الأحد، 7 مارس 2010

دار الضمانة تعيش حدث الترقية إلى عمالة


دار الضمانة تعيش حدث الترقية إلى عمالة
 


 
وزان: محمد حمضي
  سيظل يوم السبت 6 مارس 2010 موشوما في ذاكرة ساكنة وزان. فلم يكن أحد من أهلها يصدق يوما بأن هذه المدينة ذات الحضور الوازن في تاريخ المغرب سيتم إنصافها يوما بعد أن عاشت على مدى قرابة خمسة عقود ضحية مقولة مخزنية تقول:"اتركوا أهل وزان في وزانهم يفعلون ما يشاءون". لكن وهذه شهادة للتاريخ سيشكل الورش الكبير (ورش المصالحة والإنصاف) الذي أطلقه الملك محمد السادس بعد تربعه على العرش المدخل الأول لإنصاف دار الضمانة، عندما اختار زيارتها بعد العقاب الظالم الذي تعرضت له في الماضي، واستجابته لمطالب السكان التي كان على رأسها رد الاعتبار لدار الضمانة من خلال فك ارتباطها عن جهة الغرب، وترقيتها إلى عمالة، وهو الحدث التاريخي الذي عاشته المدينة يوم السبت الأخير.
 وتميزت مراسيم حفل تنصيب السيد محمد طلابي كأول عامل على رأس عمالة وزان بالكلمة الهامة التي ألقاها السيد محمد سعد العلمي الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بتحديث القطاعات العامة.
  فبعد أن ذكر السيد الوزير بأهمية هذا الحدث التاريخي الذي تعيشه المدينة، مؤكدا بأن ترقية وزان إلى عمالة يندرج في إطار سياسة القرب والمصالحة التي ينهجها ملك البلاد ليس على مستوى الإدارة وحسب، ولكن وبالأساس بتوفير شروط ووسائل التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوفير إمكانيات إضافية للاستثمار في إقليم يزخر بالثروات والموارد ظلت على هامش دورة الاقتصاد الوطني.
  وبعد أن استفاض السيد الوزير بالتذكير بمؤهلات الإقليم المستحدث، المتجلية في المؤهلات الاقتصادية الهائلة التي تمتاز بها المنطقة في مجالات الفلاحة والسياحة والصناعة التقليدية، وهي مجالات يمكن أن تلعب دورا استراتيجيا في جلب الاستثمار وتحقيق النماء الاقتصادي وخلق فرص الشغل في وجه شبيبة الإقليم وتحسين مستوى عيش الساكنة.
 وفي ختام كلمته أهاب السيد الوزير بمختلف الفاعلين والمتدخلين والمنتخبين وممثلي المجتمع المدني بوزان بالتعبئة ودعم السيد العامل الجديد الذي يشهد له مساره المهني في سلك السلطة بالانتماء المبكر للمفهوم الجديد للسلطة الذي أطلقه ملك البلاد.
  يذكر بأن حفل التنصيب تميز بحضور كل من والي ولاية تطوان التي ينتمي إليها إقليم وزان، ووالي جهة الغرب الشراردة بني احسن، ورئيس المحكمة الابتدائية بوزان ووكيل الملك بها وشخصيات عسكرية، ورؤساء جماعات الإقليم وممثلي الهيآت السياسية والجمعوية وفعاليات اقتصادية.

الأربعاء، 3 مارس 2010

من أجل مستشفيات بدون رشوة!


من أجل مستشفيات بدون رشوة!  
مبادرة تستحق التشجيع، فهل سيتحقق المبتغى؟ نحيي بالمناسبة الأطباء والممرضين والإداريين من الجنسين الذين لا يبتزون المرضى من أجل الرشوة، ذلك يتنافى مع الروح الوطنية والمبادئ الأخلاقية والطبية… لنحارب كلنا الرشوة.  
ونسجل بإيجاب وضع لائحة للأدوية المتوفرة بالمستشفى، لكن منها ما لا يحمل أي توقيع أو علامة تؤكد إصدار اللائحة عن جهة رسمية.

الأحد، 28 فبراير 2010

تاء التأنيث المتحركةـ: حكايات نسائية عائــــشة غــــيـــــر الشـــقـيــــة


تاء التأنيث المتحركةـ: حكايات نسائية 
عائــــشة غــــيـــــر الشـــقـيــــة

مصطفى لمودن
رغم السنوات التي انقرضت من عمري مازلت أعتقد نفسي بدون تجارب كثيرة، لا يمكن أن أدعي توفري على حِــكـم تصلح لكم، حياتي تمر سريعا… عندما أهرب من الضجيج وأنعزل بنفسي، أتأمل وجودي وكياني وأيامي الخوالي، فتظهر لي كل السنوات التي مضت كسحابة دخان سرعان ما تتلاشى في الفراغ… طفولتي، شبابي، زواجي الأول والثاني، هروبي إلى طنجة… لكن حياتي الجديدة بصخبها وهدوئها لا تمثل شيئا أمام كل ما سبق من عمري، من أيام طويلة تعود لزمن تركته ورائي.
 في الأول، وجدت طنجة غابة بلا نهاية، زحام، بشر كثير وفي كل مكان، ضجيج، ولا من أعرفه… أول خطوة بعد باب محطة المسافرين تقود إلى المجهول، كنت أعرف ذلك، مستقبل مجهول سأساهم في صنعه خير من حاضر وماض يصنعه لي آخرون، كنت أقاد بحبل متين من رقبتي، أسير خلف من يقودني دون معرفة أو تفكير، كلي مكبلة…
   وجدت طنجة عالما رحبا أتاح لي حياة أخرى، تقبلت قساوة الحياة، تقبلت الشقاء والضنك والعيش الصعب، والجري وراء لقمة الخبز بشرف… كل ذلك طعمه أحلى من مرارة أيام خلت…
   كان أبي رجلا طيبا، كان الأقرب إلى قلبي، بخلاف البنات مع أبائهن كنت أجد فيه السامع لحكاياتي، الناصح لي، عبره بدأت أتلمس العالم وأنا أخطو. لم تكن علاقتي على ما يرام مع أمي، كنت غير موافقة على سطوتها وتحكمها في أبي الطيب، كان لا يرفض لها طلبا وهي تستزيد… ولما تعب استولت على كل شيء، وتحول هو من المشرف والمسير إلى طالب للمساعدة والعون، لقد أحاطت به من كل جانب بشبكتها العنكبوتية…
   فضلت أمي أن تزوجني في سن مبكرة، أوامرها لا ترد، توقفت عن الدراسة من الإعدادي، بقيت في البيت أنتظر يوم العرس، اليوم الذي ينتظره الجميع، حاولت أن أفهم، رحت أتذكر كل القصص التي سمعتها عن الزواج والعرسان، قصص حقيقية من لحم ودم، وقصص خرافية من حكايات الجدات… أي عروس سأكون؟ وكيف سيكون زوجي؟ ألبسوني البياض، وأحاطوني بالزغاريد والأهازيج وبعض الأدعية… لكن لم أكن أتصور أن يكون زوجي وحشا ينقض على فريسة مستسلمة، تفاصيل لم أسمع بها في كل القصص السابقة، فهل ستكون حالتي قصة خاصة؟ حكاية جديدة ستنضاف إلى عشرات الحكايات، أم أن المحكي لا يعبر دائما عن الحقيقة، وتكتفي الحكايات غالبا بما هو سطحي.  
  لم يدم زواجي سوى سنة، لم أشعر أنني كنت فعلا زوجة، بل طفلة في عصمة رجل يقولون أنه زوجي، حاكمي، له الحق في أن يفعل بي ما يريد…
  أول ما خرجت من محطة القطار، رأيت الحمالين يتسابقون على حقائب المسافرين، منهم من يقبل أن تحمل حقيبته، ومنهم من يعتذر أو لا يلتفت مطلقا إلى حمال كأنه يستجدي ليحمل الحقائب. سيارات أجرة تنتظر، ثم تغادر مسرعة بعدما تشحن براكبيها، وآخرون يهرولون في كل الاتجاهات بعيدا عن المحطة، أنا وحدي من تسير ببطء…
   لا أعرف أين أتوجه، تحمل يمناي حقيبة صغيرة بها ما خف من ملابسي مع فوطة وبضع صور قديمة، دراهمي معدودات، أغطي رأسي بمنديل قصير، أضع كفي على فمي، كأنني أحبس صيحة استغاثة… وحتى إن طلبت النجدة بصوت عال من سيسمعني، أسير وأسير… تمر السيارات مسرعة، أكاد لا أسمع أي صوت، أحيانا يمر بجانبي رجل أو أكثر، لا أعير أحدا اهتماما لما يقول، منهم من يتفوه بكلمة واحدة، منهم من ينطق بجمل طويلة، منهم من يقف، ينظر إلي ويستمر في مشيه… وأنا أسير..
  كانت أمي سبب طلاقي الأول، قالت أن زوجي غير مناسب لي، لم أعرف في الحقيقة السبب، ربما كانت تلح عليه بجملة مطالب، بدأت أحس مع الوقت تدمره، لعلها أرادت أن تحيط به كما فعلت مع أبي، رفض زوجي إذا الاستلام لها، علما أنه منذ البداية فضل السكن معنا أو هكذا ظهر لي، وربما أمي من سعت إلى ذلك، ضاق ذرعا فطلقني بعد سنة من زواجنا. لم أعرف معنى الطلاق بعدما كنت لا أعرف معنى الزواج، فقط تأكدت من أن زوجي لن يعود إلى المنزل مرة أخرى، هذا ما ذكرته لي أمي.
  أنا أسير بدون تحديد أي اتجاه في شوارع طنجة، رأيت أمامي حديقة صغيرة، توجهت إليها، كانت بها كراسي متناثرة، عليها شباب ذكورا وإناثا، يتحدثون بل يتهامسون، أرى أجسادهم شبه ملتصقة بعضها ببعض، يتحدثون ويلتفتون، كل الكراسي مملوءة، بل محتجزة بالنسبة إلي أنا التي تعبت من المشي، رأيت على الجانب المقابل من الحديقة كرسيا تجلس عليه سيدتان، بجانبهما فراغ يمكن أن يستحمل جسدي المنهك، حييت السيدتين واستأذنتهما بالجلوس.
    زوجي الثاني كان كهلا طلق زوجته وترك طفلين معها، جاءت به أمي، سمعته يقول، هذه هي الزوجة التي أبحث عنها… باركت أمي زواجنا، وهذه المرة انتقلت إلى العيش معه في مسكن اكتراه، حاولت لعب دور الزوجة، أقوم باكرا، أهيئ الفطور، وأقوم بأشغال البيت، وأنتظر عودة الزوج من عمله كل مساء، انقضت سنتان من حياتي دون جديد… قبل أن تطلع الشمس أطرد النوم، الشمس ساطعة وأنا داخل البيت، تغيب الشمس فازحف إلى الفراش وأنام… بعد هذه السنتين قال لي الزوج أنه يريد أطفالا آخرين، يعوضونه على طفليه اللذين تسلمتهما الزوجة الأولى…
 لم ألد، زرنا طبيبا أولا وثانيا وثالثا… تأكدنا أنني عاقر، يا للهول، عاقر! معناه أنني لن أرزق بولد، لن أكون أما، لن أرضع ابني وأحضنه بين ذراعي، لن أمنح الحياة لكائن يتمم مشوار الحياة بعدي… قلت مع نفسي هذا قضاء، لكن الزوج فضل تطليقي. وهكذا كان. عدت إلى أمي في منزلها الذي أصبحت سيدته المطلقة بعد وفاة الوالد… 
    خاطبتني إحدى النسوتين:" هل أنت من طنجة"؟ قلت:" لا، أنا زائرة، جئت إليها اليوم فقط، ولأول مرة.
 قالت الثانية:"هل جئت عند أهل لك؟"، بسرعة أجبت:"لا أعرف أحدا".
 وبسرعة استدارتا اتجاهي في لحظة واحدة، حملقتا في وجهي، وراحتا تتفحصاني، خجلت من نظراتهما فأطرقت إلى الأرض. سمعت إحداهن تتحدث:"مسكينة… كل يوم تحل بطنجة العشرات مثلها"، ثم أضافت موجهة إلي الخطاب:"وأين ستبيتين؟"
دون أن أرفع رأسي قلت:"لا أعرف"، فبادرت إحداهن بالقول:"مرحبا بك لو أردت أن تذهبي معنا، لن يمسك سوء، عندنا بنات في سنك وأصغر منك…"
في الطريق أتممت معهما حديثا كنا قد بدأناه في الحديقة عن حياتي السابقة، قلت لهما: "فضلت أن أغادر البيت على أن أسمع كلام أمي كل يوم، تسب وتلعن باستمرار، تقول لو كان في خير لأقنعت زوجي الأول بالبقاء، ولو كانت في إفادة لكنت قد أنجبت ولدا، لو كان في أي نفع لخرجت من الدار لأعمل، لأحمل معي كل مساء مالا للوالدة، مللت هذه الحياة، كرهت نفسي، وفي صباح باكر جمعت ملابسي وخرجت، فكانت نهاية وجهتي طنجة.
   وجدت أن السيدتين الطيبتين جارتان، تقطن كل واحدة مع أسرتها الطابق الثاني من منزليهما، بينما السفلي تكتريانه لبنات يعملن في معامل النسيج، وقد تعرفت عليهن وتوطدت علاقتنا بسرعة، عرضن علي مرافقتهن إلى العمل فقبلت مسرورة بذلك، أعمل وأكسب رزقي خيرا لي من كل شيء.
  لقد بدأت فعلا حياة جديدة في طنجة، رغم مشاكل العمل وصعوباته، أحصل على مال من عرق جبيني، أدخر قليلا، وأؤدي واجبات الكراء، ونصيبي في المعيشة، أقتني ملابس باستمرار، أعشق الأناقة، كما أعشق القراءة، أصبحت الكتب والجرائد لا تفارقني… على أي لست سعيدة ولست شقية، أعيش والسلام، وأفكر أن أزور والدتي قريبا، لا يمكن أن أفرط في أمي رغم كل ما عملته معي.
ـــــــــــــــــــــ 
 نشرت ب:
ـــــــــــــــــــ
نموذج حكاية ضمن سلسلة تنتظر النشر 

الجمعة، 26 فبراير 2010

المجلس البلدي بسيدي سليمان يلوث أكثر!


المجلس البلدي بسيدي سليمان يلوث أكثر!  

بالصورة يظهر كيف يقوم أحد المستخدمين من المفترض أنه تحث سلطة المجلس البلدي، ينقل ما يجمعه المنظفون بالشارع من نفايات مختلة أغلبها من البلاستيك (اللدائن)، ليلي بها  من أعلى قنطرة وسط نهر بهت…  

وكفى المنظفين والمجلس البلدي شر التنظيف!!!

بعد انحسار مياه نهر بهت جزئيا تظهر كميات كبيرة من بقايا أكياس البلاستيك مرتبطة بأغصان الأشجار، مما يوضح حجم الثلوت الذي يساهم فيه الجميع.

غضب الطبيعة وسوء التدبير الجماعي للمجلس يدفعان ساكنة سيدي يحي الغرب إلى الاحتجاج


غضب الطبيعة وسوء التدبير الجماعي للمجلس يدفعان ساكنة سيدي يحي الغرب إلى الاحتجاج

سيدي يحي الغرب: حميد هيمة
" تحالفت الطبيعة مع فشل التدبير الجماعي  لإلحاق أضرار بليغة بسكان مدينة سيدي يحي الغرب"، الذين خرجوا في مسيرات احتجاجية عفوية لاستنكار ما أسموه ب " تقاعس" الجهات المسؤولة عن دعمهم ومساعدتهم على تجاوز محنتهم. وطالبت فعاليات مدنية من المدينة بضرورة إنجاز " الحاجز/ الحزام الواقي " على المنطقة الفيضية  لتجنب تكرار هذه الكارثة الطبيعية. نقرب القراء من تفاصيل كارثة  الفيضانات بسيدي يحي الغرب والنواحي:
*  غضب الطبيعة على سيدي يحي الغرب :
- اجتاحت السيول الغاضبة أهم أحياء مدينة سيدي يحي الغرب أيام الأربعاء الخميس والجمعة  17-18-19 /02/2010 ، مخلفة خسائر مادية جسيمة همت الممتلكات والمنازل والوثائق ،،، جراء السيول الجارفة للأودية المحيطة بالمدينة (وادي تيفلت، وادي الحيمر، ووادي اسمنطو )؛ التي داهمت معظم الأحياء: فقد حاصرت المياه الغاضبة حي الموظفين ( ديور الباطيمات )، وغمرت المياه  الطوفانية  الطوابق السفلى  مما خلف خسائر مادية بليغة كضياع الأفرشة والوثائق والكتب المدرسية وباقي الممتلكات. و لم يكن وضع حي الوحدة ( التجهيز ) أحسن حالا، فقد أفادت مصادر أن السيول الجارفة ل" وادي الحيمر"  أغرقت أهم شوارع هذا الحي. واقتحمت المياه المنهمرة، دون استئذان،  عدة منازل في الحي المذكور رغم أنه حديث النشأة ، وهو ما يطرح عدة أسئلة على الجهات التي وافقت على  بناء هذا الحي، أواسط تسعينيات القرن المنصرم، في  جزء من مجرى مائي.
و  في تصريحه، أكد فاعل جمعوي أن " الأودية المحيطة بمدينة سيدي يحي الغرب  تحالفت مع فشل التدبير الجماعي  لإلحاق أضرار بليغة جدا بدوار الشانطي (أقدم حي قصديري ) وخصوصا  منطقة المرجة المحادية للمقبرة، حيث غمرت مياه " وادي تيفلت " ، يضيف ( ن – س )، أكثر من (200) براكة؛ فيما تحدث بيان ل " ودادية القاعة السكنية (دوار الشانطي)، نحتفظ بنسخة منه، عن تضرر أكثر من (500) براكة  مع ما ترتب عن ذلك من ضياع وإتلاف  لحاجيات هذه الأسر المعوزة؛ التي اضطرت لقضاء ليلة بيضاء في العراء، حسب بيان صحفي موجه للرأي العام لجمعية " النهضة 1 ". وفي سياق متصل، هاجمت المياه الغاضبة مقر مفوضية الشرطة، واستقرت السيول، بحكم  انحدار طبوغرافية الموضع، في المقر الجديد لسرية الدرك الملكي، كما توضح ذلك الصور التي نتوفر عليها. كما أن " الضحية " الأول لسيول" وادي الحيمر"، خلال كل سنة، سور ثانوية ابن ياسين الإعدادية لم يسلم بدوره رغم أنه أعيد بناؤه أكثر من مرة ،،، وواصلت المياه الهجوم على المؤسسات التعليمية، فقد غمرت ثانوية جابر بن حيان الإعدادية وثانوية ابن زيدون التأهيلية؛ فضلا عن مؤسسات التعليم الابتدائي، الأمر الذي يعني تعليق الدراسة في المدينة و نواحيها.
*   " التقاعس "  في تقديم الدعم والمساعدة للمنكوبين :
- إذا كانت وكالة المغرب العربي  للأنباء قد ذكرت، في قصاصة لها ذات صلة بالموضوع، أن المصالح الجهوية قد اتخذت كل الإجراءات الوقائية على صعيد الجهة للحد من أثار الفيضانات وتقديم المساعدة للمناطق المتضررة "، فإن بيانات المجتمع المدني بمنطقة سيدي يحي الغرب، التي توصلنا بنسخ منها، تنفي نفيا قاطعا أن تكون الساكنة قد استفادت من أية مساعدات، باستثناء الخدمات التي قدمتها الوقاية المدنية للسكان المحاصرين،،، الخ. و(اتهمت) " ودادية القاعة السكنية"، في بيان لها صادر بتاريخ 20 فبراير 2010، " عدم اهتمام المسؤولين المحليين بهذه النكبة، ولم يكلفوا أنفسهم عناء زيارة المكان وتفقد الضحايا". واستغربت الودادية المذكورة، ما سمته في بيانها الأنف الذكر، " للتخاذل والصمت الذي يقابل به دوار الشانطي ". نفس المنحى، اتخذه مضمون بيان " جمعية النهضة 1 "، التي قللت من أهمية تدخل السلطة المحلية؛ لأنه " لا يرقى إلى المستوى المطلوب "، كما يقول نص البيان.
و في اتصال هاتفي، أكد المواطن ( ج – م ) من دوار أولاد بلخير، التابع للجماعة القروية للمكرن ( إقليم القنيطرة)،أن السكان المنكوبين، الذين رحلوا إلى منطقة قريبة من غابة المعمورة بمدخل مدينة القنيطرة، يعانون من الجوع و البرد بعدما " تخلت" عنهم الجهات المعنية حسب تصريح المواطن المشار إليه.
و علمنا في ما بعد، أن هؤلاء المواطنين اتصلوا بالقناة الثانية وفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالقنيطرة لإثارة الانتباه إلى وضعيتهم المأساوية، في أفق إيجاد حل لهم يطوي هذه التراجيديا الطبيعية التي  تتكرر كل سنة، مع ما يترتب عن ذلك من ضياع مزروعاتهم و هلاك ماشيتهم. و تتفاقم أوضاع الدواوير في محيط سيدي سحي الغرب بالنظر للفقر المدقع الذي تتخبط  فيه الساكنة، و بسبب المكونات الطينية للمساكن ( الحمري، التيرس ) التي لا تتحمل الأمطار الطوفانية كتلك التي شهدتها المنطقة مؤخرا.  إضافة  إلى  ضياع المنتجات الفلاحية، المورد الاقتصادي الوحيد،  وانعدام البنيات التحتية الأساسية. وهو ما يجعل الوضع الاجتماعي مرشح للانفجار في أية لحظة.
* احتجاجات عفوية و المجتمع المدني يتضامن مع المنكوبين:
و أمام " عدم اهتمام المسؤولين المحليين بهذه النكبة، خاصة أنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء زيارة المكان وتفقد الضحايا " ، يقول بيان ودادية القاعة السكنية، خرج الضحايا في مسيرة شعبية عفوية من " دوار الشانطي في اتجاه الطريق الرئيسية، ليلة الجمعة 18/02/2010، من أجل إنقاذ المنكوبين والمحاصرين بالمياه التي غمرت " منطقة المرجة ". و في سياق متصل، أفاد  الناشط الحقوقي " أحمد مزيود"، عضو المكتب المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان،  أن ساكنة حي النهضة " المتضررة من فيضانات واد السمنطو وواد الحيمر نظمت  مسيرة عفوية باتجاه مقر قصر البلدية لسيدي يحيى الغرب يوم السبت 20 فبراير 2010 صباحا. وتحولت المسيرة العفوية  إلى وقفة احتجاجية مطالبة السلطات بالتدخل العاجل للتخفيف من معاناة الضحايا " ( أنظر- ي الصورة ).
   و أمام هول الكارثة وحجم الخسائر الناجمة عنها، سارع المجتمع المدني اليحياوي لإعلان تضامنه مع الضحايا، مطالبا بضرورة التدخل العاجل للسلطات المحلية والإقليمية والجهوية للتخفيف من معاناة المنكوبين ودعمهم ماديا ومعنويا حتى يتمكنوا من تجاوز مخلفات الكارثة. وحملت " جمعية النهضة (1)" مسؤولية ما وقع لرئيس المجلس البلدي، الذي قام، حسب بيان للجمعية سبقت الإشارة إليه ،  " بتحويل الغلاف المالي الذي كان مخصصا لإنشاء الحزام الواقي للطريق الدائري للمنطقة الفيضية ؛ لتزفيت حي الفتح " لاعتبارات سياسوية / انتخابوية ضيقة . و شددت الجمعية المذكورة على  ضرورة  ال " تسريع في إيجاد حل نهائي لملف المنطقة الفيضية ،،،  الموجود في رفوف مكتب رئيس المجلس البلدي ومؤسسة العمران ؛ التي تراجعت عن التزامها لإيجاد حلول ناجحة لسكان المنطقة الفيضية " . 
و أخيرا وبعد طول انتظار: " الإفراج " عن المساعدات. 
ذكرت مصادر حقوقية محلية، أن الجهات المسؤولة شرعت في توزيع المساعدات على المنكوبين بمدينة سيدي يحي الغرب  صباح يوم الأربعاء 24/02/2010. ولم تحدد مصادرنا طبيعة وحجم المساعدات المقدمة للمتضررين، كما لم تحدد المناطق والأحياء المستفيدة. يذكر أن منكوبي الفيضانات نظموا عدة  مسيرات  ووقفات احتجاجية  عفوية أو منظمة لاستنكار ما سماه المجتمع المدني اليحياوي " تقاعس" الجهات المسؤولة على تقديم  الدعم والمساعدة  للمتضررين جراء الاجتياح غير المسبوق للسيول للعديد من أحياء المدينة. كما ينتظر أن يصدر الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالمدينة بيانا  في " حدث " الفيضانات وتداعياته، بعد التداول فيه بين أعضاء المكتب مساء يوم الأربعاء 24/02/2010 و الاتفاق على صياغته النهائية. لنا عودة للموضوع بشكل مفصل لاحقا.
ـــــــــــــــ
المدونة: لضعف في الصبيب من المصدر لن نتوصل بعد بالصور

نداء لمساعدة سيدة تعاني شللا وتسكن وحدها


نداء لمساعدة سيدة تعاني شللا وتسكن وحدها

السيدة فاطنة عقة، عجور مشلولة تسكن كوخا وحدها بحي السوق القديم بسيدي سليمان في ظروف صعبة جدا، تطالب بتوفير عيش كريم، في المدينة دار للعجزة، واحدة قديمة تعرف خصاصا كبيرا، وأخرى جديدة كبناية لم تفتح بعد، علمت السلطة المحلية بوضعيتها دون اتخاذ أي إجراء، يرجى مساعدتها في أقرب وقت…


تبكي في الصورة لما طرقنا بابها.

أمام كل هذا النقص في الخدمات الاجتماعية يريد المجلس البلدي برمجة فائض يقدر ب 12 مليار سنتيم في أمور ليست كلها مفيدة للمدينة، كما أشرنا إلى تفاصيل ذلك في موضوع سابق.

إخبار أولي عن تحرك مجموعة حقوقية لرصد وضعية ضحايا الفيضانات


إخبار أولي عن تحرك مجموعة حقوقية  لرصد وضعية ضحايا الفيضانات  
شرعت اليوم مجموعات من مناضلات ومناضلي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في زيارة منكوبي الفيضانات، وذلك في إطار "لجنة رصد وتتبع أوضاع ضحايا الفيضانات"، اللجنة التي كنت فيها زارت حي أولاد مالك، منازل هدمت وأخرى غير صالحة للسكن في حي صفيحي متزاحم تنعدم فيه متطلبات العيش الكريم، أزيد من 700 دار بحي السوق القديم حسب السكان، هناك من سجلته السلطة كمتضرر وآخرون لم توافق على تسجيلهم بمبرر صلاحية المنزل للسكن!ويظهر أن الحي بمجمله غير صالح للسكن، في وسطه مجزرة مهترئة تتسبب في روائح وقاذورات وتلوث مستمر، بل يتسرب جزء من ذلك إلى منزل مجاور سكانه يعيشون الجحيم باستمرار، من سكان نفس الحي من انتقل إلى ملجأ "كوريال" بشكل مؤقت، ومن ضمن هؤلاء السكان ضحايا تعسف أحد رجال الشرطة الذي ضربهم أثناء وقفة سلمية قاموا بها مساء الأربعاء 24 فبراير، هذا الشرطي من تلقاء نفسه وبخلاف زملائه ضرب الكثير من المحتجين، لدينا أسماءهم، وقد اتصل مكتب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بعميد الأمن المحلي حول ذلك، أكد هذا الأخير بأن مثل هذا التصرف لن يتكرر، لكن يجب ترتيب جزاءات عن كل مخالفة كهذه.
أخطر حالة صادفناها أثناء رصدنا لوضعية الحي الذي قصدناه، هو وجود عجوز مقعدة في كوخ وحدها في ظروف لا إنسانية، اسمها فاطنة عقة حي السوق القديم سيدي سليمان، وقد علم بوضعيتها المسؤول الأول عن المنطقة، لكنه لم يقدم لها أي مساعدة، في حوارنا معها، هي تطالب بعيش كريم وهي تبكي، الجيران من يقدم لها مساعدات… حالات إنسانية كثيرة تلخص مستوى البؤس والمعاناة التي يعيشها عدد من المواطنين، نتوفر على كم من المعلومات حول ذلك، مكتب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان من يحق له التصرف فيها بالطريقة المناسبة، كل لجنة تعد تقريرا يعرض في  اجتماع اللجنة، ويستمر العمل والرصد…
للتذكير كان مقررا إيجاد حل لكل أحياء الصفيح بسيدي سليمان منذ مدة، وكانت سنة2004 تاريخا لإعلان نهاية هذا الوضع المحزن والبئيس، الآلاف يقطنون في ظروف لا إنسانية، في دوار الجديد، أولاد مالك، أولاد الغازي… تأخر ذلك لعدة أسباب، منها ما يعود للمجلس البلدي السابق ومنها ما يعود لمختلف الأجهزة سواء الإدارة الترابية ووزارة السكنى والتعمير.
والغريب أن لا مسؤول حكومي فكر في تفقد المنكوبين أو زيارتهم في الملاجئ أو بقراهم المحاصرة… أما من يسمون ممثلي السكان في البرلمان و"المجالس المنتخبة" فتلك حكاية أخرى لا تستحق حتى الحديث عنها.  

الأربعاء، 24 فبراير 2010

الفيضانات بالغرب كارثة بكل المقاييس احتجاجات المتضررين


الفيضانات بالغرب كارثة بكل المقاييس 

احتجاجات المتضررين

 

إحدى القرى محاصرة بالمياه (الكبارتة)

كارثة بكل المقاييس في منطقة الغرب لم يسبق لها مثيل حسب ما يذكره الشيوخ
الفيضانات غمرت كل شيء، قرى بأكملها، لقد لعبت السدود دورا سلبيا في ذلك، فاض الماء من فوق حاجزوها وأطلقت حقينتها، فحلت مياه لم ير أحد مثلها من قبل..
سكان بدون مساعدة، مواشي نفقت أو بدون أكل، منازل تهدمت، طرق مقطوعة، بنية
خربت… لماذا لا تخبر الحكومة الرأي العام بالحقيقية؟ لماذا لا تعلن حالة
النكبة والكارثة بشكل رسمي؟ لماذا لا يتلقى المغرب مساعدات أجنبية؟ وهو من يمنح مساعادتات في إطار العلاقات الدولية لكل من أصابته كارثة، وكان آخرها هايتي.. 


قرية سيدي حكوش محاصرة


استعمال عبارة بدائية لحمل التبن للمواشي من الطريق إلى القرية أمام غمر المياه للقنطرة بسيدي حكوش

 جولة قصيرة صباح اليوم الأربعاء 24 فبراير في محيط سيدي سليمان القريب تبين حقيقة الوضع الذي يطلع عليه بعض المسؤولين عبر طائرات؛ المياه في كل مكان… غرم بداية انحصارها جزئيا، لكنها ما تزال تمثل خطورة كبيرة. 

الفيضانات في كل مكان
طريق مقطوعة من مخرج سيدي سليمان، مخالفة ذلك خطورة بالغة

بصعوبة تتلمس الطريق، أو ما تبقى منها

نلاحظ طائرات هيلوكبتر تحلق بين الفينة والأخرى، وقد صادفنا في طريقنا سكان قرية الكبارتة من إقليم سيدي قاسم جماعة دار العسلوجي متوجهين بشكل جماعي عبر مقطورة جرار إلى عمالة سيدي قاسم ليشتكوا من الإهمال الذي لاقوه حسب قولهم، وقد علمنا منهم أن جزء من القرية غمرته المياه، وتهدمت أو تضررت 50 دارا من مجموع 250 المتواجدة بالقرية، وأصبحت القرية محاصرة، ولم نستطع الوصول إليها بسبب جرف المياه لجزء من الطريق. 


 سكان قرية الكبارتة في طريقهم إلى عمالة سدي قاسم لتبليغ شكاياتهم جراء إهمالهم (30كيلوكتر)

الأسر التي تهدمت منازلها تفرقت على الأقارب ومحسنين من نفس القرية، وهناك من سكن في مدرسة القرية، وهناك من انتقل للإقامة في المركز الفلاحي المجاور على بعد 2 كيلومتر، وأسرة واحدة بنت خيمة من البلاستيك في طريق محاذية لقرية على علو قريب من الماء الذي يحيط بها من كل جانب، بعدما غمر الماء المسكن كله.

ويعتبر السكان أن المشكل يمس بشكل خطير كذلك المواشي التي تمثل مصدر رزقهم، فهي بدون غذاء، الكلأ مغطى بالمياه أو جرفته أصلا، أصبحت رزمة التبن (بالة ) تقدر ب20 درهما، بحيث يجوب بها تجار على شاحناتهم مستغلين الفرصة لجني الأرباح. وأكدت سيدة من نفس القرية تحدثنا إليها أنهم افتقدوا الدقيق وقنينة الغاز للطبخ، وقد زارهم البارحة الثلاثاء قائد الحوافات ورئيس جماعة دار العسلوجي وهو في نفس الوقت نائبا برلمانيا، لكن لم يتم تقديم أي مساعدة لمتضررين، وهو مادفعهم إلى تنطيم مسيرة جماعية إلى مقر عمالة الإقليم، لا نعرف لحد الآن إلى أين وصلوا. 

وفي اتصال عبر الهاتف قبل قليل ذكر أحد السكان من جماعة أولاد احسين أن سكان من قرية البحارة والعزابة سيتوجهون جماعة على الأقدام لتبليغ شكاياتهم جراء إهمالهم وعد تقديم أي مساعدة لهم.

من جانب آخر يشتكي البعض من قلة المساعدة الممنوحة، ومن الأحداث التي قد تنجم بين المتضررين  بسبب عدم كفاية المساعدات، وقد تعرض علال الصلحاوي مستشار جماعي  بقرية العروسيين إلى الضرب، ونقل إلى المستشفى، ويطالب مستشار قروي من جماعة أولاد احسين نفسها محمد الرامي بمنح ما يكفي من مساعادت للمتضررين من قرية أولاد عقبة، فقد قال أنها فقط في 300 حصة، بينما ما يحتاجونه هو 370، ولذلك فهو يخشى من رد فعل الباقين.. وفي القليعة الحصص المقدمة 300 المتبقي 20.

في سيدي سليمان فتحت السلطات من جديد ملجأ كوريال (مؤسسة اقتصادية خاصة) لإيواء المتضررين من المدينة، ونقل سكان آخرون من جماعات القصيبية وغيرها إلى سيدي يحيى..

باختصار كارثة غير مسبوقة ضربت منطقة الغرب.   

أضافة: في حدود منتصف نهار اليوم احتجاجات متضرين من قرى تابعة لجماعة أولاد احسين بسبب عدم تلقيهم مساعدات، خاصة من قرية العزابة والبحارة سبو..

الثلاثاء، 23 فبراير 2010

الرأي الأخر: قرار غريب في ظل الكارثة


الرأي الأخر:

قرار غريب في ظل الكارثة

الحسين الإدريسي
    استغربت مدينة سيدي سليمان من قرار تأجيل عقد اجتماع المجلس البلدي في دورته العادية  يوم الثلاثاء 23 فبراير 2010 بقاعة الخزانة البلدية وذلك باقتراح من السلطات المحلية على لسان  باشا المدينة، على خلفية حلول كارثة الفيضانات بالمدينة وضواحيها. السؤال المطروح هل من تناقض في معالجة الشأن المحلي للمواطنين ومواجهة الكارثة في نفس الآن؟
    تعرضت المدينة للفيضانات ابتداء من ليلة الخميس المنصرم 18 فبراير لتغمر مياه واد بهت حي خريبكة والقرية… ولتتسبب في تهديد أوسقوط دور بأولاد الغازي وبالسوق القديم…
   المعلومات المتوفرة تشير إلى استحالة المكوث بغالبية الدور القريبة من النهر،  فهي آيلة  للسقوط كمخلفات لفيضانات السنة الماضية، مئات العائلات مشردة بدون مأوى ولا غطاء ولا تغذية ولا إغاثة، اللهم  إحضار مكثف لقوات أمنية  إلى الأماكن المعتبرة كنقط "سوداء" بالمدينة، فإلى حدود ليلة الاثنين تم تسجيل شخصين ضمن المفقودين، اعتبرت السلطات أن الوضع لا يدعو إلى الكثير من القلق، بل أن منسوب المياه سينخفض في الساعات القلائل القادمة، هذا عقب إقناع سكان السوق القديم بالرجوع إلى دورهم المغمورة أو الآيلة للسقوط، وذلك بعد تنظيم وقفة احتجاجية في عز الليل أمام مقر العمالة.
وبعد افتتاح جلسة الخاصة بالجماعة الحضرية صبيحة يومه الثلاثاء 23 فبراير، يقترح باشا المدينة تأجيل أشغال المجلس نتيجة  للأوضاع الاستثنائية التي حلت بالمدينة،  والحال أن الوضع الكارتي يتطلب انعقاد أكثر من دورة للمجلس البلدي – كما عبر عن ذلك بعض المستشارين- لمواجهة القضايا الخطيرة التي تعيشها المدينة، بما فيها مخلفات الفيضانات… ومع ذلك تفاعلت غالبية المجلس البلدي ايجابيا مع مقترح السلطة المحلية،  لتوضع القضايا الواردة في جدول الأعمال في الرف…
  انه فعلا لمنطق غريب هذا لما تفصل قضايا المواطنين عن قضايا المواطنين، التي تتطلب بدون شك حلولا مستعجلة ومندمجة، تجعل من وأولويتها المواطنة والعيش الكريم، بدل الهروب إلى الأمام  والاختفاء وراء الصعوبات والطوارئ.. و بعد هذا القرار هل ستعلن السلطات مدينة سيدي سليمان و ضواحيها منطقة منكوبة؟ أم  أنها ستركن إلى التسويف وإلى التطمين،  بدل فتح المآوي للمنكوبين (رغم ملحاحية هذا الإجراء الظرفي) والتدخل العاجل لنقل النساء اللواتي في حالة صعبة إلى المستشفى، وتمكين المتضررين من الأغطية و الغذاء… ضمانا للسلامة البدنية والنفسية..
وعلى كل حال فإن المدينة تمد يدها إلى السلطات والمنتخبين والمجتمع المدني لمواجهة الوضعية الاستثنائية  في إطار المسؤوليات وفي ظل الحق والقانون.
سيدي سليمان في  23 فبراير 2010

تأجيل دورة فبراير للجماعة الحضرية بسيدي سليمان


تأجيل دورة فبراير للجماعة الحضرية بسيدي سليمان
المستشارون يذعنون لاقتراح سلطة الوصاية  
اجتماع المجلس بالخزانة البلدية
ما كادت تنطلق أشغال دورة فبراير للجماعة الحضرية بسيدي سليمان كما كان مقررا يوم الثلاثاء 23 فبراير 2010 (اضغط)، حتى أجلت بعد نقاش قصير، فقد تدخل باشا سيدي سليمان لينقل للحاضرين رغبة سلطة الوصاية التي يمثلها بقاء الدورة مفتوحة كما ينص على ذلك الفصل 58 من الميثاق الجماعي، الذي يخول لهذه السلطة الإبقاء على الدورة مفتوحة لمدة خمسة عشر يوما بمبرر الفيضانات التي تضرب سيدي سليمان… وقد حاول بعض المستشارين إبداء وجهة نظرة "معترضة" من أجل بدء الأشغال، ويمكن لسلطة الوصاية بعدها تأجيل بقية الدورة، وذكّر آخرون بالظروف الصعبة التي تعرفها كثير من أحياء المدينة جراء الفيضانات، بينما لم يفعل المجلس البلدي أي شيء حسب أحد المستشارين من المعارضة، واقترح آخر تخصيص دورة استثنائية خاصة بالفيضانات، وفي معرض مناقشته حرص أحد المستشارين على شكر رجال السلطة على "مواكبتهم للفيضانات"، بينما المجلس لا يتحرك لمعالجة مخلفات الفيضانات حسب مضمون كلامه، واعترض ضمنيا متدخل آخر على ذلك، قائلا "إن الوسائل التي تتوفر عليها السلطات لا نتوفر عليها نحن" (يقصد المجلس البلدي)…
وقبل رفع الجلسة ووسط جلبة من الأصوات المتصاعدة بالكاد سمع الحاضرون  المتواجدون في القاعة القرار الذي نطقه الرئيس القاضي بتأجيل الدورة إلى موعد لم يحدد. 
أثناء رفع الجلسة والنطق بالقرار النهائي هناك من رفع يده مصوتا ومن يريد مداخلة، ومن ظل صامتا بدون حركة!
قرار تأجيل الدورة في هذه الظروف الصعبة التي تعرفها المدينة، اعتبره البعض من مواطني سيدي سليمان الذين تحدثنا إليهم إذعانا لسلطة الوصاية التي هي من كانت وراء التأجيل، وبذلك أبعد ممثلو السكان عن اتخاذ قرارات مناسبة لصالح المدينة التي تعرف أحياء منها أضرارا مختلفة، منها سقوط منازل، وتحويل أسر منكوبة مرة أخرى إلى ملجأ "كوريال" (مؤسسة صناعية) دون اتخاذ إجراءات ناجعة تقطع بشكل نهائي مع كارثة الفيضانات. 

جانب من الحضور الذي جاء لمتابعة الدورة
ومساء هذا اليوم فقط شكل المجلس البلدي لجنة من مختلف التشكيلات الحزبية للقيام بجولة في الأحياء المتضررة!   

الاثنين، 22 فبراير 2010

نداء استغاثة من سيدة مسنة تائهة في سيدي سليمان


نداء استغاثة من سيدة مسنة تائهة في سيدي سليمان   
  
خيرة النو من قرية أولاد عبد الصادق بجماعة دار بلعامري
أثناء تجميعنا للأخبار المتعلقة بالفيضانات بسيدي سليمان في إطار مهمتنا الحقوقية والإعلامية التطوعية، وأثناء الحديث مع مواطنين وقفت وراءنا سيدة مسنة، وهي تتساءل عن صحفي أو مثل أي وسيلة إعلامية، فسألناها عن السبب، لتنطلق في شكاوى حول معانتها هي وأسرتها من الفيضانات الحالية.
اسمها خيرة النو من قرية أولاد عبد الصادق بجماعة دار بلعامري، على بعد أزيد من 10 كيلومترات عن سيدي سليمان، تقول أن منزلها يغرق، ولم تقدم لها أي مساعدة، وأن أحد جيرانها يمنع جرافة من الوصول إلى بيتها، يقطن معها ابنها محمد النجاري، فلما سألناها عنه وعن دوره فيما يحصل، ذكرت أنه لا يرغب في تقديم أي طلب من اجل المساعدة لأنه يعتقد أن لا أحد سيستجيب، بينما لها أبناء آخرون بورزازات حسب قولها، وجوابا عن مختلف أسئلتنا لها، ذكرت أنها اتصلت بالمسؤولين في المدينة وكل واحد يحيلها على جهة أخرى. لتذهب في الأخير جهة البلدية حيث توجد "خلية أزمة" لمتابعة أوضاع الفيضانات.
لقد أشار آخر بيان للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان في موضوع الفيضانات بضرورة تقديم الدعم النفسي للمتضررين، ولم يكن ذلك اعتباطا، بل حاجة ملحة.
كما أن على "خلية الأزمة" أينما كانت أن تتكفل بكل مواطن يطالب بالمساعدة، وهو نفس المطلب تجاه كل المسؤولين، وكذلك المواطنين، إذا لم يكن التضامن في هذه المراحل الحرجة فمتى سيكون ذلك؟

En cette nuit du jeudi, Beht mence


En cette nuit du jeudi, Beht mence

 
HOUSSAINE IDRISSI
         Et encore l’oued beht se manifeste par sa menace aux habitants de Sidi Slimane. Vers 23 heures  ( 18 février )déjà l’information circule: les portables sonnent ;les veilleurs de nuit bougent  la sécurité  se mobilise. Tout le monde se précipite vers le pont de l’oued pour observer la montée des eaux suite aux pluies qui ne veulent pas s’arrêter et suite à l’ouverture des vannes du barrage d’ el Kensara.Déja des signe avant coureurs d’une catastrophe se font remarquer :des maison se trouvent dans l’isolement inquiétant ;des femmes enceintes ou en accouchement prématuré demandent secours  les riverains de l’oued les plus menacés crient leur detresse.Il ne faut pas que la catastrophe de l’année dernière s’installe de nouveau .                                                   
            Presque minuit les menaces sont sérieuses .Des femmes du douar Ouled el Ghazi prennent contact avec les autorités  et les représentants du conseil municipal .Aller voir sur place s’impose .Du coté des maisons plus que quelques mètres pour que les eaux de l’oued arrivent au seuil des habitations déjà touchées partiellement par la montée des eaux dans l’obscurité .L’ordre a été lancé de quitter les lieux et de passer la nuit ailleurs chez les proches parents ou chez des voisins loin de la menace. Aucune alternative n’est donc prévue  officiellement ! les citoyens  démunis restent sur leur faim et sur le qui vive .Leur sort est entre leurs  mains après tout conclut –on! Et pour endiguer les eaux montantes les autorités ont monté un "mur" de sacs de sable (50 à 80 cm de hauteur sur une vingtaine de mètres) de quoi berner les esprits et la nature. On n’est jamais au rendez vous avec les événements ce qui impose les palliatifs .Anormal  bien qu’on chante  la bonne gouvernance. Et  c’est justement la gouvernance qui est mise en question  en rapport avec les responsabilités  bien  accouchées  sur  papier .le laisser aller reste de rigueur pour l’instant   en attente de  l’inconnu . L’eau continue de monter ; beht en temps de sécheresse comme en temps de pluie  ne cache  jamais ses menaces pour les soulimanis  .N’est il temps  de s’attaquer sérieusement  à ses menaces.

18-02-2010
SIDI SLIMANE 


En cette nuit du jeudi, Beht mence


En cette nuit du jeudi, Beht mence

 
HOUSSAINE IDRISSI
         Et encore l’oued beht se manifeste par sa menace aux habitants de Sidi Slimane. Vers 23 heures  ( 18 février )déjà l’information circule: les portables sonnent ;les veilleurs de nuit bougent  la sécurité  se mobilise. Tout le monde se précipite vers le pont de l’oued pour observer la montée des eaux suite aux pluies qui ne veulent pas s’arrêter et suite à l’ouverture des vannes du barrage d’ el Kensara.Déja des signe avant coureurs d’une catastrophe se font remarquer :des maison se trouvent dans l’isolement inquiétant ;des femmes enceintes ou en accouchement prématuré demandent secours  les riverains de l’oued les plus menacés crient leur detresse.Il ne faut pas que la catastrophe de l’année dernière s’installe de nouveau .                                                   
            Presque minuit les menaces sont sérieuses .Des femmes du douar Ouled el Ghazi prennent contact avec les autorités  et les représentants du conseil municipal .Aller voir sur place s’impose .Du coté des maisons plus que quelques mètres pour que les eaux de l’oued arrivent au seuil des habitations déjà touchées partiellement par la montée des eaux dans l’obscurité .L’ordre a été lancé de quitter les lieux et de passer la nuit ailleurs chez les proches parents ou chez des voisins loin de la menace. Aucune alternative n’est donc prévue  officiellement ! les citoyens  démunis restent sur leur faim et sur le qui vive .Leur sort est entre leurs  mains après tout conclut –on! Et pour endiguer les eaux montantes les autorités ont monté un "mur" de sacs de sable (50 à 80 cm de hauteur sur une vingtaine de mètres) de quoi berner les esprits et la nature. On n’est jamais au rendez vous avec les événements ce qui impose les palliatifs .Anormal  bien qu’on chante  la bonne gouvernance. Et  c’est justement la gouvernance qui est mise en question  en rapport avec les responsabilités  bien  accouchées  sur  papier .le laisser aller reste de rigueur pour l’instant   en attente de  l’inconnu . L’eau continue de monter ; beht en temps de sécheresse comme en temps de pluie  ne cache  jamais ses menaces pour les soulimanis  .N’est il temps  de s’attaquer sérieusement  à ses menaces.

18-02-2010
SIDI SLIMANE 


SIDI SLIMANE : LE ROULEAU COMPRESSEUR SILENCIEUX DES INONDATIONS


SIDI SLIMANE : 
LE ROULEAU COMPRESSEUR SILENCIEUX DES INONDATIONS

Par  IDRISSI HOUSSAINE

         SIDI SLIMANE  est attaqué par la montée des eaux .La crue de beht est entrée en scène cette année en retard dans le cadre des inondations qui ont touché  presque tout le Gharb .Les eaux de Sebou ont en plus de 10 jours causé des ravages  au niveau  des points névralgiques de notre plaine qualifiée de Californie du Maroc de par sa fertilité et son climat. Les estimations officielles parlent de milliers d’hectares envahis par la crue , de cultures dévastées ,du bétail noyé et des pertes humaines sont à déplorées .Bref cette année la catastrophe a commencé sur les périphéries de Sebou .
Menaçant dés le jeudi passé Beht attaque. La montée des eaux est à son maximum en extension comme en hauteur .Les eaux font leur entrée triomphale dans les habitations et les boutiques au quartier Khouribga bravant les minis obstacles de sacs de sable établis  hâtivement et pour l’occasion .Les maisons épargnées  l’année dernière  à Ouled El Ghazi sont touchées pour être abandonnées  sur ordre des autorités par crainte du pire .La situation est  inquiétante .La colère se lit sur les visages .La menace s’alourdit  comme les doléances d’ailleurs les ONG pensent déjà l’avenir et l’action adéquates.
Dans la banlieue de sidi Slimane la situation parait plus critique .Les informations qui nous parviennent mettent en exergue des cas déplorables comme résultats   de l’extension  indomptable des inondations : plus  de dix douars ont été cernés  et isolés par les eaux ,on cite KLIAA,LAARUSSIINE,EL AZZABA,EL HAKMYA ,EL OUARGA,ERZAGLA, BEHARA SEBOU .Au douar KLIAA on parle  même d’habitations en pisé qui se sont effondrées et quelques 40 familles demandent secours, mais en vain  et prennent comme abri la petite mosquée du douar .
Désolation  et  isolement   campent  dans presque la totalité des douars  en attente des interventions  officielles , des secours de première nécessité :médicaments , nourriture ,couvertures et principalement solidarité agissante , réconfortante et profondément humaine .C’est toute la responsabilité humaine et humanitaire qui doit être en première ligne pour venir en aide aux sinistrés des inondations .Les appels de détresse de ces femmes enceintes ,des ces petits et petites qui tremblent de peur et de froid  méritent bel et bien notre attention ! Et ces vieux et vieilles hagards scrutent l’horizon sombre espérant peut être un petit feu ou un petit mot de vie et d’espoir. Les autorités administratives et communales, toutes fonctions  et niveaux confondus, doivent agir et vite  pour éviter le pire car des vies  humaines sont en danger, à coté de tout l’écosystème au GHARB, devant le rouleau compresseur des crues de Beht et de Sebou.
Sidi Slimane  le 20-02-2010
IDRISSI HOUSSAINE
idrissidaho@hotmail.fr