الرسالة وصلت إلى المدونة
فهل ستصل إلى المعنيين؟
صرخة تلميذ من إعدادية السلام
أحيانا تتوصل المدونة برسائل تحمل شكرا أو اقتراحا أو أي شيء آخر، إلا أننا توصلنا عشية الثلاثاء 30 أكتوبر برسالة، اعتبرتها شخصيا ذات وقع مذوي، وهي من تلميذ يتابع دراسته بإحدى الإعداديات بسيدي سليمان، تحمل شكوى من مشاكل بسيطة الحل، لكنها بالنسبة لطفل كالجبل الذي لا يتزحزح، تعني بالنسبة له ولآخرين طبعا إهمالا لا مبرر له، وهو أقل ما يمكن أن ننعت به المشكل.
كل وسائل الإعلام لا تعتمد الرسائل المجهولة الهوية مصدرا للخبر فبالأحرى اعتمادها كوثيقة فيها نوع من "الاتهام"، لكنها قد تعتبر حافزا على التقصي.
تتضمن الرسالة اسما كاملا لست أدري هل هو حقيقي أم مستعار، كتبه صاحبه بالحروف اللاتينية، ( أ.ح.)، كما كتبت الرسالة بنفس الحروف لكن على طريقة الدردشة، حيث دفعت الحاجة المدردشين "لإبداع" حروف تعوض ما لايوجد في العربية، كرقم 3 الذي يعني حرف العين، ورقم 9 الذي يعني القاف… ! المهم يقع التواصل، وتُستخدم الشبكة العنكبوتية في مكان لايفيد كثيرا، وطريقة الكتابة لا تنمي أية مهارة، ولا يكتسب منها مستعملها إضافات على مستوى اللغة، سواء العربية أو الفرنسية، وهذا موضوع آخر على المؤسسات التعليمية أن تكون السباقة لمعالجته، وأنا أتساءل فقط لماذا ليس لهذه المؤسسات مواقع إلكترونية على الأنترنيت للتعريف بها وللتواصل؟
أعود لنص الرسالة، صاحبها يتحدث في غضب، وكأنه يحاسبنا نحن في هذه المدونة على إهمال مشكلته ، أو مشكلتهم جميعا، ونتطرق لمواضيع أخرى ليست ذا أهمية بالنسبة له، وأنا أتفق معه على طول الخط، إذا لم أكن في هذه المدونة أكتب ما يفيد، فمن الأحسن أن أغلقها، أو أغير عنوانها الذي يوحي بالاهتمام بسيدي سليمان، سأعرض نص الرسالة، لكن بتحوير في بعض الكلمات الدارجة إلى العربية الفصحى، وأخرى أحتفظ بها كما هي ، تقول الرسالة المختصرة:
" اكتب، قل لهم، يكادوا لينا كوليج السلام، راه فيه مرحاض خانز+ الزجاج مهرس + ما كاين رياضة، اعطينا اشوية اهدر معاهم".
أولا أحيي التلميذ على رسالته ومطالبه البسيطة الواضحة.
ثانيا نُذكر الجميع أن الإعلام ليس سلطة تأمر وتنهي وتنفذ المشاريع، إنه يوضح وينشر الأخبار ووجهات النظر… أما أصحاب القرار فهم أشخاص وسلط أخرى، بما فيها المعنيون بالأمر حينما يتنظمون في أحزاب ونقابات وجمعيات للدفاع عن أنفسهم، والمساهمة من جانبهم.
ثالثا يحق لنا أن نتساءل عن مستوى الخدمات والتجهيزات المتوفرة في مؤسساتنا التعليمية عامة، وعن دور المسؤولين في المتابعة اليومية لوضعية كل مؤسسة، سواء الموظفون والإداريون وجمعيات الآباء…
رابعا نتساءل عن مستوى الحوار الذي من المفترض أن يجري باستمرار بين جميع الفاعلين بالمؤسسة، بما فيهم التلاميذ الذين يجب أن يتحملوا مسؤوليتهم بدورهم في الحفاظ على مؤسستهم التعليمية، وتحسين فضائها.
في حالة إعدادية السلام، أنشر نص الرسالة وأنا متحفظ على محتواها، رغم أنني لا أكذب طفلا في هذه الحالة، وأخبر المسؤولين عن نفس الإعدادية من هذا الموقع استعدادي لزيارتها، ونشر كل المجهودات التي تنجز هناك، سواء بالكتابة أو بالصور.
ختاما نقول لنجعل الحوار المتبادل السائد باستمرار، ونشرك الجميع في تحمل المسؤولية
مصطفى لمودن