يضع ميثاقا أمام الشعب، والغريب أن الرجل لا يلتفت كثيرا إلى الماضي، بل أغلب كلامه يركزه على الحاضر والمستقبل، فقد رأى أن "المؤتمر الثالث للحزب الاشتراكي الموحد ينعقد في شروط مهمة، سواء بالنسبة للتحولات التي يعرفها العالم العربي أو المغرب، وظهور "حركة 20 فبراير" التي اعتبرها "حدثا جديدا"، وقد كان لها ما بعدها، سواء خطاب 9مارس، أو الانتخابات، وتعيين رئيس الحكومة من "التيار الأصولي"، وقال "هذه فرصة ليبينوا وجههم الحقيقي"، وقد عبر عن احترامه لنتائج صناديق الانتخابات، وذكر أن الفترات السابقة اختلطت فيها الأوراق مما سبب خلطا في الرؤية لدى الجماهير… ولعل رجوعه الوحيد نحو الماضي القريب عندما ذكر أن "الكتلة قد ماتت منذ استفتاء 1996"، والجميع يعلم حينذاك كيف صوتت ثلاث أحزاب سياسية لصالح الدستور، بينما رفضت "منظمة العمل الديمقراطي الشعبي" ذلك، وقد كان يرأسها محمد بنسعيد آيت يدر نفسه، ما جعلها تنال "عقابا" صارما؛ من الحصار والانشقاق وإغلاق جريدة "أنوال".. وقال محمد  بسعيد آيت يدر وهو يتطلع إلى الوجوه الشابة التي ملأت القاعة عن آخرها وهي تقاطعه بشعارات جديدة أملتها المستجدات بعد 20 فبراير مثل "عاش الشعب"، "إن الكتلة لم تعد تلعب الدور الذي أسست من أجله، والأمل افتقد حينذاك"، ليؤكد بحسه النضالي أن كل تنظيم أو حركة كي ينجح يجب أن يحمل معه الأمل للشعب، ولهذا يرى بصراحته أن "اليسار لم يعد يلعب الدور  الطليعي لتحقيق برنامجه"، لكن أمام المستجدات الحاصلة قال "هذه فرصة بالنسبة لليسار"، لكن حسبه، على هذا اليسار أن "يعترف بالأخطاء التي ارتكبها"، حتى تعرف الأجيال ما حصل، كما أن القمع الذي تعرض له المغاربة من الستينيات إلى الثمانينيات "، أعطى الثقة للنضال"، لكن لم تتحقق مطامح الشعب، والخوف الذي كبل النخبة التي ليست لها الجرأة… لهذا "يجب أن يستفيد اليسار من هذه الأخطاء، ويقدم نقدا ذاتيا، وهذا يقدم الثقة للأجيال الجديدة".
وفي آخر مداخلته وجه دعوة صريحة إلى "كل اليساريين والديمقراطيين"من أجل "وحدة حقيقية وليست عاطفية"..
  منذ نزول بسعيد من المنصة في نهاية الجلسة الافتتاحية وهو يتلقى المصافحات والعناقات، وهناك من يريد أن يأخذ معه صورة رغم الزحام، إنها مناسبة لا تعوض، والرجل لا يضجر أو يقلق، بل يبتسم ويعبر ويسمع لهذا ولتلك، وعندما تقدم أمامه شاب يحمل كاميرا خفيفة وسأله عن موقفه مما يحدث، ظهرت فجأة صرامة على محيا الرجل وهو يتساءل عمن المستوجب ولمن يقوم بذلك، وقد انطلق يجيب لما قال المصور "من أجل شباب 20 فبراير"..
  بالنسبة إلي كانت أول مرة أتشرف فيها بالوقوف قرب معلمة حية كبيرة وعظيمة اسمها المناضل محمد بنسعيد آيت يدر، ولم أفوت الفرصة لأتخلى عن مصورتي وأطلب من أقرب واقف أن يأخذ لنا صورة للذكرى والتذكر..
رغم تاريخ الرجل وإشعاعه، تخلى عن دائرته الانتخابية التي كان باستمرار يجد فيها الالتفاف الشعبي حوله لصالح مرشح آخر من حزبه في انتخابات 2007، كما ترك الكتابة العامة للحزب في 2002 لمناضل آخر شاب وهو محمد مجاهد حينما تشكل "اليسار الموحد" ذات صيف حار بالدار البيضاء..  
  العظام دائما يخلقون بمواقفهم ونضالاتهم بما تتذكرهم الأجيال.

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

الحزب الاشتراكي الموحد بسيدي سليمان يراسل المسؤولين حول "مضايقات وشطط في حق أعضاء الحزب"


الحزب الاشتراكي الموحد بسيدي سليمان يراسل المسؤولين حول "مضايقات وشطط في حق أعضاء الحزب"
 
أثناء إحدى مسيرات حركة 20 فبراير
 
مصطفى لمودن
  راسل "الحزب الاشتراكي الموحد بسيدي سليمان" كلا من وزير العدل وزير الداخلية ووالي جهة الغرب الشراردة بني احسن وعامل إقليم سيدي سليمان حول ما اعتبره "مضايقات وشططا في حق أعضاء الحزب" حسب نص المراسلة التي توفر "مدونة سيدي سليمان" على نسخة منها، وذلك على خلفية اقتحام باشا المدينة لصيدلية كاتب فرع الحزب أثناء الحملة الإستفتائية على الدستور، واستدعاء الشرطة لعدد من نشطاء الحزب أثناء الحملة الانتخابية قبل انتخابات 25 نونبر، كما دخلت على الخط نقابة الصيادلة التي بدورها راسلت مسؤولين.  
 ومما جاء في الرسالة:" نتقدم إليكم بهذه المراسلة لإحاطتكم علما بما يتعرض له أعضاء حزبنا بسيدي سليمان من مضايقات غير مقبولة من طرف بعض رجال السلطة والقوات العمومية، مثل ما تصرف به السيد باشا المدينة حيث قام يوم الثلاثاء 15 نونبر باقتحام صيدلية محمد ياسر اكميرة وهو كاتب فرع الحزب الاشتراكي الموحد بسيدي سليمان، وألصق وثائق تعود للإدارة داخل الصيدلية بالقوة، وتتعلق الوثائق بالدعوة للتصويت في الانتخابات، وقد فعل ذلك عنوة بهذه الصيدلية فقط بالمدينة، ضدا على إرادة المسؤول الحزبي الذي ينتمي لهيأة سياسية ارتأت مقاطعة الانتخابات الأخيرة .
     كما قام بعض رجال الشرطة على مثن سيارة رسمية يوم الجمعة 18 نونبر بالمرور قبل منتصف النهار على منازل عدة منخرطين في الحزب الاشتراكي الموحد، يأمرونهم بالتوجه إلى مركز الشرطة بدون أي استدعاء مكتوب، مما خلف هلعا لدى أسرهم وتساؤلات لدى الجيران حول هذا التصرف، حيث يقترن لدى الناس حضور الشرطة بحصول جرائم خطيرة، وهو ما يمس سمعة أعضاء الحزب في المدينة…
 إن منخرطي الحزب الاشتراكي الموحد منتمون لحزب قانوني، ومن حقهم تأطير المواطنين، والتعبير عن مواقفهم، وفي حالة حصول مخالفات فهناك مساطر قانونية يتم إتباعها. وما حصل من اعتداءات لا مبرر لها، تعد خرقا للحقوق وتستوجب تدخلا لحماية عموم المواطنين والمنخرطين منهم في أحزاب مسؤولة تعمل وفق القانون من كل أشكال الترهيب والتعسف والشطط وغيرها من الممارسات غير اللائقة بمسؤولي دولة نريدها ديموقراطية فعلا لا قولا."
 ومما جاء في مراسلة نقابة صيادلة سيدي سليمان التي وجهت إلى والي جهة الغرب الشراردة بني احسن وعامل إقليم سيدي سليمان : "يؤسفني (..) أن أخبركم أن عضو نقابتنا الدكتور محمد ياسر اكميرة، صاحب صيدلية الهدى (..) قد تعرض لشطط واضح في استعمال السلطة من طرف السيد باشا المدينة، حيث عمد هذا الأخير صبيحة يوم الثلاثاء 15 نونبر 2011 إلى اقتحام الصيدلية المذكورة رفقة أحد أعوان السلطة (..) وإلى تعليق مصلق متعلق بالانتخابات داخل الصيدلية عنوة وبشكل مستفز مع أمره للمستخدمين بتوزيع منشورات بنفس مضمون الملصق على زوار الصيدلية."
 وتضيف نفس المراسلة " إذ نخبركم بهذا الحادث المؤسف الذي يعتبر خرقا سافرا لحرمة صيدلية، ولحيادها السياسي المفروض، فإننا نأمل منكم أن تتخذوا كل الإجراءات الضرورية لرد الاعتبار للزميل صاحب الصيدلية، ولكي لا تتكرر مثل هذه السلوكات المشينة التي كنا نظن أن المغرب قد ودعها إلى غير رجعة".

الاثنين، 19 ديسمبر 2011

احذروا العطرية المطحونة


احذروا العطرية المطحونة

 

 
لا تكتمل أية أكلة بدونها، إنها العطرية، من إبزار وكامون وتحميرة وسكين جبير وقرفة وزعفران..الخ. وأمام الطلب المتزايد على هذه المواد الغذائية، وأمام اقتنائها مطحونة، لجأ بعض التجار الغشاشين إلى التلاعب بجودتها، بل وخلطها بمواد أخرى، كي يرفعوا من الوزن، ولا تهمهم في ذلك صحة المستهلكين.. وقد التقينا بأحد التجار الذي أتيحت له الفرصة كي يطلع على بعض من الغش المشار إليه، وعلى الظروف غير المناسبة إطلاقا لإعداد تلك المواد، ثم تسويقها بعد ذلك بكميات كبيرة على نطاق واسع، دون أن تفطن أية جهة مسؤولة، ويحقق بعض التجار من ذلك ثروة في ظرف وجيز حسب قوله..
كان الحظ وحده ما جعل التاجر المشار إليه يحل بأحد "المعامل" السرية "المتخصصة" في طحن وخلط محتلف العطرية، وقد قام بالتجول عبر أرجاء "المعمل"، وذكر أن المعمل ظاهريا متخصص في الفلفل الأحمر (نيورا)، وقد لاحظ أنها مكومة في وضع غير صحي، وتنقل وتطحن لتصنع منها "التحميرة" (ذات لون أحمر لها نكهة خاصة)، ويحدث ذلك في النهار عبر استخدام أطفال صغار ضدا على القانون..
أما في الليل فيستقدم أصحاب "المعمل" عمالا شدادا غلاظا ليقوموا بشيء آخر غير طحن الفلفل، وهو طحن أشياء أخرى وخلطها لتنقل إلى المستهلك باعتبارها عطرية، وذكر المطلع نماذج مما رأى:
ـ التحميرة (الفلفل الأمر): يخلط بالطحين وصباغة الصوف، ويمكن التأكد من حالة مماثلة بوضعها في كوب ماء، حيث ينزل الدقيق إلى الأسفل..
ـ الخرقوم (زعفران): لم يستطع التعرف على المواد التي تطحن وتخلط، ولكن رأى حسب قوله أن لونه أكثر نصاعة، ويختلف عن الخرقوم العادي.
ـ الإبزار (لبزار): قليل من الإبزار، وكثير من إيلان، والقزبر..
ـ سكين جبير: يطحنون قشور سكين جبير (هو أصلا جذور نبات)، ويخلطونه مع الفول وحمص مسوس..
ـ الكامون: يهيؤونه أساسا من الكروية، وقد جلب معه التاجر المذكور نسبة منها، وهي بذور تجمع من الغابات. (انظر الصورة)
نشير إلى أن المعمل (أو المعامل) المشار إليها يتواجد في منطقة تادلة، وما كتبناه لا يعني أن كل العطرية التي تروج في المغرب هي غير صالحة، ولا كل معامل منطقة تادلة تخرق القانون…

أستاذة مدرسة أبي بكر الصديق يطالبون بالحماية


أستاذة مدرسة أبي بكر الصديق يطالبون بالحماية
 
نظم أستاذات وأساتذة مدرسة أي بكر الصديق المتواجدة بمدينة سيدي سليمان وقفتين احتجاجيتين يوم الخميس 15 دجنبر لمدة نصف ساعة مطالبين بالحماية الأمنية لمؤسستهم، كما وجهوا عريضة للجهات المعنية تحمل ستة عشر توقيعا (14 أستاذة، أستاذان، عون)، وقد توصلت مدونة سيدي سليمان بنسخة منها، أهم ما جاء فيها " نستنكر ونيد بشدة الاعتداء الذي تعرضنا له من طرف بعض آباء وأولياء التلاميذ يوم الثلاثاء 13 دجنبر 2011 من سب وشتم داخل المؤسسة، وكذا الاعتداء الجسدي الذي تعرض له عون المؤسسة والأستاذة فتيحة العماري يوم الأربعاء 14 دجنبر 2011، لدى نهيب بالسلطات التربوية المعنية توفير الأمن أمام باب المؤسسة حفاظا على كرامتنا، وكذا السير العادي للمؤسسة".
 وفق إفادات متطابقة، فقد انطلق المشكل عندما تم تقليص توقيت المساء بربع ساعة حتى يستطيع التلاميذ الرجوع إلى بيوتهم قبل إسدال الظلام إلى حدود شهر مارس، وهو القرار الذي اتخذتبمشاركة جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بعد عقد اجتماع من أجل ذلك دعي له جميع المعنيين، كما وافقت على النيابة على ذلك عبر الهاتف وفق الإفادة المعنية! لكن فئة أخرى من الآباء والأمهات والأولياء لم يستسيغوا ذلك ولم يوافقوا عليه، مما تسبب في الحوادث المشار إليها، وما اعتبرته رسالة الاحتجاج الموقعة من طرف المدرسين ب "الاعتداء"، بل وتطور أكثر من ذلك، مما دفع الأستاذة فتيحة العماري والعون المكلف بحراسة المدرسة إلى تقديم شكاية لدى الشرطة ضد أحد أقارب تلميذ يدرس بنفس المؤسسة..
 وتجدر الإشارة أن "التوقيت الجديد" قد ألغي من طرف مدير المدرسة،  وهذه المؤسسة قد استقبلت تلاميذ وأساتذة "مدرسة القدس" المجاورة بعدما أصبحت ملحقة ب"إعدادية عمر بن الخطاب"، مما جعلها تعرف اكتظاظا حسب شهادة مدرسة،  كما أن نفس المؤسسة المعنية تستقبل تلاميذ صغار بأتون إليها عبر مسافة بعيدة، من أحياء "أكدال" و"المنارة" و"المحمدية" و"السلام" و"رضا" و"الخير"… بسبب افتقاد هذه الأحياء الممتدة لمدارس عمومية، ما يجعل أعدادا كبيرة من الأولياء يضطرون لمرافق أبنائهم يوميا ماداموا يقطعون الطريق الوطنية رقم 4 الخطرة..
 إن نجاح التمدرس يحتاج إلى الحوار ومساهمة الجميع من مدرسين وإدارة ونيابة تربوية وسلطة محلية وأولياء التلاميذ.. كل من زاوية مسؤوليته.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
المدونةتقوم مدونة سيدي سليمان بالإخبار، وهي مستعدة لتنشر كل رأي أو وجهة نظر أخرى.

السبت، 17 ديسمبر 2011

الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثالث للحزب الاشتراكي الموحد


 الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثالث للحزب الاشتراكي الموحد
 محمد الساسي، عبد الرحمان بنعمرو، محمد مجاهد، محمد بنسعيد، واصف منصور (قبل أن يلتحق بهم آخرون)
مصطفى لمودن

انعقدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثالث للحزب الاشتراكي الموحد المنعقد بسينما الملكي في الرباط مساء الجمعة 16 دجنبر 2011، وقد نجحت بشكل مميز، سيرها بلبقاته المعهودة محمد الساسي، وتدخل في بدايتها المناضل الكبير محمد بنسعيد آيت يدر، وقد طالب بتشكيل يسار جديد يعتمد التوحد والشفافية… ثم عبد الرحمان بنعمرو باسم "تحالف اليسار الديمقراطي"، وقد اعتبر نجاح مؤتمر الحزب الاشتراكي الموحد يهم كثيرا "التحالف اليسار الديمقراطي"، كما تدخل واصف منصور السفير الفلسطيني المفوض وقد اعتبر القضية الفلسطينية قضية المغاربة، وناشد بدعم فلسطين، وتحدث فؤاد عبد المومني باسم "الإئتلاف من أجل ملكية برلمانية الآن" وقد وجه رسائل جد واضحة حول الحكم المنشود في المغرب، ومن جانبه تطرق نجيب شوقي كوجه مشارك في "حركة 20 فبراير"، وقد دعا إلى انفتاح اليسار على تجارب مماثلة عالمية، وحضر ممثل عن اليسار الفرنسي وألقى كلمة أشاد فيها بالحراك الشعبي الذي يعرفه المغرب، وأثار جملة قضايا تهم الوضع الفرنسي الداخلي، وخاصة الأزمة الاقتصادية وخلفياتها وأبعادها، والبدائل التي يطرح اليسار، وتدخل محمد مجاهد الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد، وقد تحدث في خطاب مكتوب عن قضايا تهم الأحزاب والسلطة، ووضح للحضور مواقف حزبه من عدة قضايا كالدستور والانتخابات، وقد رفع جملة مطالب قريبة مما ترفعه "حركة 20 فبراير"، في الختام قد أحمد السنوسي (بزيز) وصلة فكاهية ممزوجة بخطاب سياسي يرفض التوافقات الحالية ويدعو للخروج إلى الشارع والاحتجاج… وبذلك انتهت الجلسة الافتتاحية ليكون لمناضلي الحزب الاشتراكي الموحد موعد في بوزنيقة إلى مساء يوم الأحد القادم.. 
لوحظ حضور مكثف لفاعليات مختلفة، فبالإضافة إلى حلفاء الحزب كحزب الطليعة والمؤتمر الوطني الاتحادي، حضرت أحزاب أخرى كالنهج الديمقراطي (بتمثيلية أقل) والاتحاد الاشتراكي بتمثيلية وازنة، بالإضافة إلى التقدم والاشتراكية بتياريه، وحزب الاستقلال وحزب الأمة وحزب البديل الحضاري.. بالإضافة إلى ممثلين عن النقابات؛ الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الاتحاد المغربي للشغل، الفدرالية الديمقراطية للشغل، وقائمة طويلة لعدد من الجمعيات الحقوقية والمدنية المختلفة.
 

حضر بقوة أثناء جلسة الافتتاح المعتقلون السياسيون ككبوري ومجموعته، وقد تلا الساسي جزء من رسالة بعثتها مجموعة كبوري من سجنها بوجدة إلى المؤتمرين والمتتبعين، كما ردد الشباب الحاضربقوة شعارات "20 فبراير"، وذكر محمد الساسي بأن حزبه يدعم الحركة في مطالبها اعتمادا على أرضيتها المنشورة في إحدى المجلات (وجهة نظر)..
 وينتظر الحزب الاشتراكي الموحد صياغة أجوبة على المرحلة الجديدة التي يعرفها المغرب، وانتخاب مجلس وطني، ومنه سيتشكل في وقت لاحق مكتب وطني وكاتب وطني يخلف محمد مجاهد، وفي حديث مع عضو قيادي من نفس الحزب، أكد أنه ليس هناك أي توافقات أو غيرها لحد الآن حول اسم معين..

الجمعة، 16 ديسمبر 2011

الحاجة إلى حزب يساري قوي


الحاجة إلى حزب يساري قوي
أنوال (*) 
   الحزب ليس أداة للوصول إلى الحكم عبر صناديق الاقتراع فقط، بل أساسا لتأطير المواطنين وتنظيمهم، الحزب مشتلا لرعاية الأطر وإعدادها لتتحمل مسوؤليتها في جميع المجالات، الحزب أكاديمية لإبداع الأفكار والتصورات والحلول، الحزب صانع لقيم تنتصر للعدل والمساواة والحرية والكرامة، الحزب الحقيقي يكون دائما متحركا وغير جامد في مكانه، يجدد نفسه باستمرار ويتطور مع مستجدات الزمن، ويستطيع أن يكون محط جذب لفئات اجتماعية تجد فيه المرآت التي تعكس تطلعاتها.
    وفي انتظار وضوح الرؤية في مجال الفرز السياسي في المغرب، حينما تتشكل أحزاب على خلفية فكرية وإيديولوجية مفهومة، حينما يتلمس المواطنون المشهد الحزبي، فيقرؤون بوضوح توجهات الليبرالي واليساري والسلفي.. وحينما يحس الناخب فعلا أنه أمام توجهات مختلفة من أجل تدبير الشأن العام انطلاقا من تصور كل فئة، حينها نتحدث قولا وفعلا عن "الحزبية الحقيقية"، حينها تكون "الخصومات" واقعية انطلاقا من مرجعية مؤطرة.. غير أن المعنيين بالحزب لا يجب أن ينتظروا إلى ما لانهاية، إلى أن تتأسس قواعد اللعبة الديمقراطية، ولعل في مقدمتهم اليساريون، مطلوب من هؤلاء جميعا أن "يصنعوا" الآلية الحزبية القوية القادرة على الإجابة على مختلف الأسئلة، فالسياسة كما الطبيعة لا تتحمل الفراغ.
   الوضع السياسي والحزبي في المغرب بحاجة ماسة إلى حزب يساري قوي، مادام في المجتمع بطبيعة الأشياء توجهات يسارية إما معبر عنها أو كامنة، لكن على الحزب اليساري أن يكون واضحا مع نفسه ومع المواطنين، لا يداري ولا يتلون مدعيا "شروط المرحلة" ورافعا مبررات غير مقنعة لأحد، الحزب اليساري يتبنى التنوير والعقلانية والاجتهاد والإبداع الإنساني والتوزيع العادل للثروات، والحرية والاحتكام للقانون والحفاظ على البيئة وضمان حقوق الجميع…
  الحزب ليس هيكلا تنظيميا فقط، له مكتب وطني ومجلس وطني، ومقررات وأرضية للتفاعل.. الحزب تصور ورؤية وبرنامج، الحزب هياكل متحركة سواء على الصعيد المحلي أو الجهوي أو المحلي، الحزب ليس اسما جذابا ويافطة تعلق على مقر أو بشارع، الحزب قوة اقتراحية تقوم على أكتاف مناضلات ومناضلين مستعدين لكل التضحيات، الحزب هو تجمع أشخاص وذوات لا ينكر عاقل دور الدافع الذاتي والطموح الشخصي للعضو (ة) في نشر إشعاعه، إن الكارزم الوطني والجهوي والمحلي أصبح رافدا لتقوية الحزب وتكريس قوته، لنتحدث بالضرورة عن دور المناضل (ة) الحزبي في علاقته المباشرة والقريبة من الناس، إن مصداقية أي تنظيم حزبي تبنى على مصداقية مناضليه فردا فردا، وما مدى ارتباطهم بوسطهم "الحيوي".. لكن في أفق خدمة التوجه الحزبي العام الذي ينشد نجاحه في تناغم كل المنخرطين…
   وليس المقصود ب"النجاح" هو العملية الانتخابية فقط، بل كذلك قوة الحضور من أجل متابعة الشأن الوطني والجهوي والمحلي، وإبداء المواقف المناسبة في الوقت المناسب، واتخاذ القرار الشجاع عندما يتوارى الآخرون..
   لا تنحصر قوة الحزب في هيكله التنظيمي ورؤاه وحلوله المقترحة لمختلف المعضلات فقط، بل في توفير الكفاءات التي تنزل ذلك وتجعله قابلا للتطبيق على أرض الواقع، وفي آلية التسويق، ونشر هذه "الرؤى والحلول" على نطاق واسع، فالحزب الذي ينتظر دوره بقوة هو من يحمل الأمل، من يحمل الجديد، من لديه المصداقية والتي يضمنها بصريح العبارة مناضلوه المعروفون لدى المجتمع..
  ليس الحزب القوي من يتوفر على قاعدة واسعة من المنخرطين، ومن له مقرات، وإشعاع وتواجد فقط، بل كذلك من له تصور تدبيري واضح لهيكلته التنظيمة وقدراته البشرية الخلاقة، من يسعى لتكوين منخرطيه وتدريبهم في مختلف المجالات، سواء في التواصل والتسيير والتدبير.. الحزب القوي من له موارد مالية  تسد حاجياته، وليس بالضرورة أن تكون فقط مساهمات أعضائه، بل دخوله غمار "المقاولة" لصالح الحزب، كما هو الشأن لدى بعض التنظيمات التي عرفت كيف تنمي مواردها في استثمارات منتجة بأسماء أعضائها..
الحزب ليس من يدبج أوراقا وأرضية (أو أرضيات) تصدر بعد مؤتمراته تكون حسنة الصياغة تجيب عن تساؤلات مرحلة معينة فقط، بل من يمتلك إرادة طرح الأسئلة والإجابة عنها في كل حين أمام التطورات المتسارعة، فهاهي العولمة قد دقت أبوابنا وقريبا تستقر بيننا بتحدياتها الصعبة، هاهي الاتحادات القارية والإقليمية كالاتحاد الأوربي تكاد تسقط في خندق الأزمة الاقتصادية، وهاهو "اتحاد المغرب العربي" يجرجر أذيال الخيبة من عقود، ولم يحقق لساكنيه شيئا، وهاهي "حركات" الاحتجاج تنتفض هنا وهناك لتنفض غبار أنظمة كان يجب أن تنهار من زمن بعيد، وهاهي أزماتنا الاقتصادية والاجتماعية تستفحل يوما عن آخر، مخلفة تخلفا وبطالة وفقرا ومعاناة.. وهاهو مجتمعنا يتخبط بين التقليد والتحديث، بين التطلع إلى الأفق الممتدد وبين النكوص نحو الخلف، وهاهم الأفاقون والمدعون يكادون يحكمون سيطرتهم بفعل غوغائيتهم واستغلالهم للفراغ الذي ساهم في صنعه اليسار بدوره بالإضافة إلى السلطة المتجبرة.. 
  على الحزب اليساري أن يجتهد ليقدم صورة مشرقة عنه، أن يتوفر على إجابات وتصورات مقنعة تهم كل مناحي الحياة من اقتصاد وتعليم وثقافة وهوية متعددة الأصول..
  حزب اليسار القوي يكون قادرا على نسج التحالفات الإيجابية مع مختلف التشكيلات الاجتماعية التي يمثلها المجتمع المدني النشيط من نقابات وجمعيات ولوبيات ضغط..
  وأؤكد في الأخير على أداة الإشعاع، إن غيابها معضلة حقيقية، ولا نقصد به الإعلام التقليدي كالجريدة مثلا، بل كل أدوات التواصل التي تنجزها المؤسسات الحزبية ويقوم بها الأفراد المنتمون كذلك..
   ليسمح لنا ضباط الحرب أن نقتبس منهم مفهوما حربيا، فنقول إن اليسار تنتظره "معارك" كثيرة على مختلف الواجهات، على الأقل أن يضمن وجوده وتواجده، فلا يستهين يساري أو يسارية بالصعوبات والمثبطات وبالخصوم على تنوعهم..    
——————————– 
(*) نشر بموقع أنوال قبيل عقد المؤتمر الثالث للحزب الاشتراكي الموحد أيام 16 ـ 17 ـ 18 دجنبر

الخميس، 15 ديسمبر 2011

النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي تدعو إلى إضراب وطني لمدة يومين


 النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي تدعو إلى إضراب وطني لمدة يومين
 
مصطفى لمودن
 
دعت "النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي" إلى خوض إضراب وطني في القطاع المدرسي لمدة 48 ساعة يومي الأربعاء 21 والخميس 22 دجنبر 2011، وذلك " احتجاجا منها على ما آلت إليه أوضاع المدرسة العمومية والعاملين بها، وتذكيرا منها لمساندتها ووقوفها اللامشروط إلى جانب الشغيلة التعليمية" حسب بيان صادر عن نفس النقابة توصلت "مدونة سيدي سليمان" بنسخة منه، "تنفيذا لقرار مجلسها الوطني المنعقد بتاريخ 12 نونبر2011"، وترى نقابة مدرسي الابتدائي أن من الدافع إلى خوض إضراب "وضعية العاملين بقطاع التعليم، ومآل الملف المطلبي للأسرة التعليمية في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة. وما تعانيه المنظومة التربوية من حالة التخبط والارتجال في التسيير والتدبير خصوصا في تنزيل وتطبيق ما سمي بمشاريع الإصلاح. وأمام غياب الإرادة الحقيقية وروح المسؤولية والالتزام عند الحكومة وتعنت وزارة التربية الوطنية في الاستجابة للحقوق والمطالب المشروعة للأسرة التعليمية بكل فئاتها."
 وأعلنت "النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي" في بيانها "اعتبارها أن الحوارالجاد والمسؤول والملتزم هو المدخل الطبيعي والسليم لحل معضلة القطاع." و"رفضها لاستمرار الجهات الوصية في نهج سياسة الهروب إلى الأمام من استحقاقات ملف نساء ورجال التعليم." وتؤكد "على وجوب الاحترام التام للحقوق أولا وأخيرا ودون تمييز، (..) وعلى الحريات النقابية في شموليتها والقطع مع سياسة الإقصاء والتهميش والحكرة.." وتساند وتدعم " إحداث إطار خاص بأطر الإدارة التربوية."
 ولخصت النقابة مطالبها في " ترقية استثنائية للمتخرجين بالسلم 7و8 والمؤقتين وجميع الأساتذة المحاصرين في السلم 9 بإدماجهم في السلم 11 بعد أقدمية 25 سنة من العمل، وإنصافهم وجبر ضررهم بأثر رجعي."،وكذلك "ترقية استثنائية لكل المتضررين إلى غاية 31/12/2011 وما قبل بأثر رجعي مالي وإداري إنصافا لكل الضحايا" و"التمسك بالحق في الترقية بالاختيار على قاعدة 15 سنة منها 6 سنوات من السلم لكل الفئات بأثر رجعي"، و"التسريع بتطبيق مقتضيات المادة112 للمترقين بالاختيار من الدرجة 3 إلىالدرجة 2 برسم سنة 2010 ولمن سيليهم"، و"تعميم التعويضات عن العمل بالعالم القروي والرفع من قيمتها والإسراع بإخراجها إلى الوجود"، و"إقرار درجة خارج السلم ( بجميع شروطه الحالية )لجميع الفئات مع إحداث درجة جديدة بعد خارج السلم "، مع "مراجعة ثغرات وتراجعات وسلبيات النظام الأساسي وفي مقدمتها نظام الترقية (بالشهادة، بالاختيار، بالامتحان، الحصيص، قاعدة15/6)، وتحديد ساعات العمل مع التراجع عن الساعات التضامنية - إصلاح نظام الأجور وفق مبدأ دمقرطة الأجور، مع إقرار السلم المتحرك لمواجهة غلاء المعيشة- بناء مقاربة جديدة لإصلاح مؤسسات الأعمال الاجتماعية والتعاضديات بما يضمن خدمات حقيقية - إصلاح ودمقرطة أنظمة التقاعد وتوحيدها مع الزيادة في أجور المتقاعدين"، و"الإسراع بمعالجة كل الملفات العالقة لجميع الفئات التي عانت من الظلم والحيف مع إنصافها وجبر ضررها"، وفي الختام توجهت بخطابها إلى "الحكومة والوزارة المقبلتين لإزالة التوتر والاحتقان والإحباط الذي وصل إليه القطاع"..
 ويعرف قطاع التعليم المدرسي في هذه الأثناء توترا ملحوظا، فالمديرون يرفضون من مدة نقل الإرساليات الإدارية ما بين المدراس ونيابات التعليم، ويرفعون جملة مطالب منها إحداث إطار خاص بالمديرين داخل أسلاك الوظيفة العمومية عوض "التكليف بمهمة"، كما يخوض المدرسون والمدرسات المصنفون في السلم التاسع إضرابات مستمرة عن العمل، تصل إلى ثلاثة أيام في الأسبوع (أو أربعة)، ويقاطعون "الإدماج" تكوينا وتلقينا، وهم يطالبون بترقيتهم بعد استيفائهم جميع الشروط المطلوبة.

النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي تدعو إلى إضراب وطني لمدة يومين


 النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي تدعو إلى إضراب وطني لمدة يومين
 
مصطفى لمودن
 
دعت "النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي" إلى خوض إضراب وطني في القطاع المدرسي لمدة 48 ساعة يومي الأربعاء 21 والخميس 22 دجنبر 2011، وذلك " احتجاجا منها على ما آلت إليه أوضاع المدرسة العمومية والعاملين بها، وتذكيرا منها لمساندتها ووقوفها اللامشروط إلى جانب الشغيلة التعليمية" حسب بيان صادر عن نفس النقابة توصلت "مدونة سيدي سليمان" بنسخة منه، "تنفيذا لقرار مجلسها الوطني المنعقد بتاريخ 12 نونبر2011"، وترى نقابة مدرسي الابتدائي أن من الدافع إلى خوض إضراب "وضعية العاملين بقطاع التعليم، ومآل الملف المطلبي للأسرة التعليمية في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة. وما تعانيه المنظومة التربوية من حالة التخبط والارتجال في التسيير والتدبير خصوصا في تنزيل وتطبيق ما سمي بمشاريع الإصلاح. وأمام غياب الإرادة الحقيقية وروح المسؤولية والالتزام عند الحكومة وتعنت وزارة التربية الوطنية في الاستجابة للحقوق والمطالب المشروعة للأسرة التعليمية بكل فئاتها."
 وأعلنت "النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي" في بيانها "اعتبارها أن الحوارالجاد والمسؤول والملتزم هو المدخل الطبيعي والسليم لحل معضلة القطاع." و"رفضها لاستمرار الجهات الوصية في نهج سياسة الهروب إلى الأمام من استحقاقات ملف نساء ورجال التعليم." وتؤكد "على وجوب الاحترام التام للحقوق أولا وأخيرا ودون تمييز، (..) وعلى الحريات النقابية في شموليتها والقطع مع سياسة الإقصاء والتهميش والحكرة.." وتساند وتدعم " إحداث إطار خاص بأطر الإدارة التربوية."
 ولخصت النقابة مطالبها في " ترقية استثنائية للمتخرجين بالسلم 7و8 والمؤقتين وجميع الأساتذة المحاصرين في السلم 9 بإدماجهم في السلم 11 بعد أقدمية 25 سنة من العمل، وإنصافهم وجبر ضررهم بأثر رجعي."،وكذلك "ترقية استثنائية لكل المتضررين إلى غاية 31/12/2011 وما قبل بأثر رجعي مالي وإداري إنصافا لكل الضحايا" و"التمسك بالحق في الترقية بالاختيار على قاعدة 15 سنة منها 6 سنوات من السلم لكل الفئات بأثر رجعي"، و"التسريع بتطبيق مقتضيات المادة112 للمترقين بالاختيار من الدرجة 3 إلىالدرجة 2 برسم سنة 2010 ولمن سيليهم"، و"تعميم التعويضات عن العمل بالعالم القروي والرفع من قيمتها والإسراع بإخراجها إلى الوجود"، و"إقرار درجة خارج السلم ( بجميع شروطه الحالية )لجميع الفئات مع إحداث درجة جديدة بعد خارج السلم "، مع "مراجعة ثغرات وتراجعات وسلبيات النظام الأساسي وفي مقدمتها نظام الترقية (بالشهادة، بالاختيار، بالامتحان، الحصيص، قاعدة15/6)، وتحديد ساعات العمل مع التراجع عن الساعات التضامنية - إصلاح نظام الأجور وفق مبدأ دمقرطة الأجور، مع إقرار السلم المتحرك لمواجهة غلاء المعيشة- بناء مقاربة جديدة لإصلاح مؤسسات الأعمال الاجتماعية والتعاضديات بما يضمن خدمات حقيقية - إصلاح ودمقرطة أنظمة التقاعد وتوحيدها مع الزيادة في أجور المتقاعدين"، و"الإسراع بمعالجة كل الملفات العالقة لجميع الفئات التي عانت من الظلم والحيف مع إنصافها وجبر ضررها"، وفي الختام توجهت بخطابها إلى "الحكومة والوزارة المقبلتين لإزالة التوتر والاحتقان والإحباط الذي وصل إليه القطاع"..
 ويعرف قطاع التعليم المدرسي في هذه الأثناء توترا ملحوظا، فالمديرون يرفضون من مدة نقل الإرساليات الإدارية ما بين المدراس ونيابات التعليم، ويرفعون جملة مطالب منها إحداث إطار خاص بالمديرين داخل أسلاك الوظيفة العمومية عوض "التكليف بمهمة"، كما يخوض المدرسون والمدرسات المصنفون في السلم التاسع إضرابات مستمرة عن العمل، تصل إلى ثلاثة أيام في الأسبوع (أو أربعة)، ويقاطعون "الإدماج" تكوينا وتلقينا، وهم يطالبون بترقيتهم بعد استيفائهم جميع الشروط المطلوبة.

الاثنين، 12 ديسمبر 2011

أول خرجة ل"حركة 20 فبراير" بسيدي سليمان بعد الانتخابات


أول خرجة ل"حركة 20 فبراير" بسيدي سليمان بعد الانتخابات
استمرار نفس الاحتجاج ورفع نفس المطالب



مصطفى لمودن

نظمت " حركة 20 فبراير" بسيدي سليمان" مسيرة احتجاجية بعد زوال يوم الأحد 11 دجنبر 2011، وقد انطلقت على الرابعة عصرا من أمام السوق البلدي القديم، وقطع المحتجون شارع محمد الخامس ثم شارع الحسن الثاني، وأكملوا مسيرتهم بأحد شوارع حي السلام، لينتهوا بقرب مقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في حدود الخامسة والنصف.
   بالإضافة إلى الشعارات المعتادة المنادية بإسقاط الفساد والاستبداد والمطالبة بالكرامة والحرية والعدالة.. (كما جرت العادة منذ 20 فبراير)، فقد ردد المحتجون شعارات جديدة، فرضتها المستجدات، من ذلك رفض نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في 25 نونبر، ووصفوها بالمزورة، ومن شعارات ذلك "ما مشيتش للصندوق… 45 جات من الفوق"، أي 45التي أعلنتها وزارة الداخلية كنسبة مشاركة في الانتخابات، ووجهت انتقادات إلى "حزب العدالة والتنمية" الذي احتل المرتبة الأولى في الانتخابات، وتم تعيين أمينه العام عبد الله بنكيران رئيسا للحكومة من طرف الملك محمد السادس، ومن الشعارات التي تعبر عن ذلك " العدالة والتنمية… منحة مخزنية" (هناك صيغ أخرى لنفس الشعار)..


   وقد وزع ناشطون في نفس الحركة زوال يوم الجمعة دعوات على المواطنين قصد "المشاركة في المسيرة الاحتجاجية السلمية إصرارا منها (الحركة)على المضي قدما حتى تحقيق كل مطالب الشعب المغربي المشروعة، وعلى رأسها الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وإسقاط الفساد والاستبداد.." حسب صيغة النداء.
   في ختام المسيرة ألقت خولة مشروح عضوة "حركة 20 فبراير" بسيدي سليمان كلمة مما جاء فيها اعتبارها الانتخابات الأخيرة "خارج سياق التاريخ" وقد كانت "مزورة" حسبها، وذكـّرت بمطالب الحركة التي أصبحت معروفة وهي الكرامة والحرية والعدالة… وقالت إن ما نحتاجه هو "دستور شعبي ديمقراطي"، يسمح للشعب بحرية الاختيار ومحاسبة المسؤولين، واعتبرت أن المخزن أخلف موعده مع التاريخ، وضرب المطالب عرض الحائط، وعليه كما تقول فستستمر "حركة 20 فبراير" في "مواصلة الاحتجاج السلمي حتى تحقيق دستور ديمقراطي" (تقاطع بشاعر ما مفاكينش)، و"إجراء انتخابات حرة ونزيهة، ومحاسبة ناهبي المال العام، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين"، وقد ألقت كلمتها وهي محمولة من طرف والدها محمد مشروح عضو نفس الحركة في موقف جد معبر..

 

     ويدعم "حركة 20 فبراير" بسيدي سليمان على غرار غالبية المدن والمناطق "جماعة العدل والإحسان"، و"الحزب الاشتراكي الموحد"، و"حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي"، و"الجمعية المغربية لحقوق الإنسان"، وتنظيمات يسارية أخرى.. ويشارك أعضاء من هذه الهيئات في المسيرات، بالإضافة إلى مواطنين ومواطنات غير منتمين من أعمار مختلفة..
   ومعلوم أن التنظيمات المشار إليها قد قاطعت الانتخابات البرلمانية الأخيرة، ودعت إلى مقاطعتها، مما جعل الشرطة في المدينة تقوم باستدعاء مجموعة من أعضاء الحركة ومسانديها  في وقت سابق..

    

أول خرجة ل"حركة 20 فبراير" بسيدي سليمان بعد الانتخابات


أول خرجة ل"حركة 20 فبراير" بسيدي سليمان بعد الانتخابات
استمرار نفس الاحتجاج ورفع نفس المطالب



مصطفى لمودن

نظمت " حركة 20 فبراير" بسيدي سليمان" مسيرة احتجاجية بعد زوال يوم الأحد 11 دجنبر 2011، وقد انطلقت على الرابعة عصرا من أمام السوق البلدي القديم، وقطع المحتجون شارع محمد الخامس ثم شارع الحسن الثاني، وأكملوا مسيرتهم بأحد شوارع حي السلام، لينتهوا بقرب مقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في حدود الخامسة والنصف.
   بالإضافة إلى الشعارات المعتادة المنادية بإسقاط الفساد والاستبداد والمطالبة بالكرامة والحرية والعدالة.. (كما جرت العادة منذ 20 فبراير)، فقد ردد المحتجون شعارات جديدة، فرضتها المستجدات، من ذلك رفض نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في 25 نونبر، ووصفوها بالمزورة، ومن شعارات ذلك "ما مشيتش للصندوق… 45 جات من الفوق"، أي 45التي أعلنتها وزارة الداخلية كنسبة مشاركة في الانتخابات، ووجهت انتقادات إلى "حزب العدالة والتنمية" الذي احتل المرتبة الأولى في الانتخابات، وتم تعيين أمينه العام عبد الله بنكيران رئيسا للحكومة من طرف الملك محمد السادس، ومن الشعارات التي تعبر عن ذلك " العدالة والتنمية… منحة مخزنية" (هناك صيغ أخرى لنفس الشعار)..


   وقد وزع ناشطون في نفس الحركة زوال يوم الجمعة دعوات على المواطنين قصد "المشاركة في المسيرة الاحتجاجية السلمية إصرارا منها (الحركة)على المضي قدما حتى تحقيق كل مطالب الشعب المغربي المشروعة، وعلى رأسها الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وإسقاط الفساد والاستبداد.." حسب صيغة النداء.
   في ختام المسيرة ألقت خولة مشروح عضوة "حركة 20 فبراير" بسيدي سليمان كلمة مما جاء فيها اعتبارها الانتخابات الأخيرة "خارج سياق التاريخ" وقد كانت "مزورة" حسبها، وذكـّرت بمطالب الحركة التي أصبحت معروفة وهي الكرامة والحرية والعدالة… وقالت إن ما نحتاجه هو "دستور شعبي ديمقراطي"، يسمح للشعب بحرية الاختيار ومحاسبة المسؤولين، واعتبرت أن المخزن أخلف موعده مع التاريخ، وضرب المطالب عرض الحائط، وعليه كما تقول فستستمر "حركة 20 فبراير" في "مواصلة الاحتجاج السلمي حتى تحقيق دستور ديمقراطي" (تقاطع بشاعر ما مفاكينش)، و"إجراء انتخابات حرة ونزيهة، ومحاسبة ناهبي المال العام، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين"، وقد ألقت كلمتها وهي محمولة من طرف والدها محمد مشروح عضو نفس الحركة في موقف جد معبر..

 

     ويدعم "حركة 20 فبراير" بسيدي سليمان على غرار غالبية المدن والمناطق "جماعة العدل والإحسان"، و"الحزب الاشتراكي الموحد"، و"حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي"، و"الجمعية المغربية لحقوق الإنسان"، وتنظيمات يسارية أخرى.. ويشارك أعضاء من هذه الهيئات في المسيرات، بالإضافة إلى مواطنين ومواطنات غير منتمين من أعمار مختلفة..
   ومعلوم أن التنظيمات المشار إليها قد قاطعت الانتخابات البرلمانية الأخيرة، ودعت إلى مقاطعتها، مما جعل الشرطة في المدينة تقوم باستدعاء مجموعة من أعضاء الحركة ومسانديها  في وقت سابق..

    



السبت، 10 ديسمبر 2011

مفارقات غريبة بسيدي سليمان/ تحويل السلطة التمثيلية إلى سلطة للضغط خاضعة لحسابات سياسوية ضيقة


  مفارقات غريبة بسيدي سليمان
تحويل السلطة التمثيلية إلى سلطة للضغط خاضعة لحسابات سياسوية ضيقة
 
الحسين بوخرطة(*)  

بعد الانتخابات الجماعية 2009 وما وازاها من فساد انتخابي ساد فيه المال الحرام وشراء الذمم وما نتج عنها من تغييرات وتجديدات حيث برز في المجلس البلدي عدد من الوجوه الجديدة لم تكن ناشطة في المجالين السياسي والمدني المحليين، لاحظنا في صفوف العديد من المتتبعين والفعاليات المحلية تعبيرات مختلفة منها المتسرعة التي بادرت منذ البداية إلى التنويه بالتجربة وبالتغيير وبالاطمئنان إلى عملية التشبيب التي انبثقت من هذه الاستحقاقات، ومنها من اتجه إلى الاهتمام بالعمل الجمعوي لخلق دينامية في المجتمع المدني كآلية للاحتكاك مع المؤسسات التمثيلية لتتبع وتحليل منطق تدخلاتها، ومنهم من اتخذ مسافة بينه وبين الأحداث المحلية من باب إتاحة الفرصة لتتبع الأحداث من بعيد وتحليلها تحليلا موضوعيا بعد سنة من ممارسة الشأن العام المحلي، وبعدما اعتبرت النخبة المحلية ارتقاء المدينة إلى عمالة أمرا ايجابيا من باب ترجيح فرضية إمكان هذا القرار أن يساهم في الحد من تأثيرات التداعيات السلبية لمنطق الفعل العمومي بالمدينة والإقليم معا ،مع افتراض إمكانية إبراز قيمة مضافة تعطي للسلطة العمومية طابعا موضوعياينبثق من خلاله منطق جديد للحكامة المحلية، قمنا ببحث أولي تقييمي للتدبير المحلي بعد مرور أكثر من سنة من الممارسة في الفترة الانتدابية للمجلس البلدي الحالي؛ فالحصيلة الأولية لهذا البحث كان عنوانها البارز هو بعدالتدبير المحلي الحالي عن الأدبيات السياسية المعروفة والتي تقتضي ضرورة الالتزام بمسؤولية خدمة المواطنين باستحضار قضاياهم المشروعة ورهان تنمية المجال الحضري اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا تماشيا مع التوجهات الكبرى للدولة في مختلف المجالات، بل أكثر من ذلك، لقد تمت ملامسة مجموعة من الأحداث والقضايا أكدت أن الهاجس الذي يسيطر على مجريات تدبير الشؤون المحلية خلال السنة الأولى من هذه الفترة الانتدابية كان ولا يزال هو خدمة المصالح الشخصية الضيقة بامتياز، والتي أبانت على حرص شديد في ابتداع كل الآليات الممكنة لفرض واقع محتمل لا يخدم إلا المصالح السياسوية الضيقة للنخب المتحكمة في التدبير الحضري. وما يثير القلق هو التجاوز العلني للحدالأدنى للقيم السياسية حيث تم اللجوء في قضايا مهمة محليا إلى الضغط والمضايقات لردع كل أشكال المنافسة والنقد مع اعتماد التضييق على كل فاعل سياسي أو جمعوي أو اقتصادي يحتمل أن يتحول إلى فاعل سياسي في المستقبل القريب (الاستحقاقات البرلمانية القادمة). ولتمكين القارئ والمتتبع الوقوف على واقع التدبير الحضري بالمدينة ومنطقه الضيق، نضع رهن إشارتهما بعض الحقائق التي تمكنا من استنتاجها من خلال قيامنا بتتبع بعض الأحداث وبعض التصريحات والتحدث مع بعض الفاعلين الذين كانوا معنيين ببعض الممارساتالتي لا تمت بتحمل المسؤولية العمومية بصلة، فبعد الوقوف على مجموعة من القضايا المهمة والتي تم التطرق إليها في مواد سابقة على صفحات هذه الجريدة (تاريخ المنطقة ونشأة سيدي سليمان وما عرفه مجالها الترابي منتطورات سياسية واقتصادية واجتماعية وعمرانية، والبيئة الحضرية خصوصا التعبير عن الخلل الذي يميز تدبير النفايات الصلبة، مع التركيز على وجود نفايات خارج تغطية التدبير المحلي، وطرح تساؤلات بشأن التخطيط الحضري خصوصا مشكل عدم توفر المدينة على مخطط للتهيئة الحضرية، والتدبير السلبي لبعض الملفات ككراء السوق الأسبوعي بالمدينة (انخفاض صاروخي لثمن كراء هذا المرفق والترخيص للمكتري ببدء استغلاله بالرغم من عدم المصادقة على الصفقةمن طرف سلطة الوصاية)، ومعضلة الاحتكار العقاري والمضاربات العقارية وتأثيراتها السلبية على تحسين ظروف السكن الاجتماعي بالمدينة، ومنطق الامتيازات في مجال الخدمات (التموين، تنظيم الحفلات، الاستفادة المؤقتة من الملك العمومي ….الخ)، نعود هذه المرة لطرح ممارسات وتجاوزات أخرى أشد تأثيرا على مسار التنمية في المدينة ومستقبلها كمقر رسمي لعمالة جديدة يفترض أن يتحول ترابها إلى قطب حضري قادر على تأطير المجالات الترابية للجماعات المحيطة بها. وعليه، سنخصص هذا المقال للتطرق لبعض القضايا التي برزت كعنوان لسوء التدبير وكمؤشر على القصور في الرؤيةالتدبيرية وفي الإستراتيجية التنموية:
* تدبير المسبح الأولمبي: مباشرة بعد فتح هذا المرفق بدون اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة وبدون تعيين إدارة كفئة لتدبيره، عرف حالة فوضى عارمة لم يجد أمامها الأشخاص المفوضلهم تدبيره سوى إغلاقه بعد يوم من بث خبر افتتاحه على شاشة القناة الثانية. وفي اليوم الموالي تم استدراك الهاجس الأمني حيث تم تعيين بعض رجالات الشرطة والقوات المساعدة للحفظ على الأمن في مدخله. وبعد أيام منفتحه، شاع في المدينة أن تدبير هذا المرفق لا يحترم المقررات المتخذة بشأن تحديد سومة الدخول للعموم حيث تفشت الزبونية والتمييز في عملية الولوج إليه (تمكين عدد كبير من المواطنين المحظوظين من الاستفادة من خدمات هذا المرفق يوميا وبالمجان،الزبونية السياسية). أما الأمر المقلق حسب تصريح بعض الآباء فيتعلق بصحة المواطنين حيث شاع بالمدينة بعد ذلك انتشار الأمراض في صفوف المستفيدين نتيجة تلوث المياه ووجود خلل تقني يهم تصفيتها؛ ارتفاع درجة الحمى وألم الأمعاء بالنسبة لعدد كبير من المصابين. مع العلم أن امتلاء أحواضه الكبيرة تتم مباشرة من الماء الصالح الشرب في وقت تعاني منه الساكنة من ضعف ضغط المياه الصالحة للشرب في أنابيب منازلها إلى درجة تحول دون اشتعال مسخنات مياه الاستحمام ولو في الطوابق السفليةللمنازل.
 * وجود بعض الأشخاص داخل مصالح البلدية بدون سند قانوني: منهم من عين بناء على اعتبارات شخصية وبدون مراسيم تطبيقية تحدد مهماتهم بشكل مضبوط، ويستفيد أحدهم من امتيازات كبيرة خاصة في مجال التعمير والهندسة المعمارية، والبعض الآخر يتكون من عدد من الشباب الذين شاركوا في دعم الحملات الانتخابية لبعض النخب المتحكمة في السلطة التمثيلية، والذي استفاد بعضهم من الإنعاش الوطني أما البعض الآخر فما زال يتجول بين مصالح الإدارة المحلية ويمارس سلطة المراقبة في بعض الأحيان على الموظفين. وهنا، لا بد أن نذكر أن منطق التدبير البلدي يعاني اليوم وبشكل واضح من غياب تام لتطبيق منطق تساوي الفرص أمام المواطنين خصوصا الشباب العاطل.
* استعمال الضغط للسيطرة على الجمعيات والنوادي المدبرة للرياضات ذات الصلة بالجامعات الوطنية والتضييق على الفعاليات الجمعوية: فبعدما تم لمس الحضور القوي لفعاليات المجتمع المدني في عملية تجديد مكتب جمعية مؤسسات الرعاية الاجتماعية بسيدي سليمان في شهر رمضان السابق، وما وازاه من تنديدبالخروقات المنافية للقوانين الجاري بها العمل في هذا القطاع (الرفع من واجب الانخراط إلى 600 درهم بدون سند قانوني لإقصاء الفعاليات من المشاركة في الجمع العام)، والتي لم تترك للمجلس البلدي في شخص رئيسه سوى حلاستعطاف الحاضرين في الجمع العام «المختزل» لتولية أحد أتباعه مهام مسؤولية نائب الرئيس، تم الضغط بكل الوسائل لتجديد مكاتب باقي الجمعيات بدون إعلان ذلك للعموم. إضافة إلى تجديد نادي الشطرنج بدون جمع عام، ذاع في المدينة أن تجديد مكتبي كل من نادي الكرة الحديدية ونادي حسنية سيدي سليمان لكرة القدم عرف ممارسات لا تمت للمسؤولية السياسية ولا القانونية بصلة؛ بالنسبة لنادي الكرة الحديدية: عرف هذا النادي تألقا كبيرا فيالمنطقة حيث يتوفر على أبطال في المنتخب الوطني ونجوم في عصبة الشمال، وكان يدبر بطريقة ديمقراطية لأن منخرطيه من النخب الرياضية والاقتصادية والثقافية بالمدينة ويتجاوز عددهم 160 منخرط. لكن مع تولي المجلس البلدي الجديد مهام السلطة التمثيلية بدأت المشاكل. وأفادنا أحد الممارسين لهذه الرياضة أن هذه المشاكل استفحلت حدتها مباشرة بعد التدخل المباشر لسلطة البلدية في شخص رئيسها لدعم شخصين موالين لها لتحمل مسؤولية الرئاسة والأمانة. جاء هذا الحدث بعد نشوب صراع بين هذه السلطة ومكتري المقهىالتابعة للنادي خصوصا بعدما شارك هذا الأخير في دعم الحملة الانتخابية للرئيس الحالي للمدينة. وبعد استقالة أخ رئيس المجلس البلدي من مهام رئاسة النادي بعد خلاف مع المنخرطين ورفض مكتري المقهى أداء الديون التي تراكمت عليه لصالح النادي، اتخذ المنخرطون قرار تجديد المكتب مؤيدين بالإجماع أحد الفعاليات المحلية المعروفة في النادي (م. الش.). وعند انعقاد الجمع العام، تفاجأ المنخرطون بحضور رئيس المجلس صحبة مجموعة من الشباب الموالين له حيث تدخل مقترحا شخصين يتولى الأول مهام الرئاسة والثاني مهام الأمين. ومع توالي الضغوط، واشتداد الصراع إلى درجة استخدامالعنف (رفعت دعوة الضرب والجرح إلى المحكمة بعد ذلك اليوم من طرف أحد الضحايا أشدّ نقدا لرئيس المجلس البلدي (إد. الب). ونتيجة لهذا التدخل المتنافي مع استقلالية المجتمع المدني ومع المبدأ الديمقراطي في اتخاذ القرارات، انفجر الجمع العام بدون اتخاذ أي قرار بل بقي المنخرطون متشبثين بقرار دعمهم ل(م. الشر). وأمام هذه المقاومة القوية المعروفة في هذاالنادي الذي يجمع فعاليات متميزة في المدينة، أقدم رئيس المجلس على اتخاذ قرار إغلاق مقر النادي والمقهى كوسيلة للضغط لمدة ثلاثة أشهر مع قطع التيار الكهربائي المضيء للملعب. وبعد هذه المدة، وتحت ضغط تنديدات الممارسين الذين يحبون اللعبة، بادر الرئيس إلى استدعاء الرئيس الشرعي المدعوم من المنخرطين بالإجماع (م. الش) للتفاوض معه حول مناصب المسؤولية التي بالإمكان أن يوليها الجمع العام لأتباعه. ونظرا لمكانة النادي الوطنية والجهوية، عقد جمع عام ثالث حيث تم التصويت على الرئيس المشروع بالإجماع بينما تم تنازل الجمع العام وقبل تنصيب أحد الموالين للرئيس لمسؤولية الأمين والثاني نائبا للكاتب العام وتم تشكيل المكتب من تسعة أعضاء. أما بالنسبة لنادي حسنية سيدي سليمان لكرة القدم، فقد تكرر نفس السيناريو بالضبط. فبفضل دعم أحد الفعاليات الاقتصادية (مقاول)، والذي مول كلمباريات الإياب حسب تصريحه، صعد فريق حسنية سيدي سليمان إلى القسم الثاني هواة. ونتيجة لحضوره الدائم ودعمه المادي المستمر للفريق، تم تقديم وعود صريحة له لتحمل مسؤولية رئاسة النادي في الموسم المقبل 2010/2011. وعلى لسانه دائما، وبعد اقتراب اليوم المعلن لعقد الجمع العام، صرح لنا أنهاستدعي من طرف رئيس المجلس البلدي حيث عبر له عن تشبثه بالرئيس السابق للنادي وهو عضو في المجلس البلدي وموال للرئيس. ومع تشبث المقاول بترشيح نفسه، وهو يبحث عن الآليات لدعم ترشيحه، اكتشف أن بطائق الانخراط تم توزيعها بطريقة لا تخدم النادي وليست في صالح كرة القدم بالمدينة. ومع ذلك، قام بمجهود كبير لمعرفة المنخرطين ودعوتهم لدعمه في الرئاسة (29 منخرط تم اختيارهم بمنطق ذاتي صرف وبسرية كبيرة). وبنفس الطريقة، تمت الدعوة إلى الجمع العام، لكن تفاجأ الجميع بحضور أزيد من 100 شخص، وعمت كالعادة الفوضى وارتفعت أصوات منددة بالتجاوزات والضغوطات والتدخلات اللامشروعة في استقلالية النادي ضدا على قانون الحريات العامة. وصرح لنا المقاول، بقوله إنه تفاجأ في نفس اليوم بتوصله بمكالمة هاتفية من المشرف على» مخبزته»، تخبره أن لجنة من المجلس البلدي جاءت لمراقبة المحل بناء على شكاية الجيران. وكالعادة، ونتيجة للصراعات والمشاجرات التي عمت داخل الجمع العام، تم تأجيله إلى يوم آخر. والغريب هذه المرة، أن السلطة المحلية قامت بمنع دخول الحضور، كما وقع إبان تجديد مكتب جمعية مؤسسات الرعايةالاجتماعية السنة الماضية، وبالاكتفاء بالمنخرطين الذين تم اختيارهم للمشاركة بعد إخضاع عملية التصويت المرتقبة لحسابات دقيقة، حيث صوت على المقاول 13 منخرط، وصوت على الرئيس السابق الموالي للرئيس 16. وأفادنا المقاول أنه لا زال يخضع للضغوطات من أجل الاستسلام والمشاركة في تكوين المكتب الجديد. كما أخبرنا أنه قام بتقديم شكاية إلى الكاتب العام للعمالةفي الموضوع. وأمام هذه التدخلات والممارسات الضاغطة والمضايقات، لا يسع المتتبع إلا التساؤل عن دور السلطة العمومية في مسيرة ضبط الآليات القانونية لتحقيق اندماج فعاليات المجتمع المدني في التنمية المحلية في سياق الانفتاح الديمقراطي والحداثي للبلاد، وعن رهان ارتقاء التمثيلية إلى مهام سياسية نبيلة. إنه وضع مأساوي يتابعه الرأي العام بتحسر شديد لغياباهتمام المسؤول بشؤون المواطنين ولما تعرفه المدينة من أساليب جديدة للضغط كاللجوء إلى استغلال الشطط في السلطة لتصفية حسابات سياسوية ضيقة قد تصل إلى قطع التيار الكهربائي على المرافق وتهديد المصالح الاقتصادية للمنافسين.
وموازاة مع هذا المنطق الجديد، وللأسف الشديد، تعرف المدينة شللا في القدرات الإقتراحية في مجال التنمية بالنسبة للسلطة التمثيلية. لم نلمس إلى يومنا هذا أن أحدا يفكر في تقوية الذوق الفني والثقافي عند الأطفال والشباب من خلال خلق الفضاءات الضرورية، أو يفكر في تطوير الجانب الفني والثقافي من خلال خلق مراكز للتكوين في الموسيقى، والغناء، والفنون التشكيلية، ومراكز للعرض الفني والسينمائي، أو يفكر في ضمان تدبير ناجعومسؤول للمرافق الرياضية ومرافق الترفيه والحيلولة دون تحويلها إلى آلية للشرعية السياسية، أو يفكر في تقوية العمل الجمعوي وضمان استقلاليته واندماجه من خلال تطبيق الديمقراطية بآليات تساعد على عقلنة تدبيرالجمعيات، خصوصا تلك التي تسهر على تدبير مؤسسات الرعاية الاجتماعية والجمعيات الرياضية المرتبطة بالجامعات الوطنية، وتقوية دور دار الشباب ودار الثقافة…الخ. وفي هذا الباب، إضافة إلى مطلب دمقرطة اختيار الأجهزةالمسؤولة على أساس النجاعة والكفاءة والمسؤولية، تحتاج المدينة إلى تعميم النوادي في كل الرياضات المرتبطة بالجامعات الوطنية للجنسين (ذكور وإناث) بما في ذلك العدو الريفي، كرة الطائرة، كرة اليد، الملاكمة، السباحة، كرة المضرب، الفنون الحربية، وإدماج الجمعيات في بلورة وتنفيذ البرامج العمومية… الخ. وختاما، نقول إن مسؤولية تحويل المجالات الترابية إلى مجالات حيوية بالإقليم هي من مسؤولية الدولة والمجتمع في الدرجة الأولىوأن ارتقاء المدينة إلى مقر لعمالة جديدة يجب أن يتحول إلى قاطرة للتنمية وتطبيق القانون. وتتجلى هذه المسؤولية في بلورة الآليات وتفعيلها للوصول إلى مستوى ترتكز من خلاله مقومات السياسة على الإنسان ولصالح الإنسان، يعنى خلق الظروف السياسية الضرورية لتمكين المواطنين من التحكم في مصيرهم بأنفسهم، وأن يختاروا طريقة خلقهم للثورات في الفلاحة والصناعة والتجارةوالخدمات.. الخ.  ثم بعد ذلك تخضع للاستحقاق في توزيعها حتى يستفيد منها الكل. لقد حان الوقت لتدخل السلطة العمومية لكي لا تبقى الثروة وكل الخيرات الاقتصادية والمواقع الاجتماعية حكرا على مجموعة من الأفراد.العلاقات بين الدولة، والنخب، والفعاليات، والمواطنين يجب أن تحكمها القوانين وتجعل من التفويض عبر الانتخاب آلية لدفاع المنتخبين على مصالح المواطنين في إطار احترام مبدأ المساواة بينهم. فصناديق الاقتراع لا يمكن أن تكون شفافة في المستقبل إلا إذا امتلأت باختيارات سياسية حرة، وبالتالي تؤدي نتيجة العمليات الانتخابية إلى انبثاق أجهزة في خدمة المواطن وإقرار مبدأ المواطنة الحقة،  وضمان الحقوق والحريات العامة والخاصة بشكل تحد من الفساد والإفساد والتضليل واستغلال النفوذ العام في العمليات الانتخابية وفي التدبير المحلي الممنهج لصناعة شرعيات سياسية هدامة.
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) كاتب من سيدي سليمان، مهندس إحصائي اقتصادي ومهيء معماري باحث في منطق السياسة المجالية
المدونة: نحيي الأخ الحسين بوخرطة على موافقته نشر موضوعه بمدونة سيدي سليمان، ونؤكد الانفتاح على كل الآراء.
 ولم رغب في المزيد حول مواضيع طرحها الأخ الحسين بوخرطة:
اضغط/ي على كل عنوان ليظهر لك كل موضوع على حدة